صحيفة إسرائيلية: هذه سيناريوهات التصعيد المحتملة بين أمريكا وإيران

12

طباعة

مشاركة

تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عما إذا كانت الحرب بين واشنطن وطهران في الأفق، خاصة مع زيادة الأولى لعتادها العسكري بمنطقة الشرق الأوسط، وإعلان الثانية نيتها التنصل من بعض بنود الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015.

واستطلعت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها، آراء مجموعة من الخبراء حول هذه المسألة للوقوف على طبيعة الموقف الراهن، فقد أكد جوناثان شانزر، نائب رئيس البحوث في مركز أبحاث مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، أنه "لا يرى المواجهة العسكرية المباشرة خيارا".

طريقتان لمحاربة أمريكا

ونقل شانزر عن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق هربرت ماكماستر، قوله: إن "ثمة طريقتين لمحاربة أمريكا. واحدة غير متكافئة، والثانية غبية. بعبارة أخرى، هناك طريقة واحدة لمحاربة الولايات المتحدة في هذه المرحلة. وذلك من خلال الإرهاب والتمرد. فكرة أن إيران سوف تدخل مواجهة مع الولايات المتحدة في نزاع تقليدي ليست فكرة جادة".

ونوه الخبير الأمريكي إلى أن "إرسال حاملة طائرات إلى الخليج يهدف فقط إلى إرسال رسالة"، مضيفا: "عندما يتحدث جون هنتسمان سفير الولايات المتحدة لدى روسيا عن حاملة طائرات، فإنه يُطلق عليها دبلوماسية المائة ألف طن. عندما تضع هذا الأمر ضمن اللعبة، فإنه يغير الطريقة التي سيرد بها خصمك عليك. سيكون أكثر خوفا، وهذا ما نسميه الرافعة. والأمل هو أن ينطبق ما نتحدث عنه على هذه الحالة، بين الضغط المالي ونشر القوة لا للقتال، ولكن بهدف التأثير، حيث يمكننا البدء في رؤية التغييرات".

من جهته، عبّر إيلان غولدنبرغ، مدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، عن مشاعر مماثلة. وقال للصحيفة: "لا ينبغي لنا أن نتوقع حدوث أزمة فورية، لكن إيران ستزحف مرة أخرى ببطء نحو إنتاج سلاح نووي".

وأردف: "هذا يتسق مع ما كان عليه الحال قبل خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي)، وما كانوا عليه منذ سنوات – تحقيق تقدم ببطء، مع تجنب أسوأ عواقب المجتمع الدولي".

ووفقا لجولدنبرغ، فرغم أن "خطر المواجهة العسكرية موجود، إلا أنه مبالغ فيه من وسائل الإعلام".

وتابع: "في الأساس، لا أحد يريد فعلا صراعا عسكريا مباشرا. أعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون على ما يرام إذا قاد الأمريكيون هذه المهمة، وأعتقد أن ترامب سيكون على ما يرام إذا قاد الإسرائيليون هذه المهمة، لكنني لا أعتقد أن نتنياهو أو ترامب يريدان أن يكونا وحدهما في صراع كبير مثل هذا. لا أحد يريد الحرب. لكن هذا لا يعني أن الحرب لن تحدث بطريق الخطأ".

ما البديل عن الحرب؟

وأتبعت الصحيفة الإسرائيلية هذه الآراء بتساؤل ثان، قائلة: "إذا لم تكن هناك حرب بين البلدين، فما البديل؟ هل هناك أي فرصة لرؤية إيران تشارك في مفاوضات حول اتفاقية نووية معدلة مع إدارة ترامب؟".

ومضت تقول: "في الأسبوع الماضي، قال السيناتور بوب مينينديز إن هذا هو الوقت المناسب للتفاوض على صفقة جديدة تعالج عيوب الاتفاقية الأصلية"، مشيرة إلى أنه "إذا أصبح الموقف محفوفًا بالمخاطر بشكل متزايد يمكن تحويله إلى فرصة".

ونقلت "جيروزاليم بوست" عن شانزر، قوله: إن "الإيرانيين لن ينضموا إلى طاولة المفاوضات إلا إذا اعتقدوا أن بإمكانهم الحصول على شيء منها".

وتابع: "عندما تعاملوا مع إدارة أوباما، حصلوا على الكثير. مع إدارة ترامب، قد يكونون قادرين على التفاوض بشأن بقائهم، والذي قد يكون بنفس الأهمية بالنسبة لهم في الوقت الحالي، بالنظر إلى أنهم يتعرضون لضغوط كبيرة. من الصعب تخيل مفاوضات مثمرة الآن، ما لم يكن النظام الإيراني مستعدا للتغيير".

بينما رأى مايك بريجنت، وهو زميل بارز في معهد هدسون في واشنطن، أن الآن ليس الوقت المناسب للتفاوض على صفقة جديدة.

وأضاف في حديث للصحيفة الإسرائيلية، أن "هذا هو أكبر ضغط يتعرض له هذا النظام منذ 40 عاما. هذا هو الوقت المناسب لمواصلة ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران ومشاهدة ما يفعلونه خلال الأشهر الـ 18 المقبلة. كل شهر، ستفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على الأفراد والكيانات في إيران".

ووفقا لبريجنت، فإنه في حال فوز مرشح ديمقراطي بالرئاسة، فسوف سيكون لديه نفوذ كافٍ مع إيران للحصول على صفقة نووية يمكن تمريرها في الكونجرس، متوقعا أن "تتعامل الصفقة الجديدة مع الصواريخ الباليستية وستتصدى للإرهاب، وستعالج البنود المؤقتة بمواعيد محددة".

ماذا عن الاتحاد الأوروبي؟

وطرحت الصحيفة الإسرائيلية سؤالا ثالثا، قائلة: "هل سينقذ الاتحاد الأوروبي الاقتصاد الإيراني من شبح التضخم المفرط، وبالتالي إنقاذ الصفقة النووية، أم لا؟".

ونقلت عن بريجنت قوله، إن الاتحاد الأوروبي لن يتطوع لإنقاذ روحاني، مضيفا: "إيران تهدد أوروبا بدعوتها إلى الاستثمار في الاقتصاد الإيراني أو تكثيف برنامجها النووي". وتابع يقول: "إنها ذريعة غبية، لأن آخر ما سيفعله الأوروبيون هو محاولة الظهور بمظهر الضعيف".

وبحسب الصحيفة، فإنه إذا كان بريجنت محقا في تقييمه ولم يسارع الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاقتصاد الإيراني، فهذا يعني نهاية الاتفاقية خلال 60 يوما.

وزادت: "من الصعب التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل، لكن من الواضح أن إدارة ترامب لن تتردد في مواجهة الإيرانيين بعقوبات جديدة وفي المجال الدبلوماسي. لكن ما إذا كان ذلك سيدفع الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات أم لا، فهذا لم يتضح بعد".

واستطردت الصحيفة قائلة: "لكن هناك خبير واحد يقول إن الحرب قد تكون أكثر احتمالا مما يعتقد الآخرون".

لا شهية لترامب بالحرب 

ونقلت عن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو، قوله: إنه "من دون اتفاق أو مفاوضات، فمن المرجح أن تكون المواجهة العسكرية".

ومضى شابيرو بقوله: "إذا انهارت خطة العمل المشتركة، فبإمكانك إجراء مفاوضات جديدة ومحاولة الحصول على صفقة أفضل. لكن لا يوجد دليل على أن ترامب لديه بالفعل فكرة عن شكل هذه الصفقة".

وتابع شابيرو، وهو زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، بأن هناك سببا آخر لإجبار إيران على الخروج من الصفقة وهو خلق مبرر لضربة عسكرية، لكنه أضاف: "لم يظهر ترامب شهية لذلك، بالرغم من أن بعض مستشاريه لديهم مثل هذه الشهية".

وأوضح، أن ترامب كان ينتقد حرب العراق  ويحاول إخراج القوات الأمريكية من سوريا. وأردف: "ترامب لا يريد أن يشارك في حروب شرق الأوسط".

ووفقا للسفير الأمريكي السابق في إسرائيل، فإنه مع تقدم إيران في برنامجها النووي مرة أخرى، وبدون احتمال للتفاوض ومع مرور الوقت على ولاية ترامب في منصبه، فقد لا يكون هناك خيار آخر سوى الخيار العسكري لإبطائها.

ورأى أنه "في هذه المرحلة ليس من المستبعد على الإطلاق أن يقول ترامب لنتنياهو أن يفعل ذلك بدلا من أن يفعل ذلك بنفسه"، مضيفا: "لم يواجه أي رئيس وزراء إسرائيلي من قبل رئيسا أمريكيا يقول له: لا تتردد في الهجوم على إيران ونتمنى لك التوفيق".

واختتم السفير الأمريكي السابق حديثه بالقول: "هذا قرار لم يتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي. لكن السيناريو الحالي يقربنا منه كل يوم".