"جمهورية قمعستان".. سخرية من بدء السيسي "إستراتيجية حقوق الإنسان" بسجن جديد

القاهرة- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سخر ناشطون على موقع تويتر، من نفي رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، وجود أي شكل من أشكال انتهاكات حقوق الإنسان، في وقت تقدر منظمات حقوقية وجود 65 ألف سجين سياسي في مصر.

تصريحات السيسي جاءت في 15 سبتمبر/أيلول خلال مداخلته مع الإعلامي المحسوب على السلطة يوسف الحسيني، الذي يعد أبرز الإعلاميين المؤيدين للنظام.

الناشطون أعربوا خلال تغريداتهم في وسوم عدة أبرزها #السيسي، #السيسي_عدو_الله، #يوسف_الحسيني، وغيرها، عن غضبهم من انحناء الحسيني للسيسي على الهواء، ونعتوه بالمتملق وعاشق الذل والعبودية وغيرها من التوصيفات الأخرى.

واستهجنوا إعلان السيسي افتتاح أكبر مجمع سجون على الطراز الأميركي، مشيرين إلى أن "الطغاة يتنافسون على العناية بالسجون وتوسعتها لتضم أكبر عدد من المواطنين، في مقابل تشييد القصور لأنفسهم للتنعم بها وتجاهل بناء المؤسسات والمساكن التي تحتاجها الشعوب".

واعتبر ناشطون إعلان السيسي عن مجمع السجون عقب إطلاق "الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان"، أكبر دليل على عدم وجود حقوق بمصر، وأنها تعني للسلطة سجونا إضافية، مستنكرين حديثه عن تجديد الخطاب الديني.

الأوضاع الحقوقية

وتحدث ناشطون عن دلالات حالة الإنكار التي يعيشها السيسي، ورفضه الاعتراف بتردي الأوضاع الحقوقية والإنسانية في بلاده. 

السياسي والحقوقي أسامة رشدي، رأى أن لا فائدة للحديث عن الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان لأن السيسي يمارس سياسة الإنكار المزمن، وهي حالة مرضية تجعل المصاب بها لا يشعر ولا يرى ما تقترفه يداه من جرائم وانتهاكات يتحدث عنها العالم كله، قائلا: "حد يفهمه أن انتهاكاته غير مسبوقة في تاريخ مصر وأنه سيخلف إرثا من الفظائع المشينة".

رئيس تحرير "صحيفة المصريون" جمال سلطان، اعتبر حالة الإنكار التي يعيشها السيسي كاشفة عن قلق وتوتر كبير أكثر منها مكابرة أو تحديا، غيبوبة وقدرات سياسية محدودة ومتواضعة، وتحجر من يخاف أي خطوة في أي اتجاه للإصلاح السياسي، هو يحكم حصار نفسه بنفسه، سواء مع الداخل والخارج.

وأعاد الإعلامي محمد ناصر علي، نشر تصريح السيسي الذي أنكر فيه وجود أي شكل من أشكال انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، ساخرا بالقول: "طيب".

المحامي ممدوح إسماعيل، رأى أن السيسي يؤسس جمهورية جديدة وهي "قمعستان" يفرض فيها معاييره في الدين والحياة وكل شيء مثل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وأكد أن فرعون موسى كان أكثر ديمقراطية من السيسي فلم يعتقل النساء ودخل في حوار مع موسى عليه السلام بل دعاه للمناظرة، والسيسي يدعو الناس للسجن فقط".

سجون السيسي

وندد ناشطون بإعلان السيسي افتتاح أكبر مجمع سجون في بلاده مصمم وفقا لنسخة أميركية، وسيكون واحدا من بين 7 أو 8 سجون في مصر"، مستنكرين بناءه السجون والقصور وتجاهله بناء المؤسسات الخدمية كالمستشفيات والمدارس.

وكانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قد قدرت في أبريل/نيسان 2021، عدد السجون الرئيسة في مصر بـ78، بينها 35 جرى إنشاؤها عقب ثورة يناير/ كانون الثاني 2011.

الباحث والمفكر السياسى المستقل إبراهيم الديب، تساءل: "ماذا يعني قيام السيسي بتعمد افتتاح مجمع جديد للسجون في سياق تدشينه لمايعرف بإستراتجية حقوق الإنسان؟".

وأجاب: سخريته وإستهزاؤه بالشعب المصري وإعلان نجاح سياسات التضليل الإعلامي وإدارته للمجتمع المصري بمنهج إدارة القطيع حيث يفعل نفس الشيء ونقيضه دون مراجعة أو نقد أو اعتراض.

المجلس الثوري المصري، أشار إلى أن السيسي ينشئ لنفسه القصور، ويبني للشعب السجون، متسائلا: "هل وضحت الآن الإستراتيجية الوطنيه لحقوق الإنسان؟".

وسخر الكاتب سليم عزوز من إعلان افتتاح مجمع السجون، قائلا: "ونعم الإنجازات".

دين جديد

وسخر ناشطون من حديث السيسي عن الدين الإسلامي وإصراره على تجديد الخطاب الديني، بقوله: إنه لا بد أن يكون مستمرا لمواكبة التطور، رابطين بين تجديد حديثه عن هذا الأمر ولقائه مؤخرا برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت.

السياسي عمرو عبدالهادي، أشار إلى قول السيسي: "هو ربنا هينزل أديان ضد الحضارة"، قائلا: "يا جماعه أقسم بالله السيسي جعلنا أضحوكة الأمم والتاريخ وأضحوكة الأطفال كمان".

وتهكم مغرد آخر، على تصريح السيسي "أن الدين يمكن تطويره وتشكيله وفقا لأي زمان"، ساخرا بالقول: "الغريبة أنه بيتكلم عن الدين وكأنه منتخب مصر هيشكله براحته، والأغرب أنه تكلم عن الدين بعدما قابل رئيس وزارء الكيان الصهيوني أول امبارح".

بيري أحمد، لفتت إلى أن السيسي بعد لقائه بينيت يظهر مع الحسيني ويتكلم عن الشرائع، قائلة: "ابن بني صهيون عايز يجدد الخطاب الديني ومختار مشايخ مخصوص للمهمة دي".

انحناء المذيع

وصب ناشطون غضبهم على الإعلامي المحسوب على النظام يوسف الحسيني، وطريقة إدارته للحوار مع السيسي ووقوفه أثناء المداخلة وحني رأسه أمامه.

سبق أن انحنى الحسيني على الهواء خلال برنامج "التاسعة" المعروض على القناة الأولى المصرية شكرا للسيسي والوزير عباس كامل ورجال المخابرات المصرية بعد إعادة أعضاء الجالية المصرية في أفغانستان إلى أرض الوطن.

الصحفي أحمد الشرقاوي، قال: إن المذيع يوسف الحسيني، سن سنة جديدة في (أبواق الدعاية المصرية للنظام الحاكم) وليس في الإعلام المصري.

وأضاف: "الحسيني ابتدع أن يقف المذيع تاركا مقعده في الأستوديو حينما يهاتفه ضيف مهم.. كان يجب أن يدرس حوارات (كريستيان أمانبور) مع رؤساء الدول.. ليتعلم ألا يسن فى مهنة محترمة سنة سيئة!".

وتعجب الناشط أحمد البقري، من وقوف الحسيني وانحنائه في سابقة هي الأولى من نوعها في مقابلة عبر الهاتف مع السيسي.

وذكر الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل أن يوسف الحسيني لم يقدم للمحاكمة على التسريب المؤسف له منذ سنوات مع شقيقتين!، إذ كانت الأجهزة الأمنية قد سربت فيديو منسوب إليه يتضمن مكالمة جنسية مع سيدة يبدو أنها متزوجة، وألفاظا إباحية خادشة للحياء.

المغرد محمود وصف وقوف الحسيني للسيسي أثناء مداخلته وخفض رأسه حين يذكر اسمه بأنها "حقارة ووضاعة ورخص لا متناه".