الهروب الكبير.. 6 أسرى فلسطينيين يحطمون أسطورة "الخزنة الحديدية" بإسرائيل

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على "تويتر"، بتمكن 6 أسرى فلسطينيين من الحصول على حرياتهم من سجن جلبوع شمالي البلاد، عبر نفق حفروه من داخل السجن يبلغ طوله عشرات الأمتار، وتصل فتحته على بعد أمتار قليلة خارج أسوار السجن.

ورافق الحفاوة بتمكن الأسرى من الحصول على حرياتهم والخلاص من سجون الاحتلال في 6 سبتمبر/أيلول 2021، مطالبات واسعة بوقف السلطة الفلسطينية تنسيقها الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، محذرين من مساعدتها في تسليم الأسرى.

قناة "كان" العبرية قالت: إن من بين الأسرى، زكريا الزبيدي، القائد السابق في كتائب شهداء الأقصى (خلايا عسكرية محسوبة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح")، موضحة أن الباقين ينتمون لحركة "الجهاد الإسلامي"، وهم، مناضل يعقوب نفيعات، ومحمد قاسم العارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كمامجي، ومحمود عبد الله العارضة".

الناشطون رفضوا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #سجن_جلبوع، #نفق_الحرية، #الهرب_من_سجن_جلبوع، وغيرها، توصيف ما فعله الأسرى الفلسطينيون بـ"الهروب أو فرار"، مجمعين على أنه "عمل بطولي" وانتصار وبحث عن الحرية ونضال ومقاومة ونجاة.

وأكدوا أن العملية ستحدث هزة شديدة للمنظومة الأمنية للعدو الصهيوني وستشكل صفعة قوية للجيش والنظام كله في كيان الاحتلال، لأنه يمثل فشلا كبيرا جدا وكارثة أمنية خطيرة، مثنين على قدرة الأسرى على تنفيذ المهمة رغم أن سجن "جلبوع" شديد الحراسة.

ووصف ناشطون عملية الأسرى بـ"الحدث التاريخي"، و"الفعل الإستراتيجي"، و"التفكير العظيم" من رجال أراد لهم السجان أن يموتوا في الزنازين فحولوها لفرصة لإظهار قبح الكيان الإسرائيلي وجيشه وأجهزته الإستخباراتية.

سجن جلبوع يطلق عليه "الخزنة الحديدية" لشدة تحصينه، وهو جديد نسبيا، ويقع في غور بيسان بجوار سجن "شطة" القديم ويعتبر جزءا منه. افتتح في أبريل/نيسان 2004، ويتكون من خمسة أقسام وفي كل قسم هناك 15 غرفة، تتسع كل غرفة إلى 8 أسرى.

السجن قلعة حصينة أقيمت من الإسمنت المسلح والفولاذ ويحاط بجدار ارتفاعه تسعة أمتار، ويوجد أعلاه صاج مطلي وذلك كبديل عن الأسلاك الشائكة التي توجد عادة في جميع السجون.

نصب على جميع نوافذ السجن حديد تم تطويره ويطلق عليه "حديد نفحا" وهو عبارة عن قضبان مصنعة من الحديد والإسمنت "لم يتمكن أحد في العالم حتى اليوم من نشره".

بدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بتمكن الأسرى من انتزاع حريتهم رغم كل الإجراءات والتعقيدات الأمنية، ووصفته بـ"العمل البطولي الشجاع والانتصار لإرادة وعزيمة الأسرى، وبالتحدي الحقيقي للمنظومة الأمنية الصهيونية التي يتباهى الاحتلال بأنها الأفضل في العالم".

فضيحة الاحتلال

وأكد الناشطون أن عملية الأسرى الأسطورية تمثل هزيمة مدوية وفضيحة كبرى بل وسقوطا مدويا لمنظومة الأمن التي يتفاخر بها الاحتلال الإسرائيلي، متوقعين أن يكون لها آثارها الإيجابية على معنويات الأسرى وارتدادات جانبية نفسية ومعنوية على الكيان ومنظومته ومن يؤمن بها.

الصحفي المستقل محمد أمين، أشار إلى أن ستة أسرى فلسطينيين حولوا الاحتلال وسجونه لأضحوكة، وكسروا هيبة الاحتلال وسجونه ومرغوا أنف السجان ومعه كل من لايزال يعتقد بتفوقه، قائلا: إن الإرادة والعزم والتفوق هي حليف رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

ونقل الباحث في الشأن الإسرائيلي وتقاطعاته العربية والإسلامية والعالمية، صالح النعامي، عن  المسؤول السابق في مصلحة السجون الصهيونية رامي عفوديا، قوله لإذاعة "كان": إن نجاح الأسرى الفلسطينيين من الهرب من سجن "جلبوع" يشبه فشل إسرائيل في حرب 73، معقبا بالقول: "إنه الفلسطيني إذ يكرس أسطورته". ورأى الكاتب في شؤون الحركات الإسلامية والجهادية أحمد أبو فرحة، أن هروب الأسرى بعد حفر نفق يشكل ضربة كبيرة للمنظومة الأمنية الصهيونية العالية وتثبت أن الأساطير والبطولات التي كنا نشاهدها ونقرؤها يمكن أن تكون حقيقة مع الإرادة. الإعلامي الفلسطيني عدنان حميدان، أكد أن هذا الإنجاز لطمة قوية بوجه الاحتلال وتقنيته الأمنية التي يفاخر بها ويبيعها لبني قومنا.

حادثة تاريخية

ودعا ناشطون لتخليد صورة النفق والحفرة التي خرج منها الأسرى في التاريخ، كأعظم عملية بطولية قامت بها مجموعة شباب مجاهدين لتحرير أنفسهم من قيد سجان الاحتلال، متحدثين على دلالات الواقعة ومؤشراتها.

الروائي أسامة الأشقر، قال: "لا ينبغي لهذه الحادثة التي تمكّن فيها الأسرى الستة من تحقيق حريتهم عبر تلك العملية الطويلة العجيبة أن تكون مجرد حادثة نحتفي بها زمانا ثم تؤرشف"، قائلا: إن "هذه حادثة تاريخية ملهمة ينبغي أن يجتهد كل جهاز عامل لفلسطين أن يبحث عن وسيلة تعمق حضورها وتحولها إلى أيقونة حرية عالمية".

ونشر عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محمد الصغير، صورة تجمع صورة لسجن "جلبوع" شديد الحراسة، وفتحة النفق التي خرج منها ستة من أحرار فلسطين إلى هواء الحرية جالسا أمامها ضابط إسرائيلي تبدو على ملامحه الحيرة من فعلة الأسرى.

وتساءل: "لماذا لا يضاف الإبداع الفلسطيني في صناعة الأنفاق إلى موسوعة غينيس، أو يتم ترشيحهم لجائزة نوبل مثلا؟!".

الإعلامي تامر المسحال، تساءل: "كيف حفروه وكم استغرق الأمر؟"، مستطردا: إنه "الفلسطيني وأسطورة التحدي". الصحفي العراقي سيف صلاح الهيتي، قال: إن "الرسالة الواضحة الوحيدة في حادث الهروب من سجن جلبوع شديد التحصين، أن الحرية تنتزع ولا تعطى".

صورة للتاريخ

وتداول ناشطون صور ومقاطع فيديو المشاهد الأولى لفتحة النفق الذي هرب منه الأسرى من سجن جلبوع، وأخرى لأحد ضباط الاحتلال الإسرائيلي يجلس أمام فتحة النفق التي خرج منها الأسرى واضعا يده على خديه في ملامح يبدو عليها الدهشة والغرابة.

وقال الناشط المهتم بالعمل الإغاثي والخيري محمد سعيد نشوان: إن "هذه الصورة ستدخل التاريخ ولن ينساها العالم"، معتبرا إياها "تجسيدا لخيبة أمل المحتل الغاصب أمام شجاعة وتفوق الفلسطيني رغم الأسر".

ونشر خبير العلاقات الدولية أدهم أبو سلمية، صورة الضابط الإسرائيلي الحائر أمام فتحة النفق، قائلا: "لا تفكر كثيرا أيها الصهيوني، إنها إرادة الحرية التي تصنع المعجزات بقوة الله". ووصف الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس، الواقعة بأنها "حدث هز كيان الاحتلال"، ناشرا صورة تعكس صدمة جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي بعد اكتشافهم النفق. الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، اعتبر هروب الأسرى من سجن جلبوع "ضربة جديدة" للاحتلال الذي بات معتادا على الضربات والانكسارات في الآونة الأخيرة؛ قائلا: إن "هؤلاء الأسرى سطروا كلمات من ذهب في كتاب المقاومة والصمود".