تدعم حميدتي.. ما خسائر الإمارات بعد طرد 15 دبلوماسيا لها من السودان؟

في قرار سيادي شجاع، أصبح السودان أول دولة عربية تطرد سفيرا للإمارات جراء التدخل "السافر" في شؤون الخرطوم وإذكاء الحرب الأهلية ودعم المليشيات، كما فعلت في ليبيا واليمن ودعمت كل الثورات المضادة في مصر وغيرها، ما يهدد بقطيعة كاملة بين الدولتين.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية في 10 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن وزارة الخارجية السودانية استدعت القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة الإمارات، بدرية الشحي، وأبلغتها بأن 15 شخصا من الدبلوماسيين العاملين في السفارة هم أشخاص غير مرغوب فيهم، وطالبت بمغادرتهم السودان خلال 48 ساعة.
وسبق هذا القرار بيوم استدعاء وزارة الخارجية الإماراتية سفير السودان لدى أبوظبي، عبدالرحمن شرفي، وأبلغته بقرار بافتراض الملحق العسكري ونائبه والملحق الثقافي في السفارة السودانية "أشخاصا غير مرغوب فيهم".
وجاء قرار الإمارات، ردا على طرد السودان في البداية يوم 8 ديسمبر 2023 الملحقين العسكري والثقافي للإمارات، ثم أعقبته الخرطوم بطرد 15 دبلوماسيا إماراتيا آخرين.
تبادل طرد الدبلوماسيين، خاصة من جانب الخرطوم، كان متوقعا، وجاء على خلفية تصريحات مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق ياسر العطا، التي انتقد فيها الإمارات متهما إياها بدعم مليشيا "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) ووصفها بأنها "دولة مافيا".
منعطف خطير
وقالت مصادر دبلوماسية سودانية إنه "رغم التلميح عدة مرات لأبو ظبي بمخاطر دعمها لقوات حميدتي، إلا أن الحلول الدبلوماسية والودية لوقف هذا الدعم الإماراتي للتمرد فشلت، ما استدعى طرد 15 دبلوماسيا لها من الخرطوم".
وأوضحت المصادر لـ"الاستقلال" أن "الأجندة المشبوهة للإمارات في السودان والتي استهدفت تأجيج عدم الاستقرار، ظلت تزعج الجيش منذ بدء الحرب مع قوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023".
وأشارت إلى أن عبثها بالأمن والاستقرار ودعمها قوات حميدتي ملأ الفضاء السوداني، وانعكس استقواء الدعم السريع بالخارج على إطالة أمد الصراع بما يهدد وحدة السودان ذاته، ما استدعى ردا رسميا قويا.
وأشار إلى هذا أيضا وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، في تصريحات للتلفزيون المحلي الرسمي بقوله: "حينما اندلعت الحرب اتّضح لنا وللعالم أجمع أن هناك دعما عسكريا ولوجستيا ومؤنا تأتي لحركة التمرد من الإمارات".
السودان | تشاد
لن تعتذر علي لسان الخارجية
Sudan | tchad pic.twitter.com/SnqtFsMnnX— طــــه ود حنـــان (@6a7a_hussein) December 11, 2023
وقال الصادق في تصريحات نشرها موقع "ألترا سودان" في 12 ديسمبر 2023، إن سياسة تشاد نحو السودان تبدلت أيضا بعد زيارات قام بها مسؤولون إماراتيون لها، وتم اكتشاف نقل مؤن عسكرية لمليشيا حميدتي ومرتزقة عبر حدودها.
الوزير السوداني أكد أن سياسة تشاد نحو السودان "أخذت منعطفا خطيرا جدا" بعد زيارات مسؤولي الإمارات لها، وأصبحت هي مركز التموين الرئيس لقوات التمرد"، بعد أن كانت تتعاون مع السودان لمنع تهريب السلاح عبر الحدود.
#الامارات_تقتل_السودانيين#صور للمعدات العسكرية التي كانت في طريقها إلى مليشيا الدعم السريع لارتكاب المزيد من جرائم القتل و السحل و الحرق في السودان و التي تم تسليمها إلى حركة العدل والمساواة.
قام باعتراض الدعم العسكري القوات التشادية السودانية المشتركة (الميكس) التي يقودها… pic.twitter.com/SCDrAGfQyW— Jameela (@Bit_Batoul1417) December 7, 2023
وأكد أن الإمارات شيدت مطار "أم جرس" قرب الحدود السودانية، واستخدمته كقاعدة لها للتموين وعلاج مليشيا الدعم السريع.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية السوداني على خلفية استدعاء الخارجية التشادية لسفير الخرطوم، واحتجاجها على ما صدر عن عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش، ياسر العطا، الذي اتهم تشاد بدعم "الدعم السريع".
وكانت وزارة الخارجية التشادية قد أبلغت السفير السوداني في إنجمينا أنها تمهل السودان ثلاثة أيام للاعتذار عما بدر عن عضو العطا، وإلا فإنها ستفعل ما تراه مناسبا من إجراءات.
لكن الوزير الصادق شدد على أن السودان "لن يعتذر" عن تصريحات العطا، قائلا إن اتهاماته لتشاد لم تأت من فراغ، و"كان الأولى أن تطلب أن نمدها بأدلة أنهم يدعمون التمرد، وكنا سنمدهم بكل المعلومات".
وسبق هذا اتهام الجيش السوداني رسميا الإمارات بدعم "الدعم السريع" بعد 7 أشهر من الحرب، وجاء الاتهام على لسان العطا، بحسب وكالة "رويترز" البريطانية في 28 نوفمبر 2023.
وقال في كلمة أمام أعضاء جهاز المخابرات العامة في أم درمان، إن "المعلومات ترد لنا من المخابرات والمخابرات العسكرية والخارجية الدبلوماسية بأن الإمارات ترسل طائرات دعما لهؤلاء الجنجويد".
ووصف العطا الإمارات بأنها "دولة مافيا" و"تحب الخراب" وأشار إلى دعم الانقلابي في ليبيا خليفة حفتر أيضا لمليشيا حميدتي ضد الجيش.
الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية يصف دولة #الإمارات بـ "المافيا" ويحذر #حفتر من الاستمرار في دعم #حميدتي#التناصح pic.twitter.com/Pl7WTJsrg8
— قناة التناصح (@TanasuhTV) November 29, 2023
وقال العطا إن الإمارات أرسلت كميات من الإمدادات إلى الدعم السريع عبر أوغندا وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد، والدعم يصل عبر مطار العاصمة إنجمينا أيضا بجانب مطار أم جراس.
أثار ضارة
ويرى مراقبون أن قرارات حكومة السودان بالتصدي لعبث أبو ظبي ودعمها مرتزقة الدعم السريع بقيادة "حميدتي" سيكون له أثارا ضارة على مشاريع الإمارات واقتصادها في المنطقة.
رئيس المركز القومي الإستراتيجي السوداني، تاج السر عثمان، الذي سبق أن حذر من دور الإمارات المشبوه وأشاد بطرد دبلوماسييها، شرح في نص مطول على منصة "إكس"، بعض جوانب تضرر أبو ظبي من قرارات الخرطوم.
وأشار إلى أنه في ضوء استشعار الإمارات أن مستقبلها الاقتصادي محفوف بالمخاطر وتبني دول الخليج إستراتيجية ما بعد النفط، لجأت أبو ظبي إلى مجال النقل البحري والتجارة.
وذلك مقابل اختيار السعودية – التي تنافسها- مجال جذب الشركات والتصنيع والتكنولوجيا والسياحة واتجاه قطر للاستثمار في العقارات والإعلام والرياضة والسندات والطيران.
ثريد | ما هو البعد الاقتصادي لدعم #الإمارات لميليشيات التمرد في #السودان ؟ هل هي مجرد أداة لتنفيذ أجندة أم أن لها مصالح تتقاطع مع الأجندة المشبوهة ؟ لماذا تلهث للبحث عن موطئ قدم في شرق أفريقيا والقرن الإفريقي ؟ وما علاقته بالتنافس الاقتصادي حولها ؟ هذا ما ستعرفه في هذه السلسلة
1️⃣— د. تاج السر عثمان (@tajalsserosman) May 6, 2023
وأشار إلى أنها بدأت المنافسة بالسعي للاستيلاء على موانئ عدن والصومال وجيبوتي لفرض سطوة أحادية على الممرات الملاحية المكتظة بالسفن المتجهة إلى البحر الأحمر.
لهذا طردها الصوماليون من موانيهم، وقررت جيبوتي تأميم موانئها التي كانت تمتلك فيه الامتياز شركة موانئ دبي العالمية بعد تكشف الأهداف غير النبيلة للإمارات في تعطيل مصالح جيبوتي، فتعرضت أبو ظبي لعدة ضربات اقتصادية أفسدت حلمها الكبير في النفوذ على ممرات البحر الأحمر، وفق عثمان.
وبعد فشل مشروع الإمارات في أن تكون مركز العالم الاقتصادي والتكنولوجي، لسببين طبيعيين هما الطقس غير الملائم إضافة إلى أن موقعها يعد هدرا للوقود، فهي دولة محبوسة داخل خليج ولا يوجد معنى لإدخال البضائع العالمية إلى داخل الخليج ثم إخراجها مرة أخرى، بدأت تبحث بجنون وهيستيريا عن مستقبلها.
وقال عثمان: "فسعت بكل ما أوتيت من قوة إلى صناعة مرتزقة ومليشيات تابعين لها للسيطرة على الممرات الدولية، وذلك ضمن حرب الموانئ لتهديد المنافسين وخلق بؤرة صراع مؤثرة عليهم كي تبقي بيدها مفاتيح التحكم في الموانئ لخدمة اقتصادها".
وشرح "كيف أن الإمارات باتت الشرطي المفضل لذوي الأجندة المشبوهة في المنطقة وكيف استغلت ذلك لتحقيق مصالحها الاقتصادية ولو على حساب إثارة الصراعات وزعزعة الدول لأجل مطامعها غير الشريفة".
ورأى عثمان أن التدخل الإماراتي في السودان لدعم حميدتي "أسبابه اقتصادية، وسلاحها هناك هو الدعم السريع، حيث نشطت مع حميدتي في استخراج وتهريب الذهب من السودان وبيعه بعيدا عن الرقابة الحكومية السودانية، وتحاول عن طريقه السيطرة على ميناء بورتسودان".
وأكد أنها "لعبت بحميدتي كورقة سياسية وإثنية لإعداد الملعب للاقتصاد الذي تعتقد الإمارات أنها ستكون فيه اللاعب الأوحد الذي يتحكم بالممرات ويريحها من المنافس السعودي ويعيق مصر لصالح إثيوبيا".
1️⃣3️⃣
كل هذا وغيره يكشف جانبا من التدخل الإماراتي في #السودان بدعم الجنجويد لأسباب اقتصادية ويتم استخدام #حميدتي كورقة سياسية و إثنية لإعداد
الملعب للاقتصاد الذي تعتقد الإمارات أنها ستكون فيه اللاعب الأوحد الذي يتحكم بالممرات و يريحها من المنافس السعودي ويعيق مصر لصالح إثيوبيا— د. تاج السر عثمان (@tajalsserosman) May 6, 2023
زعزعة الاستقرار
ما قاله عثمان يفسر أسباب إلقاء الإمارات بثقلها خلف الدعم السريع وتوفر لها السلاح والعتاد والمرتزقة عبر تشاد حتى يكون لها الغلبة والسيطرة في السودان، وكيف أن خسارة حميدتي "ستكون خسارة جديدة للإمارات ومصالحها في القرن الإفريقي".
وضمن هذا الدور الإماراتي للسيطرة على موانئ السودان، قدمت أبو ظبي عرضا لإنشاء ميناء جديد على بعد 230 كيلومترا شمال بورتسودان على ساحل البحر الأحمر شرق السودان في سبتمبر/أيلول 2023.
وقال خبير في الموانئ لوكالة "رويترز" البريطانية في 20 سبتمبر 2023 إن "بناء ميناء جديد التفاف على الموانئ السودانية ويسحب البساط منها كليا".
وفي يونيو/حزيران 2023 أبلغ رجل الأعمال السوداني ومالك مجموعة "دال" أسامة داوود وكالة "رويترز" أن الإمارات تعتزم إنشاء ميناء في منطقة "أبوعمامة" وضخ استثمارات قدرها ستة مليارات دولار.
وتشير التقديرات السنوية إلى أن السودان يجني نحو نصف مليار دولار من عائدات الموانئ في البحر الأحمر، إذ يدار هذا القطاع بدرجة كبيرة بواسطة الحكومة السودانية، ولم تفلح محاولات الخصخصة في الاستحواذ عليها، لذا ترغب الإمارات في السيطرة عليه.
هذا الدور المشبوه دفع الإعلام الرسمي السوداني أيضا للخروج عن صمته وتسليط الضوء على تورط الإمارات في دعم مليشيات حميدتي لزعزعة أمن واستقرار السودان، ودعوتها للملاحقة القانونية لجرائم الإمارات في السودان.
أقولها بكل أمانة وموضوعية، لم تدخل الامارات بلدا عربيا إلا ودخل معها الخراب والانقسام وأشعلت فيه نار الكراهية وجعلت حياة أهله بؤسا وفقرا وخوفا وصراعات واستقرارا ضائعا : السودان، اليمن، مصر، ليبيا، تونس، وهي نماذج أصبحت عبرة للباقين، ولمن يعتبر
— جمال سلطان (@GamalSultan1) December 12, 2023
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 10 أغسطس 2023 عن مسؤولين أوغنديين، قولهم إنهم عثروا في 2 يونيو 2023 على "شحنات أسلحة في طائرة، كان يفترض أن تحمل مساعدات إنسانية من الإمارات إلى اللاجئين السودانيين" في تشاد.
وبحسب المسؤولين الأوغنديين الذين استشهدت بهم الصحيفة الأميركية، فقد مُنحت الطائرة الإماراتية الإذن بمواصلة رحلتها إلى مطار أم جرس بشرق تشاد رغم اكتشاف مخزون الأسلحة، وتم نقل الشحنة عبر الحدود إلى قوات الدعم السريع داخل السودان.
وهذا ما أكده مصدر إفريقي ومسؤول أميركي سابق، قالا للصحيفة إن شحنات تحمل إمدادات عسكرية إماراتية غادرت مطار أم جرس في الأسبوع الأخير من يوليو/تموز 2023 متوجهة إلى منطقة "الزرق" السودانية، والتي تعد معقلا للدعم السريع في شمال دارفور.
ونقل التقرير عن مصادر إفريقية وشرق أوسطية لم يسمها، أن الأسلحة التي تم العثور عليها في تلك الحادثة كانت جزءا من "مؤامرة" إماراتية لدعم قائد الدعم السريع.
وحينئذ قالت مصادر سودانية إن اتهام الجيش للإمارات رسميا لأول مرة بإرسال سلاح لحميدتي قد يعقبه قطع العلاقات معها، خاصة أن أبوظبي زادت من وتيرة العداء ضد الجيش، لكن يبدو أن هذا القرار تأجيل حتى تم طرد دبلوماسييها من الخرطوم.
تعمل بـ"وشين"
ونشرت صحيفتا "نيويورك تايمز" الأميركية و"الغارديان" البريطانية في 29 سبتمبر 2023 تفاصيل مهمة نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين من الولايات المتحدة وأوروبا والعديد من الدول الإفريقية، يؤكدون أن الإمارات تزود الدعم السريع بالأسلحة خلافا لموقفها الرسمي.
وقالوا لـ"نيويورك تايمز"، إن الإمارات تتحدث عن السلام في السودان لكنها في الواقع "تقدم الأسلحة والتموين للدعم السريع عبر قاعدة طيران في تشاد (أم جرس) المحاذية للسودان غربي البلاد".
وأكدوا أنها "أمدت قوات حميدتي بصواريخ استخدمتها لإسقاط طائرات الجيش، وبصواريخ كورنيت المضادة للدبابات، لمهاجمة قاعدة المدرعات المحصنة في العاصمة الخرطوم".
ولفت المسؤولون إلى أن طائرات الشحن الإماراتية تهبط بشكل شبه يومي في تشاد منذ يونيو 2023 لنقل السلاح لحميدتي وفقا لصور الأقمار الصناعية والمسؤولين الغربيين والأفارقة.
الجيش السوداني يضبط شحنة أسلحة حديثة أرسلتها دويلة #الامارات عبر تشاد كانت في طريقها لمرتزقة حميدتي التي تعيث فساد في السودان.
لن تجد ارض عربية او إسلامية إلا وتجد #بن_زايد_كبير_صهاينة_العرب ينشر فيها مؤامراته و دسائسه و مرتزقته سحقاً له ولمشاريعه الصهيونية. #ابو_عبيدة pic.twitter.com/ZwQwWy7gK1— ابوعميرالقاضي{علم وجهاد} (@zy08fv82LGn4dH3) December 12, 2023
ورأت الصحيفة الأميركية أن الإمارات تستخدم مهمة المساعدات الخاصة بها لإخفاء دعمها العسكري لحميدتي، وقال مسؤول أميركي كبير سابق: "الإماراتيون يعدون حميدتي رجلهم".
وذكرت أن الإمارات رسميا تضغط من أجل السلام في السودان بوصفها عضوا في "الرباعية الدولية"، وهو تجمع دبلوماسي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، وتحاول التوسط لإنهاء الصراع عن طريق التفاوض، لكن في الوقت نفسه، تعمل الأسلحة الإماراتية على تأجيج الصراع.
وبدأت العلاقة الإماراتية مع حميدتي عام 2018، حين دفعت الإمارات مبالغ كبيرة لقائد الميليشيا السودانية لإرسال آلاف المقاتلين إلى جنوب اليمن، كجزء من الحملة العسكرية الطاحنة التي تشنها الإمارات ضد الحوثيين في الشمال.
وتتساءل "نيويورك تايمز" لماذا اختارت الإمارات مضاعفة جهودها لدعم الجنرال حمدان، رغم الأدلة المتزايدة على الفظائع التي ارتكبت في زمن الحرب، الأمر الذي حير العديد من المسؤولين والمحللين الغربيين.
وتجيب الصحيفة: "ترى الإمارات، مثل العديد من دول الخليج، السودان كمصدر محتمل للغذاء، وتطمح إلى موقع على ساحل البحر الأحمر".