من الضيف إلى هنية.. هكذا قدم قادة المقاومة أبناءهم على درب تحرير فلسطين

داود علي | منذ ١٣ يومًا

12

طباعة

مشاركة

قبل 30 سنة قال الطفل الفلسطيني حازم، نجل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، خلال مقابلة إنه "يتمنى الشهادة ويفضلها على الحياة الدنيا". 

كبر الطفل وصار شابا ثم نال ما تمنى، عندما اغتالته آلة الحرب الإسرائيلية في 10 أبريل/نيسان 2024، ضمن عدوانها الغاشم على قطاع غزة الذي بدأ يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. 

لكن حازم لم يكن وحده، حيث قتلت غارة جوية في ذلك اليوم 3 من أبناء إسماعيل هنية هم (حازم وأمير ومحمد) و4 من أحفاده (خالد ورزان ومنى وآمال)، وذلك بينما كانوا يتنقلون في مخيم الشاطئ غرب غزة، خلال أداء زيارات صلة الرحم في اليوم الأول لعيد الفطر المبارك.

وفور تلقيه الخبر المفجع قال هنية: "أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الـ3 وبعض الأحفاد، بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا".

وأكمل: "أبنائي الشهداء حازوا شرف الزمان والمكان والخاتمة، أبنائي ظلوا مع أبناء شعبنا في غزة ولم يبرحوا القطاع، وما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء، شأنهم شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم".

ولطالما كان الذباب الإلكتروني التابع للأنظمة المعادية للمقاومة الفلسطينية يروج أن أبناء قادة حركة حماس في الخارج آمنون وينعمون بالفنادق في مختلف العواصم. 

لكن استشهاد أبناء هنية دحض تلك المزاعم، وفتح الباب أمام قائمة أخرى من قادة المقاومة وأبنائهم في غزة الذين قضوا خلال معركة طوفان الأقصى الأخيرة، وقبلها أيضا خلال سنوات الحصار والحروب المتعددة. 

القائمة الأخيرة 

وفي 12 أبريل 2024، نشرت حماس، أسماء قادة الحركة والجناح العسكري “كتائب القسام” وأبنائهم الذين استشهدوا خلال ملحمة "طوفان الأقصى". 

أما القادة فكانوا نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ صالح العاروري الذي قضى في بيروت، وعضو المكتب السياسي زكريا معمر.

كذلك استشهد عضو المكتب السياسي جواد أبو شمالة، وقائد لواء الشمال في كتائب القسام أحمد الغندور و3 من أبنائه، وقائد لواء الوسطى أيمن نوفل، وعضو المكتب السياسي جميلة الشنطي، ورئيس شورى حماس في غزة أسامةالمزيني.

ثم أعلنت حماس عن ارتقاء ‏أبناء وأحفاد القادة فبداية من 3 أبناء و5 من أحفاد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، جاءت ابنة و8 من أحفاد رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أبو أكرم بحر.

وكذلك ابن وابنة وزوج وأخت وحفيدة عضو المكتب السياسي فتحي حماد، واثنان من أبناء عضو المكتب السياسي ياسر حرب.

وقد استشهد أيضا ابن عضو المكتب السياسي نزار عوض الله، وابنة وحفيد عضو المكتب السياسي محمود الزهار.

وابن نائب القائد العام لكتائب القسام مروان عيسى، و3 من أبناء و8 من أحفاد عضو المكتب السياسي كمال أبو عون.

ومعاذ ابن عضو المجلس العسكري للقسام الشهيد عماد عقل، وابن عضو المجلس العسكري للقسام أبو عمرو عودة.

وكذلك رحل اثنان من أبناء قائد لواء رفح أبو أنس شبانة، وأسرة عضو المكتب السياسي أبو جهاد الدجني بالكامل.

تاريخ الاستهداف 

ولم تكن هذه البداية في استهداف القادة وأبنائهم. فخلال عقدين من الزمن رصدت الحركة أسماء أكثر من 45 شهيدا من أبناء قادتها، استشهدوا سواء خلال انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000 أو الحروب المتتابعة ابتداء من 2008. 

ومن أبرز هؤلاء أبناء محمود الزهار، حيث استشهد نجلاه خالد وحسام، ونزار ريان الذي استشهد مع عدد كبير من أفراد عائلته.

والشيخ محمد طه، استشهد نجله ياسر وزوجته وطفلته، والشيخ عبد الفتاح دخان، استشهد نجلاه طارق وزيد.

وكذلك الشيخ حماد الحسنات الذي استشهد نجله ياسر، والشيخ أحمد نمر حمدان، استشهد نجله حسام، والشيخ عبد الرحمن تمراز، استشهد نجله صهيب.

وكذلك الدكتور مروان أبو راس، استشهد نجله عاصم، والدكتور إبراهيم اليازوري، استشهد نجله مؤمن.

ومن الذين شملتهم القائمة الشهيد عدنان الغول، الذي استشهد نجلاه بلال ومحمد، والقائد صلاح شحادة، حيث استشهد وزوجته وإحدى بناته. أما خليل الحية فقد استشهد نجله حمزة.

وتذكر أيضا في هذا السياق، “أم نضال فرحات” المشهورة بـ "خنساء فلسطين" حيث استشهد أنجالها نضال ومحمد ورواد.

ولا يمكن إغفال القائد العسكري لكتائب القسام محمد الضيف، الذي تسميه إسرائيل  "رأس الأفعى" و"ابن الموت"، وهو على قائمة المطلوبين لديها بعد عملية طوفان الأقصى.

وقد حاولت دولة الاحتلال اغتياله في مناسبات عدة، آخرها كان في صيف عام 2014 خلال العدوان على غزة.

ونفذت وقتها ضربات صاروخية متتالية على منزل في حي الشيخ رضوان، فقد الضيف على إثرها زوجته وابنه الرضيع.

عهد القادة 

وغرد الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان عبر منصة "إكس" قائلا: “اولاد هنيه الثلاثة استشهدوا في غزة وكذلك استشهد اثنان من أبناء الزهار ومعظم أسرة خليل الحية وزوجة الجنرال محمد الضيف و(رئيس حماس في غزة يحيى) السنوار قضى 24 سنة في سجون الاحتلال وأكثر من ثلاثة أعوام في الأنفاق”.

وأردف: "الشهيد العاروري لم ير زوجته وأولاده بالضفة منذ سنوات وقبل شهرين استشهد شقيق (عضو المكتب السياسي موسى) أبو مرزوق والقائمة طويلة هذه قيادة لن تهزم وسيكون النصر حليفها بإذنه تعالى والأيام بيننا". 

ودون الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية: "صبرت على أذى الناس قبل أذى العدو.. قالوا إن أولادك كانوا يتمتعون في الفنادق، فإذا بهم في شمال قطاع غزة، تحت القصف والحصار وفي قلب المجاعة". 

وأضاف: "أخي أبو العبد عرفناك صابرا مجاهدا، فهنيئا لك هذا الاصطفاء، هنيئا لك والله يختص أبناءك في هذا اليوم المبارك شهداء".

فيما نشر حساب باسم "الحرب العالمية" تدوينة أورد فيها: "شاهدوا فضيحة قناة العربية السعودية من استشهاد أبناء اسماعيل هنية التي كانت تروج الدعاية الصهيونية بأنهم غادروا غزة إلى تركيا ويعيشون في إمبراطورية مالية هناك". 

وقال الإعلامي المصري أيمن عزام عبر حسابه بـ "إكس": "عندما تشاهد رد فعل هنية لحظة تلقيه خبر استشهاد أولاده و تقارنه بهلع ونحيب وصويت المحتل عند تشييع جنازة أحد قتلاه.. تدرك و فورا من الذي سينتصر مهما طال الزمان.. تدرك فورا فرق العقيدة.. تعرف فورا لمن تعود تلك الأرض.. تعلم فورا من أهل الحق ومن أهل الباطل.. اقتلوا من شئتم وكيفما شئتم هي مسألة وقت، وإنا لمنتصرون".

هم العدو 

وفي حديث لـ"الاستقلال" تطرق عضو هيئة علماء فلسطين محمد موسى عن حالة الجدل التي أعقبت استشهاد أبناء وأحفاد هنية بسبب ترويج أكاذيب سابقة بشأن سفر كل العائلة وعيشهم في فنادق قطر وتركيا.

وقال موسى: "مفهوم الدم الواحد الذي يروج في هذا التوقيت عن أبناء وعائلات قادة المقاومة وعناصرها، به ظلم كبير، لأن مقصده وكأنه ينفي تهمة ويرد ادعاء باطلا وإفكا ظاهرا". 

وأضاف: "شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة يعلمون تماما أن أبناء قادة حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من الفصائل يعيشون بين أظهرهم، ويشاركونهم المحنة بالدم وشيء من الخوف والجوع ونقص الأموال والثمرات والأنفس، ويصبرون معهم، ويزيدون عليهم بالتكاليف، إذ يعلمون أنهم في طليعة المستهدفين والمطلوبين". 

وأكمل موسى: “وليس هذا وليد اليوم أو الحرب الأخيرة، فمنذ مهد المقاومة، عمل الصهاينة على استهداف وقتل أبناء قادتها”.

وتابع: "حدث هذا مع الدكتور محمود الزهار الذي فقد عددا من أولاده وكذلك الشهيد نزار ريان الذي فقد ابنا له قبل أن يقتل مع عدد كبير من أولاده وأحفاده"، وغيرهم. 

وشدد على أن “من يروج لأحاديث وجود أبناء قادة حماس في العواصم والفنادق الفاخرة بعيدا عن غزة هم العدو ويجب الحذر منهم ووصمهم أبد الدهر، فهم الصهاينة العرب الذين يرتدون ثيابنا ويتكلمون بألسنتنا لكن قلوبهم قلوب الشياطين”.

وهم الذباب الإلكتروني البغيض، وأولئك الذين يرتعون في بلاط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي محمد بن زايد، ويسعون كما الصهاينة لإلحاق الهزيمة بالشعب الفلسطيني المجاهد، بحسب موسى.