نقابة الصحفيين في غزة: إسرائيل منعت 4020 صحفيا من دخول القطاع وقتلت 206 (خاص)

"قادة الاحتلال لن يفلتوا من العقاب على الجرائم التي ارتكبوها بحق الصحفيين"
في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، يعيش الصحفيون الفلسطينيون واقعا صعبا للغاية؛ حيث أصبحوا هدفا للجيش الإسرائيلي، وتعرضوا للقتل والاغتيال بشكل مباشر داخل منازلهم وفي قلب مهامهم الصحفية، إضافة إلى تعرض آخرين لتهديدات بالاستهداف.
ومع ذلك ورغم المخاطر الجسيمة، يواصل الصحفيون رسالتهم في نقل الحقيقة إلى العالم غير آبهين بإرهاب الاحتلال الذي يسعى إلى إسكات أصواتهم بشتى الوسائل، إضافة إلى منعه دخولَ صحفيين أجانب إلى غزة، وأيضا المعدات الخاصة بالصحافة.
وفي هذا السياق، قال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، تحسين الأسطل: إن “استهداف الصحفيين سياسة ومنهج يتبعه الاحتلال الإسرائيلي؛ لأنه لا يريد للعالم أن يرى الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني”.
وأكد الأسطل في حوار مع "الاستقلال" أن النقابة توجّهت مع الاتحاد الدولي للصحفيين إلى المحكمة الجنائية الدولية؛ "لملاحقة الاحتلال على الجرائم التي ارتكبها بحق الصحفيين".
ولفت إلى أن “المحكمة الدولية تتعرض لضغوط خطيرة ورسمية من قبل الإدارة الأميركية التي تمارس إرهابا حقيقيا عليها؛ للحيلولة دون محاكمة الاحتلال على جرائمه بحق الصحفيين”.
وتحسين الأسطل ولد بمدينة خانيونس في 15 مارس/ آذار 1972، وهو متزوج وله ولدان وخمس بنات.
حصل على البكالوريوس في الصحافة من كلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة عام 1997، والماجستير في الإعلام من معهد البحوث للدراسات العربية في القاهرة عام 2003، ودرجة الدكتوراه في الإعلام من المعهد نفسه عام 2009.

جرائم ضد الإنسانية
كيف تصف واقع الصحفيين في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر؟
واقع الصحفيين صعب جدا، وواقع العمل الصحفي خطير للغاية؛ لأن الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين وكذلك استهداف منازلهم والمؤسسات الصحفية وأقاربهم من الدرجة الأولى. وبالتالي، أصبح العمل الصحفي في قطاع غزة خلال هذه الحرب خطيرا للغاية.
ومع ذلك ورغم كل هذه التضحيات، هناك إصرار من الزملاء الصحفيين على الاستمرار في عملهم… إرهاب الاحتلال لم يثنهم عن مواصلة أداء واجبهم الصحفي.
كم عدد الصحفيين الذين تم استهدافهم منذ بداية العدوان الإسرائيلي؟ وما أبرز الانتهاكات التي تعرضوا لها؟
الاحتلال الإسرائيلي، (حتى 26 مارس/ آذار 2025) تسبب في استشهاد 206 صحفيين وعاملين في مجال الإعلام، وفقا لإحصائية نقابة الصحفيين الفلسطينيين.
استشهدوا نتيجة استهدافات مباشرة من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي، سواء أثناء التغطية في الميدان أو خلال عمليات اغتيال أو حتى قصف منازلهم مع عائلاتهم.
بالإضافة إلى ذلك، أُصيب العشرات من الزملاء الصحفيين الفلسطينيين، وتم تدمير جميع المؤسسات الإعلامية.
هل ترى أن استهداف الصحفيين سياسة ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي؟ وما الهدف منها؟
بالتأكيد، استهداف الصحفيين سياسة ومنهج يتبعه الاحتلال الإسرائيلي؛ لأنه لا يريد للعالم أن يرى الجرائم التي يرتكبها بحق شعبنا الفلسطيني.
الاحتلال يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والعمل الصحفي، بلا شك، يوثق هذه الجرائم. وبالتالي يعمل الاحتلال بكل الوسائل، بما فيها القتل والقتل العمد، لمنع العالم من رؤية ما ترتكبه قواته من جرائم.

دور النقابة
ما الدور الذي تقوم به نقابة الصحفيين الفلسطينيين لحماية الصحفيين في ظل هذه الظروف الخطيرة؟
دورنا يتمحور حول التوعية، من خلال تقديم الإرشادات للزملاء الصحفيين.
قبل العدوان، تم تنظيم عدد من دورات السلامة المهنية لتعريف الصحفيين بكيفية التعامل أثناء الحرب. ونعتزم كذلك، خلال الشهرين المقبلين، تنظيم المزيد من الدورات في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، نواصل العمل على تعزيز الحماية المهنية للصحفيين.
نعتقد أن حماية الصحفيين تتحقق من خلال اتخاذ مواقف رسمية من قِبل النقابات الشريكة والصديقة، والمنظمات الدولية تجاه دولة الاحتلال.
لدينا بالفعل مستندات كاملة من الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي توجهنا معه إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة الاحتلال على الجرائم التي ارتكبها بحق الصحفيين.
قناعتنا أن ملاحقة الاحتلال أمام المحكمة الدولية تعدّ أسلوبا مهما في حماية الصحفيين الفلسطينيين من عمليات الاغتيال والقتل التي يرتكبها الاحتلال بحقهم".
هل هناك تنسيق بينكم وبين المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الصحفيين؟
بالتأكيد، لدينا تنسيق كامل سواء مع المؤسسات الرسمية أو الحقوقية، وكذلك الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والنقابات الصديقة.
يشمل هذا التنسيق وزارة العدل الفلسطينية والجهات الرسمية كافة، من أجل إعداد الملفات اللازمة لملاحقة الاحتلال على الجرائم التي ارتكبها بحق الصحفيين.
كذلك، هناك تعاون مستمر بيننا وبين المؤسسات الإنسانية والغذائية والحقوقية لتقديم الدعم للصحفيين ومساندتهم أثناء العدوان، سواء في المجالات الحقوقية أو الإنسانية، مثل توفير المواد الغذائية وغيرها، مما يمكّنهم من الصمود ومواجهة مخاطر الحرب الإسرائيلية.
هل تتلقون دعما من جهات دولية لمساعدة الصحفيين المتضررين أو ذويهم؟
هناك دعم من الاتحاد الدولي للصحفيين؛ حيث يتم تقديم كل الدعم من خلال الاتحاد الدولي للصحفيين، بالتعاون مع المنظمات الدولية الصحفية والعمالية والحقوقية.
كما يتم تنفيذ عدد من المشاريع لخدمة الصحفيين تحت إشراف كامل من الاتحاد الدولي للصحفيين.
من أبرز إنجازاتها كان إنشاء ثلاثة مراكز للتضامن الإعلامي في خانيونس والوسطى ودير البلح؛ حيث أثبتت هذه المراكز نجاحها في توفير بيئة عمل تمكّن الصحفي من التواصل مع مؤسسته.

التحديات القانونية
كيف تقيمون الموقف الدولي من استهداف الصحفيين الفلسطينيين؟
بالتأكيد، الموقف الدولي على صعيد المنظمات الدولية المساندة يدعمنا بشكل مطلق في التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ولكن الجنائية الدولية تتعرض لضغوط خطيرة ورسمية من قبل الإدارة الأميركية التي تمارس "إرهابا حقيقيا" عليها وعلى رئيسها، وكذلك على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
لذلك، من الضروري ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة؛ لوقف تدخلاتها في عمل المحكمة الجنائية الدولية.
قناعتنا أن الإدارة الأميركية لا تريد للمحكمة أن تعمل؛ حتى يظل الاحتلال يشعر بالحصانة ولا يتمكن أحد من ملاحقته على الجرائم التي يرتكبها، سواء جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية. هناك تعاون وتنسيق بين النقابة والإصرار على مواصلة العمل على هذا الملف.
بالتأكيد، سننجح في النهاية في ضمان أن قادة الاحتلال لن يفلتوا من العقاب على الجرائم التي ارتكبوها بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وفي النهاية، سيتم جلبهم إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبتهم على هذه الجرائم.
هل هناك استجابة جادة لمحاسبة إسرائيل؟
بالنسبة للموقف النقابي، فهو مساند، وهناك تنسيق كامل مع النقابات الدولية والصديقة.
لكن، نحن نطالب بأن تكون هناك إجراءات عملية وممارسة ضغط حقيقي وفعال وبشكل أكثر جدية، بحيث يجبر الاحتلال الإسرائيلي على دفع ثمن مقابل الجرائم التي يرتكبها بحق الصحفيين، ويتحدى بذلك ما يرتكبه الاحتلال بحق شعبنا.
ما الدور التوعوي الذي تقوم به نقابة الصحفيين في غزة للعاملين في الحقل الإعلامي؟
بالتأكيد، توعية الصحفيين الفلسطينيين حول كيفية العمل أثناء الحرب والعدوان، بالإضافة إلى الالتزام بخطوات السلامة المهنية، ومعرفة حقوقهم كاملة أثناء الحرب وكيفية أدائهم لعملهم- تُعدّ خطوات مهمة يجب اتباعها..
من خلال هذه الخطوات، يستطيع الصحفي توفير الحماية اللازمة لنفسه وأداء رسالته بكفاءة.

كيف يمكن للصحفيين حول العالم دعم زملائهم في فلسطين ومساندتهم في هذه الظروف؟
من خلال العمل ونصرة قضايا الصحفيين الفلسطينيين والتواصل معهم، خاصة أن الاحتلال منع أكثر من 4020 صحفيا من الوصول إلى قطاع غزة..
فرغم وصولهم إلى دولة الاحتلال، إلا أنها منعتهم من دخول القطاع، وهذه جريمة تضاف إلى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا.
مطلوب بالتأكيد الإصرار على نقل التغطية ليعرف العالم حقيقة ما يحدث وما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة جماعية وتهجير قسري.