مصير غامض.. اتهامات للانتقالي اليمني والإمارات باغتيال المقدم الجعدني

12

طباعة

مشاركة

اتهم ناشطون على منصة "إكس"، المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن ومن خلفه الإمارات باختطاف المقدم علي عشال الجعدني منذ 12 يونيو/حزيران 2024 في العاصمة المؤقتة عدن، مطالبين بالكشف عن مصيره ومحاسبة خاطفيه.

والجعدني يشغل منصب قائد كتيبة في الدفاع الجوي، وتم اختطافه في 12 يونيو من قبل مسلحين يستقلون سيارة في منطقة التقنية بعدن، واقتياده إلى جهة غير معلومة، مما أثار الرأي العام وخلف حراكا شعبيا وقبليا. 

وفجر 5 يوليو/تموز 2024، أفاد مصدر عملياتي بأن “قوة أمنية مشتركة شنت مداهمة دقيقة لوكر كان يوجد فيه عدد من المطلوبين أمنيا في منطقة الممدارة شرق عدن، وقبضت على متهمين في قضية اختطاف الجعدني”.

وأعلنت قبائل أبين، في بيان توضيحي أن جهود الأمن في محافظة أبين أثمرت فجر 5 يوليو عن القبض على ثمانية متهمين بعملية اختطاف الجعدني، وذلك بالتنسيق مع الجهات الأمنية الأخرى.

وقالت إن قيادة أمن محافظة أبين “كانت حريصة منذ البداية على متابعة القضية، والبحث عن المختطف، ومحاسبة الخاطفين وفقا للقانون”. 

وطالبت القبائل بإشراك إدارة أمن محافظة أبين في التحقيقات مع جميع المتهمين، وتسليمهم لجهة أمنية واحدة وفقا للقانون، والبدء فورا بالتحقيق بحضور ممثلين عن أمن أبين، وتحويل ملف المتهمين إلى النيابة الجزائية لإكمال التحقيقات بحكم الاختصاص.

وصب ناشطون عبر وسمي #أين_علي_عشال  #نريد_عشال_حيا، على منصة "إكس"، جام غضبهم على المجلس الانتقالي والإمارات واتهموهم بالاستمرار في حملة تصفية واغتيال الرموز والقيادات الوطنية، مذكرين بمخطوفين سابقين مازالوا مخفيين قسرا لدى سلطة الانتقالي ولم يتم الكشف عن مكانهم حتى اليوم، وأعادوا نشر صورهم والتذكير بهم.

ورجحوا تصفية عشال الجعدني من قبل خاطفيه بأوامر من الإمارات، مستنكرين فشل قائدي وحدات مكافحة الإرهاب بعدن اللواء شلال شايع، والعقيد يسران المقطري، في الكشف عن مصير عشال وحماية المتورطين في اختطافه، وولائهما وتبعيتهما للإمارات.

الإمارات والانتقالي

وفي توجيه أصابع الاتهام إلى للمجلس الانتقالي ومن خلفه الإمارات بالوقوف وراء اختطاف عشال، استنكر صلاح باجبع، زعم البعض استغلال القضية للنيل من الانتقالي، موضحا: "نحن متضامنون مع عشال واجب بناء على معرفتنا من هو علي عشال ومدى صلاحه وحبه للخير وكونه مظلوم أولا وأخيرا".

وتساءل: "إذا لم ننتصر له فلمن سننتصر؟"، مؤكدا أن "الذي يعد مهاجمة أهل الباطل هجوما على الانتقالي فهذا إقرار منه أن الانتقالي بؤرة للباطل واغتصاب الحقوق وظلم الناس دون وجه حق".

وحمل رئيس "منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن"، عادل الحسني، مسؤولية ما وصلت إليه الأمور بخصوص جريمة اختطاف المقدم علي عشال، إلى الانتقالي وقياداته بشكل رئيس.

وقال الحسني: "من المعروف أن عدن محكومة من قِبل المجلس المؤسس إماراتيا بقيادة عيدروس الزبيدي ومن معه، وجميع أسماء التشكيلات المتورطة أو المشاركة أو المتسترة تندرج تحت عباءة واحدة".

وأكد أن "الانتقالي هو المسؤول الأول عما حدث وعما قد يحدث"، مضيفا أن "البحث عن التفاصيل لا ينسينا أبدا هذه الحقيقة الكبيرة، وكل جريمة تحدث في عدن هم شركاء فيها".

وأعرب عن استيائه من مرور الأيام ومازال مصير عشال مجهولا، مشيرا إلى أن كل الأدلة متوافرة، وكل المتورطين معلومون، وبعض أعضاء الخلية تم القبض عليهم.

وتساءل: "هل السؤال صعب إلى هذه الدرجة بالكشف عن مصير عشال؟"، مؤكدا أن "الكشف عن مصير عشال سيسقط بعده ملفات قادرة أن تطيح بالكبار ولا مجال للتراجع حتى تظهر كل تلك الملفات وأن يظهر عشال". 

وذكر أحد المغردين، أن "مئات المختطفين والمخفيين منذ سنوات في سجون عصابات الانتقالي".

وعرض صور شاب يدعى حاتم جعيم من أبناء شبوة، وقال إنه "واحد من المختطفين في سجون الانتقالي، وهو من خيرة شباب المقاومة تم اختطافه قبل حوالي 9 سنوات مع بداية ظهور عصابات الإمارات".

وأوضح أن "أهله خرجوا اليوم يطلبون فزعة شبوة وكل اليمن حتى تكون قضيته بجانب قضية عشال".

ونشر سالم سعيد صورة للعقيد يسران المقطري، قائلا: "عندما كنا نقول عليه مجرم يقوم بعمليات إجرامية ضد أهلنا في عدن هو وشلال شايع لصالح الإمارات، كانوا حينها يدافعون عنه ويسمونه يسران ابن الجنوب البطل، لكن اليوم بعد أن انكشف وانفضح للجميع بقضية عشال فجأة يتخلون عنه وأصبح يسران التعزي وليس الجنوبي!".

وعرض المغرد فارس، صورة لأعضاء المجلس الانتقالي، متسائلا: "أين عشال يا بتوع الإمارات؟".

ووصف المغرد ابن الجنيدي، الإمارات بأنها "وكر الإجرام والمجرمين".

وأكد صلاح المعبقي، أن "إقدام مليشيا الإمارات لا تطأ منطقة ما إلا وانتشر فيها القتل وزادت الفوضى".

وقال مبارك البيحاني: "سنوات يكذبون في الجنوب بالقول نحارب الإرهاب في عدن وأبين وغيرها لتثبت الأيام غلطة اختطاف عشال أنهم من يديرون الإرهاب وأنهم أدواته وفرار اثنين من عتاولة الإرهاب للإمارات دليل قاطع أنها خلف تلك الجرائم".

اغتيال وتصفية

وإعرابا عن اليقين بأن الجعدني تم اغتياله، نقل سامي عياش، عن مصادر أمنية ترجيحها أن المقدم عشال الذي تعرض للاختطاف في 12 يونيو 2024، "قد تمت تصفيته على أيدي قوات تتبع الانتقالي".

وقالت ميار العولقي: "مؤكد أن المختطف المقدم علي عشال قد قُتِل وتمت تصفيته، لو كان غير ذلك فعليهم أن يثبتوا لنا أنه مازال بخير، ومع ذلك نرى ذباب الانتقالي تكذب الخبر وتدعي أنه بخير..".

وكتب الناشط السياسي والحقوقي هاني بدر باسنيد: "نعيد ونكرر لقاتل مليشيات الضالع ومن معهم، سلموا جثة الشهيد بإذن الله عشال إلى أهله".

وأفاد أحمد قمصيت المهري، بأن "المقدم عشال قضى نحبه، وما تبادل الاتهامات بين خلايا الانتقالي وعجز أمن عدن القيام بأي عمل لأنهم يعرفون مصيره".

وكتب شيث العزيبي: "أعتقد أنه تمت تصفيته.. إذا كان الأمن في عدن يقول إنه يبحث على المتهمين يأتي أمن أبين من بعيد وخلال ساعات استطاع العثور عليهم والقبض عليهم.. هذا يثبت أن عشال تمت تصفيته والأمن في عدن يحاول تضييع القضية مما اضطر أمن أبين إلى التدخل".

سلطة عدن

واتهاما لسلطة عدن بالتواطؤ مع مختطفي عشال واستنكارا لفشله في الكشف عن مصيره ومحاسبة المختطفين، قالت روان عبدالرؤوف: "فضيحة مؤلمة من أمن عدن الذي تخاذل في قضية عشال".

وأضافت: "يعني الآن كل واحد يختطف أو يصير معه قضية لازم أمن محافظته يتدخل..".

وقال إيهاب باسويد: "إذا أراد الانتقالي أن يثبت أنه يعمل لأجل استتباب الأمن في عدن وردع الخارجين عن القانون ومكافحة الجريمة وتعقب القتلة والعصابات فعليه أن يشرك أمن محافظة أبين في التحقيقات التي تجريها إدارة البحث والتحري في عدن مع المقبوض عليهم في قضية اختطاف عشال".

وأكد أن "الانتقالي يفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة الشجاعة والمدروسة وإلى الإرادة الحكيمة الناجعة والكادر الوطني المؤهل، لهذا أصبحت عدن مسرحا للفوضى ووكرا للفساد والقتلة والمجرمين والعصابات وقطاع الطرق والخارجين عن القانون".

وأوضح المغرد سام، أن "القضية قضية رأي عام ولابد من كشف العصابة ومن يقودها ويمولها ومعرفة مصير عشال، وإصلاح الوضع وإعادة ثقة الناس في الأمن بعدن وذلك بكشف ملابسات القضية للرأي العام"، مؤكدا أن "قضية عشال فتحت كل الملفات".

ورأى سالم البكري، أن "الوعود الكاذبة التي تنشدها قيادات الأمن في عدن بخصوص قضية المقدم عشال الجعدني، ليست إلا لامتصاص غضب قبائل محافظة أبين".

وأشار أحمد المصعبي، إلى أن "إدارة أمن أبين ومعها قبائل عشال أعلنوا أنهم ألقوا القبض على ثمانية أشخاص متهمين باختطاف عشال في عدن"، قائلا: "واضح من البيان أن المتهمين في سجن أمن عدن ولهذا اشترطوا في رفع القطاع (فتح الطرقات من قبل قبائل عشال) بأن يشارك أمن أبين في التحقيق مع المتهمين".

وأضاف أن هذا حقهم لأنه "لا ثقة في أجهزة أمن عدن".

بيان أبين

وفي قراءات وتحليلات لبيان أبين، رأى ثابت المرفدي، أنه يشير إلى أن أمن أبين قد قبض على ثمانية متهمين في قضية اختطاف عشال الجعدني، بالتنسيق مع جهات أمنية في عدن.

واستنكر أن مع ذلك، البيان لم يوضح مصير المقدم علي عشال، ولم يذكر أن الجهود مستمرة للبحث عنه، مما يوحي بأن القضية قد انتهت بالقبض على هؤلاء المتهمين.

وقال سعيد ناصر: "يبدو أن قبيلة الجعادنة وباقي قبائل أبين على نياتهم زيادة، وصدقوا قيادات الأمن في عدن والتزموا برفع القطاعات (فتح الطرقات) في أبين عامة وهم ما يعرفون أن عشال الجعدني قد تم تصفيته في ليل أسود".

وقالت إيمان المصعبي: "بعد بيان قبائل أبين تأكد لي أن قضية المقدم علي عشال، قضية اغتيال وليست اختطافا فقط".

وأضافت أن "هذا يعني أن المقدم علي عشال مقتول وإلا فكيف لبيان طويل عريض وما يتكلم عن مصير المقدم عشال الذي هو أصل الموضوع وأساسه؟ إلا أن يكون قد فارق الحياة للأسف".

ورأى أحد المغردين، أن "البيان يضع أمن عدن في موضع المساءلة، ولا يعفيهم من الجريمة، بل يُثبت أكثر مشاركتهم فيها".