مع تصاعد الحرب بالشرق الأوسط.. خبير روسي: هذه الصراعات متوقع اندلاعها قريبا

منذ ٧ أشهر

12

طباعة

مشاركة

يقول الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط إيغور بولياتشينكو، إن "الصراع الساخن في الشرق الأوسط بالوقت الراهن يؤكد حقيقة أن البشرية تعيش الآن مرحلة جديدة من الاضطراب".

ويضيف في مقالة بصحيفة "إزفستيا" الروسية، أنه بينما تتصاعد الحرب الإسرائيلية ضد غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تستمر بقية العالم في مراقبة الأحداث، ووضع سيناريوهات التطور المحتمل للأوضاع.

صراع ساخن

ويقول الكاتب الروسي إن إحدى سمات هذه المرحلة في العالم "زيادة عدد الصراعات العسكرية"، وهو ما ينذر بـ "البدء في البحث عن نظام جديد للأمن العالمي يحقق التوازن والأمن والسلم العالميين".

ويحذر من أن "المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية الحالية قد تتحول إلى واحدة من أكثر الصراعات وحشية وأوسعها نطاقا"، حيث إنها "قد تتسرب لتشمل المزيد والمزيد من دول المنطقة، بل وقد تشمل المنطقة بأسرها".

كذلك ألمح إلى أن هذا الصراع قد يصبح ركيزة لصراعات وحروب قد تحدث خلال الأشهر أو السنوات القادمة.

لافتا إلى أنه "من بين النقاط الساخنة التي يمكن أن تتحول إلى حروب واسعة النطاق هي منطقة القوقاز، والأراضي المحيطة بالصين (بما في ذلك تلك الموجودة في آسيا الوسطى)، والمناطق التي يعيش فيها الأكراد بشكل مكتظ، وعلى سبيل المثال، منطقة البلقان".

وبخصوص ما أدى إلى تصعيد المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أورد الكاتب روايتين ليناقشهما في مقاله.

أما الأولى فهي أن كثيرين يربطون هذا التصعيد بإيران، التي قد يكون لها مصلحة مباشرة في إثارة وتصعيد مثل هذا الصراع، حسب قوله.

ووفقا لبعض الخبراء، قد تسعى طهران إلى عرقلة المفاوضات الجارية بين الكيان الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات.

وأتبع: "ففي نهاية المطاف، كانت إيران متشككة دائمًا بشأن العملية التدريجية لتطبيع العلاقات بين الدولة اليهودية والدول العربية، خاصة بالنظر إلى حقيقة أن الولايات المتحدة غالبًا ما لعبت دور الوسيط في هذه الاتفاقات".

وحول صحة هذا الربط -أي ربط التصعيد بإيران- يقول الخبير الروسي: "مدى صحة هذا الارتباط ليس واضحا بالقدر الكافي حاليا، لكنه قد يصبح واضحا في المستقبل"،

وأردف: "ولكن تجدر الإشارة إلى أن أي محاولة من جانب العالم الغربي -سواء من خلال أيدي الجيش الإسرائيلي أو بشكل مستقل- لبدء حرب واسعة النطاق مع إيران ستؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها، وقد تصبح في العموم سببا في إحداث تغييرات في النظام الدولي".

قصف شامل

أما الرواية الثانية فتتعلق بالأحداث السياسية الداخلية في إسرائيل نفسها، فحسب زعم الخبير الروسي، يكمن جوهرها في "الاستفزاز المصطنع الذي جعل حماس تبادر بالهجوم على إسرائيل، وهذا يفيد إسرائيل حصريا، بحجة الدفاع عن النفس والحماية من هجمات الفلسطينيين".

مشيرا إلى أن إسرائيل قد بدأت بالفعل حصارا على القطاع الفلسطيني، وقصفا شاملا للمناطق السكنية.

يقول إيغور بولياتشينكو إن "تحليل العمليات العسكرية الحالية يثير في حد ذاته أسئلة أكثر من الإجابات".

فبحسب مصادر مختلفة، هاجم حوالي 1500 من مقاتلي حماس القوات الإسرائيلية المتواجدة على طول محيط قطاع غزة.

ووفقا لمعايير الوحدات العسكرية الحديثة، فإن هذا العدد يعادل نحو مجموعتين تكتيكيتين من الكتيبة (BTG). 

وتمكنت مجموعتان من التغلب بسهولة نسبية على التحصينات على طول محيط قطاع غزة ومقاومة الجيش الإسرائيلي الذي يتجاوز عدده 170 ألف شخص، وفق ما ذكره الخبير الروسي.

وأضاف: "لكن مهما كان السيناريو الذي تطوره الأحداث السابقة واللاحقة، فمن الواضح أن كل مصاعب وأهوال هذه المواجهة ستقع على عاتق السكان العاديين الذين يفصلهم عن إسرائيل جدار مصطنع". 

وتابع: "ومن دون حل جذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي يقوم على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة، فمن غير المرجح أن يحل السلام على هذه الأرض التي تقدسها العديد من الشعوب". 

تصاعد العنف

وأكمل الخبير الروسي: "بل على العكس من ذلك، فإن مستوى التوترات وحجم الأعمال العدائية العنيفة سوف يتصاعد باستمرار".

مشيرا إلى أن الواقع ينبئ أن الفلسطينيين القاطنين في قطاع غزة -البالغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة، والتي يطلق عليها في كثير من الأحيان أكبر سجن في العالم- ليس لديهم خيار سوى الانضمام لفصائل المقاومة الفلسطينية أو دعمها على الأقل.

ووفقا لبيانات عام 2017 الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد وصل الفقر في غزة إلى مستويات حرجة. 

مشيرا إلى أن الفترة من 2007 إلى 2017، ارتفع فيها عدد سكان القطاع بنسبة 38 بالمئة، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه نمو الاقتصاد نسبة 1.44 بالمئة.

وبحسب تقرير البنك الدولي لعام 2017، فإن معدل البطالة في قطاع غزة يصل إلى 44 بالمئة. ولدى القطاع أدنى معدل توظيف في العالم عام 2015، وفقا للأمم المتحدة.

وكان حوالي 60 بالمئة من الشباب الحاصلين على تعليم جامعي في هذا القطاع عاطلين عن العمل، ويواجه حوالي 73 بالمئة من إجمالي السكان انعدام الأمن الغذائي. وفي عام 2020، ارتفع معدل البطالة بين الشباب إلى 70 بالمئة.

واختتم المقال بالتأكيد على أن هذه الأرقام والإحصائيات المؤسفة لا تبعث على أي تفاؤل بمستقبل الشعب الفلسطيني ما لم يتغير وضعه السياسي والاجتماعي.

محذرا من أن أرضية التوتر المتزايد ستنمو وتتصاعد بين الفلسطينيين والإسرائيليين طالما بقي الوضع الراهن على حاله دون تغيير.

الكلمات المفتاحية