أجج الطائفية وخدم الاحتلال.. 3 تغريدات لخامنئي تثير موجة غضب واسعة

"المعركة بين الحسينية واليزيدية في عصر الدعاية والإعلام تكون عبرَ الشِّعر والبيان"
بثلاث صيغ مختلفة، هاجم المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، الجبهة اليزيدية (أنصار الخليفة الأموي يزيد بن معاوية)، وذلك في أعقاب تصعيد إسرائيلي للحرب على قطاع غزة، وترقب لرد إيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران.
وقال خامنئي في سلسلة تغريدات دونها على حسابه بمنصة إكس في 27 أغسطس/آب 2024، إن الإمام الحسين حدّد أثناء خروجه إلى كربلاء هدف الجبهة الحسينيّة، ألا وهو الجهاد ضد الظلم. فمقابل هذه الجبهة، تقف جبهة الجور والظلم ونكث العهد الإلهي.
وأضاف في التغريدات التي كتبها بالتزامن مع احتفالات الشيعة بذكرى أربعينية الحسين بن علي، إن المعركة بين الجبهتين الحسينية واليزيدية تأخذ أشكالا مختلفة؛ ففي عصر السيوف والرماح لها شكلها الخاص، وفي عصر الذرّة والذكاء الاصطناعي لها شكلٌ آخر.
وتأتي تلك الاحتفالات حدادا على الحسين حفيد النبي محمد عليه الصلاة والسلام و72 من أقربائه الذين استشهدوا في “واقعة كربلاء” عندما كان يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين.
وأشار خامنئي، إلى أن المعركة بين الجبهتين الحسينية واليزيدية في عصر الدعاية والإعلام تكون عبرَ الشِّعر والبيان والكلام لها شكلها أيضا، مضيفا أنها في عصر الإنترنت وما إلى ذلك، يكون لها شكلٌ مختلف.
وأكّد أن المعركة بين الجبهتين الحسينية واليزيدية مستمرة، وقد حدّد الإمام الحسين ماهيّتها وهدفها، بقوله "إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رأى سلطانا جائرا"، قائلا إن القضيّة قضيّة الظلم والجور.
وقال إن الجبهة الحسينية تقاوم اليوم نظيرتها اليزيديّة، أي جبهة الظلم والجور، وهي التغريدات التي عدت بمثابة إعلان حرب على العرب السنة إلى أجل لا نهاية له.
وأثارت تغريدات المرشد موجة غضب واستياء واسع بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، أعربوا عنها عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على فيس بوك وإكس، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #خامنئي، متهمين المرشد الإيراني بتأجيج الفتنة الطائفية.
ورأوا أن خامنئي يستحضر الخلافات الطائفية بدلا من إعلان عمليات رد وردع للاحتلال الذي يشن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويخترق سيادة إيران بتنفيذ عمليات اغتيال لقادة المقاومة الفلسطينية ومرافقيهم حين كانوا ضيوفا بطهران.
ورأى أحد المغردين، أن خامنئي نقل المعركة من ميدان محور المقاومة إلى ميدان (محور الطائفية) مطلقا صافرة نهاية مباراة (إيران vs إسرائيل) بعد أن خدع أحذيته من الإسلامويين السُنة الذين غسل بهم جرائمه التي احتل بها 4 دول عربية.
خدمة للاحتلال
وإعرابا عن الغضب من تغريدته، عد الإعلامي أنيس منصور، ما قاله خامنئي طائفية أدخلتنا في معارك لا داعي لها كان مفروض يحذفها، مؤكدا أن كل هذا يخدم "إسرائيل".
وقالت الباحثة في الشؤون الأميركية والمشرق عبير كايد: “كل يوم نتأكد أن إيران وتدوينات خامنئي الطائفية يراد بها زج السنة والشيعة إلى حرب أهلية طويلة الأمد”.
وأكدت أن تصريحات كهذه تعزز صرف النظر عما يدور في غزة وتسلط الضوء على إشعال فتيل الفتنة الطائفية تمهيدا لحرب أهلية.
وتساءلت: "إلى متى ستلعب إيران بالطائفية وتحاول فصل المواطن الشيعي العربي عن المواطن السني؟ ألم يكفكم ما فعلتموه في العراق؟ ما شبعتم قتل وتمزيق لنواة الوحدة الوطنية؟"، داعية الشيعة ألا يصدق أن إيران ستخوض حربا لحمايته.
وأكدت كايد، أن خامنئي يبحث عن فتنة جديدة لإلهاء العالم عن الرد العسكري الإيراني ومسلسل التفاوض النووي مع واشنطن، قائلة: "سقطت الأقنعة الإيرانية وبانت سعاد".
ورأى الصحفي فايد أبو شمالة، أن أصل المشكلة فيما قاله خامنئي، تكمن في منهج استدعاء التاريخ لتبرير الحاضر واستشراف المستقبل، قائلا إن كل ما حدث في التاريخ من فرقة وخلاف يجب أن نأخذ منه العبر والعظات لمنع تكراره وليس للتعصب لأطرافه لأن الأصل هو وحدة المسلمين وليس اختلافهم شيعا وطوائف وأحزابا.
وأضاف أن من اللافت للنظر أن يتم استدعاء الخلافات أو القضايا التي تثير الأحقاد والخلافات في خضم المعارك التي تستوجب وحدة المسلمين واصطفافهم، مؤكدا أن غزة وفلسطين عنوان تكاتف ووحدة لأن فيها معركة مع الصهيونية والاستكبار العالمي وهي بحاجة لكل عربي ومسلم وكل أحرار العالم.
وأكد المغرد حسن، أن تصريحات علي خامنئي الأخيرة تشكل الهروب للماضي وعدم القدرة على مواجهة تحديات الحاضر، التي كشفت زيف الشعارات الكاذبة والتضليل على مدى 45 عاما خلت، ومن أجل خلط الأوراق وجر المنطقة وشعوبها إلى حرب طائفية لا تخدم سوى الصهيونية ومشاريعها الخبيثة لتدمير العرب.
تأجيج الطائفية
واتهاما لخامنئي بتأجيج الفتنة الطائفية، تساءل محمود إسماعيل: "هل هذا هو وقت بث الفرقة وإحياء الفتنة، لماذا لا تتكلم عن معارك المسلمين ضد الكفر والكفار، لماذا لا تتحدث عن القادسية ونهاوند والتي أدت إلى هزيمة عبدة النار ليصلك الإسلام وتحتل مرتبة آية الله كما يصفوك من حولك".
وتابع تساؤلاته لخامنئي: "أليس أنت من تدعي أنك تقود جبهة المقاومة التي تحمل شعار " اللعنة على أميركا واليهود " أليس من المفترض أن تسعى للم الشمل وتوحيد الصفوف ضد الشيطان الأكبر، أم كلام الليل يمحوه النهار".
وأكد الباحث حسن الظاهري، أن خامنئي يريد من تغريدته عما وصفه بالمحور اليزيدية اختلاق عدو وهمي ومزيد من السيطرة على الإيرانيين.
ورأت الكاتبة السورية عالية منصور، أن خامنئي كتب تغريدة تعبر عن نواياه ولكنها مليئة بالطائفية.
وقالت: "ما فهمت كيف طلع مع البعض أنه اللي عم يرد على خامنئي هو من يسعى إلى الفتنة وهو الطائفي؟؟ لا السنة يزيد ولا الشيعة الحسين، ومع ذلك مش رافعين دعوى على يزيد بالعراق، شو صار فيها؟ خلص تابعوا القضية بالقضاء".
وقال طه أبو الوليد، إن الكلام الذي قاله خامنئي عن حرب يزيدية حسينية سماها البعض تغريدة وهي في الحقيقة والواقع حرب من جانب واحد هي حرب مجوسية كسىروية ضد العرب والمسلمين قائمة منذ مجيء الخميني إلى إيران فيما سموه ثورة إسلامية.
وذكر بأن الإيرانيين قتلوا ملايين المسلمين وخربوا أربع بلدان عربية وشردوا الملايين بإسم الحسين وزينب، مضيفا أن خامنئي قال ذلك ليفهم الغرب أن عدو المجوس الوحيد الإسلام والمسلمون وليس إسرائيل والغرب.
وتساءل مصلح شايف: "من كان يقصد مرشد الشيعة: هل كان يقصد إسرائيل أم أميركا أم فعلًا سلالة يزيد؟ وأين هي هذه السلالة؟".
وقال كمال بربوش، إن في غمرة حرب الإبادة الصهيونية على أهلنا في غزة يخرج خامنئي بتغريدة ليذكر أتباعه والكيان الغاصب والعالم أجمع أن عدوهم الأبدي الوحيد هم المسلمون.
صمت سني
واستنكر ناشطون صمت حكام الدول السنية وعلماء السنة والمشايخ على تغريدات خامنئي وتجاهل الجهات والهيئة المعنية بشؤون السنة، مهاجمين من يدافعون عن الشيعة.
وتساءل الإعلامي فيصل القاسم: "لماذا لم يخرج زعيم مسلم سني واحد ليتصدى لخامنئي الذي جدد تحريضه قبل أيام ضد الأكثرية السنية (اليزيدية) في العالم الإسلامي وعدها العدو اللدود لإيران وشيعتها وطالب بالاستمرار بمواجهتها؟".
وتابع تساؤلاته: "أليس فيكم رجل شجاع من بين أكثر من مليار مسلم سني قادر أن يضع خامنئي عند حده؟"، قائلا: “على الأقل واجهوه بتغريدة في منصة إكس.”
وتعجب رئيس منظمة سند الحقوقية والداعية السعودي المعارض سعيد بن ناصر الغامدي، من أن رد خامنئي على أميركا والكيان المحتل بعد أن قصفوا وفجّروا داخل إيران واغتالوا علماء نوويين وضيوفا مهمين، كان خارج كل سياقات الترقب (المنتظر!!) في الرد.
ورأى أن خامنئي انبرى خالعاً رداء التقيّة ونابذاً عباءة السياسي المحنّك والتوفيقي الفذنّكً ..وصارخا كأنه رادود في لطمية..مستحضرا دواعي البكاء والتطبير.. مهاجما من خلالها جمهور أمة الإسلام الذين يراهم نواصبَ وأتباعا ليزيد، معلنا لمتبوعيه كيف يكون الرد على أميركا وربيبتها!.
وأكد الغامدي، أن من قُتلوا من المسلمين بتوجيهات خامنئي ودعمه؛ شاهد على فكرٍ دعيّ ومذهبٍ غويّ جاز به وأعوانه كل فجورٍ وعقوقٍ يذكرونه في بكائياتهم، مهاجما حكام الأنظمة العربية السنية، بقوله إن معظمهم قد أُشربوا العِجلَ في قلوبهم..فأصبحوا في الواقع المشهود خُدّاماً لليكود.