"إخوان الظل".. يطعمون وينظفون ويبنون ويعلمون فرنسا ثم تطاردهم السلطات

منذ يومين

12

طباعة

مشاركة

جدل كبير في فرنسا أثاره تقرير رسمي فرنسي حديث بشأن ما يُعرف بـ"إستراتيجية التسلل الهادئ" لجماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، والذي قدم صورة مقلقة عن تهديد داخلي مزعوم. 

غير أن مجلة "جون أفريك" ترد على التقرير بالدعوة إلى إعادة النظر في هذا الطرح، موجها الأنظار نحو "الإخوان الحقيقيين"، وهم العمال والعاملات من أصول مهاجرة، الذين يشكلون العمود الفقري غير المرئي للحياة اليومية الفرنسية.

ومن خلال سيناريو تخيلي، توضح المجلة مدى اعتماد المجتمع الفرنسي على هؤلاء الأفراد الذين غالبا ما يُهمشون رغم دورهم الحيوي، مشيرة إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الأيديولوجيا، بل في تجاهل مساهمة هؤلاء أو احتمال غيابهم عن مشهد الحياة في فرنسا.

"إخوان الظل"

ففي الأسابيع الأخيرة، انتشر -في أعلى مستويات الدولة- تقرير بالغ الجدية ومشحون بالقلق حول جماعة الإخوان المسلمين. 

وبحسب ما تشير إليه المجلة الفرنسية، فإن هذا التقرير يُلوَّح فيه بشبح تسلل خفي وهادئ وإستراتيجية للهيمنة يقوض الجمهورية من الداخل.

وفي هذا السياق، تدعونا المجلة لنتخيل للحظة فرنسا من دون الإخوان المسلمين.

مشيرة إلى أنها "لا تعني بذلك الإخوان الأيديولوجيين"، بل "إخوان الظل" الذين "يعتنون، كل صباح، بالمرضى ويطعمون وينظفون ويبنون ويعلمون دون أن يقول لهم أحد: شكرا"، على حد وصف المجلة.

وفي هذا الصدد، تؤكد المجلة أن "هؤلاء هم "الإخوان" الحقيقيون، الذين لا يملكون مكاتب في جنيف ولا خلايا إستراتيجية في مونتروي". 

وبالعودة إلى التصور المذكور سابقا، تقول المجلة: "فلنجرب أسبوعا من دونهم، أسبوعا من دون هؤلاء غير المرئيين، الذين يُطلب منهم أن يحنوا رؤوسهم، لكن أن يرفعوا الوطن".

فرنسا المشلولة

وفي اليوم الأول، تقول "جون أفريك": إن "مستشفيات باريس ستتوقف". 

جدير بالذكر هنا أن أكثر من ثلث الأطباء في المستشفيات العامة في العاصمة باريس يحملون أسماء ذات أصول مغاربية أو إفريقية أو تركية. 

وتنوه المجلة كذلك إلى أنهم "يسيطرون على المجالات كافة، فمنهم أطباء طوارئ وأطباء تخدير وجراحون وأخصائيو أشعة وأطباء أطفال". 

علاوة على ذلك، تشير المجلة إلى أن "أقساما بأكملها تعتمد عليهم، ومن دونهم، تُغلق غرف العمليات وتتكدس أقسام الطوارئ وتنهار وحدات العناية المركزة". 

وبالنظر إلى خدمة الطوارئ، توضح المجلة أنه "بدون الإخوان المذكورين سابقا، لن يكون هناك أطباء مناوبون ولا طاقم لتنظيف سيارات الإسعاف". 

"وبذلك، سيتوقف أقوى نظام صحي في أوروبا؛ لا بسبب فيروس، بل بسبب غياب أعمدته غير المرئية"، بحسب ما ورد عن المجلة.

أما اليوم الثاني، فتتخيل المجلة أن "حركة المترو والحافلات ستتباطأ، حيث لا يوجد سائقون ولا موظفون".

وفي اليوم اليوم الثالث تقول المجلة الفرنسي: إن "المجال الجوي سيتوقف في مطارات رواسي وأورلي ومرسيليا. ونتيجة لذلك، ستتعطل شحنات الأدوية وقطع الغيار والمواد القابلة للتلف".

وتكمل المجلة تخيلها باليوم الرابع، لافتة إلى أن "الأسواق والمحلات ستتوقف عن العمل".

ونتيجة لذلك، تتوقع المجلة الفرنسية أن تنهار بورصة باريس "CAC 40". 

وفي اليوم الخامس، توضح المجلة أن "الرفوف ستكون فارغة، وذلك بسبب غياب سائقي التوصيل وعمال تحميل والبضائع". 

التهديد الحقيقي هو رحيلهم

وفي النهاية، تصور "جون أفريك" اليوم السابع والأخير بأن "الصمت سيعم المكان، حيث لا مباريات كرة قدم ولا موسيقى راب ولا عروض مسرحية ولا حفلات". 

وعلى حد وصف المجلة: "ستتحول فرنسا إلى صوت واحد، بلا نبض ولا حياة". 

ومن ناحية أخرى، تشير المجلة إلى أن "النساء المسلمات اللواتي يُنتقص منهن في البرامج الحوارية بابتسامات ساخرة هن من يعتنين بكبار السن ويطعمن الأطفال ويسعفن المرضى في صمت".

وبذلك، تختتم المجلة تقريرها بالقول: إن "الخطر الحقيقي لا يكمن في معتقداتهم، بل في فكرة غيابهم". 

مؤكدة أنهم "إذا غادروا حقا يوما ما، فلن يبقى خلفهم سوى الأوهام والخراب".