كيف استطاع "الصوت المسلم" الوصول بمؤيدي فلسطين إلى برلمان بريطانيا؟

12

طباعة

مشاركة

أظهرت نتائج الانتخابات البريطانية العامة، تمكن حملة "الصوت المسلم" (TMV) من جلب الفوز إلى العديد من المرشحين المؤيدين لفلسطين ورافضي عمليات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة.

ولم يفز فقط العديد من المرشحين المستقلين الذين دعمتهم حملة "الصوت المسلم"، ولكن أيضا جرى إسقاط مرشحين داعمين للاحتلال الإسرائيلي.

حملة "الصوت المسلم" أثرت على توجهات حزب العمال الفائز بعدما سبق أن هدده المسلمون بعدم التصويت له إذا لم يدعم وقف إطلاق النار في غزة.

وانعكس هذا على أول تصريح لوزير الخارجية البريطاني الجديد "ديفيد لامي" من حزب العمال الذي أكد أنه يدعم "وقفا فوريا لإطلاق النار" في غزة.

4 نواب مسلمين

وكان عدد النواب المستقلين الفائزين الذين جعلوا قضية غزة محور حملتهم الانتخابية، 7، بينهم 4 مسلمون.

هؤلاء النواب الفائزون الذين وقف وراءهم "الصوت المسلم" هم: جيرمي كوربين، عضو البرلمان عن إيسلينجتون نورث، وشوكات آدم النائب عن ليستر ساوث.

وإقبال محمد النائب عن ديوسبري وباتلي، وعدنان حسين عضو البرلمان عن بلاكبيرن، وأيوب خان النائب عن برمنغهام بيري، وابتسام محمد.

وهؤلاء النواب السبعة نزل من بينهم 5 "مستقلين" عن الأحزاب، بعدما عاقبوا حزب العمال الذي كانوا يترشحون على دوائره.

ونجح هؤلاء في هزيمة مرشحي حزب العمال الفائز بنتائج الانتخابات ورئاسة الوزراء كمرشحين مستقلين.

وكان سينضم لهم النائب جورج غالاوي، المعروف بآرائه المناهضة للحرب وبمناصرته للقضية الفلسطينية، والذي فاز لتوه قبل 4 أشهر بعضوية البرلمان ثم ترشح مجددا، لكنه خسر بفارق ضئيل عن منافسه مرشح حزب العمال 

وفي مارس/آذار 2024 ساعدت حملة غالاوي المتضامنة مع فلسطين و"الصوت المسلم" في الفوز بأصوات المسلمين في البلدة، وكانت هذه المرة السابعة التي يفوز فيها بمقعد في البرلمان ممثلا لحزب العمال اليساري.

وانتقد غالاوي "حزب العمال" لدعمه الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة خلال حملته الانتخابية التي فاز فيها في مارس/آذار 2024.

لكنه خسر هذه المرة أمام مرشح حزب العمال بول ووه، وهو صحفي سابق في الشؤون السياسية عمل من قبل في صحيفتي إندبندنت وإيفننج ستاندارد ونشأ في المدينة.

وكان غالاوي (69 عاما) عضوا سابقا في البرلمان عن حزب العمال قبل طرده من الحزب عام 2003 لانتقاده رئيس الوزراء آنذاك توني بلير بشأن حرب العراق.

لكن عوض هزيمة غالاوي، فوز زعيم حزب العمال السابق "جيرمي كوربين" المخضرم الذي قاد حزب العمال من عام 2015 إلى 2020، بدلا منه، وهو داعم قوي لفلسطين.

وفاز "كوربين"، بمقعده في مجلس العموم بعد مواجهة ساخنة ضد مرشح الحزب وبفارق كبير من الأصوات، في دائرة مثلت فيها قضية "الحرب على غزة" العنوان الأبرز، بحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية 5 يوليو 2024.

وحصد زعيم حزب العمال السابق فوزاً بأكثر من 24 ألف صوت، مقارنة بمرشح الحزب برافول نارغوند، الذي حصل على أكثر من 16 ألف صوت.

وكان زعيم حزب العمال الحالي "كير ستارمر" عمل على استمالة اللوبي اليهودي في المملكة المتحدة، وأمر بإجراء تحقيق داخلي للكشف عما زعم أنه "تفشي لمعاداة السامية" خلال حقبة الزعيم السابق للحزب "جيرمي كوربين"، وعاقبه بعدم ترشيحه، لكنه ترشح مستقلا وفاز.

وكانت مفاجأة كبيرة أن يفوز للمرة الأولى في انتخابات بريطانيا، المرشح المستقل عدنان حسين على مرشحة حزب العمال كيت هوليرن، عن منطقة بلاكبيرن، وسط هتافات "الحرية لفلسطين" في المدينة احتفالا بفوزه.

ونجح هذا المبتدئ في المجال السياسي، حسبما وصفه موقع "ميدل إيست آي" 5 يوليو 2024، في تأمين 10518 صوتا بفارق ضئيل بلغ 132 صوتا فقط مقابل 10386 صوتا لهوليرن، لينهي هيمنة حزب العمال على هذه الدائرة لمدة 69 عاماً.

وتلقى حسين، المحامي البالغ من العمر 34 عاما، دعما من مجموعة من أعضاء مجلس حزب العمال السابقين الذين استقالوا من الحزب بسبب سياسته تجاه غزة.

كما حقق المرشح المستقل المؤيد لفلسطين "أيوب خان" فوزا مفاجئا على النائب البرلماني عن حزب العمال خالد محمود في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة وفاز بمقعد برمنغهام بيري بار بأغلبية ضئيلة بلغت 507 أصوات.

وأيوب خان قال إنه ترشح مستقلا في الانتخابات البرلمانية، بعدما استبعده "حزب الديمقراطيين الليبراليين" من لائحتهم لرفضه الصمت عما يجرى بقطاع غزة وتمسكه بمناهضة الحرب الإسرائيلية.

كذلك انتخب المرشح المؤيد لفلسطين "إقبال حسين محمد" لعضوية البرلمان بأغلبية ساحقة في دائرة ديوزبيري وباتلي في غرب يوركشاير بعد فوز ساحق على مرشحة حزب العمال هيذر إقبال.

وقد استقال إقبال، وهو مهندس ومستشار في مجال تكنولوجيا المعلومات، من حزب العمال بسبب دعم زعيم الحزب كير ستارمر لحرب إسرائيل على غزة.

أيضا حقق المستقل "شوكت آدم"، أحد المرشحين الخمسة الذين ناصروا غزة علنا وفازوا في الانتخابات، فوزا مهما على مرشح حزب العمال "جوناثان أشوورث"، الذي كان من المتوقع أن يكون وزيرا بحكومة كير ستارمر.

وقال آدم، وهو يرفع الكوفية الفلسطينية في نهاية كلمة أدلى بها بعد فوزه في دائرة ليستر ساوث الانتخابية، "هذا من مصلحة أهل غزة".

فازت أيضا "ابتسام محمد"، عن حزب العمال، وهي ممن يدعمون حقوق الشعب الفلسطيني ويقفون ضد العدوان على غزة.

وأصبحت بذلك أول سيدة من أصول يمنية تدخل البرلمان البريطاني عن دائرة "شيفيلد سينترال" في قلب مدينة شيفيلد.

وكانت زعيمة حزب الخضر "كارلا دينير" ممن دعمتهم حملتا الصوت المسلم و"التضامن مع فلسطين".

وقد طالبت دينير بوقف العدوان وفرض حظر على مبيعات الأسلحة لإسرائيل ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة.

وعلق على النتائج العضو المؤسس لحملتي الصوت العربي والمسلم أنس التكريتي بقوله: "استطعنا انتزاع 7 مقاعد في البرلمان وسنواصل مسيرتنا لنصرة قضايانا".

ويقول الكاتب إبراهيم حمامي إنه حتى باقي المرشحين الذين لم ينجحوا ممن دعمتهم حملة الصوت المسلم، حققوا اختراقا مذهلا في أقوى معاقل حزب العمال، وخسروا بفروق ضئيلة.

مثل المرشحة من أصل فلسطيني "ليان محمد" التي خسرت بفارق 528 صوتا (نصف بالمائة) عن مرشحة حزب العمال في أحد أكثر المقاعد الآمنة للحزب.

ومنهم ابن غزة سامح حبيب والذي ترشح عن دائرة ايلينغ الشمالية وحقق اختراقا محترما في عدد الأصوات التي حصل عليها رغم تعرضه لحملة تشويه من اللوبي الداعم للاحتلال ووجود مرشحين عرب آخرين

أوضح أنه في كثير من الدوائر كان المستقلون الداعمون لفلسطين في الترتيب الثاني وبفارق ضئيل جدا.

أول اختبار

وعلى الرغم من الفوز الساحق الذي حققه حزب العمال في الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، يبدو أن موقفه بشأن غزة قد كلفه أصواتا في الانتخابات البريطانية، بحسب شبكة "سي إن إن"5 يوليو/تموز 2024.

فقد خسر الحزب عدة مقاعد بعد أداء قوي من المرشحين المستقلين المؤيدين للفلسطينيين، في إشارة إلى الغضب تجاه رئيس الحزب كير ستارمر بسبب موقفه الداعم لإسرائيل.

ومقابل فوز 7 مؤيدين لغزة من بينهم 5 مستقلون، مُنِي حزب العمال بهزائم أمام مرشحين ركزوا حملتهم على دعم فلسطين، وانتقدوا موقف "كير ستارمر" لدعمه إسرائيل، والذي يوصف بأنه صهيوني ومتزوج من يهودية.

وأثبتت هزيمة هؤلاء أن موقف حزب العمال بشأن الحرب على غزة أثر على أصوات كثير من الناخبين وأدى لانقسامات داخله.

وتراجع عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب، بواقع 10 نقاط في المتوسط في المناطق التي يشكل فيها المسلمون أكثر من 10 بالمئة من السكان، وفق وكالة "رويترز" البريطانية 5 يوليو 2024.

وقد أيدت حملة "الصوت المسلم" أيضاً مرشحي حزب العمال الذين تحدوا حزبهم وصوتوا لصالح وقف إطلاق النار.

وفي 31 مايو/أيار 2024، ذكرت "قائمة حزب العمال" أن 16 مقعدا يسيطر عليها الحزب، ويقطنها عدد كبير من الناخبين المسلمين تُوصف بأنها "مناطق معركة".

وتشمل هذه، مقاعد يسيطر عليها نواب حزب العمال بأغلبية كبيرة، ولكنها واجهت تحديات من جانب المرشحين المستقلين الذين دعمهم الصوت المسلم.

وأعرب العديد من الناخبين في جميع أنحاء المملكة المتحدة عن استيائهم من حزب العمال بسبب موقفه المبكر من حرب غزة وعدم دعوته إلى وقف إطلاق النار الشامل.

ورغم أن الحزب غير موقفه لاحقا، فإن كثيرين قالوا إنهم شعروا بأنهم ملزمون بالتصويت لصالح مرشح وحزب يؤيدان وقف إطلاق النار بشكل دائم.

وكانت تقارير سابقة أشارت إلى حركة استقالات واسعة في حزب العمال احتجاجا على موقفه من حرب غزة والتمييز الذي واجهه أعضاء مسلمون فيه.

وقبل أن تجرى الانتخابات البرلمانية البريطانية، بقرابة 9 أشهر، كانت كل المؤشرات تؤكد أن مسلمي بريطانيا وأصحاب الصوت المحايد، سوف يصوتون، كما يفعلون تقليديا، لصالح حزب العمال.

ويعاقبون بالمقابل، "حزب المحافظين" لأسباب عدة، من بينها دعمه العدوان الإسرائيلي على غزة.

لكن زعيم حزب العمال كير ستارمر، أغضب المسلمين حين أظهر دعمه بصورة فجة لإبادة غزة.

وقد سألته قناة "LBC" البريطانية في 11 أكتوبر/تشرين أول 2023 عما إذا كان يرى أن "إسرائيل على حق في قطع المياه والكهرباء عن غزة"، فرد قائلا: "أعتقد أن لديها هذا الحق"، ما أثار انتقادات شديدة ضده، لأنه أيد بذلك "الإبادة الجماعية".

دفع هذا الدعم المبكر الذي قدمه رئيس حزب العمال، والذي يؤيده المسلمون تقليديا، لعدوان إسرائيل على غزة، مسلمين لتشكيل حملة سُميت "الصوت المسلم" أو "التصويت الإسلامي" (TMV) في ديسمبر/كانون أول 2023.

وهي حملة أعلنت أنها تهدف إلى توجيه أصوات المسلمين البريطانيين للتصويت للنواب الداعمين للشعب الفلسطيني، وعدم التصويت للنواب الذين سبق أن رفضوا التصويت لوقف إطلاق النار بغزة، لمنعهم من العودة للبرلمان.

اتخذت الحملة شعار "اجعل صوت المسلمين له قيمته"، مشيره إلى أن القضايا الإسلامية باتت في صدارة المشهد.

أكدت: "نحن قوة قوية ومتحدة تتألف من 4 ملايين نسمة (مسلم بريطاني) يعملون في انسجام وتناغم"، و"سنضع الأسس للمستقبل السياسي لمجتمعنا".

وحددت هدفها في "التركيز على المقاعد التي يمكن لأصوات المسلمين أن تؤثر على نتائجها".

وقد سعت الحملة لحشد أصوات ما يقرب من 4 ملايين مسلم في المملكة المتحدة أي حوالي 6 بالمئة من الناخبين.

وهناك 20 دائرة انتخابية في المملكة المتحدة يزيد عدد الناخبين فيها عن 30 بالمئة من المسلمين، من إجمالي 650 دائرة انتخابية في بريطانيا.

وكل هذه الدوائر ذات الوجود الإسلامي الواضح، دعمت نواب حزب العمال عام 2019، في سبع من هذه الدوائر، حيث يشكل المسلمون أكثر من 40 بالمئة من الناخبين.

وحددت حملة "الصوت المسلم" 93 دائرة انتخابية أخرى يمثل فيها المسلمون أكثر من 10 بالمئة من الناخبين لدعم مرشحين داعمين لفلسطين بها.

وحظيت هذه الحملة بموافقة "رابطة مسلمي بريطانيا"، و"المجلس الإسلامي في اسكتلندا"، و"مجلس مسلمي ويلز"، و"منظمة المشاركة والتنمية الإسلامية" (Mend) وجهات إسلامية أخرى.

وقد هاجم زعيم حزب الإصلاح البريطاني اليميني المتطرف نايجل فاراج، ما وصفه بـ "السياسات الطائفية" التي زعم إنها تهدد بريطانيا، في إشارة لحشد حملة “الصوت المسلم” لأصوات الناخبين المسلمين، رغم نفي الحملة بشدة أن تكون طائفية.

قالت، إنها تدعم وتؤيد السياسيين والمرشحين السياسيين (مسلمين أو غير مسلمين) الذين "يدعمون الخدمات الصحية والخدمات العامة، ويعارضون دور الحكومة البريطانية في الإبادة الجماعية والفصل العنصري المستمرين في غزة".

ونشرت صحف بريطانية عن المنسق والمتحدث باسم حملة صوت المسلمين “أبو بكر ناناباوا”، أن البرنامج يهدف إلى تشجيع المشاركة السياسية الإسلامية وإيلاء قيمة لقوة التصويت للمجتمعات الإسلامية المحلية.

وقال ناناباوا: "لقد عد حزب العمال لفترة طويلة جدا صوت المسلمين، أمرا مفروغا منه ونسي أنهم بحاجة إلى كسبه"، و"نحن مثل أي جماعة أخرى، وللمجتمع المسلم الحق في التعبئة خلف المرشحين".

وتدعو الحملة إلى وقف إطلاق النار في غزة، والاعتراف بدولة فلسطين، وتعزيز القوانين التي تمنع التجارة البريطانية مع المستوطنات الإسرائيلية ودعم العقوبات على الشركات العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

مفاجآت ودلالات

يُعد انتخاب 5 مرشحين مستقلين مؤيدين لغزة، بمثابة انتصار كبير لحملة "الصوت المسلم" فهي التي دعمتهم بقوة، بخلاف دعمها مرشحين آخرين غير مسلمين دعموا فلسطين.

أهمية الفوز أن هذا أول اختبار لتوحيد الصوت المسلم وربما أول انتخابات بريطانية يتم تحديد مرشح لمعظم الدوائر الانتخابية انتخاب هؤلاء النواب الداعمين لغزة، وهم عدد كبير وغير متوقع، يعني أيضا أن مؤيدي فلسطين العلنيين في البرلمان البريطاني يزيد بمقعد عن نواب الحزب اليميني البريطاني المتطرف (الإصلاح– بريكست) برئاسة "بول نايجل فاراج"، الذي فاز حزبه بـ 4 مقاعد فقط؟

ويتوقع بعد فوز المستقلين الخمسة الداعمين لغزة على حساب مرشحي حزب العمال أن يضغط هذا على الحزب الفائز برئاسة كير ستارمر لتغيير سياسته وسياسة بريطانيا تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقد أكد تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية 6 يوليو 2024، أن الحزب خسر بعض المقاعد بصورة صادمة كونها معاقل تقليدية للعمال، وكان السبب الأساسي لخسارتهم أمام المستقلين "بسبب موقفهم الداعم لغزة".

من هؤلاء الخاسرين وزير في حكومة الظل العمالية جوناثان أشوورث، الذي خسر مقعده في دائرة ليسستر ساوث لصالح المرشح المستقل إقبال حسين الداعم لغزة.

وبحسب بلومبيرغ، "مثل موقف ستارمر من الحرب على غزة القضية الرئيسة بين المسلمين في بريطانيا بشكل خاص، وهو ما كان سببا مباشرا في خسارة مقاعد في الدوائر التي توجد فيها نسبة مرتفعة من الناخبين المسلمين".

دفع هذا صحيفة "الغارديان" البريطانية 5 يوليو/تموز 2024، للتأكيد على أنه "لا يمكن لحزب العمال أن يغض الطرف عن خسارة أصوات الداعمين لغزة".

ودعته إلى أن ينتبه إلى حقيقة خسارته لدعم "الجدار الأحمر (طبقة العمال والحركات النقابية)، وحذرت الحزب من أن عليه أن "يبدأ من اليوم في إصلاح العلاقات مع داعمي غزة".

أيضا رأت مجلة "تايم" الأميركية 5 يوليو 2024 أن ما جرى من خسارة الحزب بعض الدوائر لصالح داعمين لغزة "هو تصويت عقابي" لحزبي المحافظين والعمال.

قالت: "لا يمكن استبعاد تأثير غزة على هذه الانتخابات التي خسر فيها حزب المحافظين برئاسة ريشي سوناك بصورة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، إذ يعد التصويت العقابي أحد أبرز ملامح هذه الانتخابات أيضا".

أوضحت أن الحرب على غزة لم تكن الملف الرئيس في هذه الانتخابات، لكنها كانت القضية المفصلية في عدد من الدوائر، والتي حقق فيها مرشحون مستقلون انتصارات على حساب مرشحي حزب العمال.

وأغضب الحزب، المسلمين حين أسقط في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، المرشحة البرلمانية فايزة شاهين وسحب عضويتها بسبب إعجابها بمنشورات تنتقد إسرائيل وأنصارها.

كما سحب دعمه لمرشحه "أزهر علي"، بادعاء أنه أدلى بتصريحات حول الحرب الإسرائيلية على غزة، اعتذر عنها لاحقا.

وتشير تقديرات بريطانية إلى أن دعم المسلمين لحزب العمال انخفض من 75 بالمئة عام 2001 إلى 38 بالمئة عام 2004، بعد حرب العراق التي قاد المشاركة البريطانية فيها رئيس الوزراء العمالي الأسبق توني بلير.

وارتفعت النسبة بحلول عام 2015، عندما صوت 64 بالمئة من المسلمين لصالح حزب العمال، وبلغت ذروتها بأكثر من 80 بالمئة عندما كان جيريمي كوربين زعيماً للحزب، بين عامي 2015 و2020.

لكن تغيرت العلاقة بين المسلمين وقيادة الحزب الحالية المتمثلة في كير ستارمر بشكل ملحوظ منذ انتخابه في عام 2020.

وخاصة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي انتقدها ستامر وأيد تجويع إسرائيل لغزة.

وفي 27 مايو/أيار، ظهر مقطع فيديو لنائبة زعيم حزب العمال أنجيلا راينر وهي تقول للناخبين المسلمين في دائرتها إن الحزب يدعم المحكمة الجنائية الدولية بتجريم قادة إسرائيل.

ووعدت بأن حكومة حزب العمال ستعترف بدولة فلسطين ولكنها حذرت من أن هذا لن يكون له سوى تأثير "محدود" على الوضع في غزة. 

ومع ذلك، رفض زعيم الحزب ستارمر الإفصاح عما إذا كان سيدعم المحكمة الجنائية الدولية إذا أصدرت مذكرة اعتقال بحق قادة الحرب الإسرائيليين من عدمه.