رسالة للقريب والبعيد.. حفاوة واسعة بالتصدي لعدوان الاحتلال في طولكرم ونابلس

12

طباعة

مشاركة

في ساعة مبكرة من صباح 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقاومين اثنين بعد ملاحقتهما قرب مخيم طولكرم، فيما أصيب العشرات من الفلسطينيين، خلال مواجهات عنيفة اندلعت شمال الضفة الغربية المحتلة.

وجاء ذلك بعد أصيب 5 جنود من وحدة المستعربين الإسرائيلية، بجراح مختلفة، في تفجير عبوة ناسفة في مخيم طولكرم بالضفة الغربية المحتلة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن 5 من جنود المستعربين التابعين لحرس الحدود أصيبوا بجراح، 3 منهم في حال الخطر، وذلك بعد تفجير عبوة ناسفة تحت آلياتهم أثناء خروجهم من مخيم طولكرم.

وذكرت أن الانفجار وقع حوالي الساعة الخامسة والنصف فجرا، "حيث جرى تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار تحت الآلية التي استقلوها فأصيب ثلاثة بجراح خطيرة بينما وصفت جراح اثنين ما بين طفيفة إلى متوسطة ونقلوا إلى مستشفى "مئير" في كفار سابا".

كما أصيب جندي آخر بجراح عقب إلقاء عبوات ناسفة تجاه قوات الجيش، قرب قبر يوسف في نابلس الليلة الماضية خلال تأمينهم اقتحام آلاف المستوطنين للمكان.

بدورها أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن الشهيدين من عناصرها وهما عبد الرحمن فارس محمد عطا (23 عاما)، وحذيفة عدنان محمد فارس (27 عاماً).

وبينت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أنهما هاجما، عددا من المركبات في مغتصبة (مستوطنة) آفني حيفتس قبل أن يشتبكا مع جنود العدوّ على أحد الحواجز العسكرية".

وقالت إن "هذه العملية جاءت ضمن سلسلة عمليات الرد على عدوان الاحتلال المتواصل بحق أقصانا وحرائرنا وأسرانا والتي كان آخرها عمليات القسام في الخليل وحوارة والأغوار وتقوع خلال الشهور الماضية وخلفت 3 قتلى صهاينة و5 إصابات بعضها بحال الخطر".

وأضافت أن "استمرار تغوّل العدوّ وتماديه ضد مقدساتنا وأسرانا وحرائرنا سيسعر نارا تبدد أمنه، وتزلزل أركانه".

وتشهد الضفة الغربية منذ العام 2022 حالة من التوتر إثر اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمدن والمخيمات الفلسطينية خاصة في شمالي الضفة الغربية.

وبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على مخيم طولكرم، اعتقلت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، القيادي بحركة الجهاد الإسلامي نظير نصار أبو عبادة (55 عامًا) من بلدة صيدا، والمجاهد محمد نوباني (43 عاما) من بلدة علار بطولكرم.

وجاء اعتقال قادة ومجاهدي حركة الجهاد عقب مداهمة منازلهم وتخريب ممتلكاتها والعبث بمحتوياتها، ثم اقتادتهما إلى جهة مجهولة، فيما فشلت في اعتقال اَخرين.

وصب ناشطون وسياسيون وكتاب ومحللون، جام غضبهم على أجهزة أمن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، مستنكرين مواصلة حملة اعتقال مسعورة بحق قيادات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على موقع إكس "تويتر سابقا" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #عملية_طولكرم، #طولكرم، #نابلس، وغيرها، استنكروا تزامن اعتقالات السلطة الفلسطينية لكوادر حركات المقاومة في أعقاب توسيع الاحتلال عدوانه.

وأشاد سياسيون وناشطون ببأس وقوة وثبات المقاومين في طولكرم ونابلس، ووجهوا التحية لهم وأثنوا على إقدامهم وحراستهم لقرى ومدن الضفة الغربية وقدرتهم على إيلام العدو، متداولين مقاطع فيديو توثق مقاومتهم وتظهر عويل جنود الاحتلال الإسرائيلي.

إشادة بالمقاومة

وتفاعلا مع الأحداث، قال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان: "نترحم على شهيدي طولكرم البطلين ونوجه التحية للمقاومة الباسلة في طولكرم ونابلس والضفة الغربية التي تصدت للعدوان ودافعت عن الأقصى وأوقعت القوات الخاصة في كمين محكم".

وأضاف أن اشتباكات طولكرم البطولية تدلل على تطور إمكانات المقاومة واتساع رقعتها مع الاحتلال الصهيوني.

وعرض الكاتب والمحلل السياسي سعيد بشارات، مقطع فيديو يوثق لحظة تفجير العبوة بمجموعة من جنود اليماس في طولكرم والتي اصيب فيها 5 جنود منهم 3 جراحهم خطيرة.

وكتب فايز أبو شمالة: "ارفع رأسك، فأنت فلسطيني.. لقد أوقعت جنود الصهاينة في مصيدة طولكرم وحولت جنود الغزاة إلى أشلاء بين قتيل وجريح!.. ارفع رأسك واسأل ربك؛ ألا يسلط أذرع الأجهزة الأمنية الفلسطينية على طولكرم ومخيمها!".

وأكد الباحث السياسي صالح أبو عزة، أن طولكرم أبدعت فجرا، لافتا إلى اعتراف الاحتلال رسميا، بإصابة 5 من جنوده في اشتباكات المخيم، وإعلان أن 3 منهم في حال الخطر الشديد.

ووجه التحية للمقاومين، وعلى رأسهم كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، مشيرا في تغريدة أخرى، إلى أن المقاومين خاضوا معركة مُشرّفة امتدت لساعات، في مواجهة الاحتلال الذي اقتحم المخيم.

وأوضح أبو عزة، أن المخيم تحوّل إلى ساحة حرب، استخدم فيه المقاومون رصاصهم الكثيف، والكثير من العبوات الناسفة، وأدّت إلى وقوع إصابات في صفوف الاحتلال.

دلالات ورسائل

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بالعملية البطولية في طولكرم، وتحدثوا عما تحمله من دلالات ورسائل للاحتلال وانعكاسات على واقع المقاومة وتطوراتها، متداولين ما جاء في بيان القسام من كلمات لامست الفلسطينيين وأثبتت تبنيها الثأر والانتقام من الاحتلال.

ووجهت رشا محمود زرفة، تحية إجلال وإكبار لأبطال طولكرم، قائلة إن الاحتلال أعلن إصابات خطيرة لكن الواضح أنهم قتلى.

ورأى الكاتب يحيى بشير، أن الإعلان عن تبني خمسة أعمال مُشرفة حصلت سابقاً، ثم تبني المُنفذين الذين ارتقوا صباح اليوم في طولكرم خلال تنفيذهم لعمل بطولي، هي رسالة للقريب والبعيد أن ألفي قذيفة من كلامٍ، لا تُساوي قذيفةً من حديد.

وعد حمزة رضوان، ما حدث فجر اليوم في طولكرم وليلة أمس في نابلس رسالة واضحة أن ما يجرى في المكاتب يبقى في المكاتب وعلى الأرض هناك رأي آخر يكتب بعزم رجال ودمائهم التي ينبت منها فجر الحرية القادم بإذن الله.. شاء من شاء وأبى من أبى هذا الاحتلال إلى زوال.

وغرد يوسف أبو جراد قائلا: "يقظة، بسالة، واشتباك من مسافة الصفر.. ذاك عنوان المرحلة الذي خطّه البواسل في طولكرم وعموم الضفة الغربية.. ولا نامت أعين الجبناء".

جرائم السلطة

وهاجم ناشطون السلطة الفلسطينية ورئيسها عباس وأجهزتها الأمنية، مستنكرين دأبها على ملاحقة رموز المقاومة ورجالها واعتقالها وتوجيها قواتها وقدراتها صوب الفلسطينيين وتجاهل جرائم الاحتلال الإسرائيلي. 

وأشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، في تغريدة كتبها تحت عنوان "صباح فلسطيني بعبق المقاومة والصمود"، إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال بعد وقوعهم في كمين خلال اقتحامهم مخيم طولكرم، لافتا إلى أنباء عن استهداف شابين.

وأضاف أن نابلس (جبل النار) تشتعل نارا في وجه جنود الغزاة خلال اقتحامهم المنطقة الشرقية منها، مستنكرا أن "رئيس البلدية" (عباس) في رام الله وأجهزته لا علاقة لهم بكل ذلك.

وقالت المغردة حنين: "طبعا في الوقت الذي يتصدى فيه المجاهدون لاقتحام المستوطنين في نابلس، تقوم أجهزة عباس باعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نظير نصار بعد اقتحام منزله وتفتيشه وتقوم بمحاصرة المحرر محمد النوباني في طولكرم".

وعلق سعد الفاعور، قائلا إن فصائل المقاومة الفلسطينية تواجه بندقية سلطة التنسيق الأمني وبندقية العدو الصهيوني وتآمر أنظمة التطبيع.

واستنكرت علا صلاح، اعتقال الأجهزة الأمنية - سلطة لحد- للشيخ نصار بعد اقتحام منزله وتفتيشه، في الوقت الذي يقاوم به أبطال نابلس باللحم الحي العدو الإسرائيلي ومستوطنيه، قائلة: "شتّان بين الثرى والثريا".

وكتب عبدالحكيم قاسم: "إذا سئلتم عن الدناءة والحقارة والخسة والنذالة والعمالة والخيانة قل هي في خم سلطة أوسلو.. ففي الوقت الذي يتصدى فيه الشباب والمجاهدون لاقتحامات شذاذ الآفاق لقبر سيدنا يوسف نطاف العمالة يعتقلون الشيخ نظير نصار القيادي في حركة الجهاد الاسلامي.. هم والاحتلال وجب سحقهم سحقا".