عشرية سوداء.. مصريون يطالبون بالقصاص من السيسي في ذكرى فض رابعة

12

طباعة

مشاركة

تحل اليوم الذكرى العاشرة لأكبر جريمة ارتكبها رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، حين كان وزيرا للدفاع لتمرير الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي الراحل، محمد مرسي، وهي جريمة فض اعتصامي رابعة والنهضة المناهضين للانقلاب في 14 أغسطس/آب 2013.

قوات الجيش والأمن فرّقت بعنف مفرط مستخدمة الأسلحة الحية والذخيرة، اعتصامات مناصري مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة والجيزة اعتراضا على إطاحة الجيش بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.

منظمات حقوقية دولية وصفت تلك العملية بأنها "أحد أكبر وقائع القتل الجماعي لمتظاهرين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث"، كما نتج عنها أيضا مئات الإصابات إضافة إلى مئات المختفين بشكل غامض، وانتقدت منظمات دولية حالة "الإفلات من العقاب" التي "يتمتع بها من اقترفوا عمليات فض الاعتصامات".

وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن حلول الذكرى السنوية العاشرة لمذبحة رابعة هو تذكير صارخ كيف أن الإفلات من العقاب عن القتل الجماعي لأكثر من 900 شخص قد مكّن هجوما شاملا على المعارضة السلمية.

واستنكرت تآكل الضمانات كافة للمحاكمة العادلة في نظام العدالة الجنائية، وما رافقها من "معاملة وحشية" لا توصف في السجون طوال العقد الماضي.

وأحيا ناشطون ذكرى المجزرة وسلطوا الضوء على مختلف أوجه الجريمة التي ارتكبها السيسي وأعوانه بداية من التخطيط للانقلاب وتمريره وقتل المناهضين له وإحراق جثثهم واعتقالهم، مطالبين بالقصاص منهم وإعدامهم في ميادين عامة قصاصا وانتقاما للدماء التي أسالوها.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على "تويتر" و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #السيسي_لازم_يتعدم، #مذبحة_رابعة، #رابعة، #مجزرة_رابعة، أكدوا أن هذه الجريمة ستظل تلاحق من فعلوها ولن تسقط بالتقادم حتى ينال المجرمون جزاءهم.

وتحدث ناشطون عن الحال الذي وصلت له مصر خلال 10 سنوات من حكم العسكر، من فشل على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية كافة، وتفريط في ثروات مصر والعمالة للخارج، صابين جام غضبهم على الأنظمة الداعمة للانقلاب العسكري.

وتداولوا صور ومقاطع فيديو توثق عمليات القتل الجماعي التي ارتكبها العسكر في مثل هذا اليوم، وكان أبرزها صورا للجثث المرصوصة داخل المساجد وأخرى لميدان رابعة تتصاعد منه الدخان وتتناثر به جثث الشهداء والضحايا، وغيرها توثق قتل العساكر للمدنيين.

محرقة السيسي

وتفاعلا مع الأحداث، أوضح المسؤول السابق في وزارة الصحة المصرية، مصطفى جاويش، أن قرار تنفيذ عملية العنف المفرط والقتل الجماعي في رابعة صدر بتاريخ 28 يوليو/تموز 2013 برئاسة الرئيس المؤقت وقتها، عدلي منصور، ووقع عليه جميع أعضاء مجلس الوزراء، وقاد السيسي وزير الدفاع بنفسه أحداث مجزرة رابعة في 14 أغسطس 2013.

وأشار الصحفي والإعلامي، أحمد عطوان، إلى أن "آلاف المصريين الأبرياء كانوا في مثل هذا اليوم (14 أغسطس 2013) يعتصمون في رابعة العدوية وآخرون في ميدان النهضة فهجم عليهم الذئب وعصابته، استباحوا أرواحهم ودماءهم وارتكبوا مذبحة القتل الجماعي، واعتقلوا وطاردوا الباقين منهم 1817 ضحية في ذلك اليوم".

ولفت إلى أن "منظمة هيومن رايتش ووتش أعلنت صور وأسماء المجرمين القتلة"، قائلا: "سنظل نعلنها ونعيد نشرها ونذكر القاصي والداني بجريمتهم، سنظل نلاحقهم في الدنيا والآخرة، ولن يفلت المجرم القاتل بجريمته".

وأكد المستشار الإعلامي، مراد علي، أن "رابعة تظل حية في وجدان كل شريف في هذه الأمة، وسيذكر التاريخ أن هناك من ضحى بحياته في سبيل الحرية والكرامة، وسيذكر التاريخ أن هناك من بلغ من الخسة أن احتفل وافتخر بقتل الآلاف من الأبرياء فيهم النساء والأطفال". وقال الناشط في حقوق الإنسان، سامي دياب، إن "السيسي أمر بقتل ألف مصاب في ميدان رابعة، 600 مصاب فى ميدان النهضة حتى لا يكونوا شهود عيان لما حدث".

وأوضح في تغريدة أخرى، أن "السيسي نفذ أبشع المذابح في التاريخ ضد مصريين اعتصموا في ميدان رابعة والنهضة، واستخدم أسلحة هجومية تستخدمها الجيوش فى الحروب الخارجية، مثل مدافع الهاون والجرنوف وطائرات الأباتشى، فقتل آلاف المصريين، وحتى الآن السيسي لم يعاقب".

ورأى أحد المغردين، أن "14 أغسطس/آب ذكرى أكبر محرقة قام بها المجرم السيسي ضد شعبه الأعزل، وأحرق المصلين والمساجد بمن فيها حتى تفحمت الجثث وتطايرت الأشلاء أمام أنظار ومسمع العالم". وذكر الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، أن "المجرم السيسي ارتكب في مثل هذا اليوم واحدة من أبشع جرائم القرن، مجزرة رابعة التي راح ضحيتها أُناس رفضوا الذل ورفضوا الخضوع والخنوع". 

عقد تدمير

وسلط ناشطون الضوء على الأوضاع الاقتصادية التي وصلت لها مصر في أعقاب حكم العسكر وما لحق بها من فقر وجوع وتدن في مستويات المعيشة، مشيرين إلى الثروات التي فرط فيها السيسي ونظامه.

ولفت السياسي والحقوقي، أسامة رشدي، إلى "مرور عقد من العار والإجرام وتكميم الأفواه والتدمير المنظم لمصر، فشل منظم ومقصود لتدمير أي أمل، وخيانة السيسي الذي فرط في كل شيء من حقوق المياه في النيل للجزر الإستراتيجية لحدود مصر الاقتصادية وثرواتها الضائعة".

وكتب الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، محمد إلهامي: "في مثل هذه الساعات، قبل عشر سنوات، كانت آلة القتل من جيش #السيسي_عدو_الله تفتك بالشباب والبنات والأطفال والنساء والشيوخ، جهارا نهارا على الهواء!! دروس كُتِبت بالأرواح والدماء.. الخائن وحده من ينساها أو من يريد أن يتجاوزها..".

وأضافت: "كشفت رابعة أهل الشر لا في مصر وحدها بل في العالم كله، وما قبلها لن يكون كالذي بعدها، وها هي آلة الشر والقتل، التي يسمونها الدولة، قد قبضت على كل البلد وكتمت أنفاس الجميع وتدفقت عليها أموال الطغاة المجرمين في الخليج وغيرهم، فلم يزدد أهل مصر إلا فقرا وبؤسا وقهرا ومصائب!!".

وتابع: "لقد مات كثيرون من مؤيدي المذبحة خلال هذه العشرية السوداء، وهم الآن عند ربهم يُسْأَلون، فلا بقيت لهم الدنيا، ولا سلمت لهم الآخرة!! وبعد قليل سيموت الجميع، ويبقى حساب الله العسير، ثم يبقى بعد ذلك: درس التاريخ!".

وعن حال مصر بعد رابعة، أشار أحد المغردين، إلى "الانهيار الكامل للسياحة بسبب انعدام الأمن والأمان ونغمة الإرهاب التي يخيف بها بلحة -السيسي- العالم ليبقى على الكرسي، وانهيار الاقتصاد ولم يبق فى مصر إلا الفقر والجوع". ونشر المغرد معاذ، صورة لرابعة بعد أحداث الفض، قائلا: "وبس يا سيدي من يومها والبلد ضربها الفقر والجوع.. بس خلاص".

القصاص والمحاسبة

وأكد ناشطون على أن كل الجرائم التي ارتكبتها سلطة الانقلاب العسكري ضد الشعب المصري، في هذه العشرية لن تسقط بالتقادم أو مع مرور الزمن، متوعدين مرتكبيها بالمحاسبة والعقاب والانتقام منهم لدماء الشهداء.

وقال الإعلامي أحمد منصور، إن "مجزرة رابعة جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وإن يوم الحساب قادم لكل من شارك فيها"، متمنيا الرحمة للشهداء، واللعنة للظالمين.

وكتبت مغردة أخرى: "مجزرة رابعة لن تسقط بالتقادم ولن تضيع حقوق المظلومين مهما طال الزمان، وستبقى دماء الشهداء لعنة تلاحق القاتل السفاح وكل من دعمه وموله، وسينالهم جميعا العقاب الإلهي في الدنيا قبل الآخرة، رحم الله شهداء الثورة والمدافعين عن شرعيتها المنتخبة". وعرض المغرد ديشا، صورة تجمع المتهمين بتخطيط وتنفيذ أكبر مذبحتين في التاريخ الحديث "رابعة" و"النهضة"، مؤكدا أنها "تهمة لن تسقط بالتقادم". ونشر مغرد آخر الصورة ذاتها، قائلا إن "كل من شارك في مذبحة رابعة وعلى رأسهم السيسي لن يفلت من العقاب، فهذه جريمة لا تسقط بالتقادم". وذكر حازم مهني، بأن "جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم". وشدد عاشور الناجي، على أن "السيسي هو المسؤول الأول عن مذبحة رابعة والنهضة والحرس الجمهوري وسموحة ورمسيس الأولى والثانية وكل معتقل استشهد في السجون"، مؤكدا أن "هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وحتما سيحاكم". وقال السياسي أحمد علي، إن "10 سنوات على جريمة القتل الجماعي لآلاف الشهداء في رابعة والنهضة، ولم يقع قيادات الانقلاب العسكري القتلة تحت طائلة الحساب بعد، مضيفا: "الحق لا ينسى والجريمة لن تسقط بالتقادم، واليوم نذكركم بجرائمكم التي ارتكبتموها بأوامر من السيسي شخصيا". وأشار أيمن سحنون، إلى أن "قصصا كثيرة مؤلمة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة المسلمين المرتبطة بفض اعتصام رابعة على يد جيش مصر العميل للكيان الصهيوني"، مذكرا بأن "الجيش هدم المساجد وقتل النساء وأحرق الرجال وجعل الحسرة والصدمة لا تفارق عيون شعوب العالم الإسلامي التي تألمت لدماء المسلمين المراقة غدرا". 

وأوضح سحنون أن "ذكرى رابعة مناسبة لترسيخ الإيمان بالحرية لكسر تجبر العملاء وإبادتهم عن بكرة أبيهم بعد أن كشفتهم هذه الحوادث ولم يبق القناع يخفي وجوههم وصارت الخيوط التي تتحكم بهم واضحة للعيان".

وقالت شيماء سامي: "10 سنوات على ذكرى أسود يوم في تاريخ مصر الحديث.. وفقا للمجلس القومي لحقوق الإنسان فإن أعداد قتلى اعتصام رابعة العدوية 632 قتيلا منهم ثمانية عناصر من الشرطة"، موضحة أن "هذا رقم الضحايا في أقل تقدير، وحتى اليوم لم يفهم أحد كيف حدث ذلك ولا أحد تحاسب على الدم".

وأكد أستاذ الدعوة الإسلامية والأديان بجامعة الأزهر، إسماعيل علي، أن "القِصاص من القتلة ومَن شاركهم فهو حق يأبى النسيان، وهو قادم لا محالة"، داعيا "اللهم ارحم شهداء رابعة، وعافِ المبتلَيْن، وانتقم من الباغين، ومَن أعانهم ولو بشطر كلمة".