بسبب الوضع الداخلي.. صحيفة عبرية: أصبح صعبا على نتنياهو اختراق العالم العربي

قسم الترجمة | منذ ١٠ أشهر

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الافتراض السائد في إسرائيل منذ توقيع ما يسمى "اتفاقيات أبراهام"، أنه "من الممكن إقامة علاقات مع العالم العربي مع تجاوز القضية الفلسطينية".

ورأت أنه "في ظل هذه الخلفية، يُعتقد على نطاق واسع أنه يمكن تكرار نموذج صيف 2020 وتحقيق (الجائزة الكبرى) وهي إقامة علاقات مع السعودية".

واستطردت "يديعوت أحرونوت" أنه "مع مرور الوقت، تتكاثر علامات الاستفهام، وعلى رأسها ما إذا كان من الممكن تحقيق نفس الإنجاز التاريخي في الحكومة التي تصل في ظلها الاحتكاكات مع الفلسطينيين إلى ذروتها، مع إبراز تأثير سلبي على العلاقة مع العالم العربي".

وفي هذا الإطار، سردت الصحيفة ما تعانيه إسرائيل من توترات داخلية "تجعلها غير قادرة على اختراق العالم العربي".

داخلية وخارجية

على مدار السنوات الماضية، ترى "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل افتقرت إلى إستراتيجية منهجية بشأن القضية الفلسطينية، ولا سيما في ظل الحكومة الحالية، حيث توجد وجهتا نظر قطبيتان حول هذه القضية.

فمن ناحية، أشارت الصحيفة إلى أن "الليكود، الذي لا يختلف كثيرا عن بعض أحزاب الوسط في الأساس، يتوق إلى تسوية سياسية وفق شروطه عندما تكون الظروف مهيأة، بينما يمكن في هذه الأثناء تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية". 

وأوضحت أن "التغيير الزاحف للواقع في الضفة الغربية يُنفذ بعدة طرق، بدءا من القرارات المتعلقة بتسريع البناء، والاستمرار في التوق الشعبي لحل السلطة الفلسطينية وتسريع إضعافها، وانتهاء بإظهار التفاهم أو حتى الدعم".

ومن ناحية أخرى، أشارت إلى أن الانتهاكات القانونية التي تعيشها إسرائيل، مثل الاضطرابات الأخيرة في فلسطين، وبناء بؤر استيطانية غير قانونية يُعدان دليلا على نداء أعضاء الحكومة لسياسة وسلطة تلك الحكومة نفسها.

ونتيجة لذلك، فإن إسرائيل داخليا عالقة في توترات شديدة، كما ورد في خطاب رؤساء الأجهزة الأمنية بعد الاضطرابات، بحسب الصحيفة.

أما خارجيا، وكما انعكس في إعلان المغرب عن تأجيل مؤتمر منتدى النقب الذي كان مخططا أن يُعقد في يوليو/ تموز 2023، أكدت الصحيفة أن هذا -من بين أمور أخرى- يرجع إلى قرار توسيع البناء في المستوطنات.

وبعد سرد التوترات الداخلية والخارجية، وجهت الصحيفة رسالة واضحة إلى صانعي القرار، قائلة: "في ظل التغيير المستمر للواقع في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) واشتداد الاحتكاكات، تصبح فرصة اختراق العالم العربي ضئيلة".

وترى أن "استمرار النهج القائم يعني تقليص فرصة التطبيع"، لافتة إلى أن "خطة التطبيع كانت هدفا رئيسا حدده بنيامين نتنياهو عندما أدت حكومته اليمين".

وعلاوة على ذلك، تعتقد الصحيفة أنه نتيجة لهذا النهج الاستيطاني المتشدد جرى تقويض العلاقات مع دول عربية كانت تتمتع إسرائيل معها بروابط وثيقة، ناهيك عن التطبيع مع دول أخرى جديدة.

كما أكدت أن الانتقادات الدولية ضد إسرائيل، خاصة من الولايات المتحدة، تعقد طرق التعامل مع إيران التي تقترب من العتبة النووية.

مسؤولية عميقة

من وجهة نظر عملية، قالت الصحيفة إنه "من الضروري أولا دراسة كيفية تثبيت السلطة الفلسطينية، التي هي أقل خطرا، وإلا ستنجر إسرائيل إلى مسؤولية عميقة في الضفة الغربية".

وأوضحت أن "هذا قد يتحقق من خلال الحد من العقوبات الاقتصادية وزيادة المساعدات المدنية".

وتابعت: "ثانيا، من الضروري تركيز الجهود ضد حركة حماس التي تقود جزءا كبيرا من التصعيد، وتخريب إستراتيجيتها المنظمة التي تتمحور حول الرغبة في الحصول على موطئ قدم في الضفة ثم السيطرة على المنطقة لاحقا". 

أما ثالثا، ففي رأي الصحيفة، أن "التخطيط الاستيطاني بطريقة ذكية والتركيز على الكتل وتجنب التشتت الواسع من شأنه أن يعمق الاندماج بين الكيانين".

وترى أنه "من المهم أن يستيقظ الجمهور الإسرائيلي من قلة الاهتمام والوعي الذي يحيط به في السياق الفلسطيني". 

وأتبعت: "فمن الضروري أن يفهم الإسرائيليون بعمق أهمية حل السلطة وتوسيع نطاق المسؤولية المدنية في الضفة وتفاقم النزاعات، وأن يتخيلوا كيف تبدو الحياة اليومية في إطار دولة واحدة بدون حاجز مادي".

وشددت الصحيفة على فكرة أنه "يجب امتداد النقاش العام الحيوي حول القضايا الداخلية، مثل مستقبل نظام العدالة والعلاقات بين الدين والدولة، إلى القضية الفلسطينية".

ولفتت إلى أن "هذه الإشكالية لا تقل وجودا وسيكون لها تأثير كبير على مصير إسرائيل وشخصيتها".

ودعت الجمهور الإسرائيلي إلى مطالبة قادته بإجراء مثل هذه المناقشة، أو على الأقل شرح ماهية الإستراتيجية طويلة المدى لقضية يُدعى أنه يمكن الحفاظ عليها في نفس التكوين لفترة طويلة".

ولكنها في الحقيقة "قنبلة موقوتة"، كما وصفتها الصحيفة، إن قوبلت بالتجاهل "لن يؤدي هذا إلا إلى زيادة شدة انفجارها".