دعوات لفك المكروبين والانتقام من زعماء العرب الظالمين في يوم عرفة

12

طباعة

مشاركة

استقر جموع حجاج بيت الله الحرام على مشعر عرفات خارج الحرم المكي، وذلك بعد توجههم إليه قادمين من مشعر منى، صباح 27 يونيو/حزيران 2023 الموافق 9 ذي الحجة، لأداء فريضة الحج الذي يعد أحد أركان الإسلام.

وخطب فيهم من مسجد نمرة الذي يعد المكان الذي ألقى فيه الرسول ﷺ وسلم خطبة حجة الوداع، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية يوسف بن محمد بن سعيد، مستهلا خطبته بحمد الله والثناء عليه، والتأكيد على أن من حفظ حدود الله عدم صرف شيء من العبادات لغير الله.

وقال إن من كان من أهل التوحيد كان من أهل الهداية، وكانت له النجاة والعاقبة الحميدة، وحذر من أن الفرقة سببا للعذاب، مؤكدا أن الله أمر بوحدة الصف وجمع الكلمة، ونهى عن كل ما يحدث التفرق والاختلاف.

وقال بن سعيد: "يا أيها المسلمون اتقوا الله تعالى لتكونوا من المصلحين الفائزين في الدنيا والآخرة، من يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك الفوز العظيم".

واحتفى ناشطون على تويتر بيوم عرفة وتبادلوا التهاني والتبريكات وتحدثوا عن أفضل الدعوات التي أوصى بها الرسول ﷺ في هذا اليوم، وبشروا باستجابة الدعاء والعتق والمغفرة، وحثوا على التضرع إلى الله بالتوبة وتخصيص اليوم لطلب الأمنيات وحسن الظن بالله وتعظيم اليوم.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #يوم_عرفة، استحضروا أحاديث سابقة لشيوخ ورجال دين بارزين عن فضل يوم عرفة أبرزهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الراحل يوسف القرضاوي، داعين الله بزوال الأنظمة الديكتاتورية والحرية والفرج للمعتقلين.

وتناصح ناشطون بالإكثار من الذكر والدعاء في يوم عرفة، مبشرين بأنه يوم يقبل فيه الدعاء وتغفر فيه الذنوب، وترفع فيه الدرجات وتطهر العباد من الآثام ويبعدون عن المعاصي، متداولين صورا مهيبة لضيوف الرحمن وهم يستمعون للخطبة ويؤدون الفريضة.

دعوات وتضرع

وتفاعلا مع عظمة اليوم، دعا أستاذ الحديث بجامعة الأزهر أحمد عيسى المعصراوي: "اللهم اجعل لنا في صباح يوم عرفة نورا وظهره سرورا وعصره استبشارا ومغربه غفرانا واجعل لنا دعوة لا ترد واجعلنا ممن عفوت عنهم ورضيت عنهم وغفرت لهم وحرمتهم على النار وكتبت لهم الجنة يا رب".

وقال حمد بن فهد بن عبدالعزيز آل ثاني: "اللهم اجعلنا ممن يأتون أليك بالدعاء، فتأتي إليهم بالرحمة، والاستجابة، اللهم اكتب لنا محو الذنوب، وستر العيوب، ولين القلوب، وتفريج الهموم، وتيسير الأمور، اللهم لا ملجأ منك إلا إليك، اللهم ارفع عنا الداء، والبلاء، والغلاء، ولا تسلط علينا الأعداء، اللهم ارحم موتانا وموتا المسلمين، واغفر لهم، وشافي مرضانا ومرضى المسلمين، والطف بهم".

ونصح الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة جمال عبدالستار، في يوم عرفه بالدعاء: "ربي .. هذا قلبي.. وعزتك إنه ليحبك، عطرتُه بذكرك، وطهرتُه من الأحقاد والرياء والكبر، وهذبتُ نفساً تحمله بالصيام، وحشوته من أنوار القرآن، وعرَّضتُه لنفحات القيام، وزاده محبتك، ورجاؤه في عفوك ورحمتك".

ووصف الكاتب أحمد منصور يوم عرفة بأنه "خير يوم طلعت فيه الشمس"، قائلا: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".

وقال الصحفي عدنان حميدان: "يوم عرفة يوم عظيم من أيام الله تعالى، يوم الرحمة والمغفرة، يوم الحج الأكبر، يوم التهليل والتكبير والتحميد، يوم استجابة الدعاء، يوم الإقبال بالتوبة على الله، يوم العتق من النار، لا تنسونا من صالح دعائكم، غفر الله لنا ولكم".

فضل عرفة

وتحدث ناشطون عن أهمية أداء فريضة الحج وفضل يوم عرفة والوقوف على جبل عرفات.

وذكر رئيس الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام محمد الصغير، بقول عائشة أن رسول الله ﷺ وسلم قال (ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء) رواه مسلم

كما أشار إلى ما قاله ابن عمرو أن النبي ﷺ قال (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي.

ونقل الباحث في شؤون المسلمين في الغرب عثمان عثمان، عن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الراحل يوسف القرضاوي، قوله إن الوقوف بعرفة يرمز إلى بذل المُهَج في الضراعة بقلوب مملوءة بالخشية، وأيدٍ مرفوعة بالرجاء، وألسنة مشغولة بالدعاء، وآمال صادقة في أرحم الراحمين.

وعن حكم صيام يوم عرفة وفضله، أشار إلى فتوى للقرضاوي، أكد فيها أن يوم عرفة أفضل أيام العام، وهو من الأيام العشرة من ذي الحجة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صيام يوم عرفة؛ احتسب على الله تعالى أن يُكفِّر ذنوب سنتين".

ولفت عثمان، إلى قول القرضاوي عن فضل صيام عرفة، إنه فرصة متاحة للتطهر؛ ليُبَيِّض الإنسان صفحته أمام الله عز وجل، فليسارع المسلم إلى صيام يوم عرفة، وتوضيحه أن هذا لغير الحاج.. فالحاج لا يُسَن له صيام يوم عرفة ليكون قويا على الدعاء والذكر والتضرع.

وتحت عنوان "عرفات.. جبلُ الروح" كتب الباحث العربي مهنا الحبيل: "إنها لحظات جلاء الروح واستحضار المشهد وإقامة الذكرى بين يوم الدنيا ويوم الدين انه صعيد عرفات.. لذا عُظِّمت الحُرمات وكُرست القيم والمفاهيم ولذا كانت خلوات الروح ودندنة الأذكار وتسبيح الألسنة.. ألسنةٌ مختلفة ولكنّ المعنى واحد والمقصد واحد والمرجو واحد.. احدٌ احد.. احدٌ احد..".

وأوضح إمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بالدمام سابقا عماد المبيض، أن الحج يربي المسلمين على الاستجابة الكاملة والإذعان التام لأوامر الله وحده لاشريك له، وترك الالتفات لنداءات البشر والطواغيت التي يمكن أن تصرفنا عن الله وحده.

وذكر بقول الله تعالى في الآية 27 من سورة الحج (وأذِّن في الناس بالحج يأتوكَ رجالا وعلى كل ضامرٍ يأتينَ من كل فجٍ عميق)، قائلا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".

ولفت الناشط أدهم أبو سلمية، إلى قول الإمام الأوزاعي: "أدركت أقواما كانوا يخبؤون الحاجات ليوم عرفة ليسألوا الله بها، وكان بعضهم يقول: من خمسين سنة، وأنا أدعو في يوم عرفة، وما يدور عليّ الحول إﻻ وأراها كفلق الصبح".

وعقب قائلا: "لله درهم يخبؤون دعواتهم ليوم عرفة فيحققها الله لهم كفلق الصبح".

الطغاة والمعتقلين

وبرزت دعوات الناشطين على حكام الأنظمة العربية الديكتاتورية وتواصيهم بتكثيف الدعاء على الظالمين والطغاة في هذه اليوم، كما دعوا للمعتقلين بفك الأسر.

وأشار الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية محمد إلهامي، إلى أن هذا يوم عرفة.. وهو يوم الدعاء!، مذكرا بأن السلف الصالح كانوا يتحينون هذا اليوم ويستعدون له بالحاجات، ولهم في هذا أخبار عجيبة مشهورة.

وحث على الدعاء على الطغاة المجرمين الذين نكبوا أمتنا أمثال رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والجنرال الليبي خليفة حفتر؛ مؤكدا أن هؤلاء هم أعدى أعداء الأمة، وهم أصل المصائب والبلاء.

وذكر ناصر نجل الداعية السعودي المعتقل عوض القرني، كل المهجرين عن ديارهم، وكل من حال دونهم ودون زيارة بيت الله نظام مستبد يفتقر للأخلاق، بقول ابن رجب في لطائف المعرفة: (ومَنْ عجزَ عن حجِّ البيتِ أو البيتُ منهُ بَعُد، فَلْيقصِد ربَّ البيتِ فإنَّه مِمّن دَعاهُ ورَجاهُ أقربُ منْ حبلِ الوريدِ).

وأعاد عبدالله نجل الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة، نشر تغريدة لوالده دونها في 2015، كتب فيها: ادع الله أن ينزع الضغينة من قلبك ويهدي نفسك، واجعله يوم مرحمة وتسامح.. وتذكر موقف حبيبك محمد "اذهبوا فأنتم الطلقاء".