مالك تويتر إيلون ماسك يعترف: لهذه الأسباب أخطأت بحق "بي بي سي"

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة الإندبندنت البريطانية الضوء على تخبطات رئيس ومالك تويتر إيلون ماسك في قيادة منصة التغريدات القصيرة.

وقالت النسخة التركية في مقال للكاتب ياسر عبد العزيز إن ماسك اعترف في مقابلة له مع قناة بي بي سي البريطانية خلال أبريل/نيسان 2023 بأنه ارتكب أخطاء أثناء إدارته لموقع تويتر. 

وبين أسباب كلامه هذا قائلا: خلال ذات الشهر، كان عنوان أحد الأخبار الأكثر قراءة على منصة هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي والتي تبث بلغات مختلفة، على النحو التالي: "سيدة برتبة رقيب سابق في سلاح الجو الملكي البريطاني تصف كيفية تعرضها للتحرش الجنسي خلال خدمتها العسكرية".

وفي بداية أبريل، نشرت قناة بي بي سي العربية مقالا بعنوان: "تخطط بريطانيا وفرنسا للسيطرة على قناة السويس من خلال تشكيل اتحاد للشركات الغربية حتى بعد قرار تأميمها".

وورد في نفس الخبر، الذي يستند إلى وثائق رسمية بريطانية، أن لندن لم تكن تنوي من البداية تسليم القناة المهمة إستراتيجيا لمصر على النحو المتوخى في العقود والاتفاقيات الموقعة في 1968.

وبالمثل، وفي نفس الخبر الأكثر قراءة، يجرى الوصول إلى الاستنتاج التالي حسب النهج الإعلامي: "كان الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، والذي واجه انتقادات لقراره المبكر بتأميم القناة، محقا في تقديره بأن الغرب ليس لديه نية لترك القناة تحت الحكم المصري بالكامل".

وسائل الإعلام

يقول الكاتب: "يمكن توجيه انتقادات عديدة لأداء بي بي سي من ناحية الموضوعية والدقة، كما أن القناة لديها سجل مليء بدرجات متفاوتة من الأخطاء في مسيرتها الإعلامية الشاملة والممتدة. حتى إن إدارتها قد اعتذرت عدة مرات عن أخطائها".

كما جرى وضع رقابة أداء القناة التحريري في ضوء سيل من الشكاوى والشكوك من قبل لجان وهيئات خبراء لفهم مدى احترافها في مجالها.

 لكن كل هذا، كما يقول بعض النقاد، لا يشوه سمعة القناة المهنية أو أنه لا يسمح ببساطة بتصنيفها كـ "أداة دعاية بريطانية".

ويمكن ملاحظة الشيء نفسه في أداء بعض وسائل الإعلام التابعة للدولة في الغرب، أي أولئك الذين لديهم خط "الخدمة العامة".

وهؤلاء يلعبون دور وسائل الإعلام الحكومية التي تمثل المجتمع العام دون الخضوع الكامل لإرادة السلطة التنفيذية أو المشاركة بشكل علني في الترويج لها والدعاية لها.

لهذا السبب، وعلى مدار أبريل 2023، رأينا فرانس 24 تغطي خبرا مع وسم "#Macrongarbage" أي "ماكرون القمامة".

وأيضا وقفت القناة ذاتها الى جانب امرأة تبلغ الخمسين من عمرها تحاكم بتهمة "إهانة الرئيس (الفرنسي إيمانويل ماكرون)".

كما نشرت دويتشه فيله الألمانية مقالا تحدثت فيه عن "صعوبة سد ثغرات التسلح في الجيش الألماني"، ويتضمن المقال انتقادات لسياسة الحكومة الداعمة للدفاع الأوكراني.

ومثل أي جهة إعلامية في العالم، ترتكب هذه المنظمات أخطاء وتتحيز، ولكل منها سجل حافل بالأخطاء المهنية المختلفة.

 ومع ذلك، فإن القول إن هذه المنظمات هي أدوات دعاية حكومية مباشرة يعد ظلما كبيرا لها حسب رأي الكاتب. ومن ناحية أخرى، فقول هذا يقوض مفهوم الاستقلال التحريري.

 فلو كانت بالفعل أدوات دعاية حكومية، فستمتنع هذه المنظمات عن نشر مثل هذه الأخبار التي من شأنها أن تسيء إلى حكوماتها بالتأكيد.

خطأ فادح

لهذا السبب، فإن "ماسك لم يتوقف عن إدهاشنا بالقرارات المربكة والصادمة التي اتخذها طوال هذه الفترة".

وبين الكاتب أن الملياردير الأميركي "أخطأ في وضع هذه الجهات الإعلامية التي تتبنى نهجا احترافيا وتعتمد على آليات المراجعة التحريرية والتقييم المستدامة، على قدم المساواة بينها وبين المنافذ الإعلامية الأخرى التي تعمل في دول تعتمد كليا على إرادة الحكومة وخطها التحريري".

إذ أضاف موقع تويتر شعار "حساب تابع للحكومة" أو "منفذ إعلامي تموله الحكومة" إلى حسابات وسائل الإعلام العامة الرئيسة، واضعا في ذلك BBC وNPR الأميركية على حد سواء.

وتابع الكاتب: وبالطبع، اعترضت وسائل الإعلام على الأمر الذي أثار جدلا واضطرابا واسع النطاق في هذا المجال.

وأصدرت إدارة بي بي سي بيانا قالت فيه إنها تتحدث إلى شركة التواصل الاجتماعي حول التصنيف على حساب تويتر الخاص بها، وذلك "لحل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن".

 وفي مقابلة مع بي بي سي خلال أبريل، اعترف ماسك بأنه ارتكب أخطاء أثناء إدارته لموقع تويتر. كما قال مالك المنصة في المقابلة نفسها إن هيئة الإذاعة البريطانية من أقل وسائل الإعلام "تحيزا"

وأضاف: "نحن نهدف إلى أقصى قدر من الشفافية والدقة، وربما يكون الارتباط بالملكية ومصدر التمويل منطقيا. أعتقد أن المؤسسات الإعلامية يجب أن تكون مدركة لذاتها وألا تدعي زورا الغياب التام للتحيز".

وتابع: "جميع المنصات الإعلامية لديها تحيز، وهذا واضح لدى بعضها أكثر من غيرها. ويجب أن أشير إلى أنني أتابع بي بي سي نيوز على تويتر، لأنني أعتقد أنها من بين الأقل تحيزا".

وتوقفت تويتر عن إضافة الشعار المثير للجدل، لحساب بي بي سي بعد الاعتراض، خاصة بعد إعلان شبكة NPR الأميركية أنها قاطعت المنصة بسبب العلامة.

في الواقع، معظم تمويل بي بي سي يأتي من عائدات التراخيص السنوية التي يجرى جمعها مباشرة من الجمهور.

وجاء ذلك على لسان إدارتها في نفس التصريح سابقا "بي بي سي كانت، وستظل دائما، مستقلة. نحن نحصل على تمويلنا من الجمهور البريطاني من خلال رسوم الترخيص".

وفي تعليق على ما أوضحته "بي بي سي" أنها ممولة من رسوم الترخيص، أشار ماسك إلى أنه يفكر في تقديم تسمية من شأنها أن ترتبط "بمصادر التمويل الدقيقة".

بالإضافة إلى ذلك، يظن الكاتب أن لدى هيئة الإذاعة البريطانية آليات وسياسات واضحة للإشراف على أدائها وضمان استقلالية خطها التحريري.

واختتم الكاتب المقال قائلا: تحمل العديد من معايير وقيم العمل الصحفي العقلاني، مثل الحياد والتوازن والموضوعية والاستقلالية درجة واضحة من النسبية. 

لذا فإن شكل الملكية أو طريقة التمويل ليس معيارا حاسما في تحديد إذا ما كانت وسيلة الإعلام مستقلة، وفق وصفه.