للدفاع عن شذوذهم.. المتحولون جنسيا في أميركا يشكلون "شبكة مسلحة"!

إسماعيل يوسف | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

في 27 مارس/آذار 2023 وقعت حادثة غريبة وخطيرة في مدرسة دينية مسيحية بمدينة ناشفيل الأميركية، حيث أطلقت فتاة تدعى أودري هيل (28 عاما) النار وقتلت 6 أشخاص بينهم 3 مدرسين و3 أطفال، قبل أن يقتلها ضباط الشرطة.

تبين أنها شاذة جنسيا وتحولت إلى رجل، وأنها كانت تعاني من التنمر في المدرسة من زملائها أو الهوموفوبيا (homophobic)، أي "كره الشواذ والخوف منهم" حيث درست سابقا، فقررت حمل السلاح والانتقام من المدرسين والطلاب.

وقالت صحف أميركية إن مدرسة "ناشفيل" التي أطلق النار على طلابها، هي مدرسة دينية إنجيلية يمينية من المدارس التي تناهض الشذوذ والشواذ.

وأوضح ناشطون أن مناهضة المدرسة التابعة للكنيسة، للشواذ وبث الكراهية تجاههم، وراء الحادث.

كان المتصور هو أن الحادثة فردية، لكن وسائل إعلام أميركية تحدثت عن جمع ناشطين متحولين جنسيا أموالا للتدريب على استخدام الأسلحة النارية.

وأصدرت شبكة تسمى "الشبكة الراديكالية للمتحولين جنسيا" Trans Resistance Network بيانًا مفاده أن الفتاة القاتلة "أودري هيل" هي الضحية الحقيقية لإطلاق النار على مدرسة مسيحية لأنها دافعت عن شذوذها.

وحذرت الشبكة من تنامي ظاهرة "الهوموفوبيا" التي تناهض الشواذ، ما يضطرهم لحمل السلاح للدفاع عن "هويتهم وحريتهم".

وطبقا لموقع "أرشيف العنف بالسلاح" أو"غن فيولينس أركايف"، يعد ما جرى في ناشفيل، حادث إطلاق النار الجماعي رقم 129 في الولايات المتحدة حتى الآن خلال عام 2023.

ويعرف الموقع "إطلاق النار الجماعي" بأنه إطلاق نار على أربعة أشخاص على الأقل، باستثناء مطلق النار.

الشواذ يتسلحون!

صحيفة "ديلي ميل" البريطانية كشفت في 28 مارس/آذار 2023 قصة تشكيل الشواذ ما يسمى "الشبكة الراديكالية للمتحولين جنسيا" (Trans Resistance Network) وأكدت أن فرعها في فرجينيا نظم "حفلة لجمع التبرعات" في مدينة ريتشموند وشراء سلاح لأفرادها.

قالت إنه بعد حادثة مدرسة ناشفيل، بدأ المتحولون جنسيا في الولايات المتحدة نشر صور لهم بالأسلحة، وأعلن بعضهم أنهم "سيدافعون عن أنفسهم" ضد "رهاب المتحولين جنسيا"، وأنه بدأ جمع الأسلحة استعدادا لما يسمى "الربيع الجنسي".

أفادت أن الناشطين المتحولين جنسيا يخططون لترتيب "يوم للانتقام" لهم وحددوا له مطلع أبريل/نيسان 2023 في واشنطن تحت اسم "يوم الانتقام العابر" أو Trans Day of Vengeance، ونفذوا مظاهرات في هذا اليوم في بعض المدن.

وقد نشروا صورا وفيديوهات لهم وهم يحملون السلاح بالفعل لتحذير من يناهضونهم، ما أثار تساؤلات حول نوع جديد من "إرهاب الشواذ" بعد تسلحهم.

لكن العديد من الوقفات الأخرى ألغت اليوم الاحتجاجي الانتقامي بعد أن تلقى المنظمون تهديدًا بالعنف باستخدام الأسلحة النارية، خاصة من الجناح الأيمن المناهض للتحولات الجنسية، بحسب ما نشر موقع "buzzfeednew" مطلع أبريل 2023.

وقال أحد المنظمين: "لقد تلقينا تهديد إطلاق نار نشط محتمل ولحماية الحياة العابرة وجرى الربط بين هذه الفعالية وبين إطلاق النار في مدينة ناشفيل"، ونُشرت فيديوهات لتصادم جماعات نازية يمنية معهم.

وبسبب نشر شواذ صورا لهم وهم يحملون السلاح، حذف "تويتر" أكثر من 5 آلاف إعلان عن هذا اليوم الانتقامي، نشرت على صفحات تابعة للناشطين المتحولين جنسيا وهم يتباهون بترسانتهم من السلاح، بحسب شبكة cbsnews الأميركية 30 مارس 2023.

وضمن من جرى تعليق حساباتهم لحديثهم عن يوم انتقام الشواذ نائبة الكونغرس "مارجوري تايلور جرين".

ودفع إلغاء تويتر أي حديث عن هذه الفاعلية على حساب أي شخص، لغضب من جانب الناشطين المتحولين جنسيا، الذين زعموا أن "يوم الانتقام العابر" هو مناسبة موجودة في مجتمع المتحولين منذ سنوات وليس دعوة للعنف، قائلين إن تويتر مضلل في أسبابه لإزالة التغريدات في دعم الاحتجاج، وفق شبكة cbsnews.

لكنّ ناشطين رأوا أن هذا الانفجار في الحديث عن ما يسمى "الربيع الجنسي" في أميركا، يشير إلى أن ثمة تنظيماً وتمويلاً محتملاً لإنشاء تنظيم متطرف مسلح جديد يجمع أعضاءه التعصب لقضية "جنسية" هذه المرة.

محاربة الإنجيليين

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن ناشطين حملوا "المدارس الدينية المسيحية المتطرفة" في أميركا مسؤولية إطلاق الفتاة النار على مدرستها بدعوى أن "مدرسة ناشفيل كينت هي مؤسسة يمينية تعرضت فيها أودري هيل والعديد من الآخرين للإساءة".

قالوا إنه سبق أن نشر شخص آخر فيديو حول اتهامات بإساءة المعاملة في "مدرسة كنيسة العهد المشيخية" في ناشفيل عام 2013.

كما نقل موقع "فوكس نيوز" 28 مارس 2023 عن جماعات الشواذ المسلحين تبريرهم لإطلاق زميلتهم النار في مدرسة ناشفيل بدعوى أنها لم تجد طريقة أخرى فعالة للتعبير عن غضبها، محذرين من أن "الكراهية للشواذ لها عواقب".

ونشرت بيان لـ "الشبكة الراديكالية للمتحولين جنسيا" تؤكد فيه أن حياة الأشخاص المتحولين جنسيًا أصبحت صعبة للغاية في الأشهر السابقة بسبب سيل التشريعات المعادية لهم من الجناح اليميني والشخصيات السياسية.

ووصفت ما يجري لهم بأنه "لا يقل عن الإبادة الجماعية للأشخاص المتحولين جنسيًا من المجتمع"، لهذا سعى بعضهم للدفاع عن نفسه بالسلاح. وفق قولهم.

لكن الشبكة حرصت على الفصل بين دعواتها لحمل السلاح للدفاع عن أنصارها وبين إطلاق الناشطة في الحركة "هيل" النار في مدرسة ناشفيل المسيحية بولاية تينيسي.

وقالت الجماعة المنظمة للاحتجاج (شبكة الناشطين الراديكاليين) في بيان على موقعها على الإنترنت إنها لا تتغاضى عن العنف، وترفض بشدة أي صلة بين إطلاق النار على المدرسة في ناشفيل واحتجاج يوم أول أبريل والذي قال المنظمون إنه كان مخططًا له قبل وقوع إطلاق النار.

وكتب منظمو الاحتجاج في موقعهم على الإنترنت: "الانتقام يعني الرد بقوة"، "نحن نحارب الروايات الكاذبة والتجريم والقضاء على وجودنا".

وتقول مدونة "assigned media" في 30 مارس 2023 إن "يوم المتحولين جنسيا للانتقام" استغله "دعاة الجناح اليميني" الديني المتطرف في أميركا "كبش فداء" لإدانة مجتمع المتحولين جنسياً.

وكتب "إيفان أوركهارت": "يتهم اليمينيون وصحيفة ديلي ميل وبعض حسابات وسائل التواصل الاجتماعي غير المعروفة التي أنشأها الأشخاص المتحولون جنسيا الذين يشاركون في ثقافة الأسلحة الأميركية بأنهم استغلوا الحدث لتصوير وترسيخ أن هؤلاء يمثلون تهديدًا عنيفا".

زعم أن اليوم الدولي للمتحولين جنسياً هو حدث سنوي للظهور ولزيادة الوعي بقضايا الشواذ، يقام كل عام في 31 مارس، جرى تدشينه أول مرة عام 2010 من قبل ناشط أميركي شاذ.

قال: ليس من الواضح من الذي استخدم لأول مرة عبارة "يوم الانتقام للمتحولين جنسيًا" 

ولفت إلى أن "يوم الانتقام للمتحولين جنسيًا" لم يقصد به أبدًا أن يكون دعوة للعنف الجماعي، وتصويره على هذا النحو مجرد كذبة صريحة".

مع هذا تساءل: "هل يجب أن يظل مجتمع الشواذ الذي يتعرض لجرائم الكراهية وعنف الشرطة ملتزمًا بنموذج غير عنيف في جميع الأوقات؟ أم أنه يمكن أن يستفيد من نشاطه في الدفاع عن نفسه، بما في ذلك الدفاع المسلح؟".