"البشريات تتوالى".. حفاوة واسعة بتصاعد استهداف جنود الاحتلال في الضفة

12

طباعة

مشاركة

في أعقاب ملاحقات فاشلة واستنفار واسع لجيش الاحتلال وحصار مشدد على مخيم شعفاط شمالي القدس بحثا عن منفذ عملية قتل مجندة إسرائيلية، باغت مقاومون جنودا إسرائيليين بعملية جديدة في نابلس شمال الضفة الغربية.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن أحد جنوده قُتل بإطلاق نار قرب مستوطنة شافيه شومرون شمالي الضفة الغربية.

وأفاد أن فلسطينيين "أطلقوا النار من سيارة مسرعة نحو عدد من الجنود الذين كانوا يهمون بنشاط لتأمين المنطقة والسكان"، في إشارة الى مسيرة للمستوطنين في المنطقة. وأشار الجيش إلى أن قواته باشرت بملاحقة مطلقي النار.

جاء ذلك بعد أيام من مقتل مجندة إسرائيلية عند نقطة تفتيش شرقي القدس من المسافة صفر، وبعد 24 ساعة من استشهاد فتى فلسطيني يبلغ من العمر 12 عاما متأثرا بجروح أصيب بها في مداهمة لجيش الاحتلال بالضفة الغربية.

وأعلنت ”عرين الأسود”، وهي مجموعة من المقاومين الفلسطينيين يقودها شبان من نابلس، مسؤوليتها عن هجوم مستوطنة شافيه شومرون. وذكرت أنها بدأت عمليات "أيام الغضب" لصد العدوان المتواصل.

وقالت في بيان إن ”مجموعة من مقاتلينا الأبطال نفذت عملية نوعية. نقول للمستوطنين الذين يحاصرون مدينة نابلس من جميع الجهات، سنرى اليوم من سيحاصر من”.

وحتى مساء 11 أكتوبر، أخفق الاحتلال في الوصول إلى منفذ عمليةِ يوم 8 من ذات الشهر على حاجز شعفاط أدت إلى مقتل مجندة.

ومنذ ذلك اليوم، يحاصر الاحتلال المخيم، وأعلن الأهالي العصيان المدني الكامل بدءا من ليلة 11 أكتوبر حتى إنهاء الحصار المفروض عليهم.

وقابل ذلك التصعيد الإسرائيلي المتزامن مع اقتحامات متتالية للمستوطنين للمسجد الأقصى أبرزها قادها عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، انتفاضة شعبية واسعة وتصعيد عمليات المقاومين للرد على إرهاب الاحتلال.

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في القدس بدء إضرابا شاملا ضد الاحتلال، منذ 12 أكتوبر 2022، استجابة لنداء أهالي مخيم شعفاط رفضا للحصار المفروض عليهم، وطال الإضراب الأسواق التجارية بنابلس، وعم أيضا مدينة القدس.

وأثنى إعلاميون وناشطون وكتاب ومحللون على حالة التضامن والتكاتف الشعبي الفلسطيني الواسع وتصعيد المقاومة عملياتها ومباغتة الاحتلال.

ووجهوا عبر تغريداتهم على وسوم عدة أبرزها #عرين_الأسود، #نابلس، #كلنا_مخيم_شعفاط_عناتا، التحية لمجموعات عرين الأسود، وأشادوا بتصعيد مواجهاتها واستنفارها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعدوها ضربة للسلطة الفلسطينية التي تصر على التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وأعرب ناشطون عن سعادتهم من قدرة منفذي العمليات على الانسحاب بعد تحقيق أهدافهم، وتمنوا ألا يتمكن الاحتلال من اعتقالهم، مشيدين بحالة التضامن الواسع مع أهالي مخيم شعفاط وإعلان العصيان المدني بالقدس والضفة.

عملية بطولية

وتفاعلا مع الأحداث، كتب الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة: "عملية بطولية جديدة تودي بجندي صهيوني، ومخيم شعفاط يعلن العصيان المدني رفضا لحصاره؛ وذلك عبر حشود في الشارع.

وأضاف أن غضب الضفة يتواصل، والتفاعل الشعبي يتصاعد أيضا، وأن واجب الوقت من كل القوى هو مواصلة التصعيد، وصولا لانتفاضة شاملة، مؤكدا أن عقدين من التيه مع عباس؛ كانتا أكثر من كافيين، كي يندلع الغضب.

ورأى محمد عبد الهادي، أن ما يحدث في جنين ونابلس ومخيم شعفاط ليس فقط مقاومة احتلال غاشم، هو كسر لفكرة تدجين الفلسطيني، وتدمير لهيبة سلطة العار، وإثبات وتأكيد أن الفلسطيني هو مقاوم ولا يوجد فلسطيني جديد كما أراد دايتون وسلطة اوسلو.

وأوضح إبراهيم محمد الوريث، أنه في إطار ما أصبح معروفا بالعمليات اليومية للمقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني، قتل جندي في عملية "شافي شمرون" المغتصبة غرب نابلس بالضفة الغربية، ويضاف للجندية الصهيونية التي تم قتلها في عملية شعفاط بالقدس بالإضافة إلى إيقاع عدد من الإصابات.

وأشار الصحفي عز الدين أحمد، إلى إعلان جيش الاحتلال مقتل الجندي الذي أصيب في عملية شافي شومرون صباحا، موضحا أن هذا هو الجندي الرابع الذي يقتل على يد المقاومة في الضفة الغربية خلال شهر واحد.

 واحتفى الكاتب والداعية الفلسطيني جهاد حلس، بتوالي البشريات الجميلة من فلسطين المحتلة، بمقتل جندي صهيوني في عملية إطلاق نار قرب نابلس، وانسحاب المنفذ بسلام. 

عرين الأسود

وأشاد ناشطون بتصعيد عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مثنين على تحقيق مجموعات عرين الأسود أهدافها بإدامة الهزائم في صفوف جنود الاحتلال.

عرين الأسود، أعلنت تنفيذها خمس عمليات إطلاق نار في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أوقعت قتلى وجرحى بصفوف جنود الاحتلال والمستوطنين، بعدة مواقع في مدينة نابلس ومحيطها بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت "نعلن لجماهير شعبنا أن الساعات القادمة تحمل مفاجآت لا يتوقعها العدو، عاهدنا شُهداء الوطن وشهداء العرين وعاهدنا الله ونعاهدكم الآن أن بُركان عملياتنا بدأ ولن يخمده إلا الله".

وأكد الناشط أدهم أبو سلمية، أن النموذج الحالي المقاوم في الضفة فريد من نوعه، لم تعرفه الحالة الفلسطينية من قبل، شباب في العشرينيات، تجاوزوا تعقيدات العمل الفصائلي التقليدي لكنهم يستمدون منه الدعم والإسناد، لديهم نمط عمل مختلف لم يتعود عليه الاحتلال لذلك ينجحون في تنفيذ عدة عمليات كل يوم دون سيطرة العدو. 

وأشار الكاتب رضوان الأخرس، إلى أن الاحتلال اغتال في وضح النهار قبل أشهر 3 مقاومين وظن أنه بذلك يردع البقية ويضرب حالة المقاومة المتصاعدة.

لكن النتيجة كانت عكسية فالثلاثة صاروا ثلاثين وأكثر، وانضم العشرات وربما المئات للمقاومة وظهرت مجموعات عرين الأسود واشتد عودها ولم تفلح في كسرها الاعتقالات والاغتيالات.

وذكر بأن عرين الأسود كانت توعدت الاحتلال بالرد على اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وقد نفذت وعيدها فعلا بأكثر من عملية إطلاق نار، قُتل في إحداها جندي إسرائيلي.

وقال المحلل السياسي فايز أبو شمالة: "ولّى زمانك يا إسرائيل، وولّى زمان عملائك، عرين الأسود تطلق النار على جنود الصهاينة للمرة الثانية هذا اليوم".

ووجه الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون، تحياته واعتزازه ومحبته لعرين الأسود، ولكل مقاتل فيها، قائلا: "لقد رفعتم رأسنا، وأثلجتم صدرنا، وبيضتم ساحاتنا، وشفيتم قلوبنا.  فأنتم العنوان يا من غيرتم المعادلة".

دعم مستمر

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بحالة التضامن والتكاتف الفلسطيني والمشاركة الشعبية الواسعة في العصيان المدني مساندة لأهالي مخيم شعفاط المحاصر ورفضا لإجراءات الاحتلال الانتقامية بحق أهله.

وأوضح الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، أن الإضراب الشامل عم مدن الضفة الغربية والقدس استجابة لنداء أهالي مخيم شعفاط.

وشمل الإضراب مناحي الحياة كافة، بما فيها المواصلات العامة، وسط دعوات للتوجه للحواجز رفضا للحصار، وامتنعت المحال التجارية والمطاعم عن فتح أبوابها صباحا، وشهدت شوارع المدينة حركة ضعيفة للمركبات.

وأشارت الإعلامية ليلى عودة، إلى أن القدس اليوم كلها مخيم شعفاط. 

ونشر المصور الفوتوغرافي محمود بسام، مجموعة صور تظهر الإضراب من داخل مخيم قلنديا، مشيرا إلى وجود استجابة قوية لدعوة الإضراب الصادرة عن عرين الأسود نصرة لمخيم شعفاط.

وأوضح أن إضراب شامل في كامل القدس وضواحيها، ونابلس، وطولكرم، بالإضافة لإغلاق الشارع الرئيس في مخيم قلنديا وكفر عقب بالمتاريس والإطارات المشتعلة وهو البوابة الجنوبية لرام الله.