بعد حرق القرآن في السويد.. هكذا جاء الرد الرسمي العربي والإسلامي

12

طباعة

مشاركة

الاحتجاج الرسمي الخجول من بعض الدول والمنظمات على حرق القرآن الكريم في السويد، لم يلق قبولا لدى المسلمين، ما دفعهم لإطلاق حملة شعبية واسعة لمقاطعة المنتجات السويدية.

وتشتعل الأحداث في السويد منذ منتصف أبريل/نيسان 2022، بعدما أقدمت حركة "سترام كورس" اليمينية المتطرفة التي يقودها الدنماركي السويدي راسموس بالودان، على حرق نسخة من القرآن الكريم في مدينة مالمو.

كما أحرق زعيم الحركة نسخة أخرى من المصحف الشريف بمدينة لينشوبينغ جنوبي البلاد تحت حماية الشرطة.

وأعلن اعتزامه حرق نسخ من القرآن في مناطق عدة بالبلاد، ما أسفر عن اندلاع اضطرابات في أرجاء السويد، ووقوع إصابات بأعيرة الشرطة النارية.

وعلى أثر ذلك، نددت 14 دولة ومنظمة عربية وإسلامية، عبر بيانات رسمية، بواقعة الحرق، وهي "تركيا، والسعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين، والكويت، والأردن، وفلسطين، ومصر، والعراق، وإيران، وهيئة كبار العلماء، ورابطة العالم الإسلامي، ورابطة علماء فلسطين".

ووصفوا حرق القرآن الكريم بالهجوم السافل والاستفزازي لمشاعر المسلمين والعنصري والمعادي للإسلام والمحرض على الكراهية والعنف، والمهدد للتعايش السلمي.

إلا أن أيا من المواقف المعلنة لم ترق إلى مستوى الرد الدبلوماسي "القوي" وإنما فقط "حبر على ورق حسب الناشطين.

لذلك برز بقوة على موقع تويتر تفاعل واسع مع حملة #مقاطعة_المنتجات_السويدية، واستنكار ضعف المواقف الرسمية وعدم إعلان سحب السفراء من السويد أو قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية ردا على الواقعة.

واتهم ناشطون الدولة السويدية برعاية حملات الكراهية ضد الجالية المسلمة، داعين الجميع لاتخاذ موقف حاسم ومناهض لاستمرار حرق القرآن الذي بدأ في شهر رمضان بحماية الشرطة.

وحثوا المسلمين على مقاطعة المنتجات السويدية واستنكار الأعمال القبيحة التي تستفز مشاعر المسلمين بحرق القرآن ومس شعائرهم، متداولين قوائم بأسماء المنتجات السويدية، ومذكرين بتأثير حملات مشابهة كمقاطعة المنتجات الفرنسية.

واستنكر ناشطون وقوف الدول العربية والإسلامية مبتورة الأيدي في التصدي لحملات الكراهية والاستهداف للإسلام التي ينفذها متطرفون وتدافع عنها الحكومات بذريعة حرية الرأي والتعبير، منددين بغياب عزة وإيمان حكام المسلمين. 

استهداف الإسلام

الناشطون تحدثوا عن الأزمات التي يتعرض لها المسلمون في شتى بقاع الأرض، محملين الأنظمة الحاكمة مسؤولية الضعف الذي بات يلاحقهم.

الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، استنكر استباحة مقدسات المسلمين على نحو لم يسبق له مثيل من القدس وأقصاها إلى السويد والدنمارك إلى غطرسة الآخرين في فرنسا، وصولا إلى الهند والصين وبقاع أخرى، مؤكدا أن ذلك الوضع يعكس تردي النظام العربي والإسلامي الرسمي، في حقبة تشهد تناقضات دولية كبيرة؛ وتسمح بحراك فاعل.

وكتب أبو أسامة الخالدي: "بينما يحرق الصهاينة قلوب المسلمين في الأقصى تحرق السويد قلوب المسلمين وتسمح بحرق القرآن تحت حماية الشرطة، والمسلمون ينتفضون ويحرقون سيارات الشرطة دفاعا عن مقدساتهم؛ هذا ليس مستغربا فملة الكفر واحدة والله متم نوره ولو كره الكافرون هل بقي مسلم لايزال مخدوعا بهذا الغرب المجرم".

ولفت عبدالله أحمد علي، إلى أن الهجمة على #الإسلام والمسلمين تتواصل بشراسة، مشيرا إلى أن السباق الرئاسي في فرنسا يتنافس فيه المرشحون من سينكل أكثر بالمسلمين.

بينما تشن الهند هجمة غير مسبوقة على كل شيء له علاقة بالإسلام، وفي السويد تم حرق نسخ من القرآن الكريم بحماية الشرطة هناك، كما تتواصل في فلسطين الاعتداءات الهمجية على المصلين في المسجد الأقصى.

مواجهة بالمنطق

وشدد باحثون وناشطون على وجوب مواجهة الأعمال العنيفة التي تستهدف الإسلام وتعزز الإسلاموفوبيا بعقلانية، مؤكدين أن هذه الأعمال مهما زادت فلن تؤثر على القرآن الكريم أو انتشاره أو تتمكن من انتزاعه من القلوب.

رئيس تحرير صحيفة عرب ميديا الإلكترونية أحمد جداد الكثيري، أكد أن حرق نسخ من #القران_الكريم في #السويد و #الدنمارك من قبل متطرفين بحجة حرية التعبير وذلك تحت حماية رجال الشرطة يجب أن يقابلها ردة فعل مناسبة من قبل مليار مسلم، لا بالعنف، ولكن بالعقل والحكمة والشجاعة.

ورأى الباحث العربي مهنا الحبيل، أن الإستراتيجية التي يحتاجها العمل المدني لمسلمي السويد وغيرهم في ظل تطور وسائط الإسلاموفوبيا لا بد لها من أرضية حوارات فكرية تنتهي لخلاصات تطلق للرأي العام وتفعل في مشاريع لا تخضع للعاطفة المضرة بمستقبل المسلمين وفي ذات الوقت تنطلق من مبدأ حقوقي لا اعتذاري لما سببه التطرف اليميني.

وأشار الكاتب مجاهد البوسيفي، إلى أن أحداث السويد تفتح ملف الجاليات المسلمة في الغرب مجددا، وتعرضها لأحداث صعبة في العقود الأخيرة وضعتها في موقف الدفاع عن نفسها وألهتها عن واجباتها التي لا مفر منها وحقوقها التي يجب نيلها والتمتع بها.

وقال أستاذ الحديث بجامعة الأزهر ورئيس لجنة مراجعة المصحف أحمد المعصراوي: "لن يستطيع أحد أن يمزق #المصحف من صدور المسلمين مهما مزقوا من أوراق؛ لأن الذي تكفل بحفظه الله".

وأوضحت ا‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏لإعلامية بسمة الجندلي أن ما أحرقه العنصري الدنماركي في السويد هو مصحف وليس القرآن، القرآن هو كلام الله والمصحف هي النسخة المكتوبة منه لذا هناك قرآن واحد وملايين المصاحف.

وأضافت أن القرآن الكريم لا يمكن لكائن من كان أن يدنسه فهو محفوظ بحفظ الله له أما المصحف فقد تتعرض نسخة منه للاعتداء من قبل من ختم الله على قلوبهم.

تنديد بالصمت

وندد ناشطون بصمت زعماء الدول والمؤثرين عما يحدث، مقارنين بين مواقفهم حين يمس الأمر أنظمة حكمهم أو كياناتهم أو الديانات الأخرى، وبين موقفهم حين يتعرض الإسلام والمسلمون للاستهداف.

وتساءل الأمين العام لاتحاد أمناء الجاليات العربية بالاتحاد الأوروبي فؤاد الشناوي: "هل يعقل هذا وهل لو تم العكس مسلم يقوم بحرق الإنجيل أو التوراة لقامت الدنيا ولم تقعد فأين عقلاء العالم أين بابا الفاتيكان وأين ملك السعودية وملوك ورؤساء العالم الإسلامي لماذا هذا الصمت الرهيب عموما لنا رب كريم وهو يحمي كتابة؟"

وتساءل ذو الفقار: "إذا الشعوب العربية والإسلامية ستبادر بحملة مقاطعة بضائع السويد ردا للإساءة على #القرآن_الكريم لماذا زعماء الدول العربية والإسلامية لم يكن لهم موقف واضح ومشرف ضد #السويد؟ من الزعيم الذي لديه غِيره على دينه ليقوم بطرد السفير السويدي من دولته؟ من سيكون الزعيم الأول حبا لله وللقرآن؟.

وتساءل المغرد طارق: "أين منظمات العالم التي تتشدق باحترام الأديان؟!"

وأدان الناشط أمجد الجماعي، "ما تقوم به دولة السويد الإرهابية بفعلها القبيح والحاقد على المصحف الشريف والمسلمين بحرق نسخه من القرآن الكريم وحماية من يحرقه من قبل الشرطة وتدعيه أنه حرية رأي وتعبير"، داعيا الجميع لإدانة هذا العمل وانتقاده على حساب الخارجية السويدية.

الحل بالمقاطعة

وأكد ناشطون أن مقاطعة المنتجات هي السبيل والحل الأمثل لردع السويد وتأديبها على دفاعها عن مرتكب واقعة حرق المصحف، بينما رأى آخرون أن المقاطعة لا بد أن تكون مدعومة بمواقف الدول والأنظمة الحاكمة لتكون بشكل أكثر نظامية وتأثير.

الباحث والكاتب في التاريخ والأنساب سند بن حمد المحرزي، أكد أن مقاطعة المنتجات السويدية فقط لا تكفي، بل ينبغي على الدول الإسلامية تنظيم عقوبات ضدهم وقطع العلاقات بالمستويات كافة لكل حكومة تأخذها الجرأة للنيل من القرآن العظيم.

وقال أبو ناجي الحر، إنه بعد سحب أطفال المسلمين من أسرهم لتغيير دينهم، ها هي السويد تهين القرآن الكريم استمرارا في سياسة الإسلاموفوبيا وليس في أيدينا غير مقاطعتهم.

وأوضح عبدالقادر الزهراني، أن الباركود_لمنتجات_السويد  730-739 GS1، داعيا كل مسلم غيور على كتاب الله القران الكريم ودين الإسلام ونبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم لمقاطعة المنتجات السويدية وذلك لحرقهم القرآن بتأييد من الشرطة ووزارة الخارجية السويدية لهذه الجريمة النكراء. 

وتحدث خالد أبو لقيش، عن مقاطعة السويد وكل منتجاتها لأنهم يحرقون القرآن، مشددا على وجوب أن يكون للمسلمين كلمة قوية وبالذات من حكام الدول الإسلامية.