"استراح منه العباد".. هكذا علق ناشطون على رحيل أحد أبواق النظام المصري

12

طباعة

مشاركة

"محرض، شريك في الدم، واش، أمنجي.." توصيفات أطلقها ناشطون بحق الإعلامي المصري وائل الإبراشي بعد وفاته في 9 يناير/كانون الثاني 2022، عن عمر ناهز 59 عاما، إثر معاناة مع فيروس كورونا ومضاعفاته استمرت لنحو عام.

الإبراشي، ولد في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1963، بمدينة شربين في محافظة الدقهلية (شمال)، وبدأ مسيرته العملية بمجلة "روز اليوسف"، التي تعد واحدة من أقدم المؤسسات الصحفية المصرية، وعرفت بنهجها المناهض للتوجهات الدينية عموما وموالاتها للأنظمة.

وانطلق منها الإبراشي ليترأس تحرير جريدة "صوت الأمة" الأسبوعية، ثم قدم برنامج "الحقيقة الأسبوعي" الذي بث مطلع الألفية الجديدة على شبكة قنوات "دريم" المحلية، السبت من كل أسبوع، وقدم برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم 2" خلفا للإعلامية منى الشاذلي بعد رحيلها عنه.

ناشطو تويتر عبر تغريداتهم على وسم #وائل_الإبراشي، عددوا مواقفه المناهضة للرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، ودعمه للانقلاب العسكري عليه، وتأييده لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة الذي أسفر عن آلاف الضحايا.

وذكروا بتفاخره بمطالبة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ضمن مجموعة من الإعلاميين، بأن يخصص يوم فض الاعتصامات التي صنفت كـ"مجزرة" بيوم للاحتفال، مشيرين إلى أنه كان داعما شرسا للسيسي مهاجما ومشيطنا للمعارضين ومحرضا على اعتقالهم، بل إنه سلم بالفعل أحدهم من الأستديو، وهو الشيخ محمود شعبان.

واستنكر ناشطون حث البعض على عدم الشماتة في موت الداعمين للنظام، خاصة أن وفاة الإبراشي جاءت بعد وفاة المستشارة تهاني الجبالي النائب الأسبق للمحكمة الدستورية العليا وأول قاضية في مصر، التي نعاها الناشطون بالدعاء لله أن "يعاملها بعدله لا برحمته".

تسامح مرفوض

وأعرب ناشطون عن رفضهم لإطلاق البعض دعوات للتسامح مع الموتى المعروفين بظلمهم وبطشهم وتحريضهم على القتل وإعانتهم الطغاة والمستبدين، مؤكدين أن ذلك "مخالف للفطرة وإفساد في الأرض وتزييف للحقائق".

رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان، قال: "أتفهم ضيق البعض من شماتة كثيرين في وائل الإبراشي وتهاني الجبالي، لكن أن يوصف موقف الاثنين بأنه خلاف سياسي هو كذب وتضليل واستهبال".

وتابع: "موقفهم كان تحريضا على القتل والإبادة، ثم احتفالا بالدم، ووائل طالب بجعل مذبحة رابعة عيدا وطنيا نحتفل به كل عام، وائل شريك في القتل، شريك في الدم".

وأكد أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، محمد مختار الشنقيطي، أن "الأمة التي لا تحتقر جلاديها وأبواقهم أحياء ولا تلعنهم أمواتا، لهي أمة أدمنت العبودية، فأصيبت بالتبلد الأخلاقي، وفقر الضمير، وخراب الوجدان"، قائلا: "اللهم إني شامت بهلاك كل أفاك أثيم". وأعاد عضو الفريق الرئاسي للرئيس الراحل مرسي، أحمد عبد العزيز، نشر تغريدة للكاتب وائل قنديل، يتساءل فيها: "ما هي الفروسية في أن أركض خلف كل نعش يحمل ميتا كان في حياته ضدي وكنت ضده، لأقذفه بحجارة من السباب والشماتة، وهو في طريقه للحساب أمام خالقي وخالقه؟".

ورد عليه قائلا: "لو اقتصر الأمر على أن هؤلاء كانوا ضدنا، لترحمنا عليهم، بل ولعفونا عنهم.. ولكنهم استباحوا أعراضنا، وحرضوا على قتلنا والتنكيل بنا، ودمروا بلادنا.. ومن ثم، فالفروسية هي أن تسكت في هكذا موقف، وتدع المظلومين يفرحوا في هلاك ظالميهم، ولا تزايد على إنسانيتهم، فهذا بعض العزاء لهم".

وأوضح الكاتب سليم عزوز، أن "الخلاف السياسي، كأن يؤيد أحدهم السيسي ويرى أن الكباري (الجسور) مشروع عظيم.. هو حر!، أن يؤيد (حسني) مبارك أو حتى (ابنه) جمال مبارك.. هو حر!"، مؤكدا أن "التفويض على القتل، والتحريض عليه، والرقص على الجثث، والشماتة فيها، ومعايرة الأسر، لا يعد خلافا سياسيا ولا خصومة سياسية".

واستطرد: "من أطربه موتاك.. يوم موته هات الطبل البلدي".

احتفاء بالمجازر

وتداول ناشطون مقاطع فيديو للإبراشي يعلن فيه أنه اقترح على السيسي، مع مجموعة من الإعلاميين أن يحولوا يوم فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، إلى "يوم احتفالي" بدعوى أنه "يوم استعادة هيبة الدولة".

وبحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش" العالمية، فإن مذبحتي فض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة، في 14 أغسطس/آب 2013، الرافضة لانقلاب السيسي على الرئيس الشرعي الراحل مرسي وعزله في 3 يوليو/تموز 2013، "أكبر مذبحة" في التاريخ الحديث، وتعد جرائم ضد الإنسانية.

وأوضحت في تقريرها الذي أصدرته بعد عام من الفض، بعنوان "حسب الخطة: مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين في مصر"، ووثقت خلاله عمليات القتل، وأن الفض أسفر عن قتل 1150 شخصا على الأقل، مستنكرة عدم خضوع أحد للمساءلة القانونية.

وكتب الباحث عبد العزيز الفضلي: "هلك الإبراشي الذي دعا لاعتبار اليوم الذي سالت فيه دماء المصريين في مجزرة رابعة يوما للاحتفال بالقضاء على ما اعتبرهم إرهابيين!"، متسائلا: "كيف سيقابل ربه وفي رقبته آلاف الأرواح التي حرض على قتلها، وفرح بإزهاق أرواحها".

وسخر الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، متسائلا: "المطالبة بتحويل أسوأ يوم وأسوأ مجزرة مرت على مصر في العصر الحديث لاحتفال حضرتك تسميه إيه؟ 1- شماتة، 2- انحطاط، 3- إعلام، 4- تجارة إنجلش". ووصف الناشط أحمد البقري، الإبراشي، بـ"النازي والفاشي"، مذكرا بقوله إنه اقترح على السيسي "تحويل مجزرة رابعة ليوم احتفالي نتباهى ونفتخر به". وأشارت المغردة أمل، إلى أن "الإبراشي كان محرضا على القتل تصريحا وليس تلميحا، واستحل الدماء والأعراض، وكذب وتحرى الكذب"، داعية الله أن "يعامله بما يستحق وبعدله". واختصم المغرد السيد عمرو، الإبراشي أمام الله، مؤكدا أنه "لن يسامح في حقه، لأن الإبراشي حرض على الدماء وقتل الأبرياء".

 تحريض الإبراشي

وعدد ناشطون مواقف الإبراشي المناصرة للانقلاب العسكري والمؤيدة لقتل المتظاهرين، والمحرضة على ضيوفه الذين استضافهم في برنامجه، وأبرزهم أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، الشيخ محمود شعبان الذي تم اعتقاله بعد وقت قليل من إنهاء مقابلته مع الإبراشي.

وأشار الناشط محمد زايد، إلى أن "الإبراشي كان أكثر الأصوات فجورا في الخصومة، حرض على ذبح المعارضين وإبادتهم وسحقهم داخل السجون لمجرد أن يرضى عنه السيسي".

وكتب الصحفي السوري أحمد موفق زيدان: "اليوم يرحل عن دنيانا الإبراشي وتهاني الجبالي اللذين فجرا بالخصومة مع الرئيس الشهيد المظلوم محمد مرسي… لعلها تكون فرصة للمصريين والمخدوعين… سنرحل بلا ألقاب ولا رتب ولا مناصب… فهناك عملك ناطق عليك… ووجدوا ما عملوا حاضرا… في بث حي ومباشر وعلى الهواء… فاستعدوا". ونشر المغرد عيد الشمري، صورتين للجبالي والإبراشي، قائلا: "ماتت الجبالي ومات الإبراشي بفيروس كورونا، مثلت الأولى القضاء الظالم ومثل الثاني الإعلام المضلل، وكلاهما من أدوات العسكر في استمرار الفساد كلاهما ناصب العداء للرئيس مرسي وفجرا في خصومته وحرضا عليه وفرحا بسجنه وقتله وعند الله تجتمع الخصوم". وأشار الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إلى أن "الإبراشي كان من أكبر المحرضين على العلماء وعلى الرئيس الشهيد مرسي، بسببه اعتقل الكثير من الأبرياء، كان سيفا مسلطا على رقاب المصلحين.. نسي أو تناسى أن الله يحكم بين الخصوم؟! وأن الظلم لن يدوم؟ إن كان نسي أو تناسى، فسيعلم ذلك يقينا في القبر".