بعد مطالبة إسرائيل بتهجيرهم.. لهذا يتهم أهالي الشيخ جراح الأردن بخذلانهم

12

طباعة

مشاركة

بعدما رفضت العائلات الفلسطينية بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة اقتراح محكمة إسرائيلية بجعلهم "مستأجرين دائمين" لمنازلهم، يضغط الاحتلال عليهم انتقاما لرفضهم الاقتراح بشتى الطرق، آخرها رفع دعوى قضائية جديدة لتهجير 9 عائلات.

فيما يواصل أهالي الحي صمودهم في وجه الاحتلال والتمسك بمنازلهم ورفض إخلائها وتهجيرهم قسريا، إيمانا منهم بأحقيتهم في أرضهم، وتعويلهم على ورقة رابحة دائما وأقوى من القضاء الإسرائيلي متمثلة في الضغط الشعبي في الداخل الفلسطيني والأردني. 

مقترح التسوية المقدم من محكمة الاحتلال يعتبر الجيل الحالي فقط من سكان الحي بمرتبة مستأجر محمي بموجب القانون لمدة 15 عاما، على أن يدفعوا الإيجار لجمعية "نحلات شمعون" الإسرائيلية، التي تدعي ملكيتها للأرض التي أقيمت عليها المنازل.

الأمر الذي رفضته عائلات الحي المهددة بالتهجير القسري، والرافضة للتسوية، محملين في بيان أصدروه في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 حكومة الاحتلال مسؤولية سرقة بيوتهم، كما حملت المسؤولية بشكل مواز للسلطة الفلسطينية ووكالة "الأونروا" والمملكة الأردنية.

منعطف جديد

وسيرا على النهج المتوقع من الاحتلال في استمرار ملاحقة أهالي حي الشيخ جراح كشف موقع  "0404" العبري في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عن دعوى جديدة رفعت في محكمة "الصلح" التابعة لسلطات الاحتلال في القدس، تهدف لطرد 9 عائلات فلسطينية من منازلها في الحي.

الناشطون على تويتر قابلوا ذلك بتصعيد تغريداتهم على حساباتهم الشخصية وتفعيل وسم #انقذوا_حي_الشيخ_الجراح، معلنين أنهم في حرب مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يضفي الشرعية على جرائمه بمحاكمه وقوانينه الإرهابية.

واستنكروا على الاحتلال مطالبته لأهالي الحي بالخضوع والرضا بتسويات تحني جباهه لسنوات طويلة، مشيرين إلى أن قضية حي الشيخ جراح كشفت للعالم مزاعم الاحتلال الكاذبة باحترام القوانين الدولية وحقوق الإنسان.

وأكد الناشطون أن الصمود والمواجهة والبقاء وسيلة من وسائل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي يستخدمها أهالي الحي للدفاع عن حقوقهم، داعين العالم لمشاركة أهالي الحي في مطالبهم والتضامن معهم ورفض "مسكنات" الاحتلال وإظهار نفسه بمظهر مقدم الحلول والتسويات. 

وتداول الناشطون عبارات تشجيعية لمساندة أهالي الحي في قضيتهم التي دخلت منعطفا جديدا برفضهم التسوية؛ منها: "استمروا في النشر.. استمروا في فضح الاحتلال.. أوقفوا التهجير القسري"، مستنكرين خذلان الحكومة الأردنية لهم وعدم تقديمها الوثائق التي تثبت ملكيتهم للأرض. 

والشيخ جراح قرية مقدسية تقع في الجانب الشرقي من القدس، وقعت تحت الاحتلال عام 1967، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ "حسام الدين بن شرف الدين عيسى" الملقب بالجراحي الذي كان الطبيب الخاص للقائد صلاح الدين الأيوبي.

أنشئ الحي عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة الغوث للاجئين الفلسطينين والحكومة الأردنية لتستوعب 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها عام 1948، ويقدر الآن عدد سكانها بحوالي 3000 نسمة، يتعرضون إلى حملة لتهجيرهم بهدف استبدالهم بوحدات استيطانية.

خذلان الأردن

الناشطون نددوا بخذلان الحكومة الأردنية لأهالي الحي وعدم تقديمهم الأوراق الثبوتية المطلوبة والوثائق اللازمة والضرورية التي تثبت ملكيتهم لمساكنهم في الحي، داعين الأردنيين لنصرتهم بالضغط على حكومتهم لإرسال وثائق الملكية المطلوبة. 

الإعلامية المقدسية منى الكرد دقت ناقوس الخطر، مطالبة الحكومة الأردنية بإرسال أوراق الملكية لأهالي وحدات حي الشيخ جراح، لإثبات ملكية أراضيهم ومنازلهم في الحي.

وأكد الإعلامي عدنان حميدان أنه "ليس مهما أن يتضامن المسؤول في الأردن مع أهالي حي الشيخ جراح معنويا وهو يخذلهم رسميا وورقيا؛ ولا يقدم لهم الوثائق التي تثبت حقهم".

الناشط السياسي خالد الجهيني أشار إلى أن الاحتلال يرحل أهالينا ويهدم المنازل ويصادر الأراضي، أما الحكومة في الأردن فهي تضخ في خزائنه المليارات ثمنا للغاز المسروق.

جرائم الاحتلال

وإلى جانب استنكار الموقف الأردني عدد ناشطون جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي الحي، محذرين من أطماعهم المستقبلية في باقي الأراضي الفلسطينية.

ووصف حيدر الرمح ما يحصل في "الشيخ جراح" بأنه "جريمة إرهابية عنصرية قذرة".

ونشرت الإعلامية سمر الجراح خريطة لمدينة القدس المحتلة، محذرة من أن حي الشيخ جراح مجرد مقدمة لنوايا الكيان الاستعماري في تهويد المدينة وتدمير الهوية الفلسطينية العربية. وأشار الإعلامي عبد الله السلفيتي إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يماطل في قضية حي الشيخ جراح ظنا منه بأننا سننسى ونترك أهلنا في حي الشيخ جراح"، مضيفا: "نقول للاحتلال الأرعن لن نتركهم وحدهم وإننا معهم قلبا وقالبا". المحامية هنا فؤاد قالت إن الاحتلال بكلابه المستوطنين يحاولون الضغط على أهالي حي الشيخ جراح بكافة الطرق لإرغامهم على التسوية وبث الضعف في نفوسهم، مشيرة إلى الدعوى القضائية الجديدة التي رفعها المستوطنون في محكمة الصلح بالقدس بهدف طرد 9 عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح.

دعوات للمساندة

ودعا ناشطون إلى مؤازرة أهالي حي الشيخ جراح ومساندتهم ودعمهم بشتى الطرق؛ إذ حث الباحث حاتم اليافعي على عدم التوقف عن دعمهم.

وأشار إلى أن "أهالي الحي رفضوا عددا من التسويات المقدمة من الكيان الصهيونى المحتل، التي تكفل لهم البقاء في الحي كمستأجرين محميين، ورفضوا التنازل عن حقهم في الملكية حتى لو كان ثمن ذلك تهجيرهم قسرا من مساكنهم".

من جانبها، دعت الناشطة الاجتماعية دعاء المعمري، إلى نشر وسم حي الشيخ جراح وفضح الاحتلال وأفعاله تجاه أهالي الحي، والتهجير القسري لصالح الجمعيات الاستيطانية القذرة. وكتب ياسين بن عبدو: "كونوا معنا جميعا في العاصفة الالكترونية أنقذوا_حي_الشيخ_جراح لإعادة رفع القضية للعالم، ففي هذا الوقت تماطل محاكم الاحتلال في اتخاذ القرار الذي يثبت حقنا في أرضنا".

دور المقاومة

وتحدث ناشطون عن دور المقاومة الفلسطينية وموقفها الداعم لأهالي الحي، معربين عن ثقتهم فيها وأنها لن تخذلهم.

وحذر المغرد أسيد الخبي من أن "الكيان الهش سيخاطر بالمساس في حي الشيخ جراح بعنف وعبثية أفظع من ذي قبل"، قائلا: "لكن كونوا على ثقة بأن خلفنا مقاومة ثابتة وراسخة كالجبال، وأن هناك جزءا ثانيا من معركة سيف القدس 2 وإني لأرى جثثا تتجندل وتتطاير من جنوب فلسطين حتى جنوب لبنان".

فيما رأى مغرد بحساب "عبدالله" أن "قصف تل أبيب أصبح بيد القاضي الصهيوني، فمجرد أن يعلن القاضي عن ترحيل السكان الفلسطينيين من حي الشيخ جراح ستنفذ المقاومة وعدها وتفتح النار على كل مدينة في كيان الاحتلال، وسيقف العالم ليصفق لهذه الصواريخ، فهو لن يستطيع تأييد قرار عنصري مثل ترحيل السكان الأصليين لحساب جمعيات استيطانية". وأكد صاحب حساب "نحو الحرية" أن الفلسطينيين إذا غضبوا وانتقموا من جرائم الاحتلال ومستوطنيه من اقتحامات ومهاجمة للمصلين، وطرد للمواطنين من بيوتهم في الشيخ جراح، فلا يحق للدول الداعمة للكيان "المتصهينين الاحتجاج، لا هم ولا المطبعين معه الذين يتحججون بأن التطبيع كان من أجل السلام في المنطقة.

تحية وثناء

وحيا ناشطون صمود أهالي الحي وثباتهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي وإيصال صوتهم للعالم كله وتحريك قضيتهم دوليا، مثنين على موقفهم ورفضهم للتسوية ومتحدثين عن جرم المحكمة الإسرائيلية وعدم صلاحيته للنظر في القضية.

وقال إيراد الفروخ: "ثباتكم وتشبثكم بحقوقكم أجبر العالم كله على الاهتمام بقضيتكم العادلة ضد ممارسات الاحتلال الصهيوني في التهجير للسكان وهدم المنازل ومصادرة أراضي السكان العرب".

ورأى عبيدة يحيى أن "أهالي الشيخ جراح أحسنوا برفضهم التسوية مع الاحتلال"، مؤكدا أن "الآن دور الشعب الأردني بالضغط لتسليم الوثائق التي تثبت ملكية أهالي الحي ببيوتهم".
فيما كتبت آية صالح: "نعم رفضنا التسوية، فنحن لا نرضى بأنصاف الحلول ولن نتنازل عن أي شبر من أرضنا، لكن ستكون تبعات هذا الرفض صعبة علينا"، مشيرة إلى أن "محكمة الاحتلال تماطل باتخاذ القرار، وتحاول أن تسوق صورة أنها منصفة للعالم، هذه المحكمة فاشية عنصرية لا نؤمن بها".