جيل جديد.. إلباييس: الصواريخ الأسرع من الصوت تزعزع التوازن العالمي

قسم الترجمة | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة إسبانية الضوء على التكنولوجيا "المثيرة للقلق" التي تقدمها الصين وروسيا، والتي تعمل على تغيير الخطط الدفاعية، وتركز على البنية المتدهورة لمعاهدات الحد من انتشار الأسلحة.

وقالت صحيفة "إلباييس" إن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، هي تلك التي تصل سرعتها إلى خمسة أضعاف سرعة الصوت، وهناك نوعان من هذه الصواريخ، الشراعية وصواريخ كروز، وعموما، يمكن المناورة بكليهما لتعديل مسارهما نحو الهدف.

من ناحية أخرى، تصل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أيضا إلى سرعة تفوق سرعة الصوت في مرحلة نزولها، لكن من السهل اعتراض مسارها.

في المقابل، لا يمكن إيقاف صواريخ كروز والصواريخ الشراعية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت نظرا لقدرتها على المناورة.

أحدث تطور

وأوضحت الصحيفة أن الصواريخ الشراعية تحتاج إلى الدفعة الأولية من صاروخ باليستي في عملية إطلاقها منه، كما تحتوي صواريخ كروز على محرك مروحة، رغم أنها تحتاج أيضا إلى دفع أولي للوصول إلى السرعة التي يمكن أن تعمل بها.

ونوهت بأن المعلومات التي ظهرت حول الإطلاق المحتمل لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت بقدرة نووية وقادر على الدوران حول الأرض قبل أن يصيب هدفه، أطلقت العنان لموجة عالمية من القلق والاهتمام بفهم النطاق الحقيقي للقدرات الصينية، وبصفة عامة لحالة المنافسة بين القوى في قطاع الأسلحة الذي كثيرا ما يزعزع الاستقرار العالمي.

من جانبها، تحدثت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن الإطلاق المزعوم، الذي كان سيحدث في الصيف، لنوع من الأسلحة يكسر المخططات العالمية بفضل مزيج من السرعة والقدرة على المناورة والمسار الذي يعقد بشكل كبير عملية الكشف والاعتراض لهذه الصواريخ.

وقالت: "عموما، يصل مستوى هذه الصواريخ إلى سرعة لا تقل عن خمسة أضعاف سرعة الصوت، أي أكثر من ستة آلاف كيلومتر في الساعة".

في ظل هذا الوضع، تنفي بكين ذلك، مدعية أنه كان اختبارا عاديا، ومن جهتها، لا تتحدث واشنطن صراحة، لكنها أعربت عن قلقها بشأن هذه القضية.

بعد ذلك، وسعت "فاينانشيال تايمز" معلوماتها وأشارت إلى وجود اختبارين لهذا النوع من الأسلحة خلال الصيف.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الصواريخ تعد أحدث تطور في مجال الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وفي تموز/يوليو 2021، زعمت روسيا أنها أطلقت بنجاح صاروخ زركون، وهو أيضا أسرع من الصوت، وإن كان بمدى أقصر بكثير، من سفينة حربية.

وفي أيلول/سبتمبر 2021، أعلن البنتاغون أنه جرب اختبارا آخر، من صنع شركة "رايثيون ونورثروب غرومان"، كما ادعت كوريا الشمالية أنها أطلقت صاروخا بنفس التقنية.

كما أجرت موسكو مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2021، اختبارين مع صواريخ زركون، لكن تم إطلاقهما من غواصات.

توترات شديدة

وأفادت الصحيفة بأن خبيرين استشارتهما يتفقان حول أن ما قامت به بكين له أهمية قوية باعتباره رسالة عسكرية وسياسية لواشنطن.

ويكمن المنطق العسكري الأساسي في أن السيطرة على هذه التكنولوجيا يمكن أن يطمس ويلغي الميزة التنافسية الكبيرة التي تتمتع بها الولايات المتحدة على خصومها في مجال الدفاع الصاروخي.

ونقلت "إلباييس" عن الباحث في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة، جاستن برونك، أن "الصينيين والروس ليسوا قلقين بشأن قدرات الدفاع الصاروخي الأميركية الحالية، ولكن بشأن المراحل التالية".

وتابعت: "بهذه التكنولوجيا يحاول الصينيون إرسال رسالة ردعية إلى الولايات المتحدة بطريقة ما، إنهم يحاولون أن يقولوا لهم: من غير المجدي بالنسبة لكم أن تستمروا في هذا الطريق، لتطوير جيل جديد من الدفاع الصاروخي الباليستي، لأننا فتحنا طريقا آخر". 

وقالت الصحيفة الإسبانية: "في الوقت الحالي، تتمتع واشنطن بميزة دفاعية واضحة، ولكنها ليست كافية لتحييد هجوم متعدد معاصر محتمل، ومع ذلك، فإن هذا الاحتمال مزعج لموسكو وبكين، اللتين لهما مصلحة في تغيير هذه الديناميكية". 

وفي حوار إلباييس مع الباحث في "برنامج نزع السلاح والحد من التسلح ومنع الانتشار" بمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، بيتر توبيتشكانوف، قال: "لا نعرف بالضبط ما حدث، ولا توجد مصادر موثوقة، لكن ما يمكننا قوله هو أن الصين تحاول الظهور على الساحة، وكل ما تفعله هو إشارة سياسية تجاه أميركا".

ووفقا للخبير: "انتهى الوقت الذي يمكن فيه اعتبار الصين عسكريا على أنها روسيا الصغيرة: تريد بكين أن تعتبر فاعلا إستراتيجيا له وزنه، وعموما، هذا هو المضمون السياسي لرسالة بكين، في وقت تحدده التوترات الشديدة بين العملاق الآسيوي والقوة العظمى الأميركية".

جيل جديد

وأكدت الصحيفة أن "الخبراء يناقشون إلى أي مدى يمكن أن تصبح التكنولوجيا الأسرع من الصوت عاملا يزعزع التوازن العالمي، لكن لا يمكن الإنكار أن القوى العظمى تبحث منذ فترة عن صواريخ بهذه الخصائص".

من ناحية أخرى، تفوق سرعة الصواريخ الباليستية التقليدية سرعة الصوت في مرحلة عودتها، لكن مسارها الذي يمكن التنبؤ به وقدرتها الضعيفة على المناورة تجعل اكتشافها واعتراضها أكثر سهولة.

في المقابل، يمثل الجيل الجديد من الصواريخ تغييرا في هذا الصدد.

لكن توبيتشكانوف، مثل العديد من الخبراء الآخرين، يشك في أنه عامل مزعزع للاستقرار بشكل كبير، ويؤكد أنه "ليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كانت هذه التكنولوجيا هي عنصر قادر على إحداث ثورة في قطاع الأسلحة، من الصعب التنافس مع كفاءة وأسعار الصواريخ الباليستية".

ونقلت الصحيفة أن "التوازن بين القوى ليس واضحا في الوقت الراهن، نظرا لغياب الشفافية، كما أنه في الوقت الذي تطور فيه الصين وروسيا قدراتها الجديدة، تعمل الولايات المتحدة من جانبها على زيادة الاستثمار في هذا القطاع". 

فيما تحاول جهات فاعلة أخرى أن تتبع نفس المسار، وعلى سبيل المثال، كانت فرنسا والمملكة المتحدة تقودان صناعة صاروخ من هذه الفئة، ووفقا للندن، يمكن أن يكون جاهزا للعمل عام 2028. 

وأشارت الصحيفة إلى أن "الاتفاقيات الثنائية بين واشنطن وموسكو للحد من التسلح لعبت دورا مهما للغاية منذ الحرب الباردة، لكنها ظلت تضعف بشكل متواصل على مدار القرن، وخاصة أعطت الصين حرية التصرف".

وختمت "إلباييس" مقالها بالقول: "من ناحية أخرى، فإن إصرار بكين المتزايد واضح، وهو موقف لم تعد تخفيه، في هذا المعنى، كان العرض العسكري للاحتفال بالذكرى السبعين للسلطة الشيوعية، عام 2019، رمزا لهذا التغيير، مع عرض ضخم للأسلحة، بما في ذلك النماذج الأسرع من الصوت".