سويسرا تنضم لأستراليا.. كيف استغلت فرنسا فشل صفقات بيع أسلحتها؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أفاد موقع إيطالي بأن إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية من قبل أستراليا واستبدالها بأخرى أميركية عاملة بالدفع النووي بموجب اتفاق "أوكوس" الأميركي-البريطاني والأسترالي الإستراتيجي الجديد، لم يتسبب في أزمة بين باريس وواشنطن وكانبرا فحسب، وإنما فتح الإليزيه أيضا جبهة توتر جديدة مع سويسرا محور الخلاف فيها مجددا صفقات الأسلحة.

وأشار "إنسايد أوفر" إلى أن برن اختارت في بداية الخريف الماضي، المقاتلة الشبح الأميركية  F-35بدلا من منافستها الفرنسية "رافال"، لكنها لم تبلغ باريس بذلك.

وذكر أن سويسرا حصلت على موافقة من وزارة الخارجية الأميركية لشراء أنظمة أسلحة مختلفة؛ لتعزيز أسطول القوات المسلحة، بينها عدد معين من مقاتلات "إف\أيه-18إي\إف سوبر هورنت"، وصواريخ الدفاع الجوي من طراز "باتريوت"، وكذلك مقاتلات الجيل الخامس بصفقة إجمالية بلغت مليارات الدولارات.

وعلى وجه الخصوص، تضمنت الصفقة شراء 40 مقاتلة من طراز "إف 35"، وقع تخفيضها لاحقا إلى 36 مقاتلة، كما ستحل "سوبر هورنت" الجديدة محل مقاتلات سلاح الجو السويسري وستعمل على تحسين دفاعاتها الجوية.

صفعة دبلوماسية

وذكر الموقع أن قرار سويسرا أثار استياء باريس بعد أن نسفت واشنطن الصفقة، وبعد  مرور عام، عاد فشل الصفقة السويسرية ليطفو على السطح مجددا خاصة مع مسألة اتفاقية "أوكوس"  (اتفاقية أمنية ثلاثية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) وسقوط صفقة شراء 12 غواصة هجومية، وهو ما تسبب في أزمة دبلوماسية جديدة.

فيما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى سويسرا المقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قد تم إلغاؤها.

وكان السفير الفرنسي في سويسرا، فريديريك جورنيس، قد حل قبل أيام قليلة بوزارة الخارجية في برن لينقل رسالة الرئاسة الفرنسية إلى محاوريه "المذهولين".

وتعلق مضمون الرسالة على وجه التحديد، بإلغاء زيارة ماكرون إلى سويسرا ولقائه بنظيره غاي بارميلين في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وذلك لعقد "لقاء عمل".

واعتبر الموقع الإيطالي القرار الفرنسي بـ"الصفعة الدبلوماسية"، لكنها تأتي بعد فوات الأوان.

ووفقا لمصادر مطلعة، ما أزعج باريس لم يكن قرار برن النهائي باختيار المقاتلات الأميركية، وإنما طرق التفاوض السويسرية الملتوية.

وفي هذا الصدد، يذكر أن الاعتقاد قد ساد بأن الصفقة بين البلدين كانت في مراحلها الأخيرة، خاصة بعد أن ألمحت وزيرة الدفاع السويسرية فيولا أمهيرد، إلى أن كل ما تبقى هو العمل على تفاصيل الاتفاق مثل مسائل التعويض.

ووفقا لصحيفة لوموند، قدمت باريس "تنازلات كبيرة"، كما تحدث ماكرون عن منح أشكال الدعم لسويسرا في مفاوضاتها الصعبة مع الاتحاد الأوروبي.

وكان المجلس الاتحادي السويسري، قد وضع من جانب واحد حدا للمفاوضات مع المفوضية الأوروبية بشأن شراكة جديدة، ومنذ ذلك الحين وجدت سويسرا نفسها معزولة بشكل متزايد.

وفقا للعديد من الأطراف، كانت وزارة الدفاع السويسرية على علم بأن مقاتلة "رافال" لن تكون الطائرة الحربية الجديدة لقواتها الجوية.

ولفت الموقع إلى أن قرار برن، فتح أيضا جبهة داخلية تدخلت فيها باريس، إذ وصفت الصحافة الفرنكوفونية السويسرية، في يوليو/تموز 2021 القرار بـ"الخطأ الإستراتيجي" و"الخطوة الكارثية".

"فك المصير"

وفسر الموقع الخيار السويسري لمقاتلات "إف 35" الأميركية بأن الأخيرة تتميز بكونها أفضل مقاتلات الجيل الخامس، ما يجعل قوات برن الجوية من بين الأقوى في العالم.

كما يغنيها أيضا على الاعتماد على الأوروبيين في عنصر مهم من القوات المسلحة مثل سلاح الجو، وبالتالي فك مصيرها عن مصير الجيران "غير المريحين" المحتملين.

وحاليا، على إثر ما وصفها الموقع الإيطالي بـ"النكسة" الأسترالية، يبدو أن باريس تريد تسوية جميع حساباتها المعلقة خاصة مع سويسرا.

جدير بالذكر أنه منذ عام 2014، عندما تم إلغاء اقتراح شراء 22 مقاتلة من طرازSaab Jas-29 Gripen ، اضطرت القوات الجوية السويسرية، بسبب قيود فرضتها الميزانية، إلى حماية المجال الجوي للبلاد خلال التوقيت الإدراي فحسب.

وتغير هذا الوضع قليلا في يناير/كانون الثاني 2016، وأصبح بإمكان المقاتلات السويسرية التحليق خمسة أيام في الأسبوع من الساعة 8 إلى السادسة مساء.

واعتبارا من 1 يناير/كانون الثاني 2019، تم تمديد خدمة الدفاع الجوي بساعات تتراوح من 6 إلى 22، طيلة أيام السنة، قبل أن يعلن جيش البلاد أن المجال الجوي سيصبح محميا على مدار الساعة بمقاتلات سويسرية مع بداية 2021.

ويذكر في هذا الصدد، أن الجيش الفرنسي اضطلع بدور حماية المجال الجوي السويسري خلال ساعات الليل في الفترة المذكورة أعلاه.

وختم الموقع الإيطالي بالتأكيد على أن "توقيت رد فعل الإليزيه يظهر مرة أخرى كيف أن فرنسا لا تنوي إخضاع نفسها لسياسات المحيط الأطلسي، وتحاول أن تصبح الدولة المهيمنة في القارة القديمة، من خلال استغلال الاتحاد الأوروبي والمحور مع برلين بفضل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد".