بعد رفع سعر الخبز.. هكذا يجوع السيسي المصريين لزيادة ثراء العسكر

القاهرة- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثار رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، الغضب مجددا بعد تصريحات في 3 أغسطس/آب، قال فيها إن الوقت حان لزيادة سعر رغيف الخبز المدعم، وإعادة تسعيره.

واتهم ناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #إلا_رغيف_العيش، #رغيف العيش، السيسي بالكذب والنفاق ومحاربة الشعب المصري في لقمة عيشه، ساخرين من إعلانه ذلك خلال افتتاحه مدينة صناعية تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة.

وجاءت تصريحات السيسي خلال افتتاحه المدينة الصناعية الغذائية "سايلو فودز" بمدينة السادات بمحافظة المنوفية.

وأفادت وسائل الإعلام بأن المدينة الصناعية روعي في تخطيطها وتنفيذها ألا يتم الاحتياجات لأي عنصر خارجي في المشروع، سوى "القمح" اللازم لإنتاج الدقيق الذي يدخل كمادة خام أساسية في مختلف المنتجات التي يعمل عليها "سايلو فودز".

ودان الناشطون رفع الدعم عن الخبز وزيادة أسعاره، لتوفير توريد القمح للمصانع العسكرية، وتدويره في منتجات أخرى وإعادة بيعه للشعب لصالح خزانة القوات المسلحة، والعبث بحياة المصريين وإذلال الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي زادت منذ الانقلاب العسكري.

وقارنوا بين السيسي والرئيس الراحل محمد مرسي، الذي قالوا: إنه "كان همه تأمين وتوفير المواد الغذائية الأساسية للشعب، وسعى إلى توفير رغيف الخبز بأسعار زهيدة خاصة للفئات الفقيرة المتوسطة، فضلا عن تكريسه سياسة الاكتفاء الذاتي"، مذكرين بفترة وزير التموين باسم عودة الذي عرف باسم "وزير الغلابة".

جيوب الجنرالات

وأجمع ناشطون على أن قرارات السيسي تصب نتائجها في جيوب الجنرالات وأصحاب القصور، مؤكدين أنه لم ولن يستطيع التقصير مع العسكر والقضاة أو المساس بمكتسباتهم خشية الانقلاب عليه، فيلجأ إلى تجويع الشعب.

وأعرب ناشطون عن غضبهم من تناول الإعلام المرئي والمقروء لزيادة أسعار الخبز، والزعم بأنه لمصلحة المواطن، وأنه قرار صائب ومتأخر، متهمين الإعلام بتضليل الرأي العام والتطبيل للنظام وتبني سياسته والبعد عن صوت الشارع ومعاناة الفقراء والمتضررين من القرار.

برز حديث الناشطين عن مدينة "سايلو فودز"، التي تعمل إلكترونيا بشكل شبه كامل، مع تنفيذ شبكة داخلية تنقل الدقيق والقمح عقب طحنه إلى مختلف منشآت المدينة الغذائية، بمصانعها الأربعة.

وتتضمن المدينة مصانع البسكويت، والمعكرونة، والمخبوزات، إضافة لوجود مطحن للدقيق، وآخر لتخزين القمح، إلى جانب مصنع لمنتجات ومستلزمات التغليف.  

ورأى الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، أن المفارقة الصادمة أن السيسي قرر زيادة رغيف الغلابة، أثناء افتتاح مصنع سايلو فودز للبسكويت والتوست والنودلز.

وسخر محمد هادي وهو أحد مؤسسي الحركة الشعبية المصرية، قائلا: إن مجال عمل العسكر في البسكويت والمخبوزات والمكرونة والمنتجات المعتمدة على القمح الذي يستنزفه الرغيف المدعوم، فيتحول القمح المدعوم لصوامع شركة سايلو فودز وحتى يصبح الموضوع مقبولا أسند للشركة مشروع التغذية المدرسية.

وتهكمت المغرد بنت مصر الحرة قائلة: "مش بعيد ييجي يوم السيسي يلغي صرف مرتبات الموظفين الغلابة ويقبضهم بدل الفلوس مواد غذائية واستهلاكية من إنتاج مصانع وشركات القوات المسلحة".

وتساءل المغرد علي عسكر: "مصانع البسكويت والكحك التي تفتتحها أولى أم رغيف العيش؟".

تساوق إعلام السلطة

وصب ناشطون غضبهم على الإعلام المصري التابع للسلطة والنظام بعد زعمه أن زيادة أسعار الخبز لاقت استحسانا لدى الشارع المصري، ووصفوه بالإعلام الخائن والمأجور والكاذب والمنافق وغيرها.

ونشر الناشط الحقوقي أسامة رشدي، صورتين تكشفان تناول الصحف للخبر، الأولى من صحيفة أخبار اليوم التي نشرت في عنوانها "فرحة كبيرة من المواطنيين بزيادة أسعار الخبز.. كان بيترمي في الزبالة"، والثاني إشادة لنقيب الفلاحين حسين أبو صدام بالقرار نشرته صحيفة الشروق.

وعقب على الأخبار قائلا: "يا إعلام العار وصحافة النكبة: الكذب والتدليس والتضليل بات بضاعتكم التي لا تستحون من عرضها.. تتحدثون باسم الشعب وعن الشعب وهو بريء منكم، عليكم من الله ما تستحقون".

وأشار رئيس تحرير صحيفة المصريون، إلى أن الصحف المصرية بكاملها تتحدث عن مميزات رفع أسعار الخبز وتؤكد أنه قرار في صالح الفقراء والغلابة وأنه جاء في وقته، وبعضهم زود في "التجويد" بتأكيده أن الاحتفالات عمت البلاد بعد قرار السيسي، ساخرا بالقول: "مصر اليوم باختصار غير مخل!".

وكتب المغرد أبو السعود: "كما قيل "عندما تتبول السلطات الفاسدة على شعوبها، يأتي دور الإعلام لإقناع الشعوب أنها تمطر، ثم يتبعه دور  المتلبسين بثياب رجال الدين ليقولوا بأنه ماء طهور!!".

بين مرسي والسيسي

واستذكر ناشطون الدكتور باسم عودة، وزير التموين في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، وتداولوا صورا ومقاطع فيديو له من محاكماته التي كانت أبرزها جلسة نوفمبر/تشرين الثاني 2017، التي قال فيها: "أنا فشلت أعرف أنا هنا ليه ذنبي إني وفرت زيت عباد الشمس للناس بـ3 جنيه وخليت تكلفته على الدولة بـ٩ جنيه؟ ذنبي إن عملت منظومة القمح للفلاحين؟".

وأوضح الدكتور عمر الشاذلي، أن الوزير باسم عودة، وضع في زمن الإخوان منظومة الخبز الجديدة وأنهى مشكلة الخبز في مصر نهائيا لدرجة أنه بعد الانقلاب في 2013 عرضوا عليه أن يعمل معهم لنجاحه الباهر. 

وأضاف: "اليوم نرى الحكم العسكري وهو يدمر تلك المنظومة، قائلاً لمؤيدي النظام: رقصتوا وغنيتوا .. إشربوا بقى".

ونشر الدكتور محمد الدسوقي، صورة من إحدى جولات عودة للمخابز، قائلا: إن وزير الغلابة باسم عودة قدم نموذجا ناجحا في الإدارة ومكافحة الفساد وشعر بالفقراء وأحبه الناس ويشهد له الجميع كأحسن وزير تموين في فترة عدة شهور ومع ذلك حبسه العسكر ونكلوا به إلى الآن.

وتساءل: "هل يتحرك الشعب ليسترد حريته ويدافع عن لقمة العيش التي نهبها النظام الانقلابي؟".

وواجه ناشطون السيسي بتصريحاته في 2019، التي تعهد فيها بعدم المساس بسعر رغيف العيش، واتهموه بالكذب والنفاق ومناقضة نفسه وعدم الالتزام بكلمته.