"حصار ثلاثي".. لهذه الأسباب فرض الأسد إجراءات عقابية على درعا

دمشق - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تفرض قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران، حصارا على مدينة درعا البلد جنوب البلاد، منذ 24 يونيو/حزيران 2021، على خلفية رفض أهالي الحي تسليم أسلحتهم الخفيفة والسماح بتفتيش منازلهم.

وتخالف تحركات نظام الأسد الاتفاق المبرم مع فصائل المعارضة السورية بدرعا بوساطة روسيا في يوليو/تموز 2018، والذي ينص على سحب الأسلحة الثقيلة وإبقاء الأسلحة المتوسطة والخفيفة في يد الفصائل.

وبحسب اللجنة المركزية في حي درعا البلد، فإن الإجراءات العقابية التي يعتمدها رئيس النظام السوري بشار الأسد سببها موقف درعا الرافض لمسرحيته الانتخابية الرئاسية التي انعقدت في مايو/أيار 2021، وأعلن بموجبها تجديد فترة رئاسته.

وحذر ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة على موقع تويتر أبرزها #الحرية_لدرعا، #Freedom4Daraa، #تضامن_مع_مهد_الثورة، #فكوا_الحصار_عن_درعا، من تبعات المأساة الإنسانية التي تعيشها المدينة وإغلاق النظام منافذها الرئيسة ومنع وصول المستلزمات الأساسية للأهالي.

ودعوا الدول العربية والإسلامية لاقتناص الفرصة والتدخل نصرة لدرعا، محذرين من أن صمتهم سيؤدي بها إلى نفس مصير كل المناطق السورية التي تعرضت قبلها للحصار، ويدفع الأهالي للاستسلام والعودة لنفوذ نظام الأسد المباع لإيران وروسيا.

وحيا ناشطون صمود أهالي درعا رغم تشديد الأسد وحلفائه، حصارهم على أحياء المدينة التي تعتبر مهد الثورة السورية التي انطلقت عام 2011، احتجاجا على اعتقال قوات الأمن أطفالا كتبوا على الجدران عبارات مناهضة للنظام ورئيسه. 

مناشدات للعالم

طالب ناشطون المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية والهيئات الحقوقية بالتحرك لنصرة درعا وفك الحصار عنها وإنقاذها من التحالف الثلاثي (النظام وروسيا وإيران) الذي دأب على خنق السوريين وقصفهم ليلا ونهارا‎.

وناشدت الناشطة السورية ياسمين الماروي، الرأي العام العالمي منظمات حقوق الإنسان، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لنصرة أهل درعا، ورفع الحصار عنها، متسائلة: "أين أنتم أيها الشرفاء في العالم".

وقال المغرد باسل البطاح: "إذا أرادت الدول العربية إعادة نفسها إلى الساحة السورية وتحجيم إيران يكفي أن تدعم الحراك في درعا"، مضيفا: "يمكن إعادة تشكيل الخارطة السياسية والعسكرية لتوزيع القوة في المنطقة".

ودعا المغرد أبو عبدالله مضر، إلى التضامن الإسلامي مع درعا المحاصرة، لافتا إلى أنها لم تحاصر لأنها انتفضت لأجل الخبز، بل هي من ضحى بالدم والمال والخبز، وإنما انتفضت لأجل حفظ هوية الأمة في وجه التشييع ورفضا لمنطق القوة وسلطة الأسد حليف الصهاينة.

وأضاف: "من تضامن مع حصار غزة ولم يتضامن مع حصار درعا فليراجع إيمانه!".

تضامن سوري

وأعلن ناشطون تضامنهم مع الأهالي وتطرقوا إلى رمزية حي درعا البلد في الشارع السوري، وخصوصيته لأنه شاهد على الانطلاق الفعلي للثورة السورية، لذلك يحاول النظام كسر إرادة أهله، محذرين من عقبات حصار النظام عليه.

وقال المغرد أحمد: "لأني ابن الغوطة الشرقية وعشت حصارها الذي دام لقرابة خمس سنوات ولأني أعرف تماما معاناة الحصار وعواقبه الكارثية على الإنسان وخاصة على فئة الأطفال لذلك أنا متضامن مع إخواننا أبناء الثورة السورية في درعا البلد ".

وحثت الناشطة دارين العبدالله، قادة الفصائل السورية، للتسجيل في تاريخه وقفة عز واحدة، والوقوف اليوم مع درعا البلد، قائلة إن المدينة لو لم تكن شوكة في حلوق الظالمين لما حاصروها.

وأضافت: "أيها السوريون الأحرار اجعلوا عيونكم شاخصة إلى ذلك المكان فمنه ولدت الكرامة وانبعثت الحرية".

وأكد الائتلاف الوطني السوري، أن استمرار هذا الحصار الظالم يفاقم من سوء الوضع الإنساني في المدينة وفقدان المواد الأساسية غذاء ودواء لآلاف العائلات التي تعيش في درعا البلد. 

تحية للصمود

وأثنى ناشطون على صمود أهالي درعا ومقاومتهم حصار الأسد، وتداولوا مقاطع فيديو للمظاهرات الشعبية في المدينة المناهضة للحصار والمطالبة بفكه، وأخرى من خارجها  متضامنة معها.

وشهد يوم الجمعة الثاني من يوليو/تموز، مظاهرة شعبية حاشدة لأهالي درعا البلد احتجاجا على الحصار، وتنديدا بسياسات النظام.

ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة مكتوب عليها "صامدون.. هنا"، مرددين هتافات "درعا لا تخضع" وأخرى مناهضة للنظام السوري والمليشيات الموالية له، ومطالبة بإسقاطه.

ونشر الصحفي السوري محمد الدغيم، مقطع فيديو لمظاهرات أهالي درعا، ووصفها بالدرع الذي لا ينكسر.

ونقل الصحفي السوري أبو الهدى الحمصي، فعاليات مظاهرة من مدرج المشتل في إدلب تحت عنوان لا سلام بوجود الأسد والتضامن مع محافظة درعا المحاصرة.

وأشار الكاتب بسام جعارة إلى تظاهر المئات من أحرار حوران في ساحة المسجد العمري في درعا وفي بلدة طفس احتجاجا على محاصرة حي درعا البلد ومطالبة سكانه بتسليم أسلحتهم وتهجير من يرفض المصالحة إلى الشمال السوري.