"غوانتنامو ابن سلمان".. تضامن سعودي مع إضراب معتقلي "حسم" بسجن الحائر

الرياض - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تزامنا مع الذكرى الثامنة لإغلاق السلطات السعودية جمعية الحقوق السياسية والمدنية "حسم"، ومحاكمة أعضائها في مارس/آذار 2013، أعلنت زوجة أحد مؤسسيها المعتقلين الدكتور محمد القحطاني، أن زوجها و30 آخرين بدؤوا إضرابا عن الطعام منذ يومين.

وأشارت في تغريدة نشرتها على حسابها بـ"تويتر" في 8 مارس/آذار 2021، إلى أنها علمت بذلك بعد يومين من انقطاع الاتصال مع زوجها -محكوم عليه بالسجن 10 سنوات-، ولم يتبين لها ظروف سوء المعاملة ولا أسبابها، مشيرة إلى مشاركة فوزان الحربي وعيسى النخيفي في الإضراب.

هذه التغريدة دفعت الناشطين على تويتر، لتصعيد غضبهم تجاه السلطة السعودية واستنكار ممارستها وانتهاكاتها المتعمدة لحقوق المعتقلين، وطالبوا بإسقاط النظام السعودي، معلنين تضامنهم مع المعتقلين المضربين بسجن الحائر "سيء السمعة" الواقع جنوب الرياض.

ونددوا عبر مشاركتهم في وسمي #إضراب_حسم، #حسم، تعسف النظام السعودي مع المعتقلين المحكوم عليها بالسجن لمدد تراوح بين 10 - 15 سنة؛ لمطالباتهم بحقوق مشروعة، وقمعهم والتنكيل بهم لدرجة تدفعهم لإعلان الإضراب وتكراره.

وأشاد حقوقيون باستمرار أعضاء جمعية "الحقوق المدنية والسياسية"، في نضالهم ورفضهم للقمع والظلم حتى وهم داخل المعتقل وذكروا بدورهم في الدفاع عن حقوق الشعب، مطالبين بالحرية لهم ولجميع معتقلي الرأي الموجودين في سجون المملكة.

وذكروا برحيل أحد مؤسسها الدكتور عبدالله الحامد الذي توفي داخل محبسه في 9 أبريل/نيسان الماضي، لعدم تلقيه الرعاية الطبية اللازمة، بعدما أمضى 7 أعوام في المعتقل، إثر إدانته في مارس/آذار 2013 بسبب نشاطه السياسي والحقوقي السلمي.

دور "حسم"

الناشطون تحدثوا عن جمعية "حسم" ونشاطاتها ومطالبها، ومسيرة أعضائها وشهاداتهم ودورهم في مساندة الحقوق والحريات داخل المملكة، ومناهضة استبداد السلطة الحاكمة، وحثوا على مناصرة أعضائها.

و"حسم"، منظمة مستقلة غير مرخصة رسميا معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والسجناء السياسيين المحتجزين في المملكة، وهي أولى الجمعيات المعارضة في المملكة.

وتأسست عام 2009، على يد 11 ناشطا اعتقلتهم السلطات وسجنتهم جميعهم في 2013، لدعوتها إلى تطبيق مبادئ "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، والتوصية بخلق نظام مَلَكي دستوري فيه برلمان مُنتخب ومؤسسات قانونية شفافة تخضع للمساءلة.

رئيس البحث في شؤون الخليج بمؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي الدكتور عبدالله العودة، أوضح أن جمعية حسم "كان لها دور عظيم في الدفاع عن حقوق الشعب والناس تاريخيا في السعودية"، مؤكدا أن "نصرتهم واجبة".

وأشار الناشط الحقوقي والسياسي أنس الغامدي، إلى أن "حسم كانت تبحث عن حل للملكية الدستورية وتم قتل عبدالله الحامد في السجن"، مقسما بأن آل سعود "لا ينفع معهم إلا الطرد". وحث المغرد أبو سارة المناع التميمي، على "تعزيز الصمود والتلاحم المجتمعي وتوحيد الصفوف لمواجهة عدوان آل سعود في حق الشعب حتى يتم تطهير الوطن من دنس الغزاة والمحتلين". وأثنى الناشط الحقوقي والسياسي مقبول العتيبي، على صمود معتقلي "حسم" واعتذر عن خذلانهم، قائلا: "إصراركم وثباتكم والصبر على تحمل أذى السجن وبطش يد المستبد ومواصلة النضال يدل على صدق نواياكم وحسن أعمالكم اللهم فرجك عن جميع المعتقلين والمعتقلات". وبث القائمون على حساب "أمل الناس"، مقطع فيديو يتضمن تعريفا بقضية حسم والمعتقلين المنتمين للجمعية، مؤكدين أن الاعتقالات "جائرة وتعسفية وتفتقد للعدالة". من جانبها، قالت المغردة شعاع: "تخيلوا أنه كان في جمعية للحقوق المدنية والسياسية هدفها التوعية بحقوق الإنسان وتأسست عام 2009، لكن طبعا ولأن الحكومات العربية والخليجية يخيفها كل ما يتعلق بحقوق الإنسان سجنوهم تعسفيا والآن داخلين في إضراب عن الطعام، لا ننسى عبدالله الحامد الذي مات بسبب الإهمال الطبي".

وأوضح المغرد منيس حسن، أن "حسم مشروع نهضة أمة ومؤسسوها، وأعضاؤها ضحوا بأعمارهم في السجون وهم النخبة المخلصة والمصلحة من الداخل فهم أمل الناس بالتغيير والمخرج الوحيد للإصلاح السلمي"، قائلا: "لا يضطهدهم إلا طاغية عدو للإصلاح!".

ظلم السلطة

الناشطون صبوا غضبهم على النظام السعودي وعلى رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان، ونددوا بأوضاع السجون داخل المملكة، واتهموا السلطات بالتنكيل بالمعتقلين، وحملوها مسؤولية سلامة المعتقلين.

وسجن "الحائر" يطلق عليه مجازا "الحاير"، هو منشأة أمنية شديدة الحراسة مساحتها 19 مليون قدم مربع، تضم حوالي 5000 نزيل بينهم معتقلو رأي وحقوقيون وسياسيون وأمراء ودعاة وناشطون، وتشرف عليها المباحث العامة، ويطلق عليه "غونتانامو ابن سلمان". 

وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قد أكد في أعقاب ظهور فيروس كورونا، أن المحتجزين بسجن الحائر "سيء السمعة" يواجهون ظروفا صعبة في ظل حرمانهم من العلاج الطبي، وهو ما يهدد حياة المعتقلين، بمن فيهم أفراد العائلة المالكة السعودية.

واستنكرت الناشطة الحقوقية، حصة الماضي، تعنت النظام السعودي مع المعتقلين، قائلة: إن "السلطة السعودية تعتقل نخب الوطن وتعرضهم لانتهاكات شديدة ولا يجدون بديلا عن معركة الأمعاء الخاوية بعد استنفاذهم جميع السبل رغم معرفتهم بخطورة ذلك".

وأكد الكاتب المختص بحقوق الإنسان والمجتمع المدني في الشرق الأوسط فادي القاضي، أن "الحركة الإصلاحية في الجزيرة العربية لم تمُت لكنها تُخفى ويُساء معاملة ويُعذبُ جيلها الحالي في السجون".

فيما قالت الكاتبة والمستشارة الأسرية الدكتورة جوري: إن "حكومة ابن سلمان طغت كثيرا". وحمّل مغرد بحساب "جورجي" السلطات السعودية المسؤولية القانونية عن "وضع المعتقلين من جمعية حسم وباقي المعتقلين  الذين دخلوا في إضراب عن الطعام".