باحث فلسطيني لـ"الاستقلال": هذا تأثير انفجار بيروت على لاجئي المخيمات

محمد عيد | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

قبل نحو 70 عاما، لجأ الكثير من الفلسطينيين إلى لبنان هربا من بطش الاحتلال الإسرائيلي، وعانى هؤلاء من أوضاع اقتصادية واجتماعية غاية في القسوة بهذا البلد العربي الذي شهد حربا أهلية، وأزمات اقتصادية متراكمة، إذ حرموا من الكثير من حقوقهم، خاصة العمل، والتملك، والعلاج.

ومع انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، الذي خلف آثارا اقتصادية ضخمة، لن تقتصر آثاره فقط على الحكومة اللبنانية واللبنانيين، بل ستصل إلى اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في المخيمات المنتشرة في لبنان.

الحكومة اللبنانية، قدرت خسائر انفجار مرفأ بيروت بحوالي 15 مليار دولار، إضافة إلى أن 300 ألف لبناني أصبحوا بلا مأوى، مع حاجة المرفأ إلى مليار دولار لإعادة تشغيله غير الخسائر التي سيسببها توقفه لأشهر.

يوجد في لبنان 12 مخيما فلسطينيا وأكثر من 156 تجمعا، ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد الفقير 174 ألفا و422 لاجئا، وفق إحصائيات إدارة الإحصاء اللبنانية.

للوقوف على الآثار الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة بعد انفجار مرفأ بيروت على حياة اللاجئين الفلسطينيين، حاورت الاستقلال علي هويدي مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".

انعكاسات سلبية

  • ما هي التأثيرات المتوقعة لانفجار مرفأ بيروت على اللاجئين الفلسطينيين؟

على المستوى الإنساني لدينا مخاوف أن الدول التي كانت تتبرع للاجئين الفلسطينيين في لبنان من خلال وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن تتوقف في هذه المرحلة، وبالتالي سينعكس بشكل سلبي على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للاجئين في المخيمات.

قبل انفجار مرفأ بيروت كان وضع اللاجئين يرثى له كنا نتحدث عن نسبة بطالة وصلت إلى 90% ونسبة فقر وصلت إلى 80% في ظل غلاء المعيشة، وانهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار، ولكن الآن تفاقمت لدينا هذه المخاوف، وبالتالي ستزداد نسبة الفقر وستزداد نسبة البطالة على اعتبار أن هناك إجراءات اتخذتها الدولة اللبنانية في إعلان حالة الطوارئ، وهو ما سيساهم في الحد من الحركة بالمخيمات إلى خارجها.

  • ماذا عن خسائر اللاجئين الفلسطينيين جراء انفجار بيروت؟

على مستوى المنازل أو السيارات أو البيوت، لم تسجل خسائر بين المخيمات بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، لكن هناك شهيد بالإضافة إلى أكثر من جريح والعدد غير محصور.

الهلال الأحمر

  • ما هو الدور الذي لعبه اللاجئون الفلسطينيون بعد انفجار مرفأ بيروت؟

رب ضارة نافعة أحيانا، الانفجار زاد من اللحمة ما بين اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين، على اعتبار أن هناك مبادرات من قبل اللاجئين الفلسطينيين تجاه ما جرى ونتائج التفجير، بمعنى أن الكثير من اللاجئين الفلسطينيين توجهوا للمستشفيات للتبرع بالدم، والمؤسسات الفلسطينية العاملة في المجال الطبي سارعت إلى تقديم المساعدة.

هنا نتحدث بشكل خاص عن الهلال الأحمر الفلسطيني الذي قدم مستشفى حيفا في مخيم برج البراجنة لاستقبال بعض الجرحى، بالإضافة إلى مستشفى الهمشري التابع للهلال الأحمر الفلسطيني الذي قدم خدمات صحية، وكذلك جمعية الشفاء الطبية التي توجهت إلى مكان الانفجار بالإضافة إلى إسعافات الهلال الأحمر الفلسطيني الذي عمل على نقل الجرحى للمستشفيات.

  • هل هناك أي دور للمؤسسات الأهلية الفلسطينية لمساعدة اللبنانيين بعد الانفجار؟

في الجانب الآخر، هناك حراك من قبل المؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني والتي ساهمت أيضا في تقديم المساعدات للمشردين من الانفجار بتوزيع بعض المساعدات الغذائية والعينية، ومياه الشرب، والقضايا الرئيسية والأساسية، ومن جانب آخر الجانب الإعلامي، حيث ساهم إعلام الفلسطينيين في تسليط الضوء على الحياة الإنسانية للمزيد من لفت النظر.

هناك مسألة إيجابية على الرغم من الفقر وأوضاع اللاجئين في المخيمات، بادر بعض الفلسطينيين الذين لديهم أملاك خارج المخيمات ولديهم بيوت إضافية قدموا بيوتهم مجانا لإيواء عائلات لبنانية مشردة، وأيضا بيوت داخل المخيمات على الرغم من ضنك العيش، بادر فلسطينيون وأبدوا استعدادهم لاستقبال عائلات مشردة من اللبنانيين.

المؤسسات الأهلية بدأت تسلط الضوء على مسألة ذات أهمية، وهي عن التأثير النفسي على اللبنانيين والفلسطينيين بشكل عام لأن الانفجار له تأثير مباشر في منطقة بيروت، والمتضررين من الفلسطينيين الموجودين في المخيمات والتجمعات على مستوى الحدث، والمشاهد التي يراها الفلسطينيون كاللبنانيين، هناك مؤسسات بدأت تأخذ هذه الناحية، بمعنى كيف تقوم ببرامج تدعيم نفسي للمتضررين من هذه الانفجار، خاصة أن هناك تخمة في الأدوية والمواد الغذائية التي تقدم، الآن يجرى تسليط الضوء على هذه القضايا التي لا يراها الكثيرون.

مبادرات فلسطينية

المبادرات الفلسطينية في التخفيف من آثار الانفجار هل يمكن أن تساهم بتحسين أوضاع اللاجئين في لبنان؟

طبعا هذا تمن وأمل بالنسبة لنا كلاجئين فلسطينيين أن تساهم هذه الخطوات التي قدمها اللاجئون في تحسين أوضاعهم، وهي ليست المرة الأولى، فكل حدث على مستوى المصاب الإنساني يحدث في لبنان، تجد اللاجئ الفلسطيني يقدم ما يملك ويبادر وما يستطيع من خدمات في سبيل تحسين الأوضاع أفضل وأفضل، ودائما هناك مبادرات سواء على المستوى السياسي أو المستوى الأهلي للتواصل مع صناع القرار في لبنان للحصول على حقوقنا الاقتصادية والاجتماعية، نأمل في المرحلة القادمة أن يكون هناك تفاعل إيجابي مع مطالبنا كلاجئين فلسطينيين انطلاقا من مقدمة الدستور اللبناني التي تقول لا لتوطين اللاجئين الفلسطينيين، وهذا نحن أيضا ما ندعو إليه دائما أننا لا نريد التوطين في هذه البلد، نريد العيش في كرامة إلى حين العودة إلى بلادنا في فلسطين.

  • ما هي مطالب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بالتحديد؟

مطالبنا واضحة هي حقوقنا الاقتصادية والاجتماعية، من الحق في العمل، والتملك، والحق في الاستشفاء، والتعليم، والحق في تشكيل المؤسسات، حتى الآن ننتظر أن يكون هناك تفاعل إيجابي مع مطالبنا طالما أن هناك رؤية مشتركة، لا نريد التوطين في هذا البلد، لكن نريد العودة إلى بلادنا في فلسطين.