"سبوبة كورونا".. هكذا يستغل نظام السيسي تفشي الوباء

12

طباعة

مشاركة

استهجن ناشطون تراخي النظام المصري في التعامل مع انتشار فيروس كورونا المستجد، و"الرعونة" في اتخاذ القرارات اللازمة للحد منه، متهمين قادة الانقلاب العسكري بالتربح من الأزمة، بعدما طرحوا في الأسواق مطهرات ومعقمات يتم بيعها عبر منافذ بيع متنقلة تابعة للقوات المسلحة.

وطالب رواد موقع "تويتر" عبر حساباتهم الخاصة ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها: #حظر_تجول_إجباري_ينقذنا، #أنا_مع_حظر_التجول_الإجباري، بضرورة إعلان حالة حظر التجوال في شوارع مصر، وتوجيه السلطات الأمنية لمتابعة الحظر لا لاستغلال الأزمة والتربح منها.

واستنكروا نشر بيان مفبرك منسوب إلى "جماعة الإخوان المسلمين"، استهدف بث الرعب والخوف من فيروس كورونا، لافتين إلى أن توقيت نشر البيان هو محاولة لصرف الأنظار عن حجم الأزمة التي يعيشها نظام الانقلاب، وتحميل الإخوان نتيجة فشله في إدارتها.

"سبوبة كورونا"

وتداول الناشطون صورا لعدد من سيارات جهاز "مشروعات الخدمة الوطنية" التابع للقوات المسلحة، أثناء ترويجها وبيعها منظفات ومطهرات الوقاية، مشددين على أن السيسي وقادة العسكر التابعين له، تجار أزمات يعيشون على أوجاع ومصائب المصريين.

وسخر الإعلامي المعارض حسام الشوربجي، قائلا: "القوات المسلحة تطرح معقمات ومطهرات للأيدي بجميع منافذها بالأسواق، ضمن إجراءات مواجهة كورونا.. قلتها قبل كده السيسي مستحيل يفوت الأزمة دي من غير ما يطلع لنفسه سبوبة ويزاحم شركات الأدوية والمنظفات في رزقهم"، مضيفا: "الجيش مكانه على الحدود".

وكتب الإعلامي المعارض حمزة زوبع على حسابه في "تويتر" قائلا: "الجيش نزل بالتقيل.. الجيش بيطرح معقمات ومطهرات للأيدي في جميع منافذه احتكار حتى في المرض !".

وتهكم أحمد حمدي إبراهيم، بالقول: "الجيش المصري العظيم يطرح منظفات ومطهرات الوقاية في منافذ بيع متنقلة، اللي كان مستني الحتة دي يجي يتفرج يا جماعة سبوبة الكورونا اشتغلت واللواءات بيقلبوا عيشهم وعايزين ربنا ينجينا. والله إن نجونا فهي الرحمة وإن هلكنا فهو العدل، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا".

غياب الدولة

وتساءل ناشطون عن الأسباب التي تمنع النظام المصري من توفير المطهرات والمعقمات وغيرها من أدوات الوقاية من الفيروس بالمجان، مشيرين إلى إرساله في وقت سابق 10 أطنان من المستلزمات الوقائية كهدية مصر للشعب الصيني، إضافة إلى شحن أكثر من مليون ماسك (كمامات طبية) إلى إيطاليا مؤخرا.

ونقل الناشط الحقوقي المعارض هيثم أبو خليل الخبر، مبديا استغرابه: " اعتبروهم طلاينة...!!!! عربيات الخدمة الوطنية  التابعة للجيش نازلة تعمل بزنس في الشارع وتبيع مستلزمات النظافة للمصريين!". وتساءل: "أنت ليه مش بتوزع المواد دي هدية على الشعب زي ما أرسلت تجهيزات طبية ومليون كمامة هدية لإيطاليا ..؟".

وأعرب حازم عادل عن غضبه من إجراءات نظام الانقلاب، بالقول: "بدل ما الجيش يوزع المنظفات والمطهرات دي على الناس ببلاش ويقوم بحملة توعية، بيلمها من السوق وبيعمل بيها سبوبة. حسبى الله ونعم الوكيل في اللي خلى جيشنا العظيم بالشكل ده".

ذعر الانقلاب

وحمل ناشطون نظام الانقلاب مسؤولية تفشي فيروس كورونا، لتجاهله المطالب بفرض حظر التجول، وتأخره في اتخاذ القرارات المناسبة للوضع الراهن، مشيرين إلى أن النظام يخشى اتخاذ ذلك القرار لمخاوف اقتصادية وسياسية وأمنية.

وأوضح السياسي المصري المعارض عمرو عبدالهادي أن "تأخر السيسي في فرض حظر التجوال خوفا من ٣٠ مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر ويكسبون رزقهم باليومية، وخوفا من نزول الجيش يدخل مصر في نفق مظلم ويجعل التغلب على فيروس كورونا مستحيل، مما سيؤدي إلى عزل مصر مستقبلا عن العالم كله" متوقعا أن "السيسي سيفرضه في النهاية ولكن بعد فوات الأوان".

وأكد الإعلامي المصري مستشار الجالية الإسلامية البريطانية سامح العطفي، أن "حظر التجول في مصر المخروبة سوف تكون بداية لانهيار عصابات العسكر، تفشي الفيروس بين جنود وضباط الطواغيت وفرارهم وموتهم وانتشار الفقر والجوع سوف يدفع إلى السرقة والقتل والانهيار الأمني، وهذا سبب تأخر السيسي في فرض حالة الطوارئ وحظر التجول. الفوضى قادمة والانهيار قادم".

وعلق صاحب حساب "ناظر بيه" قائلا: "ما الاقتصاد مش هيقع لو عملنا حظر، أولا هو كده كده الاقتصاد بيعاني فى مصر، ثانيا ودا الأهم لما الناس هتموت وتمرض مين هيقوم الاقتصاد نفوق بقى ونعمل حظر تجوال وبالذات على محافظات الأقاليم، لأن الوعي هناك صفر" .

أسباب الفشل

وعدد ناشطون أسباب فشل النظام المصري في التعامل مع كورونا، معلنين رفضهم لكل التصريحات التي تخرج من المسؤولين، وتبني الإعلام المصري لنظرة موحدة توجه اللوم للشعب المصري وتتهمه بالجهل وعدم الوعي.

ونشرت مروة كاسب تصريحا لوزيرة الصحة المصرية تقول فيه: "لو فشلنا في مواجهة كورونا هيبقى بسبب سلوكيات الناس"، راصدة عشر نقاط تكشف الأسباب الحقيقة لفشل النظام المصري في مواجهة كورونا.

وقالت: "لو فشلنا ها يبقى بسبب التراخي في فرض حظر تجول منذ اللحظة الأولى لاستشعار الخطر  وبسبب التأخير فى إغلاق دور العبادة والمناسبات وإغلاق أماكن التجمعات والأسواق والمولات".

وأضافت: "لو فشلنا ها يبقى بسبب فشل المنظومة الصحية فى سرعة إجراء التحاليل لحالات المشتبه فى إصابتها"، مستطردة: "لو أخدتوا الموضوع جد من الأول كان الشعب ها يستشعر الخطر، حاولتم تكذبوا وتعتموا، لكن الموضوع أكبر من إنه يتكتم عليه. إحنا بنعيش كارثة إنسانية على مستوى العالم كله".

وأشار طارق النحاس إلى أن كل الدول فرضت حظر التجول ما عدا مصر، متسائلا: "يا ترى الدولة مستنية لغاية ما المرض ينتشر ويفقدوا السيطرة. #حظر_تجول_إجباري_ينقذنا".

وحذر حسام النظام المصري قائلا: "خلي بالك يا حكومة إن رهانك على وعي الشعب للخروج من أزمة كورونا مش في محلها لأن كان دوركم من انقلاب 52 للآن نشر الجهل وتغييب الوعي.. ولو حاولتو تنشروا الوعي هيتقلب ضدكم بعد أزمة كورونا وينكسر الانقلاب. أنتم في وضع منيل بستين نيلة".

غياب السيسي

واستنكر ناشطون تجاهل رئيس الانقلاب المصري الحديث إلى الشعب في ظل الأزمة بعكس ما فعله باقي رؤساء العالم، إذ قال أحد المغردين: "كل دول العالم فرضت حظر تجوال إجباري ما عدا مصر، كل رؤساء العالم طلعت تكلمت وخايفين على شعوبهم ما عدا السيسي مختفي هو مات أنا حاسس إن السيسي مات والله، ولا جيش بيطلع زي الأول ولا السيسي ظاهر أقسم بالله حاسس إن السيسي مات".

وأكد يوسف فهيد في تغريدة على حسابه في "تويتر" أن "انقلاب عسكري و #حظر_تجول_إجباري_ينقذنا".

وسخر مغرد قائلا: "#أنا_مع_حظر_التجول_الإجباري هاشتاج ظريف ودارت الأيام ومرت الأيام والشعب بيطلب حظر التجول إجباري من السيسي في زمن الكورونا انقلاب شعبي دموي على المنقلبين".

"شماعة الإخوان"

وأشار ناشطون إلى أن ذعر نظام الانقلاب وفشله في التعامل مع فيروس كورونا المستجد دفعه لتصرفات غير محسوبة وتحميل نتيجة فشله على شماعة الإخوان المسلمين كما يفعل مع كل حدث يفشل في التعامل معه.

وحذر مصطفى عاشور: "الناس مقبلة على مصيبة سوداء في مصر ومصير مجهول وكله خايف من فيروس كورونا، والدولة لم تفعل الحظر التام مثل أي بلد ولم تقدم تطمينات طبية للشعب والنظام شاغل باله بالاعتقالات وفبركة بيانات مضروبة لجماعة الإخوان.. السيسي سيظل يعبث بمصير المصريين تحت زعم حربه لجماعة الإخوان المسلمين".

وعقّب الصحفي المعارض أحمد يوسف على البيان قائلا: "غبي كتب ورقة وينشرها على إنها بيان من الإخوان يهدفون نشر كورونا بين الشرطة والجيش، لم أر غباء أكثر ممن فبرك هذا الكلام ويعمل على نشره بالمواصلات، وبين إخواننا المسيحيين داخل جروباتهم في مصر".

وأضاف: "نفس الغباء في التعامل مع الأزمات أي عجز في حل مشكلة لبسها في إخواني شماعة الإخوان".

وتحدث ناشطون عن موقف الإخوان في التعامل مع فيروس كورونا لو أنهم كانوا على رأس السلطة، إذ كتب "دنجوان أبو أسماء" قائلا: "ياريت الإخوان كانوا بيفكروا كدا دول لو خرجوهم من المعتقلات هيخرجوا يكنسوا الشوارع ويطهروها ويقسموا اللقمة على الغلابة ويفتحوا عيادتهم للكشف والعلاج مجانا".

واتهم ناشطون أمن الدولة المصري بالوقوف وراء البيان بعدما فشل النظام في التعامل مع كورونا، إذ لفت عمدة مهدي إلى أن "البيان اللي عمله أمن الدولة منسوب لمكتب الإرشاد رغم أن جماعة الإخوان بطرفيها لا يوجد فيها الآن مسمى مكتب إرشاد، هو واضح جدا أن الأمور خرجت عن السيطرة وبيحاولوا يلبسوها الإخوان على أساس أن الإخوان كانوا راحوا الصين أو فتحوا السياحة بحري".

واعتبر صاحب حساب "الدكتور" البيان المزور بأنه "مقدمة لتعليق فشل النظام الانقلابي المجرم في إدارة الأزمة كما فشل سابقا في إدارة جميع الأزمات، يريد تعليقها على الإخوان" متوقعا: "سيخرج الإعلاميون و يروجون لكلام النظام الكاذب، لكي يقنع نفسه أن الناس اقتنعت". وتساءل: "هل الإخوان منعوا الفاشل أن يغلق محطات المترو والمدارس".