#سأحكي: هذا ما يتعرض له المعتقلون في السجون السعودية

شدوى الصلاح | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تفاعل ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مع هاشتاج جرى تخصيصه لرصد الشهادات على انتهاكات السلطات السعودية بحق المعتقلين، موجهين دعوة إلى أهالي معتقلي الرأي بعدم التزام الصمت تجاه ما يعانيه ذويهم داخل السجون من تغييب وتعذيب منذ سنوات.

وأكد رواد مواقع التواصل عبر هاشتاج "#سأحكي"، أن صمت الأهالي هو ما دفع السلطات السعودية للتمادي في ظلمها، داعين إلى العمل على كشف حقيقة ما يتعرض له المعتقلون في السجن من انتهاكات، حتى يعلم الجميع حجم الألم المختفي وراء أبواب السجون.

استنكار الصمت

واستنكر ناشطون صمت الشعب عما يتعرض له المعتقلون، وقال يوسف حاج: "صمت الشعب سنين طويلة فظن الطاغية أنهم خائفون، فزاد طغيانه وإجرامه ولم يتوقف عن اعتقال الناس وتعذيبهم في السجون والتحرش بالعفيفات وانتهاك أعراضهن بتصويرهن عاريات وابتزازهن بتلك الصور، فهنا يجب أن نقول جميعا بصوت واحد (يكفي)، فقد جاوزت الحد في الظلم والطغيان ووجب الوقوف بوجهك".

وأشار إلى أن "النظام يبتز أسر المعتقلين و المعارضين لأنه يعرف أن مواجهة أهالي و قبائل المعتقلين و المعارضين لن تكون في صالحه و ستفضحه أمام العالم لذلك أول إجراء ضد المعارض هو منع أهله من السفر. ألف تحية لأهالي المعتقلين الذين كسروا الصمت و تحدثوا في هذه الهاشتاجات....السكوت لم يكن يوماً حلاً أمام يد الإستبداد بل يقتاتون من خوفكم".

وتعهد إبراهيم جاسم، بأنه "سيحكي لأن الصمت لم يعد ينفع ولأن الحالة لا تسمح بمزيد من الاعتقال".

وكذلك أكد محمد حامد، أنه "سيحكي لأن الصمت يعني تأييد ومداهنة الطاغية في جرائمه (تعذيبه للمعتقلين والتحرش الجنسي بالمعتقلات، وقتل الناشطين والمعارِضين لفساده وطغيانه)!!".

وكتب عبد الله القرشي، أن الظالم يستمد قوته من الصمت لانه يعتبره رضا، وقال: "لا ترضى للمظلومين ما لا ترضاه لنفسك".

وأضاف: "سكوتك عن الظلم لن يحميك من الظالم بل سيأتي الدور عليك يوما ما.. لو تكلم 100 شخص سيعتقلون بسهوله. لكن لو تكلم 10 آلاف شخص سيكسر حاجز الصمت ويرتبك النظام".

تعهدات بـ"الحكي"

وتعهد مغردون بأنهم سيحكوا عن كل ما يتعرض له المعتقلون في سجون آل سعود، وقال محمد الروضان: "سأحكي لك حكاية.. إن رضيت بظلم فأنت ظالم .. وإن فرحت لقاتل فأنت شريكٌ معه بجريمته.. لأنك لو كنت مكانه ستفعل دون شك".

وتعهد الناشط طارق سالم، بأنه "سيحكي عن قصص المعتقلين في سجون آل سعود".

وقال محمد حامد: "سأحكي الظلم جائر في بلادي، سأحكي عن شعب يقبع تحت كنف صهيون سأحكي".

اللجوء للغرب

وأعرب القائمون على حساب "معتقلي الرأي" عن حزنهم من اتجاه أبناء البلد للإعلام الغربي كملجأ يطرقون بابه ليسمع معاناتهم بانقطاع أخبار معتقليهم، مضيفا: "السلطات من المفترض على الأقل أن تخبر الأهل أين هو معتقلهم وماهو وضعه وتسمح لهم بالتواصل معه، مع أن الاعتقال في الأصل باطل!!".

وأشار الإعلامي العراقي زيد بنيامين إلى ما قالته صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن "عدد متزايد من أقرباء المعتقلين في #السعودية اختاروا الظهور العلني وإجراء مقابلات مع وسائل الاعلام الدولية بعد أن فشلوا في إيجاد أبواب خلفية مع المسؤولين السعوديين لمعرفة مصير أبنائهم أو وقف التعذيب بحق هؤلاء".

وأعتبر المغرد إبراهيم جاسم، أن "كل المعتقلين أهله ولن يتخلى عنهم، نصرة للمظلومين".

ووجه عبد الله حنيني تغريدته لمن ينعمون بأموال النظام السعودي، قائلا: "اللذين ينعمون اليوم بأموال النظام المستبد، لن يستمر ذلك كثيرا سينقلب الحال ويتغير يوما ما".

فيما وجه ناشطون الدعوات للمعتقلين، وقال بوعلم: "اللهم فك أسر إخواننا من العلماء الدعاة والحقوقين من سجون آل منشار".

يشار إلى أن السلطات السعودية شنت حملة اعتقالات خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، استهدفت 16 معتقلا، بين كاتب وصحفي وحقوقي.

وشملت الاعتقالات؛ الكاتب فهد أبو الخيل، وثمر المرزوقي، والكاتبة خديجة الحربي زوجة المعتقل ثمر المرزوقي، وعلي الصفار، ومحمد الصادق، وعبد الله الدحيلان، ومقبل الصقار، ويزيد الفيفي، وأنس المزروع، إضافة إلى الأكاديمي بدر الإبراهيمي، والطبيبة شيخة العرف، مع زوجها المحامي عبد الله الشهري، والناشطين أيمن الدريس، وصلاح الحيدر، ونايف المهندس، ورضا البوري، بحسب ما ذكر حساب "معتقلي الرأي"، أمس الثلاثاء.

وجاءت هذه الاعتقالات بالرغم من الغضب الدولي بسبب القتل الوحشي الذي تعرض له الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي، على يد عملاء سعوديون كبار داخل السفارة السعودية في تركيا.

واعتقلت السلطات السعودية نحو 200 شخصية بارزة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ضمن حملة اعتقالات "ريتز كارلتون" الجماعية الشهيرة، التي أطلقها ولي العهد، محمد بن سلمان، ووضعتها السلطات في إطار ما قالت إنها "حملة ضد الفساد"، بينما أكد منددون أنّها خطوة لتعزيز قبضته على السلطة، وتعرّض خلالها المعتقلون للتعذيب.

وسبقت هذه الحملة حملة اعتقالات بأمر من بن سلمان، في سبتمبر/أيلول 2017، شملت عددا من العلماء والكُتاب والدعاة، أبرزهم ضمن "تيار الإصلاح" في المملكة، وبينهم المفكر والداعية سلمان العودة، الذي اتهم بقضايا عدة ينفيها، أبرزها "الإخلال بالنظام العام، والتحريض ضد الحاكم".