3 أماكن مقترحة لعقد اجتماع أردوغان والأسد.. أين ومتى؟

a month ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة تركية عن الأماكن المحتملة لإقامة الاجتماع المرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد.

وقالت صحيفة حرييت المعارضة إن هناك ثلاثة أماكن مقترحة للاجتماع، الأول موسكو والثاني بغداد والثالث معبر كسب الحدودي بين تركيا وسوريا.

أدوار خارجية 

وأوضح الكاتب التركي "عبد القادر سيلفي" أنه “في الوقت الحالي، لم يعلن أحد رسميا عن عدم وجود اجتماع بين أردوغان والأسد”. 

وبين أن هناك جهودا مستمرة لتنظيم الاجتماع، ولكن لم يتم تحديد موعدٍ نهائيٍّ بعد. بدلا من ذلك، يجرى التركيز على مناقشة مكان الاجتماع والشروط المحتملة له. 

وهذا يشير إلى أن هناك بعض التفاصيل التي لا تزال قيد النقاش والتفاوض. ومع ذلك، يبدو أن هناك توجّها نحو عقد الاجتماع في أغسطس/آب، وفق تقدير الكاتب.

وقد قال مسؤول تركي: "إن هناك دولا تحاول اتخاذ مبادرة لاجتماع الزعيمين". بمعنى آخر، ليس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقط هو الوحيد المعني، بل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أيضا. 

كما عزز الرئيس التركي يدَ بوتين والسوداني بتصريحاته. ففي 7 يوليو/تموز، قال أردوغان: "يمكن أن تتم دعوتنا في أي وقت".

وأضاف الكاتب: جرى تكثيف الدبلوماسية الخلفية لاجتماع أردوغان - الأسد في يوليو، حيث هبطت طائرة مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين في أنقرة بعد دمشق. 

وقد أشارت التقارير إلى أن ناريشكين التقى برئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم كالين.

وبين الكاتب أن هذه الزيارة قبل اجتماع بوتين - الأسد في موسكو كانت ذات أهمية من حيث التوقيت.

إذ التقى بوتين والأسد في موسكو في 24 يوليو، وبعد يومين من هذا الاجتماع التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بنظيره الروسي سيرغي لافروف في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا. 

وهذه الاجتماعات تعد مهمة جدا وتشير إلى أن هناك تواصلا يجرى في مطبخ الدبلوماسية لإعداد شيء ما.

وأعلن الرئيس أردوغان أنه كلف فيدان لترتيب الاجتماع مع الأسد. وأكد وزير الخارجية التركي أنه مازال يعمل على تحقيق ذلك.

معارضة التطبيع

وأردف الكاتب: هناك دولتان تشجعان اجتماع أردوغان- الأسد؛ وهما روسيا والعراق، بينما تبذل الولايات المتحدة وإيران كل جهودها لعرقلة اللقاء. 

وبين أن إيران تعرقل الاجتماع باستخدام تأثيرها على دمشق، فيما تبذل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لتخريب العملية.

وأضاف: أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تعارض التطبيع بين تركيا وسوريا، وليس هناك شيء مدهش في ذلك. 

ويرى أنه إذا جرى تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، فلن يكون هناك مكان للولايات المتحدة في سوريا. 

كما “لن يكون بإمكان الولايات المتحدة إقامة دولة لحزب العمال الكردستاني في سوريا”.

حتى إن موقف واشنطن وحده يظهر مدى أهمية تطبيع العلاقات بين البلدين. 

ويعتقد الكاتب أن دمشق هي التي تحتاج إلى تطبيع العلاقات مع أنقرة بشكل كبير وذلك لأنهم يقسمون سوريا. 

إذ تعمل الولايات المتحدة على إنشاء دولة للعمال الكردستاني على الأراضي السورية، ويمكن منع ذلك فقط بالتعاون بين تركيا وسوريا.

وأضاف: تحاول الجهات المعارضة للاجتماع بين أردوغان والأسد أن تضع شروطا مسبقة بأن تنسحب تركيا من الأراضي السورية. 

في البداية كان الأسد يطرح هذا الشرط، ولكنه الآن اقتصر على الاعتراف بحق السيادة، وفق قوله.

وإذا انسحبت تركيا من تلك الأراضي، فمن سيملأ المكان؟ الأسد يعلم جيدا أن حزب العمال الكردستاني سيستوطن هناك.

وصرح وزير الخارجية هاكان فيدان: “ليس هناك أي شروط مسبقة جرى تقديمها لنا. بدلاً من ذلك، هناك اختلافٌ في وجهات النظر بين البلدين، وسيكون هذا أول اتصال بعد 13 عاما”.

وأردف: "هناك مشاكل لدى الطرفين، وإذا كنا سنفرض شروطا على بعضنا البعض، فلن يكون للقاء أي معنى. الاجتماع هو وسيلة مدنية لحلها".

الحرب تنتشر

وأشار الكاتب التركي إلى أن اجتماع أردوغان- الأسد يواجه ضغوطا زمنية أيضا لأن هناك حربا كبيرة على وشك الاندلاع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وفق تقديره. 

ويرى أنها مسألة وقت فقط قبل أن تتسلل هذه الحرب إلى سوريا ويصبح هذا البلد على خط المواجهة.

لذلك، يحتاج الأسد إلى تطبيع العلاقات أكثر من أردوغان، وإلا فستكون سوريا واحدة من الأهداف الأولى في حالة انتشار الحرب في المنطقة.

وعلى الرغم من توخي الحذر، إلا أنه من الممكن أن يعقد اجتماع بين أردوغان والأسد في أغسطس، ولذلك تسارعت الدبلوماسية الخلفية.

وقال فيدان: "إما أن تكون هناك حرب كبيرة تنتشر في جميع أنحاء العالم أو سيكون هناك سلام كبير".

وبحسب الكاتب، لم يكن بالإمكان تحقيق السلام العظيم، لأن الولايات المتحدة وإسرائيل فضلتا الحرب.

وقد بدأ العد التنازلي لحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. حيث وقعت بالفعل اشتباكات صغيرة النطاق على خط الحدود اللبنانية لبعض الوقت. 

ويقول: “كان 7 أكتوبر شرار انطلاق العدوان على غزة، وقد يكون الهجوم على بلدة مجدل شمس في 27 يوليو، تاريخ بدء حرب لبنان”.

ففي 27 يوليو قتل 12 طفلاً عندما سقط صاروخ خلال مباراة في بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. 

ونفى حزب الله تنفيذه الهجوم، لكن يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على انتهاز الفرصة التي كان ينتظرها للحرب.

 بينما صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس "نحن نقترب من لحظة حرب شاملة ضد حزب الله ولبنان". 

ويقول الكاتب إن نتنياهو ينتظر بالفعل فرصة لتوسيع الحرب في المنطقة ودخول لبنان.

 بينما أعلنت إيران أنها ستفعل خط المقاومة في حال وقوع هجوم على حزب الله، بمعنى تحريك وكلائها في سوريا والعراق. 

وختم الكاتب قائلا: في حرب عام 2006 هُزِمَت إسرائيل من قبل حزب الله، وقد تعاني نفس المصير مرة أخرى، لكن القاتل نتنياهو الآن في حالة جنون. 

وبين أن إسرائيل وإيران تريدان نشر الحرب في المنطقة، “وإذا تحالف الإخوة الأعداء على نفس الإستراتيجية، فهذا يعني أن كارثة كبيرة قادمة”.