"شعب الماوري".. لماذا يخاف يهود نيوزيلندا وأستراليا من دعم إسرائيل علنا؟

"حُرقت الأعلام الإسرائيلية ورُفعت لافتات تدين دولة إسرائيل بشدة وقسوة"

"حُرقت الأعلام الإسرائيلية ورُفعت لافتات تدين دولة إسرائيل بشدة وقسوة"

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

في إطار العدوان المستمر على غزة، تشير صحيفة "ماكور ريشون" العبرية إلى أن العديد من الإسرائيليين في نيوزيلندا وأستراليا يخشون الرد على ما تسميه "معاداة السامية".

وفي غضون ذلك، تلفت الصحيفة إلى أن "محبي إسرائيل من الماوري يتجاهلون الدعاية الفلسطينية، ويخرجون هناك في مظاهرات أسبوعية لدعم" تل أبيب.

فمن هم "الماوري" الذين يدافعون عن إسرائيل؟ ولماذا يخاف الإسرائيليون واليهود في نيوزيلندا وأستراليا من الدفاع علنا عنها؟

انقسام في نيوزيلندا

تنقل الصحيفة العبرية مشهدا تصفه بأنه "لم يُتوقع حدوثه"، حيث قُوبل العشرات من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، الذين تجمعوا في ساحة تي كوميتيتانغا وسط أوكلاند في نيوزيلندا، بـ 300 فرد من قبيلة الماوري الذين أدوا رقصة "هاكا" الشهيرة.

وبحسب "ماكور ريشون"، فإن الـ "هاكا" هي رقصة الحرب لشعب الماوري؛ السكان الأصليين لنيوزيلندا.

تتضمن الرقصة حركات حادة وضربات على الجسم والدوس بالقدمين وتعابير الوجه الحادة وإخراج اللسان واتساع العينين وإحداث أصوات عالية، و"ذلك لأنها تهدف إلى تخويف الأعداء".

وبهذا الشأن، توضح منظِّمة الأنشطة المؤيدة لإسرائيل في نيوزيلندا "رافيتا أبراهام"، أن "هذه المجموعة تنتمي إلى كنيسة تمثل قيم الحرية وحقوق الماوري، وهي تقف إلى جانب إسرائيل على طول الطريق".

وتوضيحا للدافع وراء هذه الاحتجاجات الداعمة لإسرائيل، يقول أحد منظميها (لم تكشف الصحيفة اسمه): "لقد شعرنا بالصدمة من تحول وسائل الإعلام من دعم (تل أبيب) بعد هجوم (حركة المقاومة الإسلامية) حماس المفاجئ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى انتقادها بشدة في فترة لا تتجاوز الأسبوع".

وتابع: "لذلك، شعرت أنه يجب علي أن أفعل شيئا لأقول الحقيقة للمجتمع النيوزيلندي، بدلا من الأكاذيب التي تبثها الدعاية الفلسطينية في وسائل الإعلام"، وفق زعمها. 

وبشأن تفاصيل دعمهم لإسرائيل، تذكر الصحيفة أنه "بعد نشر الملصقات بسرية، نظمت رافيتا أبراهام وأصدقاؤها مسيرة للتضامن مع المختطفين الإسرائيليين عند الجسر التذكاري وسط المدينة".

ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا العرض حدثا أسبوعيا منتظما "حتى يتم إطلاق سراح آخر المختطفين الإسرائيليين لدى حماس"، على حد قول منظمة الاحتجاجات الداعمة لإسرائيل.

علاوة على ذلك، تقول "ماكور ريشون" إن "المجتمع المسيحي ينظم أيضا أنشطة مماثلة في أوكلاند".

وتؤكد على ذلك رافيتا أبراهام، حيث أشارت إلى أن "حوالي مئتي شخص انضم إلى الموكب، معظمهم من المسيحيين الذين يدعمون إسرائيل، بينما لا يوجد إسرائيليون ويهود في الاحتجاجات سوى أقلية".

"معاداة السامية"

ورغم وجود العديد من الإسرائيليين الذين يعيشون في المدينة النيوزيلندية، تنوه الصحيفة العبرية إلى أن "هناك من يعبر عن خوفه من الصراعات ويتجنب المشاركة في الأنشطة الاحتجاجية". 

وفي هذا السياق، توضح رافيتا أن بعض الإسرائيليين يسألونها: "لماذا يجب أن أحتج وأتلقى تعليقات مسيئة من مكان عملي أو من أصدقائي؟"

وهنا، تسلط الضوء على أن "معاداة السامية في نيوزيلندا تضاعفت ستة أضعاف في الآونة الأخيرة، خاصة في أوكلاند وويلنغتون"، وفق مزاعمها.

ودائما ما تطلق تل أبيب وصف "معادٍ للسامية" على كل من يرفض الاحتلال والصهيونية في الأراضي الفلسطينية، ولذلك باتت بمثابة تهمة معلبة وجاهزة وتثير السخرية لدى كثير من الشعوب.


 

وفي الوقت نفسه، تؤكد رافيتا أن "التعبير عن معاداة السامية يكون بشكل رئيس في وسائل التواصل الاجتماعي وفي المدارس، وليس على أرض الواقع". 

وتابعت زاعمة: "يوجه زعماء الجالية المسلمة أتباعهم بعدم التعبير عن ذلك شفهيا خوفا من فقدان الدعم بين الجمهور النيوزيلندي، خاصة بعد مذبحة مسجد كرايستشيرش في مارس/ آذار 2019".

وفي المقابل، تؤكد الصحيفة العبرية أن "الماوري عاد مرة أخرى للتظاهر أمام الناشطين الفلسطينيين" خلال مارس/آذار 2024. 

ووجهوا بذلك دعمهم إلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، إضافة إلى دعمهم الكيان في "حقه للدفاع عن نفسه وممارسته إبادة شعبية للقضاء على الحركة الفلسطينية".

دعم فلسطين 

وبالانتقال إلى "هايد بارك"، أكبر حديقة في مدينة سيدني بأستراليا والتي تقع أمام الكنيس الكبير، تذكر الصحيفة أنه "في 9 مارس 2024، بدأ الآلاف في التجمع فيها حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات تدين إسرائيل".

وهنا، تظهر الصحيفة صدمتها واستنكارها من أن معظم المشاركين ارتدوا كوفيات وملابس باللونين الأخضر والأسود، بالإضافة إلى ترديدهم "الله أكبر"، رغم كون معظمهم غير مسلمين.

وأضافت: "وقبل ذلك بشهرين، كانت هناك مظاهرة أقوى بكثير، حيث حُرقت الأعلام الإسرائيلية ورُفعت لافتات تدين دولة إسرائيل بشدة وقسوة". 

وخلال هذه الأحداث، أدان رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، ورئيس وزراء ولاية نيو ساوث، ويلز كريس مينز، المظاهرة الداعمة للفلسطينيين والمناهضة لإسرائيل على نطاق واسع. 

وكاعتذار للجالية اليهودية، أمر مينز بإضاءة دار الأوبرا الشهيرة في سيدني باللونين الأزرق والأبيض، وفق ما ذكرته الصحيفة العبرية.

وفي الختام، تشير "ماكور ريشون" إلى أن "مظاهرات حدثت تشير إلى معارضة بعض اليهود للصهيونية ولدولة إسرائيل"، لكنها تعود فتزعم أن "غالبية الجالية اليهودية تؤيد" تل أبيب.

وتؤكد على الرواية الإسرائيلية للأحداث، بالقول إن "إسرائيل كانت ضحية هجوم مروع أطلقته حماس، وجيش الدفاع يحاول الآن إطلاق سراح المختطفين لدى الحركة، والقضاء على قدراتها العسكرية والإدارية والتنظيمية"، وفق زعمها.

وتدعي الصحيفة أن "الوضع سيتغير فقط عندما تطلق حماس سراح المختطفين وتتجه إلى مناقشة جدية لوقف إطلاق النار".