شعلة المقاومة تستعر بالضفة.. وناشطون: ستعزز صمود أبطال غزة

18 days ago

12

طباعة

مشاركة

يبدو أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تنفذ وعيدها بتكثيف العمليات في الضفة الغربية ردا على العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتصعيد بالضفة، حيث تتوالى العمليات بالخليل وجنين حاصدة أرواح جنود الاحتلال.

وأعلن الاحتلال في 1 سبتمبر/أيلول 2024، عن وقوع 3 قتلى من عناصر الشرطة، إثر عملية إطلاق نار استهدفت سيارة شرطة عند حاجز ترقوميا غربي الخليل بجنوب الضفة الغربية في حين انسحب منفذو العملية بسلام.

وذلك بعد يومين من عملية مزدوجة وقعت بمحيط مستوطنتين شمالي الخليل، وأسفرت عن إصابة 3 إسرائيليين بينهم قائد لواء عتصيون، كما يأتي أيضا في ظل هجوم إسرائيلي مستمر لليوم الخامس على شمال الضفة، مسفرا عن استشهاد ما لا يقل عن 22 فلسطينيا.

وفي جنين، دارت مواجهات عنيفة على أطراف المخيم، وتصدى مقاومون لقوات من جيش الاحتلال خلال اقتحامها بلدة برقين غرب جنين.

وجاء ذلك بعدما أعلن جيش الاحتلال مقتل جندي وإصابة ضابط بجروح خطيرة في 31 أغسطس، إثر اشتباكات وقعت في حي الدمج بجنين، وأوضحت القناة الإسرائيلية أن الجندي رقيب أول، وهو قائد الصف في الكتيبة 906.

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الجندي قتل في اشتباك مع اثنين من أبرز مسلحي حركة حماس، وأضافت أن قوة من الجيش الإسرائيلي قتلت المسلحَين المسؤولين عن عمليات إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة، حسب قولها.

أما في قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال استعادة جثث 6 محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بمنطقة رفح جنوبي القطاع، مؤكدا تحديد هوياتهم، في حين أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزنه على وفاة أحد الأسرى لأنه يحمل الجنسية الأميركية.

وبدورها، أعلنت حماس أن الأسرى قتلوا بالقصف الإسرائيلي المستمر على القطاع، فيما ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري أن الأسرى قتلوا على أيدي مسلحي "حماس" وأنه يتم التحقيق في التفاصيل التي ترد.

واحتفى ناشطون بتطورات العمليات بالضفة الغربية ومقتل الأسرى الإسرائيليين برفح والذي عدوه بمثابة إعدام العدو لأسراه، معربين عن سعادتهم بدخول الضفة مرحلة تفجير العبوات والسيارات المفخخة، وتفاؤلهم بإمكانية تكرار هذه العمليات لاحقا.

وعبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي تويتر وفيس بوك، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الضفة_الغربية، #الخليل، جنين، #رفح، وغيرها، أشادوا بالعمليات والمقاومة المتصاعدة بكل أشكالها بالضفة ردا على حرب غزة ومخططات ضم الضفة.

قراءات وتحليلات

وقدم ناشطون قراءات لدخول الضفة الغربية على خط مواجهة الاحتلال الإسرائيلي خاصة في مدينتي الخليل وجنين.

وقال المحامي ناصر الدويلة، إن شعلة المقاومة بدأت تستعر في الضفة الغربية ورغم عدم تكافؤ القوى إلا أن انتفاضة الضفة ستعزز صمود أبطال غزة وتجرد العالم المنافق من كذبه ونفاقه وسيبقى الأبطال ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم.

وأوضح المحلل السياسي في الشؤون الشرق أوسطية عرابي الرنتاوي، أن إسرائيل لم تترك خيارا لأهل الضفة الغربية سوى المقاومة، وحتى المترددين منهم باتوا في قلب دائرة الاستهداف، لافتا إلى أن طوفان الفاشية والعنصرية جارف، ولن ينجو منه حتى المستسلمون الأكثر خنوعا في رام الله.

وأشار إلى أن سلطة رام الله لا تخجل وتتصرف علنا بوصفهم "دوفدفان 2"، ويلاحقون المقاومين ويزيلون الشوادر في نابلس التي تحجب الرؤية عن المسيرات الإسرائيلية الانقضاضية، مؤكدا أن الضفة تشهر غضبها بعد أن بلغ السيل الزبى.

وأكد الصحفي معاذ حامد، أن الضغط الذي توجهه الضفة الغربية للاحتلال، هو أهم ضغط يمكن أن ينهي حرب الإبادة على غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل ستجد نفسها أمام مستنقع حقيقي للعمليات المستمرة بدءا من الحجارة وصولا إلى السيارات المفخخة.

وأضاف أن حتى اللحظة، الضغط الذي توجهه الضفة يتصاعد تدريجيا، متسائلا: “كيف سيكون شكل المنطقة إذا ما وصل للذروة؟”

ورأى أحد المغردين، أن دخول الضفة في المقاومة بالسلاح في هذه المرحلة أمر في غاية الأهمية لعدة أسباب، منها توحيد الجهود، نقل المعركة إلى داخل المجتمع الصهيوني، تفريق القوات ومنعها من الاستراحة، إيقاع خسائر باهظة في الأفراد، خلق توترات حادة بين المجتمع وقيادته، تقريب المعركة الحاسمة لهزيمة العدو.

الخليل تتحرك

وخصص ناشطون تغريداتهم لتسليط الضوء على ما يمثله إسناد الخليل لغزة.

والخليل مدينة فلسطينية، ومركز محافظة الخليل وأكبر مدن الضفة الغربية من حيث عدد السكان والمساحة، ويتوسطها المسجد الإبراهيمي الذي يعتقد أنه يحوي مقامات للأنبياء، إبراهيم وإسحق ويعقوب، وزوجاتهم، وتقع وسط فلسطين في جنوب الضفة الغربية.

ووقعت الخليل -شأنها شأن المدن الفلسطينية في الضفة الغربية- تحت الاحتلال الإسرائيلي في 1967، واستشهد الكثير من أبنائها في المعارك التي خاضوها ضد الاحتلال، وخلال الانتفاضات التي أطلقها الفلسطينيون سعيا لنيل حريتهم والحصول على دولتهم المستقلة.

وتعرضت الخليل منذ العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، لعملية انتقام ممنهج وإجراءات عسكرية إسرائيلية مشددة، وتقيد حرية مئات العائلات الفلسطينية وسط المدينة، وحظر تجول ومنع فتح المحلات التجارية والمدارس والمؤسسات الحكومية الفلسطينية.

وانعكس الوضع على المسجد الإبراهيمي الذي يعد ثاني أهم مسجد في فلسطين والمحاصر بالحواجز العسكرية والذي يتم الدخول إليه عبر بوابات. إلكترونية.

وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني، إن دخول الخليل إلى خط المواجهة وانخراطها الحقيقي في المعركة أهم وأكثر تأثيرا من دخول بيروت وطهران، مذكرا بأنه قال منذ اليوم الأول للمعركة: "لن يوقف المذبحة في غزة سوى الضفة عموما والخليل خصوصا".

وأثنى الكاتب والباحث ماجد أبو دياك، على تحرك الخليل، مشيرا إلى أنها تنتفض وتحدث الفرق في مسار الصراع بالضفة الغربية.

وقال إن "بعد عملية مستوطنتي غوش عتصيون وكرمي تسور، ها هم مقاومو الخليل الأشاوس يقتلون ثلاثة ضباط من شرطة الاحتلال على حاجز ترقوميا غربي الخليل"، واصفا العملية بالبطولية التي ستعيد الخليل إلى دورها كرأس حربة للمقاومة في الضفة، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني مصمم على امتلاك المبادرة وعدم انتظار أي مشاركة من الخارج.

وأوضح أشرف عوض، أن الخليل تغير المعادلات وتنقل الحرب إلى مستوى آخر، مذكرا بأن من ذات المحافظة خرجت عمليات شرسة قتلت قرابة ٣٠٠ صهيوني قبل عقدين من الزمن، معظم العمليات الكبرى في القدس كان منفذوها من الخليل.

وأشار إلى أن رئيس الشاباك وصف خلال انتفاضة الأقصى محافظة الخليل بأنها تدخل دائما متأخرة لكنها دوما تكون الأعنف ودخولها للمواجهة يعني الانتقال لمرحلة جديدة لا يمكن السيطرة عليها.

ولفت عوض، إلى أن المقاتل في الضفة يعمل في بيئة لا يتوفر فيها السلاح ولا التدريب ولا لوجستيات العمل، ويخضع للرقابة والملاحقة على مدار الساعة، مؤكدا أن المقاتل في الضفة هو الأسطورة التي تدهش الجميع دوماً، تفاجئ العدو والصديق معا، كطائر الفينيق ينهض من رماد.

وقال الباحث أحمد مولانا، إن تزايد وتيرة المقاومة في الخليل إثر عملية الاحتلال شمال الضفة، أربكت الاحتلال، فقد ظن أن أمن السلطة الفلسطينية قضى على أي حراك ممكن بها.

وأضاف أن دعوات أهالي أسرى الاحتلال للتظاهر لوقف الحرب واستعادة أبنائهم عقب العثور على جثامين ستة منهم أمس، فعسى أن تنغص على نتنياهو ترتيباته.

فشل استخباراتي

وتأكيدا على أن العمليات بالخليل دليل على الفشل الأمني والاستخباراتي لدى الاحتلال ويمثل ضربة للمؤسسات الأمنية الإسرائيلية، عد المحلل السياسي ياسين عز الدين، اعترف الاحتلال بمقتل الشرطي الثالث في الخليل، يمثل ضعفا استخباريا شديدا للاحتلال في منطقة الخليل، وهذا نتيجة استنزافهم في غزة وشمال الضفة.

وقال إن من الواضح أن ما يحصل في الخليل هو نتيجة عمل مخطط له ومنظم من المقاومة وليست ردود أفعال عاطفية تلقائية.

وقدم يوسف سعادة قراءة ميدانية لعملية الخليل، مشيرا إلى أنها جاءت في ظل الإغلاقات التي يفرضها الاحتلال على الطرقات.

ولفت إلى أن الوضع بجنوب الضفة الغربية يتجه نحو التصعيد الخطير، مؤكدا أن العملية تعد فشلا استخباراتيا مهما، مذكرا بأن كل مركبة شرطة إسرائيلية يرافقها جندي إسرائيلي؛ لذا فإن العملية استهدفت الشرطة وجنود الاحتلال.

صمود جنين 

واحتفى ناشطون بصمود جنين وأهلها وتقديمهم الدعم والإسناد لبعضهم، صابين جام غضبهم على السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بسبب دعمها للاحتلال وتنسيقها الأمني معه في نابلس.

وأوضح فهد المالكي، أن كمائن الاستشهاديين هو التكتيك الذي يتبعه المقاومون الأبطال في جنين لمواجهة قوات الاحتلال، والتمويه على الطيران المسير.

وكتبت المغردة أماني: "غزة.. فجنين .. فكل الضفة و حتى الداخل.. قالها أبو عبيدة من أول أيام الحرب، إن لم تنتفضوا وتتحركوا نصرة لغزة ودفاعا عن الأرض فستكونون أنتم اللاحقون".

وأكد المحامي محمد أبو ريا، أن جنين ومخيمها ليست ندا لإسرائيل، إلّا أن النملة إن دخلت أُذنَ الفيل فعلت به الأفاعيل.

وقال الصحفي صلاح بديوي، إن قبل ساعة من الآن وفي الوقت الذي تجتاح فيه قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها لليوم الرابع على التوالي، قامت أجهزة سلطة الجواسيس باقتحام البلدة القديمة في مدينة نابلس وأزالت الشوادر التي يستخدمها المطاردون لتغطية الازقة وقامت باعتقال احد الشبان.

وأضاف أن سلطة الجواسيس تقوم بالتمهيد لجيش الاحتلال لاقتحام نابلس واغتيال المطاردين.

المقاومة بالميدان

وإشادة بالمقاومة في الضفة وصمودها  واستنكارا لخذلانها، قال عبدالسلام غنيم، إن الاحتلال الملعون دمّر غزّة وانتقل إلى الضفة الغربية يُدمّرها، والمقاومة تقف وحيدة فى الميدان تدافع عن المقدسات وعن الأرض والعرض وشرف الأمّة و كرامتها

وكتب الصحفي أحمد إبراهيم: في تقديري أن المقاومة تسير في اتجاه تصعيد العمليات في الضفة الغربية المحتلة، وبالتالي تسخين تلك الجبهة ضد الاحتلال، مع استعادة تكتيكات مؤثرة مثل العمليات الاستشهادية والسيارات المفخخة، وربما صناعة صواريخ هناك، ما سيعني توريط الاحتلال في حرب استنزاف ثانية، الطوفان القادم من الضفة، ترقبوا ذلك."

وأكد المستشار القانوني أيمن جودة، أن انفجار الضفة سيمثل أزمة لن يتحملها جيش الاحتلال الذى انهكته حرب الاستنزاف فى غزة وأن الضحايا من المستوطنين سيكونون بالعشرات والمئات.

أسرى النفق

وبرز حديث ناشطون عما يحمله إعلان الاحتلال عن العثور على جثث 6 أسرى في رفح، واستنكروا محاولة الاحتلال التعامل مع الحدث كإنجاز ونصر وسخروا من إعراب بايدن عن غضبه، وحملوا الاحتلال وحليفه الأميركي مسؤولية مقتل الأسرى.

ورأى الناشط محمد النجار، أن التقديرات الإسرائيلية بأن الأسرى الستة الذين عثر على جثثهم في رفح قتلوا قبل يوم أو يومين فقط  له عدة أبعاد، منها أنه جاء بعد إعلان الجيش تفكيك القسام في لواء رفح، وكان اللواء لا يزال يحتفظ بهم أحياء حتى آخر لحظة، متسائلا: "عن أي تفكيك يتحدثون".

وأشار إلى أن التقديرات الإسرائيلية تؤكد قدرة القسام على الاحتفاظ بهؤلاء المدنيين أحياء، ووسط مناطق القتال، ما يعني أن لديه القدرة على الاحتفاظ ببقية الأسرى خاصة الجنود في أماكن تحت سابع أرض، لافتا إلى أن قواعد إطلاق النار لدى القسام تغيرت بعد عملية النصيرات، وقرار تصفية الأسرى نافد عند خطر استعادتهم. 

وتوقع النجار، أن هذا الخبر سيفجر حالة غضب لدى أهالي الأسرى، وقد بدأت تفاعلاته تظهر اليوم، ومتوقع أن تزداد مساء، مبشرا بأن نتنياهو سيدفع ثمن تعسفه داخليا، وقد بدأت تتحد أصوات المعارضة للذهاب نحو عصيان شامل.

ورأى الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي العثور على جثث ستة أسرى إسرائيليين في قطاع غزة ليس بالإنجاز الذي يستحق الإشادة. بل يكشف عن الوجه الحقيقي لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تثبت مرارا أن حياة الإسرائيليين لا قيمة لها أمام مصالحهم السياسية.

وقال إن اختيار نتنياهو للتوغل في رفح وفرض السيطرة على محور فيلادلفيا على حساب أرواح الأسرى، يُظهر تجاهله التام لحياة جنوده، بينما لطالما كانت المقاومة الفلسطينية تضع الحفاظ على أرواح الأسرى كأولوية.

وأضاف أبو سلمية، أن مقتل هؤلاء الأسرى الستة يُبرز حجم الخطأ الإستراتيجي الذي ارتكبه نتنياهو حينما نفذ المجزرة في مخيم النصيرات، التي أودت بحياة أكثر من 250 فلسطينيا بزعم إنقاذ مجموعة من الأسرى، وها هو اليوم يدفع ثمن ذلك بخسارة المزيد من جنوده.  

وحمل الإدارة الأميركية مسؤولية كبيرة في هذه الجريمة، بصمتها عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة وتجاهلها لجرائم نتنياهو حتى بحق الأسرى الإسرائيليين، محملا حكومة نتنياهو المتطرفة المسؤولية الأكبر لرفضها المستمر لإبرام صفقة تبادل كانت ستعيد هؤلاء الأسرى إلى أهلهم أحياء.

وأوضح الناشط الإنساني بلال نزار ريان، أن حادثة العثور على الأسرى الستة في غزة بعد مقتلهم بـ48 ساعة تعد الأبرز في الصحافة العبرية منذ السابع من أكتوبر، وسط اتهامات كبيرة لنتنياهو وحكومته، متوقعا أن يكون لها تداعيات كبيرة على الساحة السياسية والأمنية والاقتصادية، حيث يتوقع أن تزيد من الضغوط على الحكومة وتفاقم الأزمة الداخلية في الكيان.

وقال إسلام حافظ: "بايدن عجوز أميركا أعرب عن غضبه.. لأن جيش الاحتلال عثر على جثث 6 من الأسرى داخل نفق في منطقة رفح، بينهم الإسرائيلي الأميركي (هيرش جولدبرج بولين) لكن بايدن مش شايف بيحصل ايه في أهالي غزة من جرائم الاحتلال".