صحيفة روسية: اجتماع بوتين وبايدن "أمل خافت" قد يذيب الجليد

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة روسية الضوء على نتائج اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بمدينة جنيف السويسرية في 16 يونيو/حزيران 2021.

وذكرت صحيفة "لينتي. رو" أن "العالم بأسره كان يعلق آمالا كبيرة على اللقاء، فهذه القمة الأولى بين روسيا والولايات المتحدة على أعلى مستوى منذ 3 سنوات، فالقمة السابقة بمشاركة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لم تؤد إلا إلى تفاقم العلاقات الصعبة بين البلدين، وأدت إلى عقوبات جديدة وتصعيد المشاكل".

وأشارت إلى أن "المحادثات مع بايدن جرت في جو أكثر اضطرابا وسط فتور ملحوظ في العلاقات بين موسكو والغرب".

واعتبرت أن "الاجتماع في فيلا قرب بحيرة ليمان بسويسرا يعطي أملا خافتا في ذوبان الجليد بين البلدين. على أي حال، هذه هي الطريقة التي قيم بها القادة الأميركيون والروس نتائجها".

وقت مناسب

وذكرت الصحيفة أنه "قبل وقت قصير من المفاوضات في جنيف، تمكن الرئيس الأميركي من مناقشة ظروف اجتماعه ببوتين مع شركاء الناتو، الذين وصفوا القمة بأنها جاءت في وقت مناسب للغاية".

وخلال الأشهر الماضية، أطلق الحلف مرارا وتكرارا تصريحات متناقضة حول روسيا، حيث بدا الناتو بالموافقة على الحاجة إلى حوار مع موسكو، لكنه في كثير من الأحيان عبر عن مخاوفه بشأن "التهديد الروسي" وحذر من الأعمال العدائية التي قد تحدث.

ومن الواضح أن بايدن، بصفته رئيس الدولة الرائدة في الناتو، واجه مهمة التعبير ليس فقط عن موقفه الخاص، ولكن أيضا عن رأي الحزب بالأجمع، حيث يشار إلى أنه لم يكلف أحدا بمثل هذه المسؤولية لترامب، فقد كانت علاقاته متوترة مع حلفائه، لذلك تحدث الرئيس السابق في الغالب باسمه.

ولفتت الصحيفة إلى أن "عشية القمة، كان الإعلام والسياسيون الأميركيون قلقون للغاية، وذلك بشأن الانطباع الذي قد يتركه قائدهم، لقد تم تحذير إدارة بايدن بكل الطرق الممكنة بـ(حيل العلاقات العامة) للقيادة الروسية".

حتى أنه تم إخبار الرئيس أن تأخر بوتين المنتظم عن الزعماء الغربيين يلعب دور الأعمال الاستفزازية، وفي المؤتمرات الصحفية المشتركة يسعى دائما إلى الهيمنة وإملاء جدول الأعمال.

واستدركت الصحيفة قائلة: "يبدو أنهم بالغوا في أمر التحذيرات، ونتيجة لذلك، وصل بوتين إلى الاجتماع أولا، وتأخر موكب بايدن 12 دقيقة".

كما اتخذ بوتين الطابق الأول في المفاوضات، وشكر زميله على عرض الاجتماع، رغم الجدول الزمني المزدحم، فيما تحدث بايدن بأقصى درجات الاحترام وشدد على أهمية هذا الاجتماع، مشيرا إلى أن الأطراف ما زالت تبحث عن نقاط اتصال ومجالات محتملة للتعاون.

مخرج غير متوقع

ووفقا لملاحظات مراسل "لينتي. رو" الذي كان حاضرا في القمة، فإن كل التوترات المتراكمة قبل اجتماع الزعيمين "وجدت مخرجا غير متوقع".

في البداية، تحولت إلى سحق من الصحفيين عند مدخل فيلا "لا غرانج" وازدحمت وسائل الإعلام الأميركية، الذين لم يسمح لهم بحضور الاجتماع، وعند الباب بدؤوا بالصراخ في وجه رجال الأمن. 

ويعقب المراسل أنه "كان هناك أيضا اضطرابات في المكتبة نفسها، حيث جرت المفاوضات".

فبمجرد دخول الرئيسين، تزاحم الصحفيون وصاحوا بالأسئلة، وحتى طلبوا من الرؤساء المصافحة مرة أخرى -للحصول على صورة-، وبسبب الصياح الظاهر في جميع مقاطع الفيديو، من الصعب للغاية توضيح كلمات بوتين وبايدن.

كما لم يكن الصحفيون في عجلة من أمرهم لمغادرة الغرفة، وكان على جهاز الأمن طردهم، مكررين: "لقد انتهى الأمر، نناشدكم بالرحيل".

وعلقت الصحيفة قائلة: "ظل قادة العالم أنفسهم هادئين بشكل يحسدون عليه وعالجوا الضجيج المزعج بروح الدعابة، حيث انحنى بوتين إلى بايدن، وأشار بنشاط، وقال له شيئا، وبعد ذلك ضحك كلاهما".

انتهت المحادثات قبل ساعة من الموعد المقرر، وغادر بايدن الفيلا، مما منح بوتين الفرصة لعقد مؤتمر صحفي أولا.

حوار شامل

وقالت الصحيفة: "يمكننا القول إن مخاوف السياسيين الأميركيين من رغبة بوتين في الهيمنة قد تحققت جزئيا، فبعد أن تنازل بايدن عن حق الكلمة الأولى لنظيره الروسي، منحه الرئيس الأميركي بشكل أساسي تلك الفرصة بالذات لإملاء جدول الأعمال".

وكان بوتين هو الذي حدد الموضوعات الرئيسة للقمة، والعديد من الأسئلة التي طرحت على بايدن أوضحت أو استمرت في الموضوعات التي ذكرها بوتين.

فكان من المتوقع أن يصبح الأمن الإستراتيجي موضوعا رئيسا في المحادثة بين القوتين النوويتين.

وأكد الرئيسان أنهما اتفقا على مناقشة مستقبل معاهدة "ستارت 3" للصواريخ، واعتمدا بيانا مشتركا حول حوار ثنائي شامل حول الحد من التسلح، كما ستتعامل موسكو وواشنطن مع الردع النووي لإيران وستحلان بشكل مشترك المشكلة الأمنية في سوريا وأفغانستان.

و حسب "لينتي. رو"، يرى الدبلوماسي السابق والأستاذ في الجامعة الكاثوليكية الأميركية، مايكل كيميج، أن "تعاون الخبراء في هذا المجال قد يؤدي إلى تحسين العلاقات الثنائية".

وأشار كيميج إلى أن هناك سؤالا أكثر صعوبة في مجال الأمن يتعلق بالحرب السيبرانية، فكل شيء في هذه المنطقة أكثر فوضوية، ومن الصعب السيطرة على الوضع فيها".

وتابع: "يمكن لدولة معينة أن تشن هجوما على موسكو أو واشنطن، وتتظاهر في نفس الوقت بأن أحد هذه الأطراف مسؤول، وهذا قد يزعزع استقرار العلاقات بين القوتين النوويتين".

وأكد الخبير، في الوقت نفسه، أن الإدارة الأميركية السابقة رفضت الدخول في حوار مع روسيا حول هذا الموضوع، والإدارة الحالية مستعدة لإنشاء مجموعات اتصال والعمل مع متخصصي الأمن السيبراني الروس.