تكبح مشاركتهما.. هل تستغل الصين وروسيا تراجع اهتمام واشنطن بفلسطين؟

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تساءل مقال مشترك أعده باحثون في ثلاثة مراكز إسرائيلية وأميركية وإماراتية، عن إمكانية أن تحل بكين وموسكو محل الولايات المتحدة كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، وعن اهتمامها بذلك.

المقال أعد كجزء من تعاون إستراتيجي، أطلقه المجلس الأطلسي (أميركي) ومركز سياسة الإمارة (إماراتي) ومعهد دراسات الأمن القومي (إسرائيلي)، يجيب خلاله الباحثون عن مدى وجود متسع للحصول على صلاحيات إضافية في المفاوضات المستقبلية.

قدرة الصين وروسيا

وتساءل معهد دراسات الأمن القومي: هل لروسيا أو الصين مصلحة وقدرة على تعزيز تسوية متفق عليها بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟ زاعما أن تجدد المواجهة العنيفة خلال شهر مايو/أيار 2021  لفت الانتباه العالمي مرة أخرى إلى الحاجة إلى دعم عملية مفاوضات السلام بين الطرفين.

وأيضا في هذا المقال، يعرض ثلاثة خبراء من مجموعة العمل وجهات نظرهم حول قدرة روسيا أو الصين على المساعدة في تقريب الأطراف من طاولة المفاوضات.

وأشار المعهد العبري الأمني إلى أن الصين تطوعت بتاريخ 23 مارس/آذار لاستضافة محادثات غير رسمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وعلى الرغم من ترحيب السلطة الفلسطينية بالاقتراح فإن الجهود لم تنضج بعد. وفي غضون ذلك، في 5 مايو/أيار، أعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على دعم موسكو للمحادثات بشأن حل القضايا الرئيسة للتسوية الدائمة.

كما شدد على ضرورة بدء العملية السياسية من خلال الرباعية الدولية (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة).

وبعد أن صاغت الصين خطة من أربع خطوات للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، يبقى أن نرى ما إذا كانت ستحاول التقدم في المستقبل في جلسة مجلس الأمن, حيث تمت مناقشة التصعيد في قطاع غزة، الذي انعقد بناء على طلب الصين وتونس والنرويج خلال مايو/أيار.

وينوه المعهد العبري إلى أن الصين، بصفتها الآن رئيس المجلس الحالي، اتخذت نهجا أكثر قوة، وهاجمت الولايات المتحدة لعدم تحركها حتى ذلك الحين لتعزيز الهدوء بين الطرفين.

وعلى الرغم من إجماع معظم المعلقين على أن تأثير موسكو وبكين والصين على أي عملية سلام متجددة سيكون محدودا، فإن الأمر يستحق دراسة ما إذا كانتا تنظران إلى استغلال تقاعس الولايات المتحدة عن هذه القضية أو الاستجابة البطيئة لحل الأزمة.

وعلى ما يبدو من جانب الولايات المتحدة واتجاهها العام التركيز على القضايا الداخلية أو مناطق أخرى من العالم فهناك فرصة لمشاركتهم في التوصل إلى تسوية متفق عليها بين الطرفين. 

دعم وتعزيز

ولفت المعهد إلى لمحة تاريخية من الزاوية الأميركية حول دور روسيا والصين في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

فمنذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، عملت الولايات المتحدة على ضمان أن يكون دور روسيا في المفاوضات بين إسرائيل وجيرانها محدودا.

وفي عام 1991، انحازت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مبدأ الحوار الثنائي المباشر بين تل أبيب وسوريا والأردن والفلسطينيين على التوالي.

لكن الطرفين لم يكونا معنيين بتدويل المفاوضات داخل الأمم المتحدة أو في أي إطار آخر، ليكون بمثابة دعم وتعزيز عملية السلام.

 فعلى سبيل المثال، جرى إصدار دعوات إلى مؤتمر مدريد للسلام بشكل مشترك من قبل الولايات المتحدة وروسيا، لكن دور الروس كان رمزيا إلى حد كبير.

وقادت وزارة الخارجية الأميركية برئاسة "جيمس بيكر" المؤتمر، وأقنعت الأطراف للحضور، وانضم الروس أيضا إلى الولايات المتحدة كرؤساء مشاركين أثناء مؤتمر في موسكو في أوائل عام 1992.

وكانت محاولة مبكرة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية وجمع دبلوماسيين وخبراء من حوالي 30 دولة، بمن فيهم إسرائيليون وأردنيون وفلسطينيون وممثلون عن دول عربية أخرى. 

وعقدوا اجتماعات دورية وشرعوا في مشاريع تعاونية في خمسة مجالات (الموارد المائية واللاجئين ومراقبة الأسلحة والبيئة والأمن الإقليمي)، والتي كانت إنجازاتهم فيها  في الماضي محدودة.

وكان الروس والأميركيون قادة اللجنة التوجيهية على جميع القنوات، بينما استضاف الصينيون عدة اجتماعات لمجموعات العمل المهنية خلال المؤتمر.

كبح المشاركة

وأشار معدو البحث إلى أن الغرض الرئيس من هذا الجهد المتعدد الأطراف كان للتوضيح للإسرائيليين أنه كلما تم إحراز المزيد من التقدم في المفاوضات الثنائية، زاد احتمال وجود علاقات جيدة مع الدول العربية.

ومع ذلك، في نظر الولايات المتحدة وإسرائيل، كان هذا الجهد بمثابة وسيلة لدمج قوى مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي في عملية السلام، مع كبح مشاركتها في المحادثات الثنائية بين إسرائيل وجيرانها.

وأصبح الجميع رهينة عدم إحراز تقدم في المفاوضات الثنائية و"استمرار العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتوقفت تمامًا في عام 1996، واستبدلت جزئيا باجتماعات القمة حول اقتصاد الشرق الأوسط ومقترحات لإنشاء بنك لتنمية الشرق الأوسط".

وكانت كل هذه الجهود ضحية للنقص الكبير في التقدم نحو السلام، وهو درس تم تعلمه مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة، يقول الباحثون.

ويرون أن وجهات النظر المقدمة تشير إلى أن الصين وروسيا ليست لديهما القدرة ولا الاهتمام بالتدخل كقوتين قياديتين في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده وأن نهجهم هو الدعم الخطابي بشكل أساسي داخل الأمم المتحدة.

وتدرك بكين وموسكو حدودهما، فأوراق المساومة المتاحة للصين للضغط على إسرائيل والفلسطينيين قليلة وضعيفة.

ورغم قدرة روسيا على التواصل مع جميع الأطراف، فإنها تفتقر إلى النفوذ للتأثير على إسرائيل أو الفلسطينيين وهي بحاجة إلى تغيير المواقف.

كما أن الصين وروسيا ليستا على استعداد حتى للنظر في إمكانية أن تكونا الضمانة الوحيدة للحل وليستا مهتمين بلعب دور أكبر خوفا من الفشل.

ولفت الباحثون إلى أن روسيا كانت سعيدة من أن التصعيد الأخير بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس أدى إلى استئناف عمل اللجنة الرباعية، مما يظهر مكانة موسكو على قدم المساواة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وبالنسبة للصين، قد تصرف الأزمة في الشرق الأوسط بعض الاهتمام الدولي بعيدا عن قضية معاملتها لسكان الأويغور (أقلية مسلمة تنتهك الصين حقوقها) في إقليم شينجيانغ.

وتدرك بكين وموسكو حقيقة أن الولايات المتحدة لا تزال القوة الوحيدة التي تتحكم بتلك الأمور, وعلى الرغم من أنهم ربما يفهمون ذلك، فلن تتخذ واشنطن خطوة جادة لتقريب الأطراف من تسوية متفق عليها وتقصر جهودها على محاولة تهدئة الوضع، وفق المقال.