"خنجر مسموم".. كيف تعمل الإمارات على خدمة أهداف الحوثيين في اليمن؟

عدن - الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

كان يتوقع أن يفتح المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا جبهة قتال جديدة ضد مليشيا الحوثي بعد عجز الأخيرة عن التقدم في مأرب، لكن أنصار المجلس اقتحموا قصر المعاشيق الرئاسي في عدن، في سياسة معاكسة لسياسة التحالف السعودي.

وقصر المعاشيق تتولى قوات المجلس الانتقالي حراسته منذ عودة الحكومة اليمنية إليه بعد الانفجار الذي ضرب مطار عدن تزامنا مع وصول الحكومة نهاية العام 2020. واقتحمه أنصار الانتقالي في 16 مارس/آذار 2021، دون أن تعترضتهم حراسة القصر.

وأثارت الواقعة جدلا على تويتر تحت وسم #قصر_المعاشيق، ندد فيه ناشطون بموقف مليشيات الانتقالي واتهموها بالشراكة والعمالة مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران ومحاولة تخفيف الضغط عليهم وفك الخناق عنهم في جبهات الشمال. 

ووجه ناشطون اتهامات مباشرة للإمارات بالوقوف وراء اقتحام قصر المعاشيق لتخفيف حدة المعركة على الحوثي وتأخير التحالف وتشتيت الشرعية، متحدثين عن مدى استفادة أبوظبي من تأجيج الصراع في اليمن.

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو للحظة اقتحام بوابة قصر المعاشيق، مشيرين إلى أن الانفصاليين في الجنوب أو ما يلقبون بالانتقاليين لا يمثلون جنوب اليمن وإنما أداة مرتزقة بيد الإمارات ينفذون أجندتها التخريبية.

واستنكر ناشطون بيان الخارجية السعودية المندد باقتحام القصر ورأوه إنشائي وهزيل ويحمل عبارات ملتوية وضعيفة لا ترقى لمستوى الموقف ولا يوجه إدانة مباشرة للإمارات، مؤكدين أن البيان نتاج ما أسموها السياسة الصبيانية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

والسعودية التي تقود الحرب في اليمن منذ مارس/آذار 2015، أدانت اقتحام الانتقالي للقصر في بيان لها في 17 مارس/آذار 2021، ودعت أطراف "اتفاق الرياض" للاجتماع هناك مجددا، معلنة دعمها الحكومة اليمنية برئاسة الدكتور معين عبدالملك.

وحثت على منح الحكومة اليمنية التي باشرت مهامها في العاصمة المؤقتة عدن منذ 30 ديسمبر/كانون الأول 2020 الفرصة الكاملة لخدمة الشعب اليمني في ظل الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة الراهنة".

وأجمع ناشطون على أن ما تقوم به مليشيات الانتقالي في الجنوب يتم بتوجيه إماراتي لخدمة الحوثي بعدما تكبد خسائر فادحة في مأرب، مشيرين إلى أن الانتقالي أداة إماراتية تعمل بأجندة مختلفة عن أجندة الرياض وأن ما تم في قصر المعاشيق خيانة عظمى. 

وبحسب رواية الرياض، فإن التحالف دمر نقطة دفاع جوي تابعة للحوثيين في جبهة مأرب التي تصعد جماعة الحوثي هجماتها فيها للسيطرة عليها كونها أهم معاقل الحكومة اليمنية والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.

وأعلن موقع  "سبتمبر نت" التابع للجيش الوطني اليمني، قتل 80 من عناصر مليشيا الحوثي وإيقاع عشرات الجرحى في 16 مارس/آذار، خلال مواجهات مع الجيش الوطني اليمني في جبهة الكسارة غرب مأرب، "في ضربة موجعة للمتمردين".

وأفاد بأن قوات الجيش الوطني استعادت عربات مدرعة، وكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

ووسط ذلك، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية خشية أهالي مأرب من موجة نزوح جديدة في حال سيطرت الحوثي على المدينة، مشيرة إلى أن خط المواجهة يقترب من وسط المدينة، وهو تطور يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية ويقوض مباحثات السلام المزمعة بين الطرفين.

توجيه إماراتي

وشدد المغرد أحمد البيضاني، على ضرورة الحديث عن أن الإمارات المتحكم بالمجلس الانتقالي والدعم الواضح له، وأي تقدم للشرعية على الحوثي يدفع أبوظبي لإشعال جبهة أخرى سواء عن طريق (الرئيس الأميركي جو) بايدن أو عن طريق "همج الجنوب.

وقال المغرد أزكبان إن الإمارات حركت "توابعها الخونة بعد انتصارات الجيش اليمني و القوات السعودية على الحوثيين لإشغالهم عن انتصاراتهم و إعطاء فرصة للحوثيين ليرتبوا أنفسهم ووصول الدعم لهم"، قائلا إن عاهرة الخليج خنجر مسموم في خاصرة المسلمين، وفق وصفه.

 وذكر إبراهيم بن عطاالله أن من حرض المتظاهرين على اقتحام قصر المعاشيق واستهداف الحكومة اليمنية هو نفسه شريك في قصف مطار عدن أثناء وصول طائرة الحكومة اليمنية، قائلا إن كل من يعادي التحالف وضد عودة الشرعية في اليمن هو شريك للحوثي.

وربط مساعد بن قضعان بين اقتحام قصر المعاشيق وتقدم التحالف ضد أذناب إيران في اليمن، قائلا إن من الواضح بأن هناك تخادم حوثي انتقالي.

وطالب ناشطون بطرد الإمارات من التحالف، مؤكدين أنها لا تعمل لمصلحة اليمنيين وإنما تنهك التحالف بحجة إقامة دولة جنوبية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي أبو وليد ابن الورافي، إن اقتحام المعاشيق عمل فوضوي من قبل الانتقالي يعقد الأمور وينشر الفوضى، داعيا الشعب للزحف باتجاه مقر الإمارات وطردهم من ثم طرد تلك العصابة التي غرستها في خاصرة الشعب المتمثلة بالانتقالي.

بيان هزيل

وندد ناشطون ببيان الخارجية السعودية، إذ قال علي النسي، إن لم يكن هناك عمل حقيقي لتخفيف معاناة المواطنين فلا معنى للبيانات فمنذ عام 1948م يتم إصدار بيانات إدانة "وبأشد العبارات" ولم تحرر القدس!، وفق تعبيره.

وتهكم مراسل وكالة اسوشيتد برس الأميركية في اليمن أحمد الحاج، على بيان الرياض قائلا: "بعد كل هذا الوقت تطلع الخارجية السعودية في بيان، تقول أنها تدين اقتحام قصر المعاشيق وتدعوا طرفي النزاع للوصول فورا للاجتماع في الرياض.. وكأن الاقتحام لقصر المعاشيق كان مفاجئا".

وتساءلت الناشطة الحقوقية بيداء العولقي: "أين الحكومة اليمنية عند اقتحام المعاشيق من قبل مليشيا الانتقالي؟ ما هو مصير رئيس الوزراء!؟ هل لديهم شجاعة إصدار بيان وموقف ضد الإمارات ومرتزقتها!؟ هكذا تهان الحكومة الشرعية على يد أسوأ وأقذر بشر يسمون الانتعالي (الانتقالي)!!".

ورأى المغرد عبدالله سعيد، أن بيان الخارجية السعودية حول الإدانة عمل دبلوماسي خاص بها، لكن الدعوة إلى اجتماع جديد لتنفيذ بعض بنود اتفاق الرياض جاء متأخرا.

وأكد أن السعودية لم تكن جادة في تنفيذ الشق العسكري للاتفاق وراهنت على عودة الحكومة إلى عدن، وساهمت في تردي الأوضاع الخدمية بصورة غير مباشرة.