بعد إعلان دعمها للهند.. هذه تحذيرات إسرائيل لباكستان والصين

12

طباعة

مشاركة

قالت صحيفة أميركية: إن "إعلان إسرائيل دعمها العسكري الكامل للهند في 17 ديسمبر/كانون الأول 2020، يعتبر رسالة تحذيرية لكل من باكستان والصين".

وأضافت "يوراسيا تايمز": أن "تأكيدات سفير إسرائيل في الهند رون مالكا، بشأن الدعم العسكري الثابت للهند، تبدو أنها تستهدف الخصمين اللدودين لنيودلهي، باكستان والصين مع تصاعد التوترات في آسيا".

ويكتسب إعلان "مالكا" أهمية في ضوء السيناريو الجيوسياسي الناشئ بسبب "جائحة كورونا"، وأيضا في سياق تحولات إقليمية، وعقب صفقات التطبيع التي عقدتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين، ثم السودان والمغرب. 

سيف مسلط

وأشارت الصحيفة إلى أنه "من المرجح أن تحذو السعودية حذو هذه الدول، في الوقت الذي رفضت فيه باكستان هذه الصفقة وعزلت نفسها عن الدول العربية، التي ستحتضن إسرائيل قريبا".

وأكدت أن "سيف السعودية لا يزال مسلطا على باكستان، حيث تواجه تهديدا مستترا من الرياض، بتقليص تأشيرات العمل لمواطنيها بنفس الطريقة التي فعلت بها الإمارات ذلك بالفعل".

ولفتت "Eurasia Times" إلى أن "الهند اقترحت استبدال الباكستانيين بقوتها العاملة، في الوقت الذي ترغب إسرائيل في إخراج الباكستانيين من السعودية والإمارات".

كما اضطرت الصين أيضا للانسحاب من سوق الشرق الأوسط بأكمله حيث سيكون الآن على الولايات المتحدة أن تحتكره، وفق الصحيفة الأميركية.

وقال السفير الإسرائيلي "مالكا" لصحيفة "هندوستان تايمز": إن "تل أبيب ستكون جاهزة لتلبية متطلبات الهند للدفاع عن نفسها ضد كل التحديات والأعمال العدائية، رغم أن هذا التعاون ليس موجها ضد أي دولة أخرى".

"مالكا" كان حريصا على تأكيد مدى وعمق التعاون بين البلدين، عند سؤاله عما إذا كانت الهند قدمت أي طلبات معدات دفاعية وسط الصراع مع الصين.

وقال: "نظرا لأن لدينا صداقة قوية، كل ما تحتاجه الهند من إسرائيل للدفاع عن نفسها.. نحن موجودون ومتاحون لأن هذه هي الطريقة التي ندير بها صداقاتنا، وخاصة صداقة ثمينة مع نيودلهي".

وأضاف "مالكا": "لكن يجب أن أؤكد أننا لسنا ضد أي جهة، لدينا ما يكفي (مشاكلنا الخاصة)، لذلك نحن لسنا ضد أي جهة أو دولة ولكننا نؤيد الهند".

وأشار السفير إلى أن "الهند لم تكن بحاجة لإسرائيل ضد أي دولة، بل تحتاج منا أن نشاركها التجربة والممارسات، لأننا نتشارك في تحديات مماثلة وأعمال عدائية مماثلة (من جيراننا العرب مثلما تواجه الهند تهديدات من باكستان)".

وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة أن "الهند سهلت افتتاح سفارة إسرائيل في مملكة بوتان، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2020".

لذلك، كان إعلان "مالكا" مجرد إجراء شكلي، حيث ستزود "إسرائيل" "الهند" الآن بالتكنولوجيا والأسلحة والخدمات والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والإعلام وأنظمة الرادار والطائرات بدون طيار أو القباب الحديدية وما إلى ذلك، وفق الصحيفة.

في خدمة إسرائيل

لكن السؤال الأهم هو: كيف ستساعد إسرائيل الهند -وفق التقرير-؟ وهنا لا يمكن استبعاد احتمال توفير السعودية قواعدها الجوية لإسرائيل، حيث ستهاجم مقاتلاتها باكستان، بالنظر للعداء الذي أظهرته الرياض منذ 6 أغسطس/آب الماضي، عندما نأى وزير خارجية باكستان "شاه محمود قريشي" بنفسه عن "منظمة التعاون الإسلامية" التي ترأسها السعودية. 

ومن المتوقع أيضا أن يُمنح ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، على الأرجح ، حصانة من إدارة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" لدوره في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، حسبما تقول "Eurasia Times".

وبعد ذلك، ستكون المملكة دائما في خدمة الولايات المتحدة، حتى بعد تولي الرئيس المنتخب "جو بايدن" منصبه، لتجبر باكستان على الخضوع لتكتيكات الحرب الإسرائيلية، في حالة حدوث أي أمر غير مرغوب فيه لإسرائيل. 

وبمجرد اندلاع الحرب بين "الهند وباكستان"، ستجبر السعودية "باكستان" أيضا على الخضوع لإملاءات الولايات المتحدة،  والتنازل عن مطالبتها بشأن "كشمير" من خلال الحصول على تأشيرات عمل للباكستانيين بقيمة 1.6 مليون دولار.

ويعد إعلان السفير الإسرائيلي أنه سيذهب "إلى أي حد" لمساعدة الهند، تحذيرا  للصين أيضا، مما يعني أن طائرة (F-35) الإسرائيلية الآن ستكون في نهاية المطاف في الهند، لتخفيف حدة المناورات الصينية، بحسب الصحيفة الأميركية.

وبالتالي، فإن نقطة الخلاف بالنسبة لكل من الهند والولايات المتحدة، وهي الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، وبوابة إقليم "جيلجيت بالتستان"، ستكون أول من تجتاحه رياح الهجوم المنسق للولايات المتحدة والذي سيدعم الهند.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "حاملة الطائرات الأميركية (نيميتز)  ستساعد الهند أيضا، وهو ما سيفتح مجالا لمعرفة كيف ستتدخل روسيا في المعركة من أجل المساواة مع واشنطن، لأن الصين متحالفة بشكل مفهوم مع باكستان لمواجهة الحرب الوشيكة في جبال الهيمالايا، مع حقيقة جديدة مفادها أن إسرائيل ستكون أيضا مع الهند".