"يتستر على نجله".. هكذا فسر ناشطون إغلاق نظام السيسي قضية مقتل ريجيني

القاهرة- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

بعد قرابة 5 سنوات على مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، انتهت النيابتان المصرية والإيطالية إلى إغلاق القضية مؤقتا بدون محاكمة متهمين، وأعلنا في بيان مشترك "تفوح منه رائحة المجاملات والتهدئة"، أن إيطاليا "تشتبه" في خمسة أفراد أمن مصريين، ومصر تتحفظ. 

البيان أثار غضب ناشطين على تويتر، ودفعهم لاتهام السلطات القضائية المصرية بالتستر على الجناة الحقيقيين وحمايتهم من المساءلة القانونية، والمطالبة عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #ريجيني #جوليو_ريجيني #النيابة_العامة، بمحاكمتهم.

وألمحوا إلى استخدام النيابة العامة الإيطالية نبرات مختلفة في الاتهامات التي وجهتها إلى مصر، إذ استخدمت في بيانها بـ30 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كلمة "اشتباه" في إشارتها إلى تورط 5 عناصر أمنية مصرية، كما وصفت الواقعة بأنها "تصرفات فردية" في محاولة لتبرئة المؤسسات الحكومية المصرية. 

ريجيني (26 عاما) طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج، كان يجري بحثا في القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، اختفى في 25 يناير/كانون الثاني 2016، ثم عثروا على جثته على طريق مصر إسكندرية، مطلع الشهر التالي، وعليها آثار تعذيب.

واتهم على إثرها الإعلام الإيطالي ومحامية أسرة ريجيني، أجهزة الأمن المصرية باختطاف وتعذيب وقتل الشاب، وهو ما تنفيه السلطات المصرية.

واحتجاجا على مقتله، قررت إيطاليا إيقاف تزويد مصر بقطع غيار لطائراتها الحربية، أيد مجلس النواب الإيطالي القرار في 2016، وأوقفت إيطاليا التعاون بين مجلس نوابها ونظيره المصري في 2018، وبعد أيام فتحت إيطاليا تحقيقات بحق 5 مسؤولين أمنيين مصريين.

وواصلت روما ضغوطها الدبلوماسية باستدعاء السفير المصري وحثه على نقل الغضب الإيطالي من التباطؤ في القضية، إلا أن تلك التحركات لم تكن مرضية للإيطاليين، وصعد مجلس النواب في فبراير/شباط 2020، من ضغوطه على الحكومة وطالبها بمزيد من الضغوط الفعلية على مصر، لكشف الحقيقة.

وعلى مدار الأعوام الماضية، خرجت دعوات إيطالية وحقوقية لمقاطعة مصر سياحيا، وتخفيض المبيعات العسكرية وصادرات الأسلحة والنظر إلى الانتهاكات الحقوقية الجسيمة التي وقعت، وهو ما لم تستجب له حكومة روما رغم تلويحها به من حين إلى آخر.

مجاملات الطرفين

التقارير الرسمية أثبتت أن حجم التبادل التجاري بين مصر وإيطاليا بلغ حوالي 7.2 مليارات دولار عام 2018، كما يبلغ حجم الاستثمارات الإيطالية في القاهرة حوالي 4 مليارات دولار تقريبا في مجالات عدة.

ووفق وسائل إعلام إيطالية، من المقرر إتمام صفقة أسلحة ضخمة تشتريها مصر من إيطاليا بقيمة 10 مليارات دولار، رآها مراقبون محاولة لإرضاء روما ورأب صدع التوترات بين البلدين بسبب تداعيات قضية ريجيني، ورشوة مقنعة لإسكاتها وثنيها عن الاستجابة لدعوات التصعيد ضد القاهرة.

الناشطون أشاروا إلى أن قضية ريجيني انتهت بالمجاملات لحماية النظام المصري وسلوكياته، في مقابل عقد المزيد من الصفقات العسكرية مع إيطاليا، لافتين إلى أن ما حدث مع ريجيني نموذج من نماذج الممارسات الوحشية التي يمارسها النظام المصري.

بيان متضارب

واستنكر ناشطون تضارب البيان المشترك بين مصر وإيطاليا، إذ أعلنت النيابة الإيطالية اشتباهها في خمسة أفراد في أجهزة أمنية مصرية، بينما أعلنت النيابة المصرية أن مرتكب الواقعة لا يزال مجهولا، رغم تأكيدها أن الأدلة ثابتة على ارتكاب أفراد تشكيل عصابي واقعة سرقة متعلقات الطالب المجني عليه بالإكراه.

وتساءل ناشطون عن حق الخمسة أشخاص الذي قتلتهم السلطات المصرية بزعم تورطهم في مقتل ريجيني، وهي الرواية التي نفاها الجانب الإيطالي. 

وأشارت الإعلامية حياة اليماني إلى أنه "لم ينطق مسؤول واحد بكلمة تخص الذين قتلوا ظلما ونسجت الداخلية كذبة بائسة لأجل إقناع إيطاليا". 

ووصف الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل البيان بالكارثي والمتضارب، قائلا: "بيان #النيابة_العامة في قضية ريجيني يورطها في التزوير بيان متضارب، تشكيل عصابي يستهدف الأجانب هو وراء مقتله وفي نفس الوقت ما زال قاتل جوليو ريجيني مجهولا! ونغلق القضية مؤقتا!".

ورأى المغرد هيما شاعر عربي، أن موضوع الإيطالي ريجيني فضيحة دولية بكل المقاييس للأمن المصري.

نجل السيسي

وتساءل ناشطون عن دور نجل السيسي في القضية وهل بيان النيابة المصرية محاولة لحمايته من المساءلة، خاصة أن تقارير حقوقية وصحفية تحدثت عن دور المخابرات العامة المصرية في قضية مقتل ريجيني.

وكتب العميد ركن كمال صديق البشير: "لماذا يحاول المصريون حماية من قاموا بجريمة القتل. الإيطاليون يقولون إن خمسة من أجهزة الأمن المصرية هم من قاموا بذلك. والنيابة المصرية تقول إن ذلك الاتهام لا دليل عليه.هل نفي المصريين بسبب ماقيل أن ابن السيسي العميد في المخابرات العامه متورط في الجريمه؟" .

وقال السياسي عمرو عبد الهادي: إن النيابة الخاصة المصرية طلعت بتكذب، مستطردا: "كده السيسي أعلن حماية #محمود_السيسي و #إيطاليا قررت تفضحة رغم صفقات المليارات التي منحها لهم و ده هيأثر على ملف #ليبيا".

وتعجبت الإعلامية ناديا المجد من تصريحات الصحفي محمد العطيفي الضيف المؤيد للنظام المصري على شاشة #الجزيرة_مباشر من القاهرة والذي قال: إنه الباحث الإيطالي جوليو #ريجيني، الذي قُتِل في أوائل 2016، لم يقتل في عهد #السيسي بل قبل وصوله للحكم.