مناورات مصرية روسية في البحر الأسود.. ما الأهداف غير المعلنة؟

12

طباعة

مشاركة

تطرق موقع ''إنسايد'' أوفر الإيطالي إلى الأهداف المحتملة للمناورات العسكرية البحرية بين روسيا ومصر، والتي تجرى لأول مرة هذا العام في البحر الأسود بمشاركة سفن البلدين.

وانطلقت المناورات المصرية - الروسية المشتركة "جسر الصداقة - 3" بمشاركة وحدات بحرية من القوات البحرية لكلا الجانبين، وتقام خلال الفترة من 17 إلى 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، في نوفوروسيسك وميدان التدريب البحري لأسطول البحر الأسود.

وتعد هذه المناورات الأولى من نوعها بين الدولتين في البحر الأسود، ضمن سلسلة المناورات التي تشارك فيها القوات البحرية لكلا الدولتين منذ انطلاقها عام 2015، حيث شهدت أول نسخة للمناورات دخول الوحدات الروسية البحر الأبيض المتوسط.

المهام والأهداف

وبين 6 و14 يونيو/حزيران 2015، انضمت كل من قاذفة الصواريخ ''موسكفا'' بالإضافة إلى حوامة ''ساموم''، سفينة الإنزال ''اليكسندر شابلين'' وناقلة النفط "إيفان بوبنوف" وأيضا قاطرة بحرية إلى الفرقاطات المصرية ''طابا'' و''دمياط'' وسفينة ''شلاتين'' ووحدتان صغيرتان من الصواريخ السريعة، بينما رافق زوج من طائرات إف-16 المناورات من الجو.

وأجريت خلال تلك المناورات ''مهام حماية الطرق البحرية من مختلف أنواع التهديدات، بالإضافة إلى نشر القوات لتنظيم الاتصالات والتموين في البحر، فضلاً عن البحث عن السفن المشبوهة''. 

ومن أهدافها المعلنة ''تعزيز وتطوير التعاون العسكري بين البحريتين المصرية والروسية لصالح الأمن والاستقرار في البحار، وتبادل الخبرات بين أفراد الأساطيل، وتخطيط وتنسيق الجهود المشتركة من أجل الاستجابة للتحديات الحديثة في مناطق الأزمات البحرية''.

أما في هذا العام (2020)، أورد الموقع الإيطالي أن السفن المصرية التي مرت بمضيق الدردنيل متجهة إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي هي فرقاطة ''الإسكندرية''، المدمرة البحرية ''عزت'' وكورفيت ''الفاتح''.

وجاء الإعلان عن هذه التدريبات على نطاق واسع منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول، بهدف رئيسي يتمثل في ''تطوير تكتيكات مشتركة بين مجموعتين من السفن بدعم من الطيران، لحماية الطرق البحرية من التهديدات المختلفة''. 

وبحسب الخطط، ستنتشر قوات لتنظيم الاتصالات والتموين في البحر، وسيتم العمل على عمليات التفتيش للسفن المشبوهة، على غرار ما حدث قبل خمس سنوات.

ومن المنتظر أيضا أن تطلق الوحدات البحرية صواريخ ونيران مدفعية، في إطار الإجراءات الدفاعية لطرق الاتصالات البحرية. 

وتابع الموقع الإيطالي أن الغرض من المناورات البحرية هو ''تعزيز وتطوير التعاون العسكري بين القوات البحرية المصرية والروسية فيما يتعلق بسلامة البحار وكذلك تبادل الخبرات بين أفراد الأسطولين''.

طبيعة العلاقات

وبيّن  أن مناورات ''جسر الصداقة 2020 '، تؤكد علاقات موسكو الجيدة  بالقاهرة في المجال العسكري، خاصة وأن مصر أحد زبائن روسيا فيما يتعلق بالتسلح، فضلاً عن كونها زبونا للغرب وعلى وجه الخصوص للولايات المتحدة.  

ويُذكر في هذا الصدد، أن البلدين أبرما صفقة بقيمة 2 مليار دولار أميركي لشراء 24 طائرة سوخوي سو- 35 روسية الصنع.

وتعود روسيا لتشكيل علاقات وثيقة مع مصر نظرا لوقوفهما على نفس الجبهة بشأن الملف الليبي، حيث يدعم نظام عبدالفتاح السيسي طبرق تمامًا مثل الكرملين الذي يطمح إلى إنشاء قاعدة ثانية في البحر الأبيض المتوسط ​​في ليبيا. 

لذلك فإن دعوة الأسطول المصري لدخول المياه الإقليمية الروسية تعتبر تحذيرا لتركيا أكثر من كونه خطوة للحد من النفوذ الأميركي على القاهرة، وفق الموقع الإيطالي.

وفي هذا السياق، أوضح الموقع أن الولايات المتحدة ترتبط، في هذه اللحظة التاريخية بالذات، ارتباطًا وثيقًا بمصر لا عسكريا فحسب، ولكن أيضًا من الناحية الدبلوماسية، بعد تأكيد وزارة الخارجية علناً وقوفها إلى الجانب المصري في الجدل القائم حول سد النهضة الإثيوبي بهدف الحد من النشاط وإلحاق الضرر بالشركات الصينية التي تقوم ببنائه وتمويله.

ولذلك، يعتبر "انسايد أوفر" أن تركيا هي المتلقي الحقيقي للرسالة التي يبعثها وجود السفن المصرية في البحر الأسود، لاسيما وأن أنقرة تتواجد على الجبهة المقابلة في ليبيا بدعمها الواضح لحكومة طرابلس.

 وهي أيضًا على الجبهة المقابلة (على الرغم من أن الخط الفاصل في هذه الحالة أكثر ضبابية) في مسألة إقليم قره باغ القوقازي، الذي شهد مؤخرًا حلاً صادق على هزيمة أرمينيا، والتي كان عليها التنازل عن جزء كبير من الأراضي المتنازع عليها لأذربيجان، وفق الموقع.

تسلل محتمل

وبحسب إنسايد أوفر، يخبر الكرملين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن سياسته المتمثلة في زيادة نطاق النفوذ في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط يجب أن تقرأ حسابا لموسكو لأسباب متنوعة.

من هذه الأسباب ما أسماه الموقع "التسلل المحتمل للإسلام الراديكالي" إلى مناطق جديدة مثل القوقاز وآسيا الوسطى التي هي جزء من "الفناء الخلفي" لموسكو، وفق قوله.

كما تخشى روسيا من ''تأثير الدومينو'' الذي يمكن أن يؤدي إلى سيناريوهات جديدة من عدم الاستقرار التي يمكن أن تتحول إلى شيشان جديدة من شأنها أن تزيد من إضعاف الوضع الداخلي غير المستقر نتيجة انخفاض قيمة الروبل، والتأرجح في أسعار النفط والغاز، بالإضافة إلى حالة الطوارئ الناجمة عن تفشي الوباء والعقوبات الدولية.

وفي نفس الإطار، يرى الموقع أن الأزمة بين أنقرة وأثينا لا تعتبر ثانوية. فعلى الرغم من أن اليونان دولة غربية وعضو في حلف شمال الأطلسي، إلا أنها كانت دائمًا على علاقة خاصة بروسيا.

ويتضح ذلك من كلمات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المؤيدة لأثينا بتأكيده "أن لكل دولة الحق في توسيع مياهها الإقليمية لمسافة لا تتجاوز 12 ميلا بحريا من الساحل"، مشيرا إلى ضرورة احترام أنقرة لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1982 بشأن قانون البحار.

لذلك تريد موسكو أن تُظهر أنه لا يزال لديها الكثير لتقوله في البحر بشأن مسألة السيادة والحق في حرية الملاحة.