صحيفة عبرية تقترح خطة لإنهاء التصعيد الإسرائيلي مع غزة.. ما تفاصيلها؟

منذ ٩ أيام

12

طباعة

مشاركة

في إطار المقترحات الإسرائيلية الداخلية للاستثمار الأمثل للأحداث الحالية، وتجنبا لمزيد من العزلة الدولية، تقترح صحيفة عبرية أن تشرع إسرائيل في مواجهة الأمر الواقع وتبدأ في التعامل بشكل فعلي فيما يتعلق بحل الدولتين لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

كما تقترح صحيفة "زمان إسرائيل" طرح خطة عملية على المجتمع الدولي، لإظهار أن تل أبيب بدأت فعليا في المضي قدما في هذا المسار.

التوتر والتطبيع

وبينت أن مستوى التوتر بين إسرائيل وإيران وصل إلى مستوى تاريخي بعد الهجوم المباشر غير المسبوق الذي شنته الجمهورية الإسلامية في 13 أبريل/ نيسان 2024. 

وشنت طهران هذا الهجوم بعد قصف تل أبيب مبنى قنصليتها في دمشق مما أدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين.

وجاء هذا التصعيد في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعدما شنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عملية طوفان الأقصى في عمق المستوطنات الحدودية القريبة.

وفي رأي الصحيفة، "أثبت الهجوم بما لا يدع مجالا للشك أن التهديد الإيراني لإسرائيل وصديقاتها في المنطقة حقيقي وملموس". 

وفي المقابل، أظهر رد الفعل الإسرائيلي القوة المحتملة للتحالف الإقليمي والدولي ضد ما أسمته الصحيفة بـ "محور الشر"، إيران وحزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي والحوثيين في اليمن.

وتوضيحا لهذه النقطة أكثر، تقول الصحيفة إن "إسرائيل، من ناحية، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك قدراتها الدفاعية الجوية، نتيجة لاستثمارها طويل الأمد". 

وتابعت: "من ناحية أخرى، أثبت النجاح غير المسبوق في اعتراض القدرات الإيرانية أن إسرائيل بحاجة إلى الصداقة، على الساحة الدولية وفي الشرق الأوسط".

وذلك "من أجل تحييد تهديدات من هذا النوع على المستوى العملي -أي القدرة على إحباط مثل هذا هجوم- وعلى المستوى الاقتصادي، حيث تتراوح التكلفة التقديرية لهذه الليلة لإسرائيل من 2.1 إلى 4 مليارات شيكل إسرائيلي" (1 دولار = 3,78 شيكلا).

ومن أجل خلق مظلة إقليمية وعالمية ضد "محور الشر"، تتوقع "زمان إسرائيل" أن "تستمر الرحلة نحو التطبيع الإقليمي، وربما بقوة أكبر". 

ولكي يتحقق ذلك، توضح أن "الحد الأقصى الذي ترغب إسرائيل في تقديمه يجب أن يلبي الحد الأدنى الذي تطلبه السعودية للتطبيع". 

مصالح مشتركة

وبالحديث عن الإقليم، زعمت الصحيفة أن "بيان الرياض بعد الهجوم الإيراني يوضح أنه على الرغم من الاتفاق على تجديد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران عام 2023، فليس هناك حب أو مودة بين البلدين، حتى أن التهديد من وجهة نظر المملكة لم يتغير بشكل جذري".

واكتفت وزارة الخارجية السعودية في 14 أبريل، بالتحذير من "تطورات التصعيد العسكري وخطورة انعكاساته"، ودعت "الأطراف كافة للتحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب".

وعلى جانب آخر، في إشارة منها إلى دور الأردن في هذا الهجوم، تقول الصحيفة إن "وقوفها إلى جانب إسرائيل في صد قصف الطائرات بدون طيار من الشرق يثبت أنه عندما تُختبر المصالح المشتركة فإنها هي التي تحسم المعادلة".

جدير بالذكر أن "هذا الموقف الأردني حدث على الرغم من التصريحات الأردنية شديدة القسوة ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023". 

وتابعت الصحيفة العبرية: "كما يجب أن يُؤخذ التخريب الإيراني بالأردن في الحسبان، حيث يهدف لتقويض حكم الملك عبد الله الثاني"، وفق تعبيرها.

وفي هذا السياق، تعود الصحيفة العبرية مرة أخرى للحديث عن مسألة التطبيع مع السعودية بعد عملية 7 أكتوبر.

وتوضح أنه "في الأشهر التي سبقت الهجوم، كانت المطالب السعودية من إسرائيل والولايات المتحدة كشرط للتطبيع تتلخص في اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة ضد التهديد الإيراني، ودعم البرنامج النووي المدني السعودي، وتعزيز المسار نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة".

ومن وجهة نظر الصحيفة، "في الوقت الحالي، من الممكن أن تُعدل المطالب السعودية في هذا الشأن أو تتغير". وتابعت: "أصبح التهديد الإيراني ملموسا أكثر فأكثر، بالإضافة إلى أن هجوم حماس أدى إلى تغيير كبير في مواقف الجمهور الإسرائيلي فيما يتعلق بدعم إقامة دولة فلسطينية".

وبافتراض أن موقف غالبية الجمهور الإسرائيلي تجاه دولة فلسطينية لن يتغير في المستقبل المنظور، ونظرا لأن تل أبيب ستضطر إلى مواجهة مسألة "اليوم التالي" (للحرب على غزة) عاجلا أم آجلا، تعتقد الصحيفة أنه "من المفيد لإسرائيل أن تفكر في إعادة طرح حل قد اتفق عليه بالفعل في الماضي مع دولة عربية محورية؛ مصر".

فقد اتفق الطرفان، كجزء من اتفاقيات كامب ديفيد في سبتمبر/ أيلول 1978، والتي أدت إلى اتفاقية السلام مع مصر عام 1979، على "تعزيز الحكم الذاتي الفلسطيني". 

"ولكن انهيار عملية السلام مع الفلسطينيين منذ اتفاقيات أوسلو للسلام 1993 يتطلب تفكيرا وحلا جديدا"، كما ترى الصحيفة.

مواجهة الواقع

وبالنظر إلى المشهد من زاوية أخرى، تلفت إلى أن "عدم وجود شريك حقيقي على الجانب الآخر يثير أسئلة صعبة من وجهة النظر الإسرائيلية".

وأردفت: "لم تُسمع إدانة كبيرة من مسؤولي السلطة الفلسطينية أو فتح أو منظمة التحرير الفلسطينية للهجوم في 7 أكتوبر 2023".

وأخيرا، تحدث عضو المجلس الوطني الفلسطيني أسامة العلي، علانية لصالح الهجمات على إسرائيل وإدانة عملية طوفان الأقصى. 

وهنا، تتساءل الصحيفة: “هل من الممكن صنع السلام على أساس حل الدولتين ضد مثل هذا اللاعب الذي لا يعترف عمليا بحق إسرائيل في الوجود؟”

وبناء على ذلك، تذهب إلى أن "الحل الوحيد المتبقي هو مواجهة الواقع، خاصة وسط ساحة دولية تتوقع من إسرائيل أن تسلك هذا المسار فورا، وكأن شيئا لم يتغير بعد السابع من أكتوبر 2023". 

وفي رأي الصحيفة، فإن "الدولة الفلسطينية التي ستديرها جهات معادية تعني دولة معادية أخرى لإسرائيل في المنطقة".

"وطالما لم تنشأ قيادة فلسطينية مختلفة؛ لا تحرض على العنف ضد إسرائيل ولا تدفع رواتب لعائلات الفلسطينيين" (من الشهداء والأسرى)، تتساءل الصحيفة متعجبة: “هل هناك ما يمكن الحديث عنه؟”

وبالعودة مرة أخرى للحديث عن الهجوم الإيراني، تبرز أنه أتاح "فرصة إستراتيجية" أمام إسرائيل. 

تتمثل هذه الفرصة في تعزيز اتفاقيات التطبيع مع بذل جهد لإقناع اللاعبين المعنيين بأن حلا مثل الحكم الذاتي الفلسطيني هو الحد الأقصى الذي يمكن أن توافق عليه إسرائيل، حسب الصحيفة. 

وبافتراض أن تل أبيب لا تملك مصلحة في حكم ملايين الفلسطينيين، تعتقد الصحيفة أن "الحكم الذاتي يمكن أن يمنحهم القدرة على التحكم في أنفسهم على المستوى المدني في إطار ترتيبات أمنية وتعاون اقتصادي مع جهات أخرى؛ مثل إسرائيل والدول العربية والولايات المتحدة".

ولتحقيق ذلك، توضح الصحيفة أنه "من المطلوب إعادة بناء السلطة الفلسطينية على أرض الواقع وليس "على الورق"، أو إنشاء آلية إدارية مدنية بديلة تتوافق مع وجود إسرائيل".

وفي هذا الصدد، تسلط الضوء على أن "اقتراح مخطط كهذا من شأنه أن يسمح لإسرائيل بأن تثبت للمجتمع الدولي أنها تفكر في (اليوم التالي)، الأمر الذي قد يؤدي إلى ضغوط دولية أكثر اعتدالا وتعزيز شرعية" تل أبيب، وفق تقديرها.

علاوة على ذلك، ترى أن "إسرائيل تمتلك حاليا فرصة إستراتيجية للتعامل مع تهديد البرنامج النووي الإيراني، فضلا عن كشف نظام آية الله عن وجهه علنا بعد عقود من النضال الخفي عبر وكلائها".

وفي النهاية، تخلص إلى أنه من الضروري أن تبذل تل أبيب كل جهد ممكن لتشكيل تحالف عسكري ودبلوماسي واقتصادي ضد إيران، "التي تختبئ وراء التهديدات المباشرة وغير المباشرة لإسرائيل والعالم الحر".