"ابتلعها ثقب أسود".. لغز اختفاء صحفية مصرية تحقق في قصة عويس الراوي

12

طباعة

مشاركة

ندد رواد موقع "تويتر"، باختفاء الصحفية المصرية بسمة مصطفى، أثناء ذهابها إلى مدينة العوامية بمحافظة الأقصر، لتغطية الأحداث التي وقعت على خلفية قتل ضابط شرطة للمواطن عويس الراوي، بعد دفاعه عن والده الذي تعرض للإساءة من قوات الأمن.

واستنكر الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #بسمة_مصطفى_فين، #الصحافة_مش_جريمة، إصرار النظام المصري على اتباع سياسة الإخفاء القسري، متهمين داخلية رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، باختطافها، وحملوها مسؤولية سلامة بسمة، التي تعمل لصالح موقع "المنصة".

ورأوا أن ما تفعله قوات الأمن يأتي في سياق سلسلة الانتقامات التي ينفذها السيسي ونظامه بعد الانتفاضة التي انطلقت في 20 سبتمبر/أيلول 2020، وهتفت ضده وطالبته بالرحيل، محذرين من أن يطال انتقام النظام جميع فئات الشعب إذا لم تستمر الثورة وتتمكن من إسقاطه.

وشهدت مدينة العوامية على خلفية مقتل الراوي، في 30 سبتمبر / أيلول 2020، احتجاجات ومصادمات بين الأهالي وقوات الأمن التي استخدمت الخرطوش وقنابل الغاز لتفريق المشيعين، واستمرت المناوشات ليومين، وخضعت المنطقة لحصار أمني مُشدد لمنع الاحتجاج على واقعة القتل.

وبحسب أحدث تصنيف لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، بشأن حرية الصحافة في 2020، الصادر في 21 إبريل/نيسان الماضي، فإن مصر تراجعت إلى المرتبة 166 ضمن 180 بلدا في "مؤشر حرية الصحافة"، بتراجعها ثلاثة مراكز عن ترتيبها في عام 2019، ووصفت المنظمة مصر بأحد أكبر سجون الصحفيين في المنطقة.

دوافع النظام

وتحدث ناشطون عن الأسباب التي دفعت النظام المصري لإخفائها، إذ قال الصحفي والمحلل السياسي عمرو خليفة: إن اختفاء الصحفية بسبب تغطيتها الممتازة لضحايا عدوان الداخلية على الشعب فى "جمعة الغضب" 25 سبتمبر/ أيلول 2020، مضيفا: "كلاب متوحشة من أصغرهم لأكبرهم".

وعقّب الناشط السعودي أستاذ العلوم السياسية، أحمد بن راشد بن سعيد، على اختفائها، قائلا: "ابتلعها الثقب الأسود الذي يستنزف مصر منذ انقلاب 2013".

وأشار عبد الرحمن فارس إلى أن "الصديقة والزميلة العزيزة بسمة مصطفى تعرضت للإخفاء القسري منذ صباح أمس، بعد وصولها إلى الأقصر لعمل موضوع صحفي حول العوامية وما يحدث فيها بعد مقتل عويس الراوي على يد الشرطة".

مهنية بسمة

وتحدث ناشطون عن إمكانيات بسمة مصطفى ومهنيتها، وقدراتها الصحفية وموضوعيتها وإصرارها على نقل الحقيقة ووجودها في أماكن الحدث، إذ أشار الإعلامي حسام يحيى إلى أن "الزميلة بسمة صحفية نشيطة متميزة، أم لطلفتين، وعضو في نقابة الصحفيين".

وأوضحت سلمى الدالي أن "بسمة مصطفى صحفية مهنية، وأم البنات، كانت رايحة تعمل شغلها وتغطي أحداث الأقصر، والأمن أوقفها في محطة القطار ومن لحظتها اختفت ومحدش عارف هي فين".

وأشار الصحفي أحمد رجب إلى أن "كل صحفي بيحاول يمارس شغله بمهنية في مصر في اللحظة دي شجاع، وبسمة مش بس بتحاول تكتب قصص مهنية، لكنها تختار دايما تكون في الأماكن اللي معظم الصحفيين يخافوا يكتبوا عنها، من أول قصة جوليو ريجيني للفيرمونت للأقصر".

ولفتت زينا رحيم إلى أن "بسمة مصطفى كانت المصدر الأساسي لأخبار الفيرمونت، ومقتل إسلام الأسترالي، وضلت تحاول تشتغل صحافة مهنية وإنسانية متحيزة للضحايا وهي متوقعة هالمصير وخائفة منه".

مسؤولية النظام

وحمل ناشطون النظام المصري مسؤولية سلامة بسمة، وطالبوهم بالكشف عن مكانها، فقد اتهمت الصحفية، رشا عزب، الدولة المصرية باستمرارها في ممارسة إجرامها في مطاردة وإخفاء الصحفيين المقررين ألا يكونوا مجرد أبواق للنظام، لافتة إلى أن الصحفيين يختفون من مناطق عملهم في الشارع حتى يظل صوتا واحدا مسيطرا.

ولفت وائل تاويك إلى اختفاء الصحفية بسمة مصطفي منذ، صباح أمس السبت، فور وصولها لمحطة قطار الأقصر أثناء توجهها للقيام بعمل صحفي بعد دقائق من استيقافها من قبل شرطي"، محملا السلطات مسؤولية سلامتها ومسؤولية الكشف عن مصيرها فورا وإطلاق سراحها.

وأكدت الناشطة منى سيف في تغريدة على "تويتر" أن "بسمة صحفية شاطرة جدا، وفي مصر هذه جريمة تستوجب خطفها وترهيبها!!".

وانتقد المحامي والبرلمني المصري السابق نزار محمود غراب، مساندة المجتمع الدولي المغلف بمواثيق براقة لحقوق الإنسان للسيسي ونظامه سياسيا وعسكريا واقتصاديا رغم حالات الاختفاء في مصر لسياسيين أو صحفيين ثم الظهور أو اللا ظهور.

ورأت  الناشطة مديحة الملواني، أن "من الأكرم أن تعلن السلطات المصرية إلغاء مهنة الصحافة من أساسة"، مؤكدة أن "خطف الصحفيين أثناء تأدية عملهم جريمة".

وحذرت سالي يسري من أن "كل مرة يُقبض فيها على صحفي هو تهديد لكل صحفي في البلد دي وللي باقي من صحافة أصلا، وبالطبع تهديد للمواطن العادي اللي في الغالب هتحصله أي حادثة بشعة ومش هيلاقي صحافة محترمة تنشر قصته بكل حيادية ومن غير تعريص ولا خوف!".