الجواهري.. شاعر استقال من البلاط الملكي ليتمرد على جميع حكام العراق

يوسف العلي | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

"خلقت للشعر"، هذه العبارة طالما رددها الشاعر محمد مهدي الجواهري، حينما يُسأل عن طفولته وبداياته الشعرية في مدينة النجف العراقية، والأسباب التي ساهمت بتكوين صيرورته الشعرية، حتى أصبح أحد رموز الشعر بالعصر الحديث، بل لقّب بشاعر العرب الأكبر.

عاش متمردا على جميع حكام العراق منذ العهد الملكي وبعدها الجمهوري، مدحهم ثم هجاهم في شعره، الأمر الذي كان سببا في سحب جنسيته العراقية لأكثر من مرة، وانتهى به المطاف للاستقرار في العاصمة السورية دمشق حتى وفاته في 27 يوليو/ تموز 1997.

طفولة مختلفة

ولد محمد بن عبد الحسين مهدي الجواهري في 26 يوليو/ تموز 1899، من أسرة معروفة بين الأوساط النجفية الدينية والأدبية تعرف بآل الجواهر، وكان لهذه الأسرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية.

كان أبوه عبد الحسين عالما دينيا من علماء الشيعة في النجف، وقد تنبأ لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالما، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. أرسله والده إلى مدرسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه.

يعود لقب الجواهري، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة، والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، والذي ألف كتابا في الفقه اسمه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام". ومن هنا لقب بالجواهري.

ويقول الجواهري عن نفسه: "كنت وأنا في العاشرة من عمري لا أخرج للعب مع الصبيان في النجف إلا بعدما أؤدي ما يجب أن أؤديه، من حفظ قطعة من شعر المتنبي، وقطعة من كتاب (الأمالي) لأبي علي القالي، وقطعة لا بد منها من نهج البلاغة".

تزوج الجواهري مرتين، الأولى، ابنة عمه مناهل، وأنجبت له أميرة، وفرات وفلاح، وكانت العلاقة بينهما أسمى حتى من الحب المعروف، ولعل قصيدته في رثائها عام 1939 حين توفيت إثر مرض طارئ.

وبعد وفاة مناهل، تزوج الجواهري من أختها، أمونة، وأنجبت له: نجاح وكفاح وخيال وظلال.

"موظف البلاط"

عمل الجواهري لفترة قصيرة في البلاط (الديوان) الملكي بعد تتويج الملك فيصل الأول ملكا على العراق، وقدم استقالته منها، ويعلل ذلك بسبب قصيدته "جربيني" لما فيها من تحد للمجتمع والعادات آنذاك.

وفي مقابلة مع قناة "إم بي سي" عام 1994، قال الجواهري: إن "واحدة من إساءات تصرفي في الحياة وكبريات غلطاتي وهفواتي، هو إصراري أن أكون صحفيا، وأن أخرج من هذا العالم المتفتح أمامي"، في إشارة إلى تركه للعمل في البلاط الملكي.

وأضاف: "عندما عينت عند الملك فيصل الأول، قال لي بالحرف: يا ابني محمد هذا جسر لتعبر عليه". وتابع: "تطور السنين والأيام وتقلبات الحياة والتجارب العديدة التي مرت في حياتي، كلها جعلتني أكثر فهما ووعيا وإدراكا بمعنى الموقف وما مدى صحته ومشروعيته".

شكلت بداية دخوله إلى البلاط الملكي، أولى محطاته الوظيفية والسياسية، إذ كان الملك فيصل الأول يعاني الكثير من المشاكل بسبب ما يكتبه الجواهري من القصائد، حيث ضرب الآخر مقاييس عمله بمركز حساس عرض الحائط، وكتب قصيدة انتقد فيها علماء الدين، حسبما ذكر الجواهري بمذكراته.

وخلال المذكرات التي نشرت جزاء منها صحيفة "المدى" العراقية في مارس/ آذار 2020 قال الجواهري: بدأت الاحتجاجات تصل إلى الملك فيصل الأول: "هذا الذي ينتقد العلماء، يعمل في حماك".

وتابع: وفي يوم طلبني الملك قائلا: "ما هذه القصيدة التي نشرتها قبل أيام؟ هل فكرت بإحراجي قبل نشرها؟". فأجبته: العفو سيدي.. لا بد أنني أحرجتك. قال: "أتعلم أن مئات البرقيات والرسائل وصلتني احتجاجا عليك؟".

ولم يتوقف الجواهري عن كتابة القصائد، إلا أنه كان يكتب الشعر في الغزل، الأمر الذي تسبب بحرج كبير للملك، وبعدها غادر البلاط الملكي عام 1930، ليصدر جريدته (الفرات) ثم ألغت الحكومة امتيازها وحاول أن يعيد إصدارها لكن بدون جدوى.

بقي بدون عمل إلى أن عين معلما أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية، ثم نقل إلى ديوان الوزارة رئيسا لديوان التحرير، ومن ثم نقل إلى ثانوية البصرة، لينقل بعدها لإحدى مدارس الحلة.

متنبي العصر

كتب الشعر في سن مبكرة‏ وأظهر ميلا منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر،‏ وكانت مجموعته الشعرية الأولى قد أعدت منذ عام (1924) لتُنشر تحت عنوان "خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح".

وعن طريقة كتابته للشعر، يقول الجواهري: "لا أقدر أن أقول أكملت قصيدتي، ولا أقدر أن أقيس كلمتها منسجمة مع أخواتها، ولا أقدر أن أقيس الفكرة المطلوب فيها، إلا بأن أتلوها بطريقة تشبه الغناء وأعيد ذلك إلى أن يستقيم البيت الشعري، وذلك مرتبط بطفولتي".

من أجمل القصائد التي قالها الشاعر في الحنين للوطن والاشتياق له نلمس في هذه الأبيات المتلاحمة شوق الجواهري إلى وطنه. إلى دجلته، وإلى ضفافها واصطفاق أمواجها مطلع هذه القصيدة:

حـييتُ سـفحكِ عن بعدٍ فحَييني *** يـا دجلة الـخير، يـا أمَّ البساتين

حـييتُ سـفحَك ظـمآناً ألوذ به *** لـوذ الـحمائِم بـين الـماءِ والطين

ومنها أيضا ما وصف بأنه أجل أبيات القصيدة، هو:

إنـي وردتُ عُـيون الـماءِ صـافية *** نَـبعا فـنبعا فـما كـانت لتَرْويني

وأنـت يـا قاربا تَـلوي الرياحُ بهِ *** لـيَّ الـنسائِم أطـراف الأفـانينِ

وعن وصفه بـ"شاعر العرب الأكبر"، يقول الشاعر العراقي فالح الحجية الكيلاني: إنه "لقب استحقه بجدارة تامة في وقت مبكر في حياته الشعرية، وارتضاه له العرب أينما كان وأينما كان شعره، رغم أن الساحة العربية كانت مليئة بالشعراء الكبار في عصره".

وفي كتابه "الموجز في الشعر العربي" يقول الشاعر الكيلاني: إن "الجواهري لهو متنبي العصر الحديث لتشابه أسلوبه بأسلوبه وقوة قصيده ومتانة شعره، وقيل لم يأت بعد المتنبي شاعر كالجواهري، لهذا طبع شعر الجواهري في ذهن الناشئة من كل جيل مفاهيم وقيما شعرية إنسانية لا تزول".

وبخصوص استخدامه الكثير لكلمة الدم، قال الجواهري في مقابلة "إم بي سي" عام 1994: "أنا لا أحب الدم، لكن بدأ يتكرر عندي كثيرا ربما بالفعل يكون لمقتل أخي جعفر سبب في ذلك، فعندما تنظر إلى قصائد قبل وبعد المقتل تجد الفرق، دم الشهيد ليس بالشيء الهين".

وأوضح: "في الحقيقة هناك دم رخيص للأسف، وفي العراق جرى الكثير من هذا الدم، فهذا الدم سال دون استهداف بشكل صواب، أما الدم الغالي فهو شيء آخر، فهو دم المصمم الثائر المثمر أيضا. الدم عظة ودرس لكنه لم يثمر كثيرا في العراق".

أنضج الثورة

عاد الجواهري إلى عالم الصحافة وأصدر صحيفة "الانقلاب" عام 1936 إثر انقلاب عسكري نفذه معاون رئيس أركان الجيش آنذاك بكر صدقي. وعندما شعر الجواهري بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم في منشوراته بهذه الجريدة، فحكم عليه بالسجن 3 أشهر وإيقاف الجريدة عن الصدور شهرا.

بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام)، ولم يتح لها مواصلة الصدور، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة خلال العهد الملكي.

عندما قامت حركة (ثورة) 1941 التي قادها رشيد عالي الكيلاني ضد الوصي على العرش عبد الإله (بدأت في شباط/فبراير واستمرت حتى 2 مايو/ أيار 1941)، أيّدها الجواهري وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران، ثم عاد إلى العراق في العام ذاته ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام).

وفي عام 1947 انتخب عضوا في مجلس النواب (البرلمان)، لكنه استقال منه نهاية يناير/ كانون الثاني 1948 احتجاجا على معاهدة "بورتسموث" مع بريطانيا، واستنكارا للقمع الدموي للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضد المعاهدة واستطاعت إسقاطها.

بعد تقديم استقالته علم بإصابة أخيه الأصغر بطلق ناري في مظاهرة الجسر الشهيرة، وتوفي بعدها بعدة أيام متأثرا بجراحه.

في 1958 أعلن تأييده لانقلاب عبد الكريم قاسم على النظام الملكي، ليصبح بعدها الرجل المقرب من "الزعيم"، ويعلل الجواهري ذلك بالقول خلال مقابلته مع "إم بي سي": تأييدي لثورة عبد الكريم قاسم هو بحكم دمي ومزاجي، فأنا شبه ثائر، كنت أرحب حتى بالانقلاب العسكري المؤقت الذي لا يجب أن يرحب به.

وذكر الجواهري في مذكراته: وجدت في وزارة الدفاع عبد الكريم قاسم يتوسط مجموعة عرفت فيما بعد أن أفرادها يؤلفون مجلس الوزراء، وأفسح لي المجال لأجلس قربه، ثم دخل رجل يرتدي الشورت، وحياني قائلا: "أهلا أبو فرات.. أثناء المسيرة كنا ننشد قصيدتك (تحية الشهيد)". وطبعا عرفت أنه عبد السلام عارف، وهو الذي ألقى البيان الأول للانقلاب.

ويقول الجواهري في مقابلة "لقاء الأسبوع" مع تلفزيون الشارقة عام 1992: "علاقتي بعبد الكريم قاسم كانت قوية إلى درجة أني خلصت أحدهم من الإعدام، لكن المفارقة أن الخلاف بيننا يصل إلى درجة، يضع فيه الأخير بيتي في المزاد".

وأضاف: أن صحيفة "الموند" الفرنسية تقول ليس هناك كلمة بالعراق عند عبد الكريم قاسم إلا عند الجواهري. وينقل عن قاسم قوله: "لا أرد للجواهري طلبا ولا أسمي أستاذا إلا الجواهري. ولم يزر بيتا إلا بيتي مرتين في بغداد، وقد صدر بيان رسمي إثر زيارته منزلي قال فيه: "أزور بيت الذي أنضج الثورة". لكن بعدها صنع معي ما لا يصدق من المهانة والرذالة.

وأرجع الجواهري خلافه مع عبد الكريم قاسم إلى: "الانحرافات ابتدأت تظهر والصراع بين عبد الكريم وعبد السلام عارف بلغ أوجه. وقامت مذابح أهلية، وعبد الكريم قاسم يتفرج. وطبعا لم أستطع السكوت، فكنت أنتقد ذلك في جريدتي (الرأي العام)".

وأردف: "يومها كنت نقيب الصحفيين وكذلك نقيب الأدباء، وكانت النقابة تشكل لأول مرة في تاريخ العراق. باختصار كنت أجمع المصيبتين: الصحافة والأدب. وكانت الحزازات تتفاعل والصراع بدأ يطفو على السطح، وصرت أنا في فم المدفع بين نارين: الصحفيين والأدباء ومشكلاتهم من جهة، والزعيم الأوحد (عبد الكريم قاسم) من جهة أخرى".

خرجت من العراق متجها صوب لبنان بحجة مشاركتي في تكريم الشاعر بشارة الخوري - الأخطل الصغير - وتمت عملية الخروج بأعجوبة، لأن عبدالكريم قاسم لم يكن يرضى على نفسه أن يقال إن "الذي أنضج الثورة قد غادر البلاد ناقما غاضبا". وكذلك لا يريدني أن أبقى، فأضايقه، لذلك فإن مغادرتي العراق كانت عملية شاقة، بحسب الجواهري.

سر الطاقية

وفي مقابلة "لقاء الأسبوع" على تلفزيون الشارقة عام 1992، سأله المقدم عن سر استمرار ارتدائه للطاقية، أجاب الجواهري: "الأطباء في موسكو بعد فحصي ولم يجدوا أي شيء أعاني منه سوى حساسية في رأسي شتاء وصيفا ونصحوني أن أضع شيئا على رأسي، وعند باب المستشفى في محل صغير اشتريت منه غطاء الرأس صنع من أوزبكستان، نسيج يد جميل مثل المخمل بتوصية منهم ووضعته على رأسي منذ ذلك الحين، وإذا وقع من رأسي وأنا نائم "أفز" (أصحو) ولا أستطيع النوم".

وتابع الجواهري قائلا: "هذا الواقع جنى علي، فهو ضريبة الشهرة جنى علي لأنه يمكن لو أنا لا ألبس الطاقية كثير من الناس لا يعرفوني، فهذه أصبحت علامة لا بد منها".

وهذه الطاقية منسوجة بطريقة فنية، ولا تصنع إلا في كردستان، فجلال الطالباني، الزعيم الكردي ورئيس العراق الأسبق، يرسل إلي كل سنة واحدة، وهذه القلنسوة، رغم بساطتها، تتطلب نحو شهرين لأجل حياكتها. كنت كلما دخلت مقهى أو ملهى في براغ، يلتفت الكل نحو طاقيتي، وأحيانا أسمع بعض العبارات ومنها "هسكا.. كراسنا" وتعني "جميلة.. بديعة".

وفي إحدى المرات، يقول الجواهري في مذكراته، اقتربت إحدى الصبايا مني وطلبت أن أسمح لها بطاقيتي لتضعها، ولو للحظات، على رأسها، وخجلا سمحت لها بذلك. ومرة أخرى كنت أجلس في إحدى الحدائق العامة وإذ بصبية جميلة تتمشى ذهابا وإيابا أمامي، وعيناها لا تفارقان طاقيتي، وفجأة اقتربت مني، وبلا استئذان خطفت الطاقية من رأسي، ومعلوم أن هذه القلنسوة تساوي عندي أكثر من مال الدنيا.

وأردف: التفت صوبها أريد استرجاعها فهربت، ركضت وراءها، فقطعت الشارع ولحقتها، أخيرا استطعت الوصول إليها، وحاولت أخذ الطاقية، فلم أستطع، ودارت بيني وبينها معركة استعملت فيها الأيدي والأرجل حتى استطعت تخليص طاقيتي من بين يديها.

مقبرة الغرباء

وفي انقلاب عبد السلام عارف على عبد الكريم قاسم في 8 مارس/ آذار 1963، كان للجواهري موقف معارض، ما أدى إلى سحب الجنسية العراقية منه ومصادرة أمواله وممتلكاته وممتلكات أولاده بالكامل، مما اضطره إلى مغادرة البلاد.

أصدرت العراق في عهد حزب البعث العربي بقيادة أحمد حسن البكر، عفوا عن الجواهري في عام 1968، فعاد إلى العراق حيث أعيدت له الجنسية وتم تخصيص راتب شهري تقاعدي له بلغ 150 دينارا.

امتدح الجواهري بقصائده الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، والملوك والزعماء ومن بينهم ملك الأردن الحسين بن طلال، وعاهل المغرب الملك الحسن الثاني، والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي ربطته به وبأسرته صداقة كبيرة امتدت إلى أن يمدح الجواهري نجله باسل الأسد في القصيدة التي غنتها بصوتها فيما بعد ميادة الحناوي (باسل الخيل والفرسان).

لكن الجواهري ظل عنيدا في عدم مدح صدام حسين برغم كل الإغراءات التي لوح بتقديمها له، واللقاء الوحيد الذي جمعهما كان عام 1972، لكن الجواهري قرر مغادرة العراق عام 1979، إلا أن هذا الخروج الأخير كلفه مدح 3 زعماء عرب دفعة واحدة هم الملك حسين، والملك الحسن، والرئيس السوري حافظ الأسد.

عاش الشاعر العراقي في أكثر من بلد عربي كالمغرب والأردن ومصر، لكنه استقر في العاصمة السورية دمشق حيث وافته المنية في 27 يوليو/ تموز عام 1997 عن عمر ناهز الـ100 عام، ودفن في مقبرة الغرباء بمنطقة السيدة زينب، في ضواحي دمشق.

ترك الشاعر الجواهري مكتبة كبيرة من الدواوين الشعرية والمؤلفات الأدبية، أبرزها: "حلبة الأدب، جناية الروس والإنجليز في إيران (ترجمة عن الفارسية) بين العاطفة والشعور، ديوان الجواهري، ديوان الجواهري مجلدان، بريد الغربة، الجواهري في العيون من أشعاره، بريد العودة، أيها الأرق، خلجات، ذكرياتي 3 أجزاء، الجمهرة مختارات من الشعر العربي".