"صناعة الأكاذيب".. كيف فضحت إسبانيا تحامل قناة سعودية على تركيا؟

الرياض - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

روَّجت قناة العربية السعودية، خبرا مفاده بأن "تركيا استولت على شحنة معدات طبية قادمة من الصين ومتوجهة إلى إسبانيا"، وتناقلته على مدار الـ48 ساعة الماضية قنوات إماراتية وسعودية ومصرية، وتداولته حسابات في "تويتر" محسوبة على أنظمة تلك البلدان.

وخلافا لذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية ماريا غونثاليث لايا، أمس الجمعة، تكذيبها للخبر، وقالت: إن الشحنة كانت عبارة عن أجهزة تنفس اشترتها إدارتان ذاتية الحكم في إسبانيا من شركة تركية، وستصل إلى بلادها بفضل تضامن تركيا، معربة عن شكرها لأنقرة ووصفتها بـ"الحليفة والصديقة".

ما دفع رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى إطلاق هاشتاج #العربية لتداول تصريحات الوزيرة الإسبانية وتغريداتها التي شكرت فيها تركيا، عبر حساباتهم الشخصية، معربين عن استيائهم من "أكاذيب" القناة السعودية واعتمادها نهج التضليل الإعلامي للهجوم على تركيا هي وتابعوها من باقي الدول المعروفين بدول "محور الشر".

فضيحة إعلامية

وانتقد ناشطون نقل باقي القنوات المحسوبة على الأنظمة المناهضة لتركيا لأكاذيب العربية، واصفين ما يحدث في الإعلام بأنه "فضيحة"، إذ سخر الإعلامي المصري المعارض عبدالله الشريف، قائلا: "إعلامنا الجميل شغال من امبارح على قصة أن تركيا استولت على شحنة مواد طبية جاية من الصين لأسبانيا، تقوم وزيرة خارجية إسبانيا منزلة تغريدة يامؤمن تشكر فيها تركيا على تصديرها أقنعة تنفس لإسبانيا"، مضيفا: "دمتم مفضوحين ومهزأين".

واعتبر الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب تصريح وزيرة الخارجية الإسبانية بمثابة فضيحة لقناة #العربية وأخواتها من "القنوات المتصهينة"، مشيرا إلى أن الوزيرة شكرت تركيا على إرسال معدات طبية إلى إسبانيا، بينما قناة #العربية تزعم أن تركيا استولت على معدات طبية كانت في طريقها إلى إسبانيا.

نهاية الكذب

واحتفى ناشطون بتصريح وزيرة الخارجية الإسبانية الذي جاء سريعا ليكشف الأكاذيب السعودية، إذ نشر القائمون على حساب "نحو الحرية" تغريدة الوزيرة، مؤكدين أنها "نهاية سريعة لأكاذيب قناة #العربية".

وتساءل الناشط الحقوقي المصري المعارض أسامة رشدي في تغريدة على "تويتر" جاء فيها: "هل يستحي إعلام الفبركة والتلفيق والكذب؟".

تضليل متعمّد

وأفاد ناشطون بأن ترويج قناة العربية لتلك الأكاذيب، تضليل متعمد هدفه الإساءة إلى سمعة تركيا وتشويه صورتها، إذ كتب الإعلامي السعودي أحمد بن راشد بن سعيد أن "الخبر الذي نشرته #العربية والذي مؤدّاه أن تركيا استولت على 162 جهاز تنفس متجهة إلى إسبانيا، لم يجده في أي مصدر إخباري محترم أو معروف".

وأشار ابن سعيد في تغريدته على "تويتر" إلى أن "الناتو أشاد، قبل زعم القناة بيومين، بإرسال تركيا طائرة شحن إلى إسبانيا وإيطاليا، ملأى بأجهزة حماية وتعقيم، بما فيها 450 ألف قناع".

ورأى الإعلامي المصري أحمد منصو أن التضليل الإعلامي وصناعة أكذوبة استيلاء تركيا على شحنة معدات طبية متوجهة لإسبانيا يؤكد على مستوى الانحطاط الذي وصل إليه الإعلام السعودي الإماراتي المصري.

ونقلت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه تغريدة الوزيرة الإسبانية، متسائلة: "هل ستنشُر قناة العربية هذا التصريح يا تُرى؟".

مواقف تركيا

وأشاد ناشطون بمواقف تركيا الإنسانية منذ بداية ظهور فيروس كورونا المستجد، إذ لفت الكاتب والمحلل السياسي ياسر سعدالدين، إلى أن تركيا التي أرسلت مساعدات طبية لكل من إيطاليا وإسبانيا.

واعتبر سعدالدين "أكاذيب" الإعلام السعودي بأنه محاولة للهرب من فشلهم بالهجوم على تركيا، مشيرا إلى أنهم يتهربون من "إذلال" ترامب، ومن الفشل في كل الملفات، بالهجوم على تركيا والتي تثبت قيادة وريادة.

وكتب داعي الإسلام الشهال مؤسس التيار السلفي بلبنان، أن "الكاذب ما فضح إلا نفسه"، مضيفا: "كنت قلت في نفسي: لا أظن إلا أن تركيا ستقدم يد الخير والعون لإسبانيا وقد فعلت.. نفعها الله بذلك في دينها ودنياها".

وقال الكاتب العراقي عامر الكبيسي: إن "تركيا بلد يحمل صفة الوفاء، ولن يدخر جهدا في مساعدة إسبانيا على تجاوز الأزمة، وسوف ترسل أجهزة التنفس التركية لإسبانيا بأسرع وقت، ولـ80 دولة في العالم، رغم حاجة تركيا لها كذلك".

وأشار الكبيسي إلى أن "تركيا تسهم في الدعم الطبي واللوجستي للقضاء على كورونا في العالم، 88 دولة طلبت من تركيا المساعدة".