"معاريف": تركيا ونظام الأسد يقتربان من مواجهة عسكرية مباشرة

12

طباعة

مشاركة

سلطت الصحافة العبرية الضوء على المناوشات الدائرة في شمال سوريا بين قوات المعارضة السورية المدعومة تركيا من جهة، وبين النظام السوري وحليفه الروسي من جهة أخرى، متوقعة في الوقت ذاته وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيش التركي وقوات الأسد.

صحيفة "معاريف" نشرت تحليلا للصحفي الإسرائيلي تسفيكا يحزقيلي المختص في الشؤون العربية، تنبأ فيه بوقوع مواجهة مباشرة بين النظام السوري والجيش التركي، بالقول: "إنني أرى إمكانية حدوث مواجهة عسكرية بين تركيا وسوريا".

وذلك خلال تعليقه على استمرار الاقتتال في شمال سوريا بين قوات الأسد وبين القوى الثورية المدعومة من تركيا، وقال الصحفي الإسرائيلي: إنه "أمر مروع رؤية الصور. رؤية حركة مليون لاجئ في غضون أسابيع قليلة. هل تتخيل مليون شخص يغادرون منازلهم في الثلج والصقيع خوفا من أن يأتي الأسد ويقتلهم؟".

وتابع يحزقيلي: إنهم (السوريون) يهربون من مصير واحد، ألا وهو الموت، إذ يدور حديث أنه لا يبقى أحد سوى نحو 6 بالمئة في الأجزاء التي تستعيد قوات الأسد السيطرة عليها.

وأوضح الصحفي الإسرائيلي، أن الأمر استغرق مع الأسد ثماني سنوات للقيام بهذه الحرب، عندما ثاروا عليه في نهاية عام 2011، ولم يتبق سوى 6 بالمئة، إذ يخبرهم الأسد: "الثمن سيكون الموت".

ولفت إلى أن تركيا تدخل في القصة وهناك توترات بين الجيش التركي وجيش الأسد في هذه المنقطة (شمال سوريا)، فإذا سيطر عليها الأسد، فإن مليون لاجئ آخر سيصلون إلى تركيا، وقد وصل مليون شخص بالفعل.

وأكد الصحفي الإسرائيلي أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يريد ذلك (نزوح مليون سوري إلى تركيا)، لذلك فهو يقترب بقواته نحو قوات الأسد".

نظام وحشي

وبخصوص الحديث عن مواجهة مرتقبة بين الجيش التركي وقوات النظام السوري، قال يحزقيلي: إنه يرى وقوع مواجهة بالفعل، مضيفا: هناك بالفعل مواجهة عسكرية، هناك جنود قُتلوا، وهناك الكثير من القوات.

ورأى الصحفي العبري أن "هذا اختبار رائع للقوة العسكرية التركية، التي تعتبر في إسرائيل قوة قوية وإشكالية لها، يجب أن نرى ما الذي سيكون هناك. هذه حرب ضخمة في الأزمة السورية".

وأردف: "ثماني سنوات من الحرب الأهلية خلفت قرابة المليون قتيل. هل كنت تصدق أنه بحلول عام 2020 قد يكون هناك قائد يقتل مليون شخص ويتسبب في لجوء 7 ملايين شخص من بلاده، ولن يفعل أحد له شيئا؟ لقد حدث ذلك".

وبحسب يحزقيلي، فإن "القصة في الشرق الأوسط بين السنة والشيعة، إذ تمكن الأسد من صد ثورة خطيرة من خلال القسوة التي استخدمها، وليس لوجود قوة عسكرية، وهذا استنتاج مهم للغاية إذا نظرنا إلى عدونا إيران، فهناك عدو قاس لا يرتد بأية طريقة".

واستطرد: "أنظر إلى إسرائيل، لدينا واحدة من أكثر أنظمة الأسلحة تطورا في كل ميدان، لكن بهذه الطريقة لن تكون قادرة على الوقوف، لأنها لا يمكن أن تكون وحشية مثل جيش الأسد".

وأشار يحزقيلي إلى أنه خلال "هذا الأسبوع افتتح الأسد مطار حلب، وفي الوقت ذاته اكتشفوا مقابر جماعية، فهناك مئات الآلاف من القتلى الذين لا يُعرف عنهم شيء، وهذه نتيجة شيء واحد وهو القسوة. من كان يصدق ذلك عندما وصل الأسد إلى السلطة، وهو من محبي الإنترنت الذين درسوا طب العيون؟

وزاد الصحفي الإسرائيلي، قائلا: "كان من المتوقع له (الأسد) ألا يكون قاسيا مثل والده، فقد تخطى والده وقتل مليون شخص. هذا يدل على أن قصة الشرق الأوسط بين السنة والشيعة هي قصة قاسية. إنها ليست مسألة قوة عسكرية، ولكن الأمر يتعلق بمدى قوستها، ووحشيتها".

وشدد يحزقيلي: "إننا نواجه جيشا وحشيا للغاية أسفر عن مقتل مليون شخص وتسبب في أن يصبح 7 ملايين شخص لاجئين في هذا البرد، إنها ببساطة صدمة، ولا يمكنهم العودة ولن يسمح لهم الأسد بذلك. في أي عالم نعيش فيه؟ نحن في لعبة مختلفة تماما بالشرق الأوسط".

وخلص إلى أن "أردوغان مصمم على عدم منح الأسد منطقة إدلب، تركيا توجد على أرض سوريا ولن يتخلى أردوغان عنها. إنهم يعلمون أنه بمجرد إعطاء إدلب - سيفوز الأسد وسيخسر أردوغان. في هذه القصة سوف يقاتل".

وأشار يحزقيلي إلى أن "هناك حوادث بين السوريين والأتراك، وبعض القتلى، وهناك طائرة هليكوبتر سقطت، وإذا لم يدعم الروس الأسد، فستكون الحرب متوقعة كل يوم، لكن خطر الحرب بين تركيا وسوريا لا يزال قائما، لأنها في الحقيقة حرب سنية وشيعة".

في السياق ذاته، نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" مقالا للصحفي نيطع بار، تحدث فيه عن المواجهة الحادة الأخيرة بين قوات النظام السوري، بمساعدة الجيش الروسي، والجيش التركي، وهي المواجهة الأولى من نوعها في تاريخ الحرب الدامية في سوريا.

رسالة تركيا

وقال نيطع بار: "يبدو أن الهجوم المضاد الذي نفذته المعارضة والجيش التركي كان محاولة لاختبار القدرات القتالية لخصومهم في المواجهة على مدينة إدلب شمال سوريا، وهي آخر ما تبقى للمعارضة، لفحص الشكل الذي ستبدو أي عملية عسكرية تقدم عليها تركيا بالمنطقة مستقبلا. كما أنها تنفيذ خاطف من شأنه إرسال رسالة واضحة إلى دمشق وموسكو".

ولفت إلى أن "وسائل الإعلام الرسمية السورية بثت فيديو يوضح الضربات الجوية التي نفذتها طائرة سلاح الجو للنظام، وكذلك للقوات الروسية على ما يبدو، ضد أهداف تابعة للمعارضة والقوات التركية التي تحاول التقدم نحو البلدة. بدون غطاء جوي تركي".

وأضاف الصحفي الإسرائيلي: أن "النتائج كانت قاتمة بصرف النظر عن عدد غير معروف من المصابين الأتراك، فيهم قتيلان، فقد قُتل العشرات من المعارضة في الهجوم. احتفل النظام بصور المركبات المدمرة".

ولفت إلى أنه "في حين أن تبادل إطلاق النار المتقطع بالمنطقة لا يزال مستمرا، فإن أردوغان، الذي قال في وقت سابق: إنه سيشرع في عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب. يبدو أكثر حذرا".

وصرح الرئيس التركي في 21 فبراير/ شباط الجاري، إنه سيقرر مصير العملية بعد محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بعد أن تحدث الاثنان، وافق أردوغان وبوتين على تسريع الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل متفق عليه لأزمة إدلب.

لكن بينما كان بوتين وأردوغان يتحدثان، استمرت طائرات النظام في قصف مواقع المعارضة في المحافظة. وقامت تركيا بشحن مئات العربات المدرعة والدبابات إلى سوريا، وللمرة الأولى من بينها المدفعية الثقيلة التي يديرها الجيش التركي، بحسب الصحفي.

واختتم نيطع بار حديثه بالقول: إن أردوغان كشف أن العمل العسكري ضد النظام السوري وحليفته روسيا لن يكون "نزهة" وسوف يتطلب أكثر من مجرد دعم محدد للمعارضة. أولئك الذين يدفعون الثمن هم ما يقرب من مليون لاجئ فروا من هجوم الأسد هذا الشتاء ولجؤوا إلى مناطق قريبة من الحدود التركية، في ظروف جوية قاسية.