مع تجدد ذكرى 25 يناير.. هذه مطالب المصريين تجاه نظام السيسي

12

طباعة

مشاركة

يجدد المصريون مطالبهم، مع اقتراب الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير، التي انطلقت في 2011 ونادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، والتي كان من بين وسائلها النشاط عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتحشيد وإعلان العصيان المدني والتعبير عن الغضب.

ورصد الناشطون مطالبهم عبر مشاركتهم في هاشتاج "#الشعب_عايز_ايه"، وعلى رأسها إسقاط رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي ونظامه ومحاكمته، مذكرين بكل جرائمه التي ارتكبها منذ انقلابه على الرئيس الراحل محمد مرسي في 2013، والإفراج عن المعتقلين، وإحياء جميع مطالب ثورة 25 يناير.

وطالب رواد "تويتر" بخروج الجيش من الحياة السياسية والاقتصادية وعودته إلى الثكنات وحماية الحدود، كما طالبوا بعودة الشرطة لدورها في حماية الشعب وليس القمع واعتقال الشباب والفتيات تنفيذا لأوامر السلطة الحاكمة.

وظهر عبر الهاشتاج حالة الوعي المصري بالأزمات والمشاكل التي ورّط بها السيسي، الشعب المصري، من أزمة سد النهضة والتلويح بالمشاركة في الحرب بليبيا، وبيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وحتى التفريط في حقول الغاز وبيعها لإسرائيل، لافتين إلى معاناة المصريين من الفقر والبطالة.

وقالت صحابة حساب "قمر الزمان" على "تويتر" في تغريدة لها: "عايزين نرجع كل شيء اتباع في مصر".

وعدد محمد حمادة مطالبه قائلا: "عايزين نحيا كراما، عايزين نلحق نهر النيل ونعرف نحل مشكله السد، عايزين سلام مش حروب في سيناء وليبيا، مش عايزين دم تاني، عايزين نعيش بحرية في بلدنا ونقول رأينا ومنخافش، عايزين نرجع تيران وحقول الغاز بتاعتنا، عايزين حقنا يا حكومة".

إعدام السيسي

ولم تتوقف مطالبات المشاركين في الهاشتاج عند حد رصد مطالبهم المعيشية، والمطالبة بمحاكمة السيسي، بل وصلت للمطالبة بإعدامه في ميدان عام، هو وشركاؤه المروجون له ولأفكاره والمدافعون عنه من رموز الإعلام الذين يستخدمهم النظام لتوجيه فكر الشعب المصري وترسيخ التفسخ المجتمعي والانزلاق في مستنقع التحريض على الشعب.

وقالت ريم طلعت: "عايزين السيسي اللي باع البلد أرض وعرض ومايه وغاز يتعدم في ميدان عام هو وكل واحد شارك فى الجريمة اللي حصلت لمصر وشعبها وأولهم أحمد موسى، الله يلعنه في كل كتاب".

وطالب كريم أمين بـ"طي صفحة العميل السيسي واللصوص المتحكمين في أقواتنا ومصائرنا سواء العسكر أو رجال الأعمال، الشعب يريد نظام عادل فيه جميع الناس متساوون في الحقوق دون النظر لخلفياتهم الفكرية والعقائدية والمادية".

مطلب العيش

وفي أعقاب ما كشفته مصادر برلمانية لوسائل الإعلام بشأن اتجاه الحكومة لاتخاذ قرارات متعلقة بإلغاء دعم الخبز الذي يوفر 5 أرغفة لكل فرد في اليوم، وذلك اعتبارا من أول يوليو/تموز المقبل واستبداله بقيمة مالية ثابته، أظهر الناشطون رفضهم المطلق لتعامل النظام مع ملف التموين.

واستنكروا تخصيص نظام السيسي ميزانية ضخمة لبناء القصور الرئاسية الجديدة، في حين تدّعي الدولة عجز ميزانيتها أمام توفير الخبز ومستحقات الدعم للشعب، إذ سبق أن أثار اعتراف السيسي ببناء القصور غضب المصريين معتبرينه إهدارا للمال العام، فيما كشفت وسائل الإعلام حينها أن الحكومة المصرية تمتلك ثلاثين قصرا واستراحة تابعين للرئاسة.

وتهكم صاحب حساب "بورتو" قائلا: "وجود الناس ببطاقات التموين عبء على ميزانية الدولة، ولكن بناء القصور وإقتناء المجوهرات وشراء السيارات الفارهة يعتبر بناء دولة جديدة".

الصحة والتعليم

وربط ناشطون حديثهم عن القصور بالإشارة إلى أن دعم ميزانية الصحة والتعليم أولى، فالمنظومتين تعانيان من فشل في إدارتهما، فبعد حادث طبيبات المنيا اللاتي دفعن حياتهن ثمنا للتعسف الإداري معهن وإلزامهن بتنفيذ تكليف انتدابهن للقاهرة، أعلنت نقابة الأطباء عن تقدم 3500 طبيب استقالته بشكل رسمي من وزارة الصحة في 2019.

وحذرت النقابة من ارتفاع وتيرة استقالات الأطباء خلال العام الجاري، مشيرة إلى أن الأطباء يتعرضون لجميع أنواع التعسف ولا يتقاضون مقابلا ماديا للنقل أو الانتداب.

وفي السياق ذاته، تعاني مباني المستشفيات الجامعية والحكومية من التهالك والتدهور، فيما تشهد الأسواق المحلية نقصا حادا في العديد من أصناف الأدوية، واختفاء 15 نوعا من الدواء دون بدائل، إضافة إلى اختفاء قرابة الـ150 نوعا تتوفر لها بدائل، لمعالجة أمراض السرطان والكبد والفشل الكلوي والشلل الرعاش، وذلك في ظل تجاهل من الحكومة المصرية.

وفي إشارة إلى ذلك، قال المغرد المارشال مرعي: "الشعب عايز يأخذ فلوس القصور والاستراحات علشان يبني بيها مستشفيات ومدارس بدل الفشخره بتاعت ابن المحرومة".

وتساءل محمد: "يا عم لي خايف من الموت حاجة بسيطة الأكل اللي بتاكله مسرطن والعلاج فشنك، وفيروس سي وموجود، شغل مفيش  فاضل ايه يا مصر ي، تبكي عليه، مستني تموت نفسك عشان هم يرتاحوا، طب هم يموتوا وأنت ترتاح".

ثكنات الجيش

وطالب الناشطون بالإفراج عن المعتقلين وكف يد الجيش المصري عن اقتصاد البلد الذي احتكره من خلال عسكرة الدولة وسيطرته على المشاريع والإنشاءات والمواد الغذائية والتصنيع، وطالبت الناشطة آيه بـ"الإفراج عن المعتقلين السياسيين وتوفير صناعة مصرية محترمة وعدم احتكار الجيش للمشاريع الكبري في مصر".

ونادى الناشطون بعودة الجيش لمهامة الأساسية المنوط بها وترك باقي المجالات الأخرى للوزارات والهيئات المعنية، وأكد صاحب حساب "المصري بوب" أن "الشعب عايز الجيش يرجع ثكناته، ويتم تحويل جميع المصانع و الأعمال الإنشائية والتجارية لوزارة التجارة والصناعة واللي بدورها تحولها لمؤسسات مدنية يعمل بها المدنيون".

الحقوق والحريات

وتعاني مصر منذ تولي السيسي منصب الرئيس، تراجعا حادا في مستوى الحريات وحقوق الإنسان، إذ تشير التقديرات إلى ارتفاع أعداد معتقلي الرأي والمعارضين إلى ما يزيد عن 60 ألف معتقل، ولذلك كانت مطالبات الناشطين عبر الهاشتاج بالحرية للشعب ولجميع المعتقلين.

وسخرت إيثار قائلة: "#الشعب_عايز_ايه، أبدا هيكون عايز ايه، عايز (حقوقه) بكل ما تحتويها الكلمة من معنى بلده، أرضه، عمله، حياته، نهره، غازه، كرامته، حريته، أمانه، أهله،  يعنى باختصار مش طالب المستحيل".

وقال الناشط حامد عبدربه  في تغريدة على "تويتر" جاء فيها: "#الشعب_عايز_ايه، الضمير يرتاح والمعتقل يخرج والغلطان يتحاسب وتعليم وصحة محترمة".

وتداول الناشطون صورا تفضح انتهاكات الشرطة بحق الشعب وخاصة الفتيات، إذ نشر علي العبدالله صورة لإحدى الفتيات التي اعتقلتها الشرطة المصرية تظهر تعامل أحد أفراد المنظومة الأمنية معها بوحشية وهو يلف يده حول رقبتها، معلقا بالقول: "يتحاسب كل بغل من بلطجية الشرطة مد ايده على حد من اخواتنا".

وقالت صاحبة حساب "ربعاوية عاشقة الحرية": "لا نريد سوى الحرية والسلام والعدل والمساواة، وأن يكون الجيش والشرطة في خدمة الشعب لا السلطان، وأن يكون القضاء لتحقيق العدل لا أداة ظلم في يد النظام، وأن يعود الإنسان كسابق عهده إنسان، وأن تعود متطلباته حقوق وليست آمال بعيدة المنال، هل هذا محال؟".