#تونس_حزينة بعد حادث مروّع.. وناشطون: هذا سبب الفاجعة

تونس- الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تداول ناشطون على نطاق واسع هاشتاج "#تونس_حزينة"، والتحفت الجمهورية التونسية بالسواد، إثر الإعلان عن مصرع 26 شابا من أبنائها، وإصابة 25 آخرين في حادث انقلاب حافلة سياحية بمنطقة عين السنوسي الرابطة بين محافظتي باجة وجندوبة شمال غربي البلاد. 

وزار رئيس الجمهورية قيس سعيّد ورئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد المستشفى المحلي بعمدون، الذي استقبل أول الضحايا فور وقوع الحادث، وإلى مستشفى الحروق البليغة ومستشفى شارل نيكول بالعاصمة.

وقال سعيّد عقب هذه الزيارة: إن تونس "تعاني إرهاب الطرقات نتيجة كثرة الحوادث، هناك قرارات يجب أن تتخذ بسرعة في قطاع الصحة، فمن غير المعقول غياب التجهيزات الطبية وصعوبة إدخالها عبر الجمارك في حين يمكن إدخال المخدرات بسهولة".

وانتقد الرئيس وضع المستشفيات الجهوية والمحلية التي تسجل نقصا فادحا في الأجهزة، خاصة المتطورة والضرورية منها والطاقم الطبي. ووجه سعيّد رسالة حادة لمجلس نواب الشعب قائلا: "إذا كانت التشريعات سبب هذه التعقيدات الإدارية فما على المشرع إلا تحمل مسؤوليته".

ولم يعلن سعيّد عن الحداد الوطني رغم حجم حصيلة القتلى، فيما أعلنت المنظمة النقابية عن إلغاء كل مظاهر الاحتفالات بذكرى اغتيال فرحات فشاد المزمع إجراؤه في الرابع من الشهر الجاري.

كما زار رئيس البرلمان راشد الغنوشي الجرحى بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة، وصرّح عقب الزيارة بأن "المأساة التي جدت أدخلت اللوعة في قلوب التونسيين جميعا"، وفيما عبّر عن تضامنه مع العائلات. دعا الغنوشي نواب محافظات الشمال الغربي إلى جلسة طارئة، من أجل تقديم احتياجات جهاتهم ودراستها.

يوم حزين 

بحسب وزارة الداخلية فإن الحافلة التي تعود لوكالة سياحة محلية كانت متجهة من تونس العاصمة الى مدينة عين دراهم الجبلية (شمال غرب)، حين خرجت عن الطريق في مستوى منطقة عين السنوسي. وتراوحت أعمار الضحايا بين 20 و30 عاما، وفق ما علم من وزارتي الصحة والسياحة.

وفي الإجمال كان هناك 43 شخصا في الحافلة "التي سقطت في مجرى واد بعد تجاوزها لحاجز حديدي"، بحسب بيان الداخلية.

وبُثت مشاهد الحادث على مواقع إنترنت الإذاعات المحلية، وتم تداولها على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت جثثا متناثرة على الأرض وحافلة محطمة تماما. وفي مشاهد أخرى بدت جثث شبان يرتدون أزياء وأحذية رياضية، ليتم التفاعل معها على نطاق واسع.

ومن الذين تفاعلوا، الفنان التونسي ظافر العابدين، وكتب على حسابه، ناعيا ضحايا الحادثة: "يوم حزين على أهالينا في #تونس، ربي يصبرهم على فراقهم ويرحم شبابنا جميعا ويشفي كل الجرحى.#تونس_حزينة". 

وغردت الفنانة التونسية هند صبري: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. حادث مريع يؤدي بحياة شباب تونسي في مقتبل العمر .. الله يرحمهم و ينعمهم.. يوم حزين جدا على كل التونسيين . #تونس_حزينة". 

وقالت الصحفية التونسية، وجد بو عبدالله: "مدير الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة يقول إن وكالة الأسفار التي نظمت الرحلة غير منخرطة في الجامعة وغير معروفة لدى السلطات الأمنية #تونس".

ودوّن المذيع بقناة الجزيرة الفضائية محمد كريشان: "يوم حزين في تونس اليوم بعد سقوط هذا العدد من الضحايا في حادث انقلاب حافلة على الطريق بين باجة وعين دراهم بالشمال الغربي. كل التعازي والمواساة لأهالي هؤلاء من طلبة المدارس وربنا يصبّرهم على هذا المصيبة". 

وعبّر الإعلامي التونسي بسام بونني، عن غضبه قائلا: "#تونس وكالعادة، الجزء التعيس في البيانات الخاصة بحوادث الطرقات والعمليات الإرهابية الذي يثبت فشل الدولة الذريع .. تحويل المصابين إلى مستشفيات العاصمة".

ضحايا الإهمال 

أفادت منظمة الصحة العالمية في 2015 بأنّ لدى تونس ثاني أعلى معدل وفيات على الطرقات للفرد في شمال #إفريقيا، بعد ليبيا التي تمزقها الحرب.

وأثار الحادث ردود فعل غاضبة في الداخل، حيث وصفت طرقات البلاد بـ"شوراع الموت"، وأن الضحايا، هم نتيجة إهمال متجذر في مفاصل الدولة لعقود.

صورة لحافلة الموت، من موقع الحادث في منطقة عين دراهم الجبلية

وكتب حساب باسم "آنتونين" موضحا: "#تونس_حزينة التلامذة والطلبة والعمّال هم حطب المحرقة. هو قضاء الله، لكن كان هناك إهمال إهمال إهمال في صيانة الحافلة، في صيانة الطريق، في السرعة الزائدة للسائق. رحم الله ضحايا حادث الحافلة و رزق الله أهلهم الصبر على هول الفاجعة".

وتضامنت الفنانة اللبنانية ماغي بوغصن، مع ضحايا الحادثة، بالقول: "تونس الحب اليوم حزينة.. تونس الجمال والشعب الطيب خسرت ٢٢ شابا وصبية.. الله يرحم اللي سقطوا بحادثة انقلاب الحافلة.. شي بيوجّع.. تعازيّ لأهاليهم والله يصبرهم #تونس_حزينة". 

وقال الناشط التونسي بلال كشاط: "ترحما على أبناء الوطن.. متى ستبني #تونس بنية تحتية لائقة بهذا الوطن والشعب؟.. جميع البنية التحتية مهترئة.. دولة تحتوي على شبه طريق سيارة واحد!.. دولة تحتوي على سكة حديد واحدة!.. دولة تحتوي على 10 بالمئة لمدينة واحدة بها سكة مترو خفيف!.. دولة فيها مطار قرطاج لا تتجاوز مساحته محطة نقل ريفي!". 

وكتبت الناشطة التونسية باسمة داودي: "أكثر من 20 عائلة اليوم تشيع جنازات أبنائها.. إنا لله وإنا إليه راجعون الله يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.. #تونس_حزينة". 

وغرد الناشط سفيان بلحاج: "عن نفسي، أجد نفسي في حادثة انقلاب الحافلة في #عين_دراهم، وفي حادثة الطفل الذي انتحر في مصر نتيجة الاكتئاب، و لكم أن تتصوروا حجم الألم.. ربي يرحمنا و يصبرنا #تونس".

وانتقدت الناشطة التونسية مها بوسليمي، الأوضاع القائمة: "عند حدوث الكوارث يحدثونك عن الإجراءات العاجلة، تموت الأرواح وتدفن وتنتهي مواكب العزاء فينتهي معها الحديث عن هذه الإجراءات ويغرق المواطن في همومه اليومية في انتظار كارثة تطل برأسها من أي بقعة من هذه الأرض الطيبة، نعم أرضي طيبة يسكنها لصوص وفاسدون.. #تونس #عمدون #عين_دراهم". 

وتحدث وزير السياحة التونسي، روني طرابلسي لإذاعة خاصة عن "حادث مؤسف في منطقة صعبة"، وقال: إن الحافلة سقطت عند "منعرج سيء".

وعلى القناة الوطنية، أكد مسؤول في الحماية الوطنية أن المكان ذاته كان شهد العديد من حوادث المرور في السابق. 

وتعد منطقة عين دراهم الجبلية القريبة من الحدود مع الجزائر وجهة استجمام محبذة، فيما يزورها التونسيون بأعداد كبيرة في هذه الفترة من العام. غير أن العديد من البنى التحتية فيها تعاني من نواقص وخصوصا طرقاتها التي تشهد إهمالا.

ويعتبر معدل الوفيات على الطرقات في تونس التي تعدادها 11 مليون نسمة، مرتفعا بسبب سوء البنى التحتية، ولكن أيضا بسبب تقادم أسطول العربات من جهة وانتشار مظاهر نقص التحضر واحترام القانون من السائقين.

ونهاية أبريل/ نيسان  2019 لقي 12 شخصا بينهم سبع نساء كانوا في الجزء الخلفي من شاحنة خفيفة، حتفهم في حادث سير في السبالة في منطقة سيدي بوزيد (وسط) وهي من المناطق المهمشة في البلاد. وتراوحت أعمار الضحايا بين 18 و30 عاما.

ونهاية أغسطس/ آب 2016 توفي 16 شخصا على الأقل وأصيب 85 آخرون بجروح في القصرين (وسط غرب) إثر اصطدام شاحنة بسبب خلل في المكابح، بحافلة نقل عام و15 سيارة.