التغلب على الأزمات.. لهذا ارتقت العلاقات بين قطر وإيطاليا لـ"شراكة إستراتيجية"

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

تطرقت مجلة إيطالية إلى أهمية زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى روما، في ضوء الشراكة حول مجالات مهمة للدولة الأوروبية، أبرزها إمدادات الطاقة وعقود الصناعة العسكرية.

وقالت مجلة "فورميكي"، إن الموضوع الرئيس للزيارة كان التعاون في مجال الطاقة بين البلدين وتنميتها، لا سيما أن إيطاليا تبحث عن "مصادر جديدة" لإمدادات الطاقة لتعويض الإمدادات الروسية، لذلك تعد "الدوحة شريكا مهما" في هذا التوجه.

شريك مهم

وفي 13 من فبراير/شباط 2023، التقى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في روما، رئيس إيطاليا، سيرجيو ماتاريلا، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية.

كان ذلك بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أنطونيو تاياني، ووزير الدفاع، غويدو كروزيتو.

وأكدت مجلة "فورميكي" أن قطر تعد بالفعل شريكا مهما في مجال الطاقة لإيطاليا وأوروبا، ومن المتوقع أن تزداد مساهمتها في إمدادات الغاز الطبيعي المسال، خاصة في السنوات المقبلة. 

وذكرت أن قطر بدأت عام 2021 بناء أربع محطات إنتاج وتصدير عملاقة جديدة، بهدف زيادة الطاقة التصديرية بأكثر من الثلث بحلول عام 2026، وفي الوقت الحالي، تعد أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم.

ووصفت المجلة قطر بـ"الدولة الإستراتيجية" بالنسبة لإيطاليا، خاصة في ظل أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022. 

وأشارت إلى أنه في مارس/آذار 2022، زار وزير الخارجية آنذاك، لويجي دي مايو، قطر لتعزيز الشراكة الثنائية، ولا سيما في مجال الطاقة في ظل تطورات الصراع الروسي الأوكراني.

وقبل ذلك، في يناير/كانون الثاني 2020 زار الرئيس ماتاريلا الدولة الخليجية برفقة وكيل وزارة الخارجية في الحكومة الإيطالية، إيفان سكالفاروتو، وقادة بعض الشركات الإيطالية الرئيسة.

عمق العلاقات

وذكرت فورميكي أن "أكثر من 40 شركة إيطالية كبيرة تنشط في قطر في العديد من القطاعات من الطاقة إلى بناء السفن إلى الدفاع، بما في ذلك شركة الطاقة إيني وفينكانتيري وليوناردو وسايبم وغيرها من الشركات الرائدة في عدة مجالات". 

وفي يونيو/حزيران 2022، وقع الاختيار على شركة "إيني" من قبل شركة "قطر للطاقة" كشريك دولي جديد في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، وتم التوقيع على الاتفاقية في 19 يونيو، وبموجبها ستمتلك الشركة القطرية حصة 75 بالمئة، بينما ستمتلك "إيني" حصة 25 بالمئة المتبقية.

وتبلغ تكلفة المشروع 28.75 مليار دولار، ويتكون من 4 خطوط إنتاج، والذي سيرفع طاقة إنتاج دولة قطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا إلى 110 ملايين طن سنويا عام 2025.

وستستخدم أحدث التقنيات والعمليات لتقليل التأثير البيئي، بما في ذلك احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.

بشكل عام، سترتفع قدرات قطر على إنتاج الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 60 بالمئة، لتصل إلى 126 مليون طن سنويا على مدار العقد. 

وذكرت "فورميكي" أن "صادرات البلاد من الطاقة، والتي يعد الغاز الطبيعي أهمها إلى حد كبير،  تضاعفت في صيف 2022 إلى 9.2 مليار دولار في أغسطس/آب 2022".

وصرح سفير الدوحة لدى روما، خالد بن يوسف السادة، لوكالة الأنباء القطرية الرسمية أن زيارة الأمير إلى إيطاليا تعكس "عمق العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بينما يمر العالم بظروف وتحديات معقدة، كأزمة الطاقة والتوترات السياسية والنزاعات القائمة".

 وأكد أن "من بين الموضوعات التي تناولتها المحادثات، بالإضافة إلى التعاون الثنائي وتنمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين الصديقين في قطاعات البنية التحتية، السياحة، العقارات، الصناعة، الطاقة، الثقافة وغيرها من المجالات".

وقال السفير، إن "هذه الزيارة تؤكد التعاون المثمر والبناء القائم على تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين في التغلب على الأزمات".

ونوه إلى أن "المواجهة المشتركة بين البلدين لجائحة كورونا والتي تعد دليلا على التعاون، إضافة إلى التعاون الحالي لمواجهة موضوع أمن الطاقة الذي أصاب أوروبا والعالم". 

وبحسب السفير، تطورت العلاقات بين إيطاليا وقطر في الآونة الأخيرة إلى أعلى المستويات، واتخذ الحوار الثنائي بعدا إستراتيجيا وطويل الأمد.

عميل مهم

بالإضافة إلى الطاقة، ذكرت المجلة الإيطالية أن "المباحثات بين الأمير القطري والرئيس الإيطالي تطرقت إلى مجالات أخرى بهدف تطوير العلاقات بين البلدين".

وقالت إن قطر هي "أيضا عميل مهم لصناعة الدفاع الإيطالية".

وأشارت إلى أنه في عام 2016، تم توقيع عقد بقيمة أربع مليارات يورو بين السلطات القطرية وشركة فينكانتيري لبناء سبع سفن (4 طرادات، وسفينة برمائية، وزورقي دوريات بحرية مع خدمات الدعم ذات الصلة) وإمكانية طلب قطع بحرية جديدة في السنوات التالية". 

وجاء توقيع الاتفاقية بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الإيطالي ماتاريلا إلى قطر، وشكلت إشارة لبداية العلاقات المتينة الحالية بين البلدين في قطاع الدفاع، وفق المجلة. 

وفي أبريل/نيسان 2022، تسلمت قطر ثاني طرادات من فئة الزبارة، يحمل اسم "دامسه"، في إطار طلبية لبناء أربعة في إطار عقد تصنيع مبرم بين شركة "فينكانتيري" ووزارة الدفاع القطرية.

وفي عام 2018، أبرمت شركة "برزان القابضة" التابعة لوزارة الدفاع القطرية اتفاقية مع شركة "ليوناردو" الإيطالية عقدا لشراء 28 طائرة هليكوبتر من طراز "NH90".

ونصت الاتفاقية، التي حضر توقيعها وزير الدفاع القطري، خالد العطية، ونظيرته الإيطالية، روبرتا بينوتي آنذاك، 16 طائرة هليوكوبتر "NH90" نسخة النقل التكتيكي (TTH) و12 طائرة "NH90" نسخة المهام البحرية "NFH".

علاوة على ذلك، أعلنت الشركة الإيطالية في مارس/آذار 2022، إنشاء مركز عمليات بحرية في قطر لتنسيق العمليات في البحر، ولضمان المراقبة والسيطرة الكاملة على المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة حتى المساحات البحرية المجاورة.

ونهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أدى وزير الدفاع الإيطالي زيارة إلى الدوحة استمرت يومين، التقى خلالها نظيره القطري، للتباحث حول أبرز مسائل الأمن الدولي، مؤكدا ضرورة "استمرار التعاون" بين البلدين.

الكلمات المفتاحية