زينب حسن نصر الله.. تلميع إيراني لابنة "أمين حزب الله" كنموذج لـ "نساء المقاومة"

لندن - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

تلعب زينب الابنة الوحيدة لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، دورا كبيرا في الترويج لما يسمى "نساء المقاومة" داخل الحاضنة الشعبية للحزب في لبنان.

وزينب معروفة في إيران، كونها تحظى بمكانة "دينية" هناك، ويجرى دعوتها بشكل دوري إلى ندوات وملتقيات ومؤتمرات بوصفها "امرأة مقاومة".

تلميع إيراني

وحضرت زينب ختام مؤتمر النساء المؤثرات الذي أقيم بطهران في 19 يناير/كانون الثاني 2023 بحضور شخصيات نسوية سياسية وعلمية من عدد من الدول.

وقالت حينها: "واجهت المرأة الظلم، وأثناء احتلال بلادنا لعبت المرأة اللبنانية مثل هذا الدور المهم كما بذلت اهتماما بتربية أبناء المقاومة، والدور الأساسي بهذا المسار يقع على عاتق النساء".

وأضافت قائلة: "المرأة في لبنان لها التأثير الأكبر، وتقدم أبناءها للمقاومة، وكانت صابرة، والمرأة اللبنانية لم تكتف بتقديم شهيد واحد، بل قدمت أكثر من ابن لجبهة المقاومة، وهذه هي النقطة الوحيدة التي عززت مقاومة لبنان"، وفق تعبيرها.

اللافت أن زينب البالغة من العمر 37 عاما، لم تكتف بالحديث عن نساء الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله في لبنان الذي يهيمن عليه بقوة السلاح الإيراني.

بل راحت تتحدث عن نساء دول عربية توجد في بعضها مليشيات إيرانية قتلت وشردت الملايين من مواطنيها تحت "حجج طائفية".

وقالت زينب نصر الله: "المقاومة نفسها التي تسببت بتراجع العدو وقوات الاحتلال، وهذه الروح موجودة لدى نساء سوريا والبحرين واليمن وجميع دول جبهة المقاومة التي تعرضت للاحتلال والعدوان، فلديهم نماذج من المقاومات، وحققت المقاومة التقدم بفضلهن"، وفق زعمها.

و"التجنيد الكلامي" الذي تمارسه زينب بصفتها ابنة زعيم الذراع العسكري لطهران في المنطقة العربية، جاء في خضم انتفاضة كبيرة تشهدها المدن الإيرانية.

وتفجرت المظاهرات في إيران بعد "الاعتداء على امرأة حتى الموت" من قبل أجهزة النظام الإيراني الرسمية وهي شابة تدعى مهسا أميني.

وتوفيت المواطنة الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما، بعد ثلاثة أيام من احتجازها داخل فرع طهران لـ"شرطة الأخلاق" في 13 سبتمبر/أيلول 2022، بدعوى عدم احترام قواعد اللباس التي تفرض على النساء ارتداء الحجاب بإيران.

وقوبلت الاحتجاجات بقمع مفرط من قبل قوات الأمن والحرس الثوري وأذرعه العسكرية في إيران، مما أسفر عن مقتل المئات واعتقال الآلاف.

النشأة والتكوين

ولدت زينب عام 1986 في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي ابنة حسن نصر الله الوحيدة، إلى جانب أخيها الأصغر محمد مهدي، وعمره تقريبا 23 عاما، والأكبر منه محمد علي متزوج ولديه ولدان ويعمل في إحدى وحدات حزب الله.

أما أخيها الكبير فاسمه محمد جواد وهو متزوج ولديه 4 أولاد ويعمل في إحدى وحدات الحزب كذلك، بينما قتل شقيقها الأكبر هادي على يد القوات الإسرائيلية عام 1997.

زينب متزوجة من أحد أفراد حزب الله المنحدرين من الضاحية الجنوبية، ولديها منه 4 أولاد.

وأنهت زينب دراستها الثانوية في الضاحية الجنوبية، ثم درست العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية.

ودرست الماجستير في العلوم الإسلامية، ثم التحقت بجامعة المصطفى الدولية في لبنان ومازالت تدرس في الحوزة الدينية داخلها.

وتأثرت زينب بأبيها بشكل كبير، وقد ظهرت في كثير من المرات على وسائل الإعلام الإيرانية والمقربة من حزب الله لتصف جانبا من حياته الخاصة.

تقول عن أبيها، إنه عندما ألبسه محمد باقر الصدر (مؤسس حزب الدعوة الإسلامية) العراقي العمامة الشيعية، قال له: "لك مستقبل مشرق وستكون من جنود الإمام زمان (محمد المهدي)"، ومضت تقول "هذا أمل كبير بالنسبة لي".

وأصبحت زينب حديث وسائل إعلام محلية لبنانية عقب المقابلة التي أجرتها مع موقع "العهد الإخباري" ونشرت في 12 مايو/أيار 2019، وتحدثت فيها عن حياة أبيها الخاصة.

وقالت وقتها: "أكيد (حسن نصر الله) لا يعيش تحت الأرض وهو ليس في سجن، كل ما يحتاجه متوفر لديه. وحياته طبيعية بكل جوانبها باستثناء ما يتعلق بحركة تنقلاته ولقاءاته التي تخضع للإجراءات الأمنية".

ووقتها تعرض نصر الله لسيل من الانتقادات، إذ عد كلام ابنته "زلة لسان" كونها اعترفت أنه يعيش حياة مترفة ولا يعاني من أي ضغوطات اقتصادية.

وفي كثير من اللقاءات الإعلامية مع وسائل إعلام إيرانية، زعمت زينب أنها لا ترى أباها كثيرا بسبب الإجراءات الأمنية وانشغالاته.

الترويج لإيران

وتتمسك زينب بالترويج لفكرة أن "إيران نموذج ناجح" لمنح المرأة حريتها في كثير من جوانب الحياة، ولهذا تهتم طهران بها على الصعيد الخارجي. 

وفي هذا الصدد قالت زينب لموقع "العهد الإخباري" في المقابلة ذاتها: "بالنسبة لأولئك الذين يريدون رؤية الإسلام الحقيقي، أدعوكم لزيارة إيران ومعرفة مدى نجاح المرأة هنا، تفعل النساء ما يحلو لهن مع الحفاظ على لباسهن الإسلامي، لقد حققن الكثير في السياسة والثقافة والتعليم والرياضة والتكنولوجيا وغيرها". 

وتتماشى تصريحات زينب تلك مع سياسات حزب الله الهادفة إلى إخضاع كل فئات المجتمع لمنظومة الحزب بكل جوانبها.

إذ سبق أن استخدم حزب الله وحليفته حركة أمل، النساء لإيصال الإسعافات الأولية والأسلحة والمعدات اللازمة للمقاتلين إبان المعارك مع إسرائيل جنوب لبنان,

لكن الحزب لم يكتف بذلك بل خلق المزيد من الفرص للنساء للمشاركة في الأنشطة السياسية، وفق ما يروج له.

أما سياسيا في الموقف من إيران، فقد قالت زينب: "نحن نثق بقدرة الجمهورية الإسلامية النووية والعلمية على تجاوز المرحلة والعقوبات. فهذه الجمهورية هي بعين الله".

وأضافت قائلة في حوار أجراه موقع "تقريب" مع زينب في مايو 2019 على هامش مؤتمر المرأة في طهران: "أي حديث عن مساومة أو مهادنة مع الشيطان الأكبر أميركا هو هباء".

وزادت بالقول: "إن أميركا البراغماتية والتي تعمل وفقا لمبدأ المصلحة فقط لا أمان لها".

وسبق أن التقت زينب بالمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران خلال دعوتها لحضور حفل لـ "أهالي شهداء المقاومة"، في ديسمبر/كانون الأول 2018، وحينها سألت هل تتكلم الفارسية فأجابت "أعرف فقط التحية".

كما لا تتوانى زينب عن إعلان مواقفها سواء من التبعية المطلقة للولي الفقيه في إيران، أو حتى التصريح بما تعتقده من آراء دينية.

ففي مقابلة مع موقع "مشرق" الإيراني نشرت في 14 مايو 2018، قالت: "لا رغبة لدي إلا الاستشهاد، وإذا تطلب هذا الطريق ذلك فسيحدث"، معربة عن أملها "بأن يسلم قائد الثورة العلم إلى حضرة والي العصر".

وفي مقابلة مع موقع "نورنيوز" نشر في 24 مايو 2022 رأت زينب أن "الدعم المادي لحزب الله من قبل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وإيران لعب إلى جانب الدعم الروحي دورا مهما في الحفاظ على تصميم وإرادة المقاومة وتعزيزها".

وسبق لحسن نصر الله أن قالها صراحة في 24 يونيو 2016، إن "موازنة الحزب ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران".

وحينما ظهرت زينب في برنامج تلفزيوني في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 على قناة المنار التابعة لحزب الله، للحديث عن ذكرى مقتل شقيقها هادي على يد القوات الإسرائيلية عام 1997، زعمت أن والديها لم يحزنا على وفاته كونهما كما قالت كانا "مقتنعين بمسار الجهاد الذي اختاره".

ومضت تقول حينها: "يمكنك القول إننا ضحينا أقل بكثير من كثير من عائلات الشهداء الذين ضحوا بطفل واحد أو طفلين أو ثلاثة، ونُحْرَج أننا قدمنا ​​مثل هذه التضحية الصغيرة".