مع انهيار الجنيه.. دعوات مصرية لإجراء تغيير شامل ووقف برنامج صندوق النقد

لندن - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

في حلقة جديدة من مسلسل الانهيار الاقتصادي الذي تعززه سياسات النظام العسكري المصري الفاشلة، هوت العملة الوطنية في 11 يناير/ كانون الثاني 2023، إلى مستوى غير مسبوق، لتتجاوز 32 جنيها مقابل الدولار الواحد.

وكان تحريك سعر صرف الجنيه في السوق المصرية، أحد المطالب الرئيسة لصندوق النقد الدولي، في إطار مفاوضات لمنح مصر قرضا جديدا، بقيمة 3 مليارات دولار تمت الموافقة عليه في 16 ديسمبر/ كانون الأول 2022.

من جانبها، توقعت مؤسسات مالية عالمية، منها "غولدمان ساكس"، أن يستمر تراجع الجنيه المصري مقتربا من سعر الصرف في السوق الموازية، ليتخطى حاجز الـ40 جنيها أمام الدولار، في ظل غياب أي رؤية اقتصادية حكيمة من قبل النظام.

وأثار الانهيار الذي مني به الجنيه استياء المصريين على تويتر، وصبوا غضبهم على رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، وأذرعه الحكومية والأمنية والإعلامية، المستمرة في بيع الوهم للشعب.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسمي #الجنيه_ المصري، #السيسي_خربها، اتهموا السيسي، بالفشل والخيانة وتبديد ثروات البلاد، مؤكدين أن كل فئات الشعب اكتوت بنار العسكر.

وتوقع ناشطون وقوع موجات جديدة من الغلاء في أسعار الوقود والغاز والسلع الأساسية وزيادة أعداد الفقراء وارتفاع معدل التضخم، معربين عن رفضهم لقرض صندوق النقد والقرارات الفاشلة التي يتخذها نظام السيسي.

تبعات ودلالات

وتفاعلا مع الأحداث، كتب السياسي والحقوقي أسامة رشدي، أن انهيار الجنيه لقاع جديد وتجاوزه الـ30 مقابل الدولار، يعني ارتفاعات كبيرة في الأسعار مع ندرة في السلع الأساسية ودخول قطاعات عريضة لمرحلة المجاعة فعليا.

وأعرب عن غضبه من أن السلطة اليوم تريد مقايضة ديون الطاغية الفاشل التي أغرق المصريين فيها بقناة السويس، بعد أن أوقعوه في مصيدة الديون ليبيع البلد.

من جانبه، قال الدكتور محمد الصغير: "الدولة دعت الشعب لادخار الجنيه المصري في بنوكها وأغرتهم بزيادة العائد، وهي تدرك أن العملة على وشك الانهيار، حيث أصبح الدولار يعادل ثلاثين جنيها، وبذلك تمت أكبر عملية نصب على الشعب على يد العصابة".

فيما أكد رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، أن "الدولة المصرية تمارس دور النصاب والنشال على شعبها".

وأوضح أنها تعطي المواطن معلومات مضللة عن سعر العملة وتغريه بفوائد خرافية، وهي تعتزم خفض العملة بشكل حاد بعد أقل من أسبوع من تحصيل مليارات الغلابة، ثم تغدر به فجأة بعد أن تستولي على أمواله، وتستخدم إعلامها الرسمي كأداة للنصب والاحتيال.

تنحي السيسي

من جانبه، كتب السياسي عمرو عبدالهادي: "لما كنا نقول إن اللي جاي مع السيسى أسود وخراب ودمار كان يطلع يقول لهم الدنيا جميلة وبكرة أحلى وتحيا مصر وأم الدنيا".

وقال علاء شرف، إن الحل الوحيد هو، تنحي السيسي عن السلطة، والكشف الكامل عن اقتصاد الجيش وتأميمه، وإطلاق سراح المساجين السياسيين جميعهم وسنجد منهم خبراء سينقذوننا مما نحن فيه.

ورأى الدكتور مراد علي، أن ما يحدث هو بداية النهاية لمرحلة وسياسات ونظم استهلكت أغراضها وثَبُتَ للجميع فشلها واستحالة استمرارها في قيادة بلد بحجم وعراقة مصر. 

ودعا الوطنيين من مختلف الاتجاهات والمؤسسات إلى الإعداد للمرحلة الجديدة والتي يراها قادمة خلال 24 شهرا على الأكثر. 

وأكد الناشط علي حسين مهدي، أن ما حدث بالأمس هو البداية الحقيقية، لافتا إلى أن صريخ أنصار السيسي يتصاعد في الشوارع.

ورأى المستشار الثقافي رشيد غلاب، أن ما يقع في مصر من كساد وتدهور وضنك في عيش المصريين ليس غريبا؛ وإنما الغريب هو توقع المصريين أن يعيشوا في نعيم ورخاء وكرامة وازدهار بعد الانقلاب والمجازر والظلم وسجن وإعدام الأبرياء وتسلط المستبدين والظلمة الاغبياء.

تضليل إعلامي

وأعرب ناشطون عن غضبهم من التجاهل الإعلامي لمعاناة الشعب المصري بعد انهيار الجنيه، واستمرار الإعلاميين في تضليل البسطاء.

واستنكر فتحي أبو حطب، غياب معاناة المصريين عن الإعلام، بينما حياة ملايين الأسر المصرية يهددها الفقر ومستوى المعيشة يتراجع، مؤكدا أن هؤلاء يستحقون اهتمام وسائل الإعلام. 

وأضاف أن نقل أصوات وقصص المتضررين من تراجع قيمة الجنيه المصري ضروري الآن، لأن صوت المصريين غائب عن الإعلام منذ 2014.

ونشرت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعد، صورة جامعة للإعلاميين المصريين المحسوبين على السلطة، قائلة: "غربان السيسي بياكلوا في بعض يا إخوان.. إعلام كرتوني". وأشار عبدالحميد المجالي، إلى تجاوز الدولار سقف الثلاثين جنيها، متسائلا: " أين النباحون أين الكذابون والاعلاميون وعمرو -أديب- وزوجته؟ أين أحمد موسى؟ أين الكذابون؟ أين توفيق عكاشة".

ولفت إلى أن هؤلاء الإعلاميين السابق ذكرهم فضحوا الدنيا عندما وصل سعر الجنيه ستة دولارات ونصف فثاروا على الرئيس المنتخب التقي النقي الزاهد، في إشارة إلى الرئيس الراحل محمد مرسي.

وعد الكاتب والصحفي علاء بيومي، بيع الوهم للناس في أوقات الأزمات من أكبر الجرائم، مستنكرا ادعاء بعض المشاهير بأن الدولار سيتراجع بعد أسابيع أو أن هناك تحركات سرية لتغيير فلان أو مطالبة الناس بالتضحية من أجل أوهام وبلا استعداد. 

وأكد أن الأمانة هو أن يكون الأمل حقيقي وجاد وبناء على وعي ودراسة، مضيفا أن مصارحة الناس أمانة.

وأوضحت نانسي عمر، أن رؤساء تحرير بعض الصحف القومية لديهم أوامر بمنع نشر أو كتابة أخبار سلبية محبطة، يعني متقولش انهيار الجنيه أمام الدولار مثلاً، مشيرة إلى أن الإعلامي المحسوب على النظام إبراهيم عيسى تكلم أمس عن التمسك بالأمل ومقاومة الطاقة السلبية والإحباط.

الشعب يشكو

وتداول ناشطون مقاطع فيديو لمصريين يشكون الفقر والعوز ويعترضون على ارتفاع الأسعار وعدم قدرتهم على الوفاء باحتياجاتهم الأساسية.

وانتقد ناشطون برامج إقراض صندوق النقد الدولي الكارثية لمصر التي يمررها السيسي حاليا على اعتبارها طوق نجاة من الغرق، محذرين من أنها نار ستلتهم المصريين وثرواتهم.

وأكد الروائي عمار علي حسن، أن وصفة صندوق النقد الدولي معروفة نتائجها، فطالما أدت إلى انهيار الطبقة الوسطى في بلدان عدة، وازدياد الفقراء فقرا، وسقوط إلى إفلاس أو وقوف على حافته.

وأضاف أن ما زاد الطين بلة في حالتنا أن القروض ذهبت إلى كثير من المشروعات الاستعراضية لـ "الجمهورية الجديدة" التي تنام في وهم وستصحو على فاجعة.

وقال المؤرخ  بشير نافع، إن بيان صندوق النقد الدولي بخصوص وضع مصر المالي-الاقتصادي، والسياسات التي ينبغي على القاهرة اتباعها، يحمل دلالة واحدة: أن الدولة المصرية فقدت سيادتها. وحذر إسلام المصري، من أن ما نشره واقره صندوق النقد الدولي بالنسبة لمصر يعني موافقة السيسي علي بيع المصريين وكرامتهم وثروات وطنهم وأن الانهيار الاقتصادي قادم لا محالة.

وبرزت مقارنات الناشطين بين حال الجنيه المصري إبان حكم مرسي، والانحدار الذي وصل له في عهد المنقلب السيسي، مترحمين على الرئيس الراحل.

وتعجب محمد اليحيا، من وصول الجنية المصرى من 13 جنيها مقابل الدولار في 2016 إلى 30 جنيها في 2023، واصفا السيسي بأنه منزوع البركة، جوع الشعب المصري وأوصل الاقتصاد للحضيض وجعل مصر تمر بأسوأ أيامها.

ودعا الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، لمرسي قائلا: "ربنا يرحم الرئيس مرسي وينتقم له من الجهلاء الذين آذوه بألسنتهم، وينتقم له من الكاذبين الذين افتروا عليه في إعلامهم، وينتقم له من المجرمين الذين ظلموه واعتقلوه وقتلوه".

وأضاف: "اللهم سلط عليهم سيف انتقامك وافضحهم واحصهم عددا ولاتغادر منهم أحدًا واكشف الغمة عن مصر والمصريين".

وعقب الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عزام، على وصول سعر الدولار إلى 31.75 جنيها مصريا، بالترحم على الرئيس مرسي وداعيا الله بأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.