خالد بن محمد.. نجل رئيس الإمارات الطامح في ولاية العهد على حساب عمه

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

قبل وفاته بعامين، وتحديدا في 2002، أوصى مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بوصية مكتوبة، بأن تكون سلطة العاصمة أبو ظبي، ثم سائر الدولة بعده لنجله "خليفة" ثم لـ"محمد". 

وطوال نحو 18 عاما، عمل محمد بن زايد خلال فترة ولايته عهد أبو ظبي قبل أن يتولى الرئاسة، على ترسيخ سلطة أولاده، وفي مقدمتهم خالد الذي بدأ إعداده للمهمة بعناية شديدة واهتمام بالغ. 

وحصل خالد (40 عاما) على خبرته المهنية وتطلعاته السياسية من خلال عمله إلى جانب حلفاء والده الرئيسين خلدون مبارك وجاسم الزعابي، اللذين توليا رعايته منذ لحظاته الأولى نحو سلم الحكم والسلطة. 

ومنذ وفاة خليفة بن زايد في 13 مايو/أيار 2022 بمدينة إيفيان الفرنسية، يستغل محمد بن زايد كل مناسبة لتحضير ابنه لمنصب ولي العهد الذي ما يزال شاغرا.

خالد في سطور  

ولد خالد بن محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، في 8 يناير/كانون الثاني 1982، وهو الابن الأكبر لمحمد بن زايد، من بين 9 أشقاء، ووالدته هي الشيخة سلامة بنت حمدان بن محمد آل نهيان.

وتخرج خالد بن زايد في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وخدم بجهاز أمن الدولة.

وظهر اسمه بوضوح لأول مرة على الساحة السياسية كرئيس للمجلس الأعلى للأمن القومي بإمارة أبو ظبي في مطلع عام 2010. 

ولهذا المجلس أهميته الخاصة لأنه يوجه مختلف الأجهزة الأمنية في الدولة، ويسيطر عليها حصريا من إمارة أبو ظبي. 

وفي فبراير/ شباط 2015، وفي إطار سلسلة من التعيينات أجراها والده شملت معظم مستشاريه الأكثر ولاء، عين خالد وزيرا للأمن الداخلي الإماراتي. 

وفي 15 فبراير 2016، أصدر رئيس الدولة وقتها خليفة بن زايد، مرسوما اتحاديا بتعيين اللواء خالد رئيسا لجهاز أمن الدولة بدرجة "وزير".

وواصل خالد بن محمد، الخبير في قضايا الأمن الداخلي، صعوده في الدائرة المقربة من والده.

وقبل أن يصبح رئيسا للجنة التنفيذية لعملاق النفط الإماراتي "أدنوك"، عين في مارس/ آذار 2021 عضوا في مجلس إدارتها بقرار من والده الذي كان رئيسا لمجلس الإدارة في ذلك الوقت.

وخالد هو الحفيد الوحيد لزايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات، الذي وصل إلى عضوية المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية المشرف على جميع الأصول الاقتصادية لإمارة أبو ظبي مثل "مبادلة" و"القابضة"، و"جهاز أبو ظبي للاستثمار"، و"شركة بترول أبو ظبي الوطنية".

وانخرط خالد في مشروع والده الضخم الهادف لتنويع اقتصاد أبو ظبي من خلال شركة (Hub71)، أو منظومة التكنولوجيا التي تمولها شركة "مبادلة".

ونظرا لأن موقعه في القيادة الإماراتية يبدو راسخا، عين خالد مديرا لـ "مكتب أبو ظبي التنفيذي"، ما جعله مسؤولا عن توجيه إستراتيجية الإمارة طويلة الأجل في جميع المجالات.

 

منافسة طحنون

مع صعود نجم خالد بدأ يدخل في منافسة قوية مع عمه طحنون الذي كان يهيئ نفسه لمنصب ولاية العهد. 

ولتقاسم الأدوار الأمنية العليا داخل الأسرة، عين طحنون بن زايد، مستشارا للأمن القومي ومسؤولا عن الأمن الخارجي.

لكن محمد بن زايد، عين أحد أكثر مستشاريه ولاء، وهو محمد بن أحمد البواردي، وزيرا للدولة لشؤون الدفاع، وعهد إليه بتدريب نجله خالد. 

وبفضل معرفة خالد بكيفية استخدام شبكات والده المتماسكة، تمكن في يناير/كانون الثاني 2017، من أن يصبح مستشارا لنائب رئيس الأمن القومي، وذلك في عهد طحنون الذي بدا متململا من الأمر، بحسب ما ذكر موقع "إمارات 24" المعارض في 15 يونيو/ حزيران 2021. 

ويستند محمد بن زايد في ترجيح كفة نجله على أخيه طحنون، على أساس أنه لا توجد مادة في الدستور الإماراتي تنظم اختيار ولي العهد. لذا صار العرف على مشاركة المناصب بالتفاهم بين أولاد مؤسس الدولة الشيخ زايد.

ورجح هذا الأمر الأستاذ بجامعة كينجز كوليدج بلندن "اندرياس كريدج"، الذي يرى أن خالد لديه حظوظ أقوى بتنصيبه وليا للعهد ولكن ربما تجرى العملية على مراحل.

وكتب كريدج في تغريده عبر تويتر "قد يحكم محمد بن زايد لعقدين أو أكثر.. لذلك يمكن تسمية طحنون وليا للعهد بينما يجري فعليا تهيئة خالد له".

سباق ولاية العهد

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، في قفزة قوية نحو السلطة، جرى تعيين خالد بن زايد رئيسا لمكتب أبوظبي التنفيذي، بموجب مرسوم أميري.

بعدها أصبح مسؤولا عن كل ما يخص المجلس التنفيذي من موضوعات مرفوعة أو خطط أو طلبات أو تخطيط.

وفي الثاني من مايو/أيار 2022، ذكر موقع "نبض الخليج" أنه مع بدء تبلور هيكلية نظام محمد بن زايد، يرجح بقوة أن يصبح ابنه خالد ولي عهد أبو ظبي القادم، لأنه يكتسب مكانته من نفوذه في القطاع الأمني الإماراتي على مدار سنوات طويلة. 

وقال إنه رغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يترأس فيها خالد مجلس إدارة شركة بترول أبو ظبي "أدنوك"، لكن الجلسة الأخيرة في 12 يوليو 2022، جذبت اهتمام وسائل الإعلام، حيث تعد اختبارا تجريبيا لخارطته السياسية التي رسمها له والده بعناية.

وأضاف أنه بعد وفاة خليفة بن زايد في 13 مايو/ آيار 2022 بمدينة إيفيان الفرنسية، يستغل محمد بن زايد كل مناسبة لتحضير ابنه لمنصب ولي العهد، كذلك شارك خالد في إطلاق ونمو مشاريع متعددة بالإمارات.

وشمل ذلك 60 ألف متر مربع، من مساحات الترفيه والتسلية في منطقة "السعديات جروف" التي تضم مشروع "اللوفر أبوظبي ريزيدنسز" بأبو ظبي.

واهتم الأمير خالد بتلك الجزئية من أجل جذب الشباب الإماراتي، وإبراز نفسه كممثل لهم، وهو أمر أشبه تماما بصعود ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

إذ إن ابن سلمان أيضا أسس الهيئة العامة للترفيه عام 2016 في الرياض وانطلقت فاعليتها في عموم المملكة، لجذب الشباب السعودي، وإعلان نفسه كأمير شاب يرسم ملامح المستقبل بعناية 

وشهد خالد بن زايد بنفسه افتتاح مساحات جديدة داخل المجمع الثقافي (في أبوظبي)، وفي منتزه جبل حفيت الصحراوي (الجبل الوحيد في أبوظبي) ومبادرة "لحظات أبوظبي" كجزء من برنامج (غدان 21)، وكلها أمور صيغت بعناية لترسيخ اسم خالد، كصورة لشباب الإمارات ووجهها المستقبلي.  

دعم والده

حظي خالد بدعم وتوجيه من والده الذي حرص على إدخاله في تجربة مثمرة مع مختلف الأجهزة الأمنية في الإمارات، خاصة صحبة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي سيف العرياني، الذي كان سفيرا لبلاده في باريس بين عامي 2001 و2009.

والجنرال سيف العرياني له العديد من المميزات، وخدم في القوات المسلحة الإماراتية، وتدرب في المدارس العسكرية الهندية كما أنه مقرب من محمد بن زايد، وهو المرشد والمعلم الفعلي لخالد.

وهذا ما يفسر حضور محمد بن زايد ونجله ضيوفا في حفل زفاف علي نجل سيف العرياني عام 2015.

كما شارك خالد في مختلف أقسام صندوق "مبادلة" الاستثماري الذي يديره خلدون المبارك، صديق طفولة محمد بن زايد.

وتفيد بعض المصادر الإماراتية أن خلدون سيصبح وزيرا لشؤون الرئاسة إذا ما أصبح خالد وليا للعهد، حيث يجرى إبعاد وزير شؤون الرئاسة الحالي منصور بن زايد تدريجيا من الدائرة المقربة من رئاسة الدولة.

الدعم الآخر الذي تلقاه من والده، جاء خلال تخصيص عمله في مجال "تقنيات الأمن"، تحديدا شركة "مبادلة" الحكومية المشرفة على ذلك القطاع. 

ولا سيما أن المجال الواسع والإستراتيجي الذي هيمن عليه خالد بن زايد، يشرف عليه جاسم الزعابي، مدير قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "مبادلة" والرئيس التنفيذي لشركة "الياه سات" التابعة لها والمتخصصة في الاتصالات الفضائية.

وقد تقاطع الرجلان مرة أخرى مع تولي الزعابي منصب رئيس وحدة استخبارات الإشارات في أبو ظبي (الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني NESA)، التي يشرف عليها خالد وطحنون بشكل مباشر.

وفي عام 2008، تزوج خالد من فاطمة بنت سرور آل نهيان، وأنجب منها ولدا وبنتا. فيما يدير شقيقه الأصغر ذياب بن محمد بن زايد ديوان ولي العهد وشركة "الاتحاد للقطارات" المملوكة للدولة.

وحتى يتسنى لخالد صعودا هادئا في دولاب الدولة، تمكن محمد بن زايد من إبعاده عن وسائل الإعلام، إذ ليست لديه حسابات عامة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وذلك بعكس قرينه ولي عهد دبي حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، المعروف أيضا باسم "فزاع"، الذي يمتلك حسابا على منصة إنستغرام باسم Faz3، ويتابعه أكثر من 14 مليون فرد.

وبالنسبة لأولئك الذين يراقبون المنافسة بين إمارتي دبي وأبو ظبي، سيكون خالد الشخص الذي سيجعل من دبي فرعا تابعا لأبو ظبي، بمجرد رحيل أمير دبي القوي ورئيس الوزراء الاتحادي الحالي محمد بن راشد آل مكتوم، كما أوردت العديد من التقارير التي تناولت الشأن الإماراتي أخيرا.