ردع أم خلط؟.. ردود فعل متباينة إزاء مطالب بطرد العمال الهندوس من الخليج

لندن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

في ظل صمت عربي وإسلامي رسمي، لم تكتف السلطات الهندية بالإساءة للنبي محمد ﷺ، بل رفضت أيضا الاعتذار، وصعدت القمع والتنكيل بحق المتظاهرين المسلمين، لدرجة هدم بيوتهم، ما دفع جماهير عريضة لمطالبة حكوماتها بطرد العمالة الهندوسية، لعل نظامها يتوقف عن تطرفه.

وتصاعدت المطالبات بعد تداول مقاطع فيديو تظهر تعامل القوات الهندوسية بوحشية مع مسلمي الهند، دون رحمة أو تمييز بين رجل أو امرأة أو طفل، ومشاهد أخرى لهدم منازل مسلمين تظاهروا ضد الإساءة للرسول ﷺ، فضلا عن اعتقال الآلاف وتعذيبهم.

الناشطون أطلقوا حملة #اطردوا_الهندوس_من_الخليج، لمطالبة الأنظمة الحاكمة بطرد العمالة الهندوسية انتصارا للمسلمين، لكنها أثارت جدلا، إذ رأى فريق أن طرد العمالة ليس حلا للأزمة الراهنة، ويحمل خلطا للأوراق وظلما لآخرين غير راضين عن تصرفات حكومتهم.

وأشاروا إلى أن العمالة ليس لها ذنب في تجاوزات حكومتهم بحق المسلمين، وأنهم جاءوا إلى دول الخليج بحثا عن لقمة العيش، ويؤدون أعمالهم بإتقان وتفان ولا علاقة لهم بالسياسة من قريب أو بعيد، مؤكدين أنه ليس من الحكمة تصعيد الموقف مع العمالة لمجرد انتمائهم.

بينما رأى فريق آخر، أن طرد العمالة الهندية يعد بمثابة الحل الأمثل لردع الهندوس وتأديب حكومتهم برئاسة السياسي اليميني ناريندرا مودي، حتى يعتذر للمسلمين.

وتحدث ناشطون عن وجوب استغلال دول الخليج ثقلها السياسي والاقتصادي لنصرة المسلمين في الهند، واستدعاء السفراء ومقاطعة المنتجات الهندوسية للضغط على نيودلهي كأبسط أنواع الدعم للمسلمين.

وأكدوا أن طرد العمالة الهندوسية من الخليج كفيل بلجم الحكومة والشعب الهندي وكف أذاهم عن مسلمي الهند، مستنكرين تعمد نيودلهي إظهار وجهها القبيح للتطرف الهندوسي وعدم مبالاته بردة فعل الشعوب العربية والإسلامية.

تصعيد مناهض

وفي هذا السياق، أكد الناشط فهد المالكي، أنه يتوجب على وزارات الخارجية في دول مجلس التعاون عدم استقبال السفراء الهندوس والبعثات الهندية من الهندوس وفرض استبدالهم بدبلوماسيين مسلمين.

من جانبه، أشار سمير العليمي، إلى أن الهندوس يرتعون في دول الخليج وفي بعض هذه الدول أصبحوا أكثر من سكان البلد الأصليين، لكن هناك من أعطى الضوء الأخضر للهندوس يفتكون كما يشاءون بالمسلمين وكأن قادة هذه الدول غير مسلمين مع الأسف.
وتساءل مغرد آخر: "لماذا تسكت السعودية والإمارات والكويت على العمالة الهندية بعد الإساءة إلى الرسول وهدم منازل المسلمين الذي يشاركون في الاحتجاجات، مجرد التلويح بعقوبات ضد الحكومة والحزب الحاكم الهندي هل هذا أمر صعب على هذه الحكومات". ودعا المغرد سعيد، الحكومات العربية والإسلامية إلى مقاطعة الهند وطرد دبلوماسيتها وترحيل العمالة من الديانة الهندوسية والتوقف عن استيراد أي بضائع هندية وفرض عقوبات اقتصادية وإسقاط حكومة مودي.

رفض طرد العمالة

في المقابل، أعرب ناشطون عن رفضهم عن مس العمالة الهندية وأن تكون العقوبات على مستوى الحكومات فقط، بدعوى أن العمالة ليست طرفا في الأزمة السياسية والدبلوماسية والدينية التي تصعدها حكومتهم.

الناشط إيهاب العتيبي، استشهد بقول الله تعالى في سورة المائدة "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَـَٔانُ قَوْمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعْدِلُواْ ۚ"، قائلا: "هندوسي مؤيد لحزب مودي وحركته العنصرية يستحق العقاب، لكن رجل بسيط يعمل ليجني لقمة رزقه لا يستحق العقاب على ذنب لم يقم به".

وتساءل: "ما الفرق هنا عن عنصريي أوروبا والغرب من يطالبون بطرد المسلمين بجريرة القاعدة وداعش وأشباهها".

وتساءلت نهى علي: "وأين تسامح المسلمين؟! ما ذنب هندوس الخليج وهندوس الهند بما تفعله بلادهم؟!"، مؤكدة إن "الإسلام لا يكيل بمكيالين".  ورأى حميد حسن الشامي، أن من الخطأ أن نقابل العنصرية بعنصرية أخرى، وأن تكون الدعوى إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، متسائلا: "ما ذنب إنسان لم يرتكب أخطاء؟".  وقالت مغردة أخرى: "ليست كل العمالة الهندية هندوسية؛ مش معقولة نجلس نختار ونفصّل.. ما عندكم البديل أصلا عشان تخليهم يغادروا البلد؛ وهذه نتيجة جلب العمالة ذات التكلفة المنخفضة".

وأقسم صاحب حساب شاعر سياسي، بأن طرد العمالة الهندوسية أو ضربهم ليس حلا، وإنما سيزيد الأمر سوءا ومشاكل على المسلمين بالهند.

وأضاف: "أنا عندي عامل هندوسي من زمان يقوم بشغله وحريص وراعي أمانة وغيري كثير.. ما تزر وازرة وزر أخرى".

وأردف أن المشكلة تكمن في أن الحكومة الهندية لابد أن تقابلها الحكومات الإسلامية.

ونصح عبدالله راجح، بعدم طرد العمالة الهندية من دول الخليج، على أن تعلن كل الدول العربية والإسلامية مقاطعة للبضائع الهندية تضامنا مع مسلمين الهند الذين دافعوا عن شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأشار أحمد الباري، إلى أن هناك خلطا بين العمالة الهندية والهندوس، وأن العدد لا يعني تواجد الهندوس، بل قد يكونون هنودا مسلمين، ولذلك لزم التوضيح بذلك، ووجب دعم الهنود المسلمين وليس التضييق عليهم.

مبررات الطرد

ورد ناشطون على دفاع البعض عن العمالة الهندية والمطالبة باستبعادهم من العقوبات للرد على الإساءة، متحدثين عن تأثير تفعيل آلية ترحيل العمالة في ردع السلطات الهندية عن التنكيل بالمسلمين واستهداف مقدساتهم.

وقالت مريم المشيخي، إن العنف يولد العنف والكراهية، والهند بمن يدعمها هي من أشد المحاربين للمسلمين، فحكومة تلك الدولة تقوم على العنف والعنصرية ومعاداة المسلمين.

وأضافت: "لست مع العنصرية أو الكراهية وتحميل أي طائفة دينية وزر من يرأسها، لكن طرد الهندوس سيجعلهم يدركون بأن تلك الحكومة مصدر للكراهية".

وأوضحت المغردة زهراء، أن الهند بدون الخليج اقتصادها يصبح هو والتراب واحد، إذ تصل العمالة حوالي 8 ملايين شخص في جميع دول الخليج، يعني سنويا ترسل هذه الدول قرابة 80 مليار دولار، مؤكدة أن ضرب الاقتصاد بالمقاطعة يقلب معادلة الإساءة كلها. وأكد آخر، أن المسلمين يمتلكون سلاحا مهما وفعالا وهو المقاطعة الاقتصادية، ويعد من أشد الأسلحة أثرا ويضرب العدو ضربات قوية جدا، داعيا إلى تفعيله وطرد العمالة الهندية غير المسلمة وترقب كيف سيرتدع كل المسيئين للرسول الكريم.